فلاح ميرزا
تتسابق الاحداث التى تمر بها الامة العربية وما تشهده الاوضاع المتأزمة الجارية بين المملكة العربية السعودية التى تتولى قيادة مجلس التعاون الخليجى واليمن وما يمر به العراق لتعطى للمراقبين اكثر من مؤشر ودليل على تحول مواقف الدول بشأنها وفقا لمنظورها السياسى والاقتصادى الذى وضع للمرحلة القادمة
ولاشك فان لكلا الجانبين السياسى والاقتصادى رؤيا تخلتف فيها الاقطاب الدولية التى ستكون لها بصمة فى الحل الذى سيتم التوصل اليه رغم ان امر كهذا لايخرج عن ما تقرره الادارة الامريكية القادمة واهمها نتائج الانتخابات الامريكية القادمة وما سيقرره الحزب الذى سيفوز بها ولاشك فان الجمهورين سيكونوا الاوفر حظا بالفوز بها ليس لان الحزب الديمقراطى لم يتمكن من انجاز الهدف المطلوب منه تحقيقه فى التخفيف من شدة الازمة الاقتصادية والمالية ومخلفات حكم الجمهورين التى تولاه بوش الابن خلال رئاسته لها وابتعاد اغلب دول امريكا اللاتينية عنها ,وانما لان سيناريو السياسة الامريكية يقرأ هكذا وبالتأكيد فان بوادر حل سياسى لما تمر به المنطقة ليس كما يتوقعه المراقبون بل ان الازمة التى تشهدها ستتحول من مكان الى اخر وقد تكون شبيهة بازمة مرور السيارات عندما تواجه ازدحاما مروريا فان ضابط المرور المسوول عن حركة المركبات يقوم بتحويل سير المركبات من شارع الى اخر اى انه لم يجد حل لها بل حولها من حال الى حال اخر.
قراءة سريعة للتاريخ الذى شهدته الامة العربية عبر مراحلها المتعددة تضعنا امام حقائق لازالت ذاكرتها شاخصة فى الفكر والضمير وان اتخذت لها اشكال وصور متعدده , ولولا ما كان يتميز به اصحاب الفكر من مقدرة على التميز بين حقيقة الدعوة التى دعوا اليها الشعوب ومضامينها السماوية وبين ماتتطلبها مرحلة البناء الانسانى والفكري للمجتمع الذى سياخذ على عاتقه ترسيخ الاسس والقواعد التى تنوعت وتأطرت بما ستكون عليها صورة الواقع الذى هى بحاجة اليه لكان الذى نراه اليوم بمايفعله اصحاب العرق الدساس الذين ظلوا طوال قرون عديدة يختبؤن وراء هدف تمزيقها من داخل قلبها , سواء بالتعرض الى صاحب الرسالة او باهله او باصحابه وبصورة علنية ويومية فالذى نشهده اليوم وما يفعله هؤلاء هو اشبه بتيار قوى يعادل زلزال الغاية منه اطفاء النور الذى اتت به الرسالة الايمانية لتوعية البشر من المفاهيم والبدع الغريبة التى تبدوا وكانها سرطان سيصيب الامة فى قلبها وروحها اذا لم يتم التصدى لها , ورغم ان تلك المحاولات تنطلق من مصادر معروفة بتاريخها الا ان الذى يخشى منه ان هذه الظاهرة التى ينطلق منها هؤلاء يصعب التعرف عليها لانهم من الذين يطلق عليهم ايضا بالمسلمين ولكنها ان استمرت وتحقق لهم ماارادوا وراء فعلهم هذا فسيحصل الويل وهذا ما تبحث عليه مؤسسات الغرب السياسية االدينية ولكنها فى الواقع ليست لها علاقة بالدين ولاشك فان اتخاذ ماوقع فى العراق ثم سوريا وليبيا واليمن ذريعة للتدخل وفعل مايريده هؤلاء , الامر الذى يتطلب من اهلنا ان يقوموا بواجبهم الدنيوى لانقاذ ماتبقى لهم من رسالة الرسول المصطفى ولاشك فان العرب هم المعنيين بالامر , وبغض النظر عن مايقال عن ذلك من تفسيرات دينية وسياسية فان الذى تريده ايران وحلفاءها هو العودة الى عهود الامبراطورية الفارسية الساسانية فسيكون فى الحالة هذه عرب العراق(شيعته وسنته) اداة بيد الفرس ويقينى ان ذلك لن يكون ابدا اذا تحالف العرب و مع حلفائهم امام هذا المشروع الصهيوايرانيى الذى يسعى اليه هؤلاء الذى توضح منذ مجئء بالمالكى على راس السلطة ومده بوسائل الدعم والقوة وكانت الغاية من وراء ذلك محاربة عرب السنة بعضهم مع بعض بتسليط ضعاف الشيوخ عليهم من ثم الايحاء لهم بمنحهم حقوقهم فى محافظاتهم والتظاهر للتعبير عن ما يبحثوا عنه من مطالب وحقوق مشروعة وبدلا ان تلجأ الحكومة الى تحقيق جزء منها زادتها عمقا وتعقيدا وتحولت امام المالكى من مطالب انسانية واجتماعية وثقافية الى مطالب سياسية تقودها القاعدة ومنظمات ارهابية وتحولت تدريجيا الى ازمة ومن ثم الى تدخلات لقوى الجيش والامن واطراف اخرى من خارج الحدود تحت مسميات طائفية وكان لها ان تتحول الى مشروع لالحاق العراق بايران او تقسيمه فيما لو استمر المالكى فى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة ولاسباب دولية كان للولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى دورا واضحا فى التخلى عنه لان الذى كان يسعى اليه اسياده كخطوة اولى تغير البنية السكانية لمناطق تواجد السنة وتخليص عرب السنة من محافظاتهم وبشتى الوسائل واحلال تجمعات اخرى محلهم وفعلا فان ذلك قد يستمرلولا الضغوط التى مورست من قبل اطراف دوليه لابطال هذا المشروع الايرانى رغم ادعائهم بنفى ذلك الا ان واقع الحال جاء مغاير لذلك فلقد تغيرت البنية السكانية لمحافظة ديالى والمدن المحيطة ببغداد وسامراء وتباعا محافظة صلاح الدين والانبار فيما عدا الموصل لاسباب عرقية ودولية لذلك فان عرب السنة والشيعة ادراك مايقع عليهم وما سوف يقع اذا استمروا فى سباتهم الممل لما يحصل؟ وقد يكون من الافضل لهم ايجاد الحلول الذى تنجيهم منما سيكونوا عليه , وقد تكون للدول المجاورة مصلحة فيما يراه سكان المحافظات تلكبطرق خجولة ومترددة حاول بعض السنّة أن يجرّبوا حظهم في المشاركة السياسيّة، لكنّهم في كل مرّة يجدون أنفسهم بين مشروع خارجي ضاغط ترغيبا وترهيبا وتهميشا وبين حاضنة مفككة ومشككة تنتظر الكثير وتلوم على القليل، وقد زاد من هذه الحالة وجود بعض السياسيين الذين آثروا مصالحهم الشخصية وتحسين أوضاعهم المعيشية على كل اعتبار فقد علق الافق السياسى واستبعد الحل العسكري انطلق أهل السنة بحشود وصفت بالهائلة في المحافظات الست يطالبون بحقوقهم أسوة بالمكونات الأخرى، ويرفعون مظلوميّتهم إلى العالم كله بطريقة حضارية وسلمية، لكن العالم كلّه كان في صمم حتى أقرب المقربين، مما أوصل رسالة واضحة للمالكي أنه في حل تجاه ما يراه مناسبا للتعامل مع هذه الحشود.
أخذ المالكي يهدد بإنهاء هذه (الفقاعة) بقوة السلاح، ولم يجد قادة (الحراك) أمامهم سوى خيارين اثنين؛ الاستعداد للمواجهة المسلحة، أو الخيار الدستوري المتمثل بإعلان الإقليم، انقسم الجمهور وراح التيار (الوطني) يقذف منصات الحراك بالزجاجات الفارغة اعتراضا على طرح خيار الإقليم لأنه من وجهة نظرهم ينذر بالتقسيم، بينما يرى الفريق الآخر أن الحل العسكري هو الذي سيقسّم البلاد، وكانت مجادلات حادة واتهامات متبادلة -على طريقة العراقيين في حلّ خلافاتهم- مما جعل قادة الحراك يتراجعون إلى الخطابات العمومية التعبوية البعيدة عن أي حل عملي، حرصا منهم على (وحدة الصف) ولو كانت وحدة بلا حل.واعتقد بان اهل مكة ادرى بشعابها وعلى العراقيين انفسهم لانهم ادرى بما يقع عليهم وان الاستعانة على الدول التى اتت بهؤلاء وعلى راسها الولايات المتحدة لن يكون مجدى لان امريكا ارادت ان يكون وضع المنطقة ضمن هذا التقسيم كما ان الولايات المتحدة هى ايضا ليست صاحبة القرار على نفسها ايضا فليس لنا والحالة هذه الا بالتوكل على الله لا اله الا هو وقبل ان يصيبهم بما هو ادهى وامر سيما وان تاريخ الفرس مع العرب قبل وبعد الرسالة المحمدية معروف للقاصى والدانى فالخمينى لم يرتوى بماء دجلة والفرات رغم اطالة بقاءه بالعراق وماتلقاه من رعاية وحماية من حكومة العراق والعراقيين ولقد ردها عليهم بحرب استمرت ثمانية سنوات اكلت الاخضر واليابس وعاد اصحابه الان لينتقموا منما تبقى منهم .ان الرجوع الى مواضيع السقيفة وعهد الخلفاء ابوبكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم مرورا بسقوط الدولة العباسيةوالدولة العلوية والدولة العثمانية لافائدة فيه الا بقدر ما كان عليهم من مسؤلية المحافظة على الرسالة النبوية, فمن يقرأ التاريخ لا يفاجيء بما تقول به الادارة الامريكية والايرانية (مقاطع من الخطاب الامريكي والايرانى يكاد يكون متشابهان فى الوسائل التى استخدمت فى القضاء على دولة العراق وتمزيق وحده شعبه وترابه فالساسة الايرانيون اوضحوا فى خطابهم اكثر من مرة حقيقة مطالبهم فى ارض العراق والمنطقة خامنئى وروحانى وغيرهم اشاروا عن مطامح ايران فى السيطرة على المنافذ البحرية (باب المندب ومضيق هرمز). دونالد رامسفيلد قال ما الداعي ان تكون نفوس العراق بالقدر هذا ,خمسةمليون اوستة تكفي واخرون اشاروا الى نفس المضمون ديك شينى وزلماى خليل زادة فالاول قال ان هدفنا ليس صدام بل نظام صدام وحزب البعث والثانى تقليل نفوسه الى عشرة ملايين واما ثعلب الخارجية الامريكية كيسنجر فكان يخطط الى تفريغ العراق من كفاءته والتحكم فى نفطه والسيطرة عليه وتوظيفه لمصلحتنا وعلينا تدميرهذا البلد والسيطره على ثرواته , ان تاريخنا فى الارض الامريكية معروف وقد كان العنف وسيلتنا ونحن امة لاتشبع نحن ندمر ولا نبنى كما فعلنا فى الحروب وكما دمرنا فيتنام واخرين من غير العرب سيكونون معنا الذين سندعمهم وسيساندوننا سنحكم الطوق في جنوب العراق بواسطة اتباعنا من رجال الدين الذين اغلبهم من الفرس وبتنسيق معهم سنصنع ثقافة دينية محرفة واحداثها مختلفة وسنزيد من ابواق الخطابات الدينية بطريقتين الاولى تتولاها جهات دينية ومراكزثقافية انشأت لهذا الغرض والفضائيات والطريقة الاخرى لها موروثات تاريخية وهو ان الدين والدخول للجنه هو زيارة الاضرحه والانصياع للمرجع بالقداسه والطاعه ،وهذه ميزه تأريخيه لصالحنا ولن ننصب غيراهل الفساد ممن يحملون جنسيتناالغربيه او يودعون ما ينهبونه عندنا، وهذا رافد مهم لنا حيث اننانستعيد هذا الفئات ايضا. وهذا سوف يساهم بما نبتغيه لكي لا تحصل تنميه وتطوير للاقتصاد والبنيه التحتيه, ان هذا النهج لازم الاستعمار الغربي منذ القرنين السابقين فى حين ان السياسة الامريكية اصابها تشويه كبير بعد الحرب العالمية الثانية وبالاحرى منذ سبعنيات القرن الماضى فالتطورات الدرامكتيكية التى اصابة المنطقة وبروز احزاب وطنية وتيارات ثورية وضعت الادارة الامريكية امام حالة من الارتباك, تلك الادارة التى تولاها من غير الامركيين اصلا بل ممن هاجروا اليها بعدالحرب ومنهم رجال دين البسوا انفسهم الدين المسيحى فى الوقت انهم ذو ميول تلموديه وبمساعدة الهيئات والجمعيات التى اختفت تحت واجهات تجارية وصناعية واستثمارية ومالية تمكنت من السيطرة على السياسة التى قادت امريكا الى هذا الدرك الذى يزداد سوءا عام بعد عام وهذا ما تظهره المواقف المتناقضة التى اتخذتها تجاه الانظمة الوطنية فى المنطقة واولها العراق والتى سببت لها ارباكا وقلقا استمر منذ تسعنيات القرن الماضى ومنذ ان استخدمت ماكنتها العسكرية فى اسقاط الانظمة الشيوعية ولكنها وجدت نفسها مؤخرا انها لن تتمكن من اسقاط انتفاضات الشعوب رغم الاساليب التى مارستها لتحقيق هذا الهدف فالبرغم من قدرتها الفائقة فى استخدام القوة العسكرية لكنها فشلت ايضا فى القضاء على المقاومة الوطنية فى العراق ومع محاولتها لانشاء منظمات ودعمها بكل الوسائل التى تمكنها للعمل تحت مسميات وطنية مقاومة الا انها فشلت مما سيجبرها ذلك الى مراجعة خططها والتعامل مع اصحاب الارض الحقيقين الذين تمكنوا من اسقاط المشاريع الامريكية فى الاحتلال وهذا قد اثبتته احداث سوريا والعراق , ان التعامل مع الملف الايرانى والعراقى والسورى والفلسطينى بوجهين لم يعد نافعا للادارة الامريكية على الرغم من ان تلك الادارة ومن ضمن سياستها التى يتبناها كلا الحزبين الرئيسيين الجمهورى والديمقراطى قبل الانتخابات الامريكية خلق اجواء من المشاكل والازمات فى مناطق مختلفة وتحولها الى صراعات تهدد الامن العالمي وتشترك معها الهيئات الدولية والاعلامية ويكون ذلك فرصة لمعرفة السياسة التى يتبناها كلا الحزبين فى الرئاسة القادمة وتلك واحدة من الوسائل التى تمارسها تلك الادارة وتشرك العالم معها تمريرا للسياسات التى تريد بها تمرير سياستها المستقبلية , فالجمهورين مثلا لم يتمكنوا من التوصل مع ايران حول برنامجها النووى ولا الموضوع الفليسطينى ولا ازمة امريكا مع كوبا اضافة الى موضوع الدولار واليورودولار ولكنهم سيتولون موضوعات اخرى لها علاقة بالسياسة الدولية(المجموعات الاقتصادية الدوليةواسعار النفط وروسيا والصين) ولقد اثبتت السياسة الامريكية انها بحاجة ماسة الى اعادة النظر فى وضع المنطقة بصورته الحقيقية وليست كما يرويها بعض المخططين لها الذين اصبحوا كبار السن امثال فوكياما او برجنسكى او كسنجر والاخرين شانهم بذلك شان الساسة الايرانيون فاوروبا ستكون غير اوروبا مستقبلا كما ان السعودية سوف لن تكون كما نراها اليوم ناهيك عن الصين واليابان وروسيا فالمشروع الايرانى الذى قد خدع امريكا والعالم فى السابق سوف لا يكون كذلك كما ان استخدام العراق حقل تجارب لهما سوف يحيطه الفشل وهذا اثبتته الاحداث الاخيرة التى شهدها العالم حول تحرير تكريت من قبضة داعش كما اطلق عليه فى الوقت ان المقاومة الوطنية كانت لها انطلاقة فى العراق ولكنها للاسف اطلق عليها تحت هذا الاسم من قبل امريكا وايران لاحتواها ورفض العراقيين لها , قراءة سريعة لتاريخ المرحلة القادمة تضعنا امام حقائق وان اخذت لها اشكال وصور متعدده للسياسة الامريكية تجاه العراق وسوريا وايران وبين هذا وذلك فان ما سيكون عليه سياسيوا الحزب الذى سيتولى مخلفات نقيضه الحزب الحاكم الحالى وسيكون لموضوع السعودية مع اليمن وقضية الشرق الاوسط والعلاقات مع كوبا ودول امريكا اللاتنية والازامات بينها وروسيا الاتحادية شأن قادم.
760 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع