هل المنطقه بحاجه الى حرب طائفيه ؟؟

                                     

                          محمد علي الامام

منذ ان بدأت الحمله الامريكيه المفتعله باحداث 11 ايلول التي اتخذت كذريعه لاحتلال افغانستان والعراق والمنطقه تغلي بالعديد من الاصناف والانواع من الصراعات وكانت قد سبقتها تجربة الربيع الايراني واسقاط نظام حكم الشاه البهلوي وتسليم ايران الى نظام ديني من الاقليه الاسلاميه لكي يعلن تصدير الثوره واسقاط الانظمه في الدول العربيه والاسلاميه تحت شعارات تحرير القدس ومكه والمدينه وطريق التحرير لابد ان يمر من كربلاء  وجيء بمن يحكم ايران من رجال الدين الغامضين لااصول معروفه له ولاخلفيه عائليه اوانتماء عشائري او مكان على الارض ..

اول من تحسس من الامر وشعر بالعدوان الايراني القادم هو العراق لاسباب معروفه وحدث ما حدث من تصرفات اتباع ايران في العراق واشتعلت الحرب بين البلدين والتي رفض الخميني ايقافها لمدة ثماني سنوات وتعامل مع الشيطان الاكبر والاصغر في سبيل تحقيق النصر فيها ولكنه رضخ في النهايه واستسلم ,, لم تكن هذه الحرب نهاية الفكر الذي انتهجه النظام الجديد من تصدير الثوره والتدخل في شؤون الاخرين ولم يتمكن هذا النظام من انشاء اي علاقه تذكر على الصعيد الاقليمي او الدولي وجوبه برفض معظم دول العالم لاسباب لامجال للخوض فيها بهذا المقال ,,
اصدر هذا النظام الجديد خططا ولاجل طويل يعتقد انها قابله للتنفيذ واعتقد ان سبب قناعته هذه انها صادره من جهه اخرى لها القدره على تحقيق هذه الاهداف وكانت الخطط على مدى خمسين عاما لكي تكون الثوره وفكر الخميني الذي يستقي مبادئه من الفكر الشيعي الصفوي المرفوض اصلا جملة وتفصيلا وقد تمكن من تحقيق بعض النجاحات هنا وهناك  ومنها :
لبنان ,, العراق ,, سوريا ,, اليمن ,, باكستان ,, البحرين  وفي بعض المناطق بشكل محدود مثل السعوديه والكويت وافريقيا وماليزيا ..
بداية الصراع الطائفي
لقد فجرت عمليات احتلال العراق في عام 2003 مكامن الحقد الاصفر وكل ترسبات التاريخ القذر والخرافات والكذب والتزوير والروايات المدسوسه لخلق ارضيه حرب طائفيه كانت امريكا وبعض حلفائها العرب الصغار يغذونها وايران كان لها دور متميز حيث كانت مفارز اطلاعات الايرانيه تصول وتجول وتقتل وهناك من الاحداث الكثيره المثبته لدى وزارة الداخليه والدفاع ولهذا لم تظهر نتيجة اي تحقيق من الاف الحوادث لحد الان ويكفي اعتراف قائد القوات الامريكيه السابق في العراق بان ايران هي المسؤوله عن تفجير مرقدي العسكريين في سامراء التي اججت صراعا طائفيا كلف العراق مليون شهيد بدون سبب او ذنب ..
هذه الاحداث كانت البدايه لحرب طائفيه بدأت في العراق وكنا قد نبهنا بوقت مبكر الى ان هذه ستقودنا بالنهايه الى حروب اكبر وانها ستشمل المنطقه كلها وقد تصل الى بعض دول العالم وقد شهدنا بعض الحوادث في دولة البحرين والسعوديه ولبنان ومن ثم جاءت الثوره السوريه لتضع الطائفيه نفسها بديلا للنظام العلماني في دمشق وليكون حزب الله هو الاداة لهذا الصراع تحت تبريرات واهنه غير مقنعه لحماية المقدسات الشيعيه والكل يعلم ان لاوجود لمقدسات شيعيه في سوريا كلها ..
لقد انفقت ايران اكثر من 80 % من وارداتها على اتجاهيين الاول هو تصدير الثوره وتمويل الخلايا التابعه لها في العالم والثاني لاغراض الدفاع والتسليح علما ان الشعوب الايرانيه ( الفرس لايشكلون الاغلبيه في ايران ) تعاني من الكثير من التراجع في جميع المجالات والزائر لايران يلمس هذا التراجع على المستويات كافه ..
لكل طريق لابد من نهايه واعتقد ان نهاية الفعل الايراني قد وصل الى نهايته وهنا لابد من تأكيد بعض الامور
1 . ان التمدد الايراني باتجاه العراق وسوريه والاردن ولبنان لانشاء الهلال الشيعي غير قابل للتطبيق وهو حلم لن يتحقق بالرغم من تمادي البعض وخاصة من الاحزاب الدينيه المعروفه بانها  تتبع ايران فكرا وتمويلا وسياسه ..
2 . تواجد ايران في مناطق تعتبر من المحذورات لدول المنطقه والعالم مثل لبنان واليمن والعراق والبحرين والسعوديه  يشكل عقبه كبرى امام تحقيق الهدف الايراني لان هذه المناطق تعتبر من مراكز الاقتصاد العالمي والنفوذ .
3 . انكشاف الاهداف الايرانيه وهي اعادة الاستعمار الايراني قبل خمسة عشر قرنا واحياء امجاد فارس ووقوف الكثير من العالم ضد هذه الاهداف عدا البعض القليل وهو هدف يكاد يكون من المستحيل ولو انه يجري تحت غطاء ديني ومذهبي والذي هو ايضا يعاني من رفض عالمي وعربي واسلامي ..
احداث اليمن
بعد ان ترك الحبل للحوثيون وهم فصيل ايراني واضح المعالم وتركه يعيث في اليمن العبث والفوضى وتحقيق النجاحات السريعه وامريكا واوربا يعلمون ذلك جيدا ويعلمون دور ايران الرئيسي في هذا المجال ,,  حيث تم التوقع ان تنهار هذه النجاحات بسرعه استنادا لطبيعة المجتمع اليمني القبلي وهذا ماانتجته عملية عاصفة الحزم السعوديه والتي اظهرت بوضوح اصطفافا طائفيا بين ايران الشيعيه والدول المناصره لها مثل روسيا وبين الدول السنيه ومعها الكثير من دول العالم ولابد من الاشارهان ايران  وتكاد تكون هي واسرائيل والفاتيكان   الدول التي تحمل الصفه الدينيه الدينيه الرسميه في العالم ,,
فيما لو تورطت ايران باي عمل استفزازي وهذا متوقع لانقاذ ماء الوجه لان فشل الحوثيين  في اليمن وانتهاء حركتهم وتحقيق بعض النجاحات للثوار السوريين سوف يقود الكثير من خلايا ايران في المنطقه والعالم الى التخلي عن الارتباط بايران واذا ماتورطت ايران بعمل عسكري فانها سوف تشعل حربا طائفيا تمتد الى الشعوب والدول المرشحه ستكون ( العراق وباكستان ولبنان ) في مقدمة دول المنطقه ولن تترك هذه الدول تتقاتل فيها الطائفيه بمفردها فانها سوف تتلقى دعما من الدول الاسلاميه كما هو حاصل الان وفي مقارنه بسيطه بين القوى واعمدتها في ميزان الصراع نجد ان الجزء الاضعف هو ايران وحلفاؤها لان الميزان يميل بقوه الى الجانب الاخر تسليحا واقتصادا ودعما دوليا ..
احتمالات الصراع في المنطقه
بعد اليمن ستكون هناك بعض الفعاليات لايران في لبنان وسوريا والعراق وبعض المناطق الاخرى مثل البحرين وافريقيا لغرض تعويض الخسائر في اليمن والتي اعتقد انها ستنتهي بكارثه للحوثيين تمتد الى عقود من الزمن ولذلك فمن المحتمل ان يقوم حزب الله ببعض الفعاليات مع سوريا لغرض لفت الانتباه عن الخساره وعليه ان لاينسى ان لبنان يعتبر جزء غير رسمي من السعوديه وسوف تتصاعد الانتصارات السوريه وسوف يؤثر ذلك على العراق بشكل كبير اذا لم يتمكن العبادي من كبح جماح وتقليم اظافر الفرس العراقيين ..
تصريحات الكونكرس الامريكي الاخيره من قبل الناطق له  ان ايران تمثل قوه استعماريه جديده تريد اعادة امجاد مضت وانها تقوم باعتماد الطائفيه وتغذيها لاثارة الصراعات في المنطقه والعالم وانها تستخدم الدين كوسيله لهذا الغرض وهذا يدل على توجه امريكي لانهاء دور ايران في المنطقه وتحجيمها وقد يكون هذا جزءا تضمره امريكا وهو السبب الذي دعاها الى الاتفاق النووي مع ايران او ان تكون ايران قد وصلت الى نقطة الرجوع والهبوط  ..
كنت في مقال سابق قد قلت ان ايران اليوم اشبه بالنمل الذي اراد الله سبحانه وتعالى ان يفضحه فخلق له جناحان ليطير وبدلا من ان يكون مختفيا في طيات الارض وحفرها اصبح واضحا للعيان وبالامكان رؤيته لكل من هب ودب وسوف يسعى الجميع لحمل احذيتهم لتتبعه والقضاء عليه ..
قيل في حق امريكا انها لاتزال تعمل بعقلية الكابوي ولهذا فهي تحتفل عندما يلد لها ثور جديد وتعتني به بشكل ملفت للنظر وتطلق عليه اسما وتضع له رقما وتحتفل بهذه المناسبه ولكنها بعد يكبر ويسمن ويصبح انتاجه اقل من كلفة طعامه ورعايته تقوم بذبحه واقامة حفلة شواء على لحمه .. نأمل ان الثور الايراني قد وصل مرحلته النهائيه واصبح جاهزا للذبح قريبا لتحتفل المنطقه بالتخلص منها  ,,

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1016 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع