علي الزاغيني
حكاية حب
(1)
في متاهات الزمن وبين زحمة الاحزان قلوب حائرة تبحث عن الحب ترسم الاحلام كالفراشات , ليمضي الحب مع اتجاه الدموع يسابق الوهم في لحظات لا تمحى من القلب .
الحب تاريخ من الجنون والوفاء قد يندم الكثير من العاشقين لصبرهم وانتظارهم لسنين طويلة وبعد فوات الاوان يجد نفسه كمن يجري خلف خيوط الدخان وسراب لا نهاية له .
(غادة ) فتاة حالمة , رومانسية قد لا تختلف عن غيرها من النساء ,الحب والحياة والامل احلام لا تفارقها وتنتظر فارس الاحلام يحلق بها بعيدا في عالم من الخيال بين اسراب الطيور والفراشات تنعم بعبق الزهور لاتوقظها سوى ضحكات برئية بغد لا يشرق الا بالحب , تعشق الادب والشعر وتقرا كل ما يقع تحت يدها من قصص والروايات العربية والمترجمة لمعظم الكتا ب العرب ,احسان عبد القدوس , نجيب محفوظ , يوسف السباعي وغيرهم واشهر القصص المترجمة كالجريمة والعقاب , بائعة الخبز وانا كارنينا وغيرها وكانت قصائد نزار قباني لا تفارقها , تعشق اغاني عبد الحليم وام كلثوم وعبد الوهاب لذا كانت تكتب كلمات الاغاني التي تعجبها في اخر ورقة من الكتب المدرسية , وتحلم بالحب الذي قراته في قصصها واشعارها كانت تعيش اي قصة تقرئها وتبكي وتفرح حسب احداث القصة , وكانت افلام السبعينيات رومانسية لها تاثير السحر عليها مبدئها الوفاء والاخلاص فتصورت الحب كما تعلمته دون ان تعيشه وكانت تحلم بفارس الاحلام كل ليلة و برسائل الحبيب وهي تتلهف لقرائتها ولكن كيف ستلتقيه ؟
سؤال يدور في مخيلتها وهي لا تخرج من البيت الا الى المدرسة فقط .
وهكذا مضت بها عجلت الحياة من حلم لاخر , من سيكون فتى الاحلام ؟
كيف سيكون شعورها لاول نظرة حب !
كيف تبوح بسرها لصديقاتها ؟
كلها اسئلة لاتزال تروادها .
عائلتها الكبيرة كانت توفر لها كل ما تستطيع من متطلبات الحياة لتكمل مسيرتها الدراسية مع اقرانها , والدها ( الحاج ابو محمد) هاجر من القرية الى المدينة ليجد هناك فرصة عمل واستقر ولكنه لم ينسى اصوله القروية لذا يقوم بزيارته اهله واصدقائه بصحبة عائلته بين فترة واخرى لينعم بجمال وهدوء الريف وكذلك والدتها الحاجة ام محمد هي ايضا تبحث عن السعادة لابنائها فهم محبين للتعليم ومنحوا ابنائهم جل اهتمامهم من تربية و تعليم يجمعون بين تطور المدينة وعادات القرية وتقالديها الملتزمة اجتماعيا و دينيا .
الزمن وما يخبئه لنا سر من الاسرار لا يعلمه الا الله وحده لذا تنتظر القدر والحظ وما ينتظرنا عبر بوابة الزمن , الحياة ليس الا سر من الاسرار يوم حلو كالشهد ويوم اخر مر كالعقلم ,ولكنها تمضي بنا صوب الغد القادم بكل اهاته واحزانه وضحاته وسعادته وما علينا سوى الصبر والانتظار لنكمل مسيرة تلك الحياة .
نقاء الريف وسحر جماله ولياليها وهي تزهو بالنجوم وطيبة اهلها لا يوصف لذا نراهم يعشقون بصدق وعاطفة وجنون و يضحون بكل شئ من اجل الارض رمز العطاء وهذا ينعكس على عشقهم لامراة تسكن روحهم وخيالهم .
من حيث لا تشعر عيون العشاق من حولها تدور, كيف وهي تلك الانيقة التي تختلف عن بنات القرية بجمالها واناقتها وضحكاتها التي تسرق القلوب رغم صغر سنها , ( فيصل ) ابن العم الطالب الخجول الذي يهاب سطوة والده ويخشى ان يعلم والده بما يخفي في قلبه من حب لها ويتعرض لسيل من الاهانات التي لا تليق به ويهزم في اول مواجهة في الحياة؟
( وزيد) االضابط الجسور الجرئ الذي لا يهاب شئ وكل مواصفات فارس الاحلام التي تحلم بها ويفرض شخصيته على الجميع ؟
(احمد ) مهندس المستقبل من عائلة ميسورة الحال الذي يكن لها حبا لا يوصف وهجر كل النساء لاجلها ؟
ولكن لمن سيخفق القلب ؟
ومن يأسر قلبها المرهف !! اسئلة لاتفارقها
وهكذا تمضي بها الايام حائرة , خائفة , مترددة
انتبهت غادة الى نظرات زيد ومحاولة التقرب اليها , يسال عنها في غيابها , ويحثها على اكمال دراستها باهتمام كبير , تسالت عن سر هذا الاهتمام ؟ يا ترى هل يخبئ لها شئ في قلبه , هل هذا هو الحب الذي تحلم به ,كيف تجرؤ ان تسال والدتها وهي لاتزال مراهقة كيف ستتاكد انه معجب بها , هل تغالط نفسها واحساسها ام انها مجرد اوهام تراودها .
في احد الايام جاء زيد غاضبا معاتبا وهي خائفة لا تعرف سر هذا كله
زيد : ماهذه الرسالة يا غادة ؟
غادة ذهلت من الامر ولا تعرف عن ماذا يتحدث !
زيد : رسالة كتبها فيصل ابن عمك
غادة : لم اقرا رسالة ولا اعرف ماذا تحوي وأقسم لك بانني لا اعرف شئيا عنها !
زيد : اعلم ذلك لأنني وجدتها في كتابك دون ان تعلمي وسرقتها
لم تهتم لامر الرسالة وكيف وصلت لكتابها ولا لاي شئ اخر سوى انها تاكدت ان زيد يحبها ويهتم لا مرها , زيد ليس رجل بسيط ولا بالسهل ربما اتقن اللعبة وباغتها حتى يعلم ما تكنه له من شعور واحساس وكما يقولون ضرب عصفورين بحجر واحد وجد السبيل الى قلبها وهزم فيصل .
كيف ينام من يعشق ومن اين ياتي ذلك النوم والقلب ينبض بالحب وفتحت جهاز التسحيل لتردد مع عبد الحليم حافظ
(أول مرة تحب يا قلبي و أول يوم أتهنا يا ما على نار الحب قالو لي ولقيتها من الجنة )
غادة سهرت مع نجوم الليل تسال نفسها هل يحبني ؟
ماذا لو اخطا قلبي
نعم انه يحبني لم تسعني الدنيا لانه اول حب واول نبضة قلب بصدق , تركت كل الحواجز جانبا لم تفكر بشي سوى انه يحبها فكان حبها له كحب الارض الظمأ للماء .
وهكذا كان الحب يطرق الابواب من حيث لاتدري ليولد حب جديد في قصص حب قد لا تنتهي بما لا تشتهي سفن العاشقين .
761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع