علي السوداني
هكذا كان موتك .
جملة يابسة على عتبة ليلة الوحشة .
سريعاً ، على مبعدة شهقة من أوشال نيسان .
ستفوتك السنة ، قدحات الياسمين على درجات معبد هرقل .
وقع أقدام الصبايا وهنَّ يسوّرنَ سبيلَ الحوريات .
سلة دسمة من الفقدانات بربّة عمّون :
بائعة السكائر المتحدرة من سلالة سومرية .
كشك حسن أبو عليّ .
لحية هشام الجاحظ .
آثار تكية الياسمين .
صحن هاشم المتبّل .
جمال زهران وهو يحوم حول رأسك ، مثل مدخنة معمل طابوق منسيّ .
قهوة السنترال الطيبة .
ثمة تبدلات نزلتْ على لوحة المقهى .
مات زكي أبو زيد ، وعاد رضا إلى حضن أمّه ، وهجر عدنان معمعة الكونكان .
جلجلة المصطلح الغامض بتلسين غسان مفاضلة .
جدار الياس فركوح .
سبت عباس يوسف .
دلمون حسن دعبل .
ليلة من ليالي محمد عبد الوهاب بحانة الشرق المبهجة .
ألمرة النادرة التي تشبّبـتَ فيها وتصابيت .
ربما كانت استعادة ممكنة لقبلة قديمة .
قمتَ على حيلك وطولك خاشعاً تالفاً منصتاً :
" إمتى الزمان يسمح يا جميل
أسهر معاك على شطّ النيل "
ألنيل يعادل دجلةَ هنا ،
ودجلة ضيّعتْ مشط الخشب ، فتخصّلَ شَعرها وأشعثَ .
سنلتقي هناك إذن ،
كما ولدتنا أمهاتنا ،
في المعبر المزروع بين الجنة والنار ،
ليس ثمة تكشيرة شرطيّ ،
لا فيزا ولا جواز سفر ،
لا شهادة حسن سلوك ،
ولا صكَّ غفران .
الأمر أسهل مما تتخيّل يا صاحبي ،
لوحاتك بيمينك ،
وقصصي بيميني ،
إنطرني صديقي ،
سأجلب معي صوراً جديدة ، من دارك المعلقة بخاصرة القلعة .
ربما تأخرتُ عليك .
لا تقلق .
749 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع