علي الزاغيني
حكاية حب ....(2)
ان تحب هي قمة السعادة ولكن ان تحب بصمت دون تبوح للحبيب بمكنونات قلبك شئ لا يطاق ليبقى الصراع بين الاعتراف والهروب الى قلب الحبيب وبين النسيان .
غادة لم تعترف بحبها كانت صامتة تهرب من الجميع , تسمع ولا تجيب ولا تعترف لزيد بحبها وتتهرب منه لانها خائفة وفرحة ومرتبكة , وعندما يزورهم في المدينة تهرب الكلمات منها حين تلقي عليه السلام لا تعرف ما تقول , وتبقى لغة العيون هي التي تتكلم , كالفراشة الحائرة هل تقترب من النار وتحترق ام تبتعد ولا تعيش قصة الحب .
زيد رجل وقور ذو شخصية رزنة صقلته العسكرية له خبرة في الحياة رغم حداثة سنه , طموح , ميسور مقارنة باقرانه , المستقبل ينتظره وهي التلميذة المراهقة لا تعرف من الحب شئ سوى ما قرأته في القصص , هل سينتظرها حتى تكمل دراستها ويتزوجها ؟ ام ستكون مجرد محطة في حياته.
اسئلة كثيرة تدور في مخيلتها ؟
اكيد هو يريد وحدة جاهزة للزواج ؟
ظلت تعيش المعاناة ومرت السنوات والعلاقة مجرد نظرات واهتمام وكلمات بسيطة لا علاقة لها بالحب وكان لا يريد ان يشغلها عن الدراسة بكلام الحب وكان يخاف عليها من كل شيء حتى لم يصارحها بحبه , كانت سعيدة جدا يكفيها هذا القليل من الاهتمام , و كان ما يجعلها سعيدة انه يعلمها بموعد زيارته القادمة وتبقى تنتظر الموعد وعندما يحين الموعد تعود مسرعة من المدرسة فرحة لتراه في البيت يتبادلون التحية و الابتسامة اما الكلام في العيون فقط ونبضات القلوب , وفي لحظة مغادرته تشعر بالقلق والاكتئاب وتبقى تعد الساعات لموعد زيارته القادمة .
في حياتنا نواجه الكثير من الهموم والحزن وحينما نجد من ينصت الينا بكل حب وحنان لاتسعنا الدنيا ونبقى في احلامنا الوردية التي لا تنتهي وتبقى الام هي مدرسة الحنان بقلبها الكبير الذي يمنحنى الدفئ والامان .
ان تتجاهل الحبيب وتتركه ينتظر لحظة لقاء , ابتسامة , همسة شئ في غاية الالم وان تلبي دعوة القلب من اول همسة شئ من الجنون قد يقودك الى طريق لانهاية له من الالم ولوعة الفراق .
من حيث لا نعلم تمضي بنا الايام غربة وحنين وايام انتظار ولوعة حتى تدمع العيون عشقا وهياما بانتظار ساعي البريد لعله يحمل لنا البشرى برسالة من الحبيب.
خلال هذه السنوات التي مضت تقدم كثير من الشباب لغادة من الاقارب الا انها كانت ترفض بحجة اكمال دراستها ,ولانها كانت تحلم بعالم ثاني كله حب وهي لا تعرف غيره و اذا كان زيد سيتزوجها ام لا وكانت تخجل ان تتحدث بهذا الخصوص ولكنها كانت مؤمنة بالحب وسعيدة بقصة حبها بغض النظر عن مشاعر زيد ولكن الاهم هي تعيش قصة حب .
احمد طالب كلية الهندسة شاب وسيم يسكن قرية اخرى مثقف بحمل صفات وشهامة الريف و بحكم دراسته في المدينة اخذ جزء من ثقافتها وتقاليدها لذا كان يتانق بمظهره يرتدي ملابس المدينة وعيون فتيات القرية لا تفارقه ويفتخر بذاته لانه حقق طموحه ودرس الهندسة وسيكون له شأن في المستقبل.
على ما يبدو ان احمد كان ينظر لغادة بعيون العاشق , يترقب قدوم عائلتها لزيارتهم في الريف وفي بعض الاحيان يزورهم في المدينة بعد اكمال دراسته وكله شوق للبوح لها بحبه وما يدور في قلبه من عشق وهيام .
غادة ترى نظراته وتصمت خجلا من والديها ولم تفكر به لحظة واحدة لان قلبها خطفه زيد واصبح ملكا له ولا تبالي بكل العاشقين سواه , من يعشق يجد السبيل للوصول الى من يحب واحمد اغتنم فرصة زيارة غادة وعائلتها الى الريف واعترف لها بحبه دون اي يصمت او يجد طريقا للصمت بعد الان ؟
تسالت غادة عن سر عشق احمد لها على الرغم من وجود الكثير من الفتيات حوله في الكلية وفي القرية ؟
يا ترى هل يعشقني بصدق ! ليس بايدينا ان نعشق سوى من ينبض له القلب مهما كان الطرف الثاني عاشقا حتى الوله او الجنون وتبقى حسرات قلبه الم كبير قد نندم عليها في المستقبل .
زيد يعيش في القرية يتيم الاب مسؤول عن عائلته يسكن غرفة في بيت كبيرمع شقيقه الحاج ابو علي الذي كان يعيل عائلته هو اخوته اضافة الى والدته واخته يعملن على خياطة الملابس في القرية من اجل مساعدة اخوتهم في اكمال دراستهم حتى تخرج وساهم في مساعدة عائلته واخوته في اتمام دراستهم وعوضهم سنوات الحرمان , طموح جدا ويعتد بنفسه كثيرا وذا شخصية قوية وهو شاب اسمر وسيم محبوب وكان يحب غادة بصدق ويخاف عليها من اي شيء .
زيد كان اشبه بزير نساء لذلك اراد ان يتزوج من اقربائه حسب ما اعترف لبعض الاصدقاء (يريد فتاة يربيها على ايده) لذلك كانت غادة حلم حياته , كانت تحب ما يحب وتبتعد عن كل ما يكره وهذا لا يعني انها عديمة الشخصية بل كانت مطيعه وحريصة على ارضائه وكان يحب اغاني السبعينيات ( ياس خضر – حسين نعمة ) فحبت هذه الاغاني لانها تذكرها به اثناء غيابه .
ولم يكن زيد هو الافضل بين المغرمين بغادة بعد احمد لكن الحب اعمى كما يقولون ويختار القلب مايشاء , فيصل العاشق الصامت كان لايزال طالب كله شباب وحيوية وكان حبه صامتا لم يصارحها ابدا الا عن طريق رسائل يضعها في كتبها خلال زياراته المعدودة جدا ويتوسل اليها ويصف حبه لها والشوق الذي يكنه في قلبه ان تمنحه جزء من تفكيرها .
ليس فيصل وحده من كان يعلم انها معجبة بزيد وعاشقة له بل كان الجميع من الاقرباء يعلم بأن زيد معجب بغادة ويريد ان يتزوجها , كتب لها فيصل في رسائله بان لا احد في العالم يحبك اكثر مني ومستعد ان اعمل اي شيء لاسعادك وكان يصفها كالطائر في السماء لا يحط على الارض ويتمنى لو يحط على الارض وينظر اليه بعيون قلبه لرأيت حبي لك يفوق كل حدود الجنون, لكنها لا تسمع....... الا همسات زيد؟
ولا ترى الا زيد فارس لاحلامها ...........!
,كانت لا ترد على رسائله وحتى لا تسلم عليه ابد خاصة بعد ان حذرها زيد من الحديث عليه .
798 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع