فلاح ميرزا
مع مايحدث حاليا للانظمة العربية حيث تحولت لغة التعامل فيما بينها من اسلوب التعاون والحوار وتجاوز الخلافات الى التطاحن واستخدام القوة واراقة الدماء
وكأننا بذلك نعود لقراءة التاريخ الذى حفظناه ونحن مكرهين على مصائبه وبالاخص على المصيبة التى اورثناه منذ بداية الرسالة والوقائع التى شهدتها بسبب اختلاف اصحاب الرأي بشان ايهما احق بالخلافة وما خلفته واقعة الجمل من اثار سلبية على مسيرة المسلمين ,ورغم ان التاريخ يعيد نفسه وبألم على ماجرى فى تلك الفترة من ظواهراختلف المؤرخين فى وصفها رغم ان الحكمة التى تمتع بها رجال ونساءالقوم فى تلك المرحلة قد تجاوزها بحكمة رغم ان ما كان مخفيا عنها من ظواهر سلبية لاتبشربخير فى طي الكتمان وتظاهروا مجبرين بقبول ماحملته الشريعة من مبادئ وقوانين لتنظيم المجتمعات وعلاقتها مع بعضها ومع الاخرين وكما جاء بها القران الكريم وسنة رسوله المصطفى الى الوقت الذى يكونوا فيه قادرين الى اثرتها من جديد تحت مسميات (الفقه , والنصوص, وعلم الكلام , والمنطق)وهم اولئك الذين عرفوا بالفرس واليهود الذين دقوا اسفين الخلاف بين الذين حملوا ريات الرسالة الايمانية وحافظوا على مكانتها , وبين الذين تظاهروا بالايمان بمبادئها عنوة ولكنها كانت بمثابة الجرثومة التى تكيف نفسها مع الظروف التى تساعدها على الظهور مجددا لتتولى مهمتها فى نسف الرسالة الايمانية من داخلها ورغم انها لم تتمكن فى حينه ان تفعل شئ بفضل قوة وحكمة ممن امنوا بما جاءت به الرسالة الا انها سرعان ما ظهرت مجددا الى الوجود بمساعدة قوى الظلام التى وجدت من رسالة الاسلام طريقا للهداية والايمان الساطع للبشرية للعيش بسلام ورخاء فى الارض التى يتواجدون فيها, وللاسف وبسبب اختلاف الظروف وعدم كفاءة اصحاب الشان والسلطة الذين لم يحسنوا التعامل مع تاريخهم فى عصر التقدم العلمى فقد تغلب عليهم اعداءهم وفقدوا مقدرتهم على التعامل بحكمة وعقلانية مع الاقوياء الذين بحاجة الى تذكريهم بحقيقة تاريخ امتنا الذى يمتد الى 1400 سنة,ولو عدنا قليلا الى الوراء وامعنا النظر بما فعله الاقوام فى زمن الجاهلية ووضعنا اصبعنا على ماجاءت به الرسالة السماوية ورسولها محمد(ص) لوجدنا ان التاريخ الذى صنعه العرب فى ذلك الوقت كان يفوق على ما كان يعرف به الاقوام الاخرى والتى سبقتهم بقرون ولكنهم ايضا لم يحسنوا التعامل معه بسبب النزعة الفردية التى اصابة زعمائهم ومفكريهم وبسبب الغرور وحبهم للزعامة والسلطة, فالتاريخ الذى تركوه فى الاندلس التى تعرف اليوم(اسبانيا)يشهد على مكانتهم لدى العالم الاخر(الافرنجة) الانكليز والفرنسين فقد فاقوا عليهم فى الشرائع والقوانين لتنظيم المجتمع وحرية الاديان والعدل والحقوق والواجبات ولاسباب لم يستطع احد ان يعطيها وصفها الصحيح تردوا الى الوراء واصابهم فايروس العقم فى حين جاء الدور للاخرين واخذوا مكانهم وبدؤا بصناعة التاريخ لشعوبهم وللعالم والذي عرف اليوم بعصر العلوم والتكنولوجيا والاختراعات الالكترونية والذى استحوذ على عقول البشرواخذت الشئ الكبير من اوقاتهم وبتعبير ادق القفزة النوعية والطفرة الوراثية فى تحويل قناعات الناس وميلهم الى استخدام تلك الاجهزة فى حياتهم اليومية كبديل للوسائل الاخرى التى اصبحت ليست لها جدوى وكان (لاب توب والموبايل والانترنيت والقنوات الفضائية ) شئ من الخيال الذى تقربت من خلاله المؤسسات ذات الاختصاص بقضايا الشعوب والامم وثرواتها الى معرفة الطرق والوسائل والاساليب التى سوف تمكنها من خلق الفوضى والنزاعات لدى بعضها البعض ووضع الخطط لتفيذ ماربها وتمكيها من السيطرة على مقدراتها دون اللجوء الى العسكرية لما لها من اثر كبير على مستقبلها , ان عدم ادراك الانظمة العربية او اغفالها عن موضوعا كهذا دفعها الى الفخ الذى وضعت فيه مستقبلها من خلال الصراع والنزاع الذى واقعة فية واستخدامها اخير للقوى العسكرية فى فض المشاكل لداخلية وتغليب ظاهرة القتل وفرض انظمة حكم استبدادية تحت مسميات (حقوق الانسان والديمقراطية والحرية) على الرغم ان دول كروسيا والصين واليابان ودول اخرى لاتؤمن بالطريقة التى تعالج الامور الولايات المتحدة وحلفاءها ولكنها ايضا اسقطت الحجة عليها باستخدام السعودية وايران اساليب عسكرية لفض المشاكل الداخلية كالذى حدث فى العراق واليمن, علما بان الماكنة الاعلامية الامريكية قد مهدت لتلك الدول الطريق لاستخدام تلك الوسائل وهناك ايضا سببا اخر يدعوا الى الاعتقاد بان الادارة الامريكية قد تكون هى ايضا لاتمتلك القناعة التامة بان هذا الطريق سيوصلها الى مبتغاها لان العقلية التى تقودها الى هذا العمل هى اصلا عقلية غير امريكية بالاساس لان كثير من هؤلاء المخططين الاستراتجيين هم اساسا اليسوا امريكان وانما اصبحوا بمرور الزمن امريكان لاستيطانهم فيها لفترة طويلة وهم من العلماء والمفكرين(اوروبين وروس ويابانيون..الخ ولكونهم كذلك فانهم وتحت دوافع سايكوجية شاؤوا لها اوضاع متأزمة وزرعوا لها الغام ومشاكل مع الاخرين وخصوصا بعد انتصارها على المانيا الهتلرية واليابان فى اربعنيات القرن الماضى وبزوال المرحلة التى شغل تفكيرها كثيرا وهى مرحلة القضاء على النظرية الشيوعية ودولها بزعامة الاتحاد السوفيتى الامر الذى شجع تلك الادارة الى التعامل مع انظمة مطقة الشرق الاوسط لما تمتلكة من مصادر نفطية ووجدت بان الانظمة الوطنية فيها (مصر والعراق وسوريا ولبيبيا) بحاجة الى نظريات اقتصادية وسوقية تتطابق مع الفهم الغربى للتعامل فيها الامر الذى يتطلب خلق مشاكل حدودية مع بعضها البعض واختلاف فى طريقة ادارة الحكم وتباين وجهة النظر تجاه فلسطين واحتلال اسرائيل للاراضى العربية لهذا فان ماحدث بعد سقوط ابراج نيويورك كان بداية لانطلاق السباق نحو تغير المنطقة تحت مسمى الارهاب والربيع العربى الذى صنع بشعوب المنطقة الدمار ولايزال ولا يعرف الى اين سينتهى , ان احتلال العراق وبالطريقة التى حققتها الولايات المتحدة المخالفة للشرعية الدولية اعطت الفرصة لكل الانظمة التى تاطرت تحت مسميات غريبة , الشرعية لاحتلال اراضى واسقاط انظمة كما حدث فى ليبيا وسوريا وحاليا اليمن وبعقلية ماسكى الادارة الامريكية والذين اقنعوا حلفائهم بان القرن الحالى سيكون امريكيا بامتياز قد يتعرض لمطبات عدة اولها وضع الاطراف الاخرى التى تبحث عن حضوة لها فى المستقبل كالصين دول شرق اسيا واليابان ناهيك عن روسيا وقد يكون للزمن القادم دليل فكل العلوم والتكنولوجيا والتى اذهلت عقول الناس وانستهم الدراسة والكتاب قد تحول البشر الى الة وروبورت وموبايل وانترنيت وصفائح الكترونية وارقام سوف لن تتمكن فيه من اقناع العالم باحقية امريكا فى خلق الفوضى والاضطرابات فالتاريخ الذى تحاول ان تصنعه وتخدع به الاخرين سوف لن ينقذها من الفخ الذى ستقع فيه وهو فى كل الاحوال سيجلب لها صورة سوداء قاتمة وبذلك فانها جنت لى نفسها وعلى تاريخها
1022 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع