العراق وإيران... وسبحان مغير الأحوال

                                     

                           بثينة خليفة قاسم

في كتاب “نقطة اللاعودة” المنشور عام 2007 لمؤلفه “رونان بيرجمان” المتخصص في قضايا الإرهاب والشرق الأوسط، الصحافي بجريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يتحدث الكتاب عن الكم الكبير من صفقات الأسلحة التي أبرمتها عناصر إيرانية مع عناصر إسرائيلية أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، ويقول إنه لولا تلك الصفقات لكان الجيش الإيراني قد مني بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش العراقي.

وأضاف أن تلك الصفقات كانت تتم بطرق ملتوية وعن طريق شركات وهمية. وكان يتم نقل بعض شحنات الأسلحة بواسطة طائرة كانت تتبع شركة TAR الأرجنتينية التي قامت بـ 18 رحلة جوية. وفي آخر رحلاتها تم إسقاطها في 24/7/1981 في منطقة الحدود المشتركة بين تركيا والاتحاد السوفيتي السابق مما أسفر عن تحطمها ومقتل طاقمها المكون من 8 أشخاص، ولم يعرف حتى الآن سبب تحطمها، ويقال إنها اخترقت المجال الجوي للاتحاد السوفيتي السابق ولهذا السبب تم اسقاطها (على حسب التحقيقات التي جرت في وزارة الدفاع الإسرائيلية والموساد)، ويقال إن الروس علموا بأمر نقل الأسلحة إلى إيران ولم يرتاحوا لتدخل إسرائيل التي اعتبروها الذراع الطولى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويقال أيضاً إن رجل اتصال أميركي مشهور كان يقيم آنذاك في إسرائيل وعلم بأمر الصفقات التي عارضها بشدة لذلك سرب التفاصيل التي بدورها وصلت إلى العراق الذي قام بإسقاط تلك الطائرة.
ومن المعروف أن الحرب العراقية - الإيرانية استمرت حوالي 8 سنوات وتسببت في سقوط أكثر من مليون قتيل، واستخدم العراق خلالها غازات الخردل والتابون والسارين مما أدى إلى اصابة حوالي 000ر70 جندي إيراني. وأرجع المؤلف سبب استمرار الحرب تلك الفترة الطويلة إلى عدم رغبة الدول العظمى في التدخل فيها. وانتهت الحرب في 22/8/1988 عند النقطة التي بدأت فيها ولم تحرز أية دولة من الدولتين نصراً عسكرياً.
ويقول الكاتب إن إسرائيل ظلت تزود إيران بكميات هائلة من الأسلحة منذ ثورة الخميني في فبراير عام 1979 خصوصا بعد غزو العراق لإيران في عام 1980. وأن حوالي 500 - 600 طن من الذخيرة التي حصلت عليها إيران من إسرائيل بالإضافة إلى الأسلحة والعتاد الأخرى مثل أجهزة الرؤية الليلية للدبابات وأجهزة الملاحة للطائرات ساعدت إيران كثيراً في حربها ضد العراق، ويضيف الكاتب أن إسرائيل واصلت تزويد إيران بالأسلحة حتى عام 1988 على الرغم من افتضاح أمرها، وإلى أن تبين لوزير الدفاع آنذاك اسحق رابين أن منظمة حزب الله تطلق على الجيش الإسرائيلي قذائف هاون من إنتاج شركة “سمولتام” الإسرائيلية، فأصدر رابين أوامره على الفور بوقف بيع المعدات العسكرية لإيران.
وسبحان الله في أحوال العرب وفي أخطائهم وحساباتهم التي جعلتنا نصل إلى ما نحن فيه الآن، فرغم كل هذه الحقائق المريرة قامت الولايات المتحدة باستغفال صدام حسين ودفعته لاحتلال الكويت لتقوم باستنزاف اقتصادات العرب من أجل إخراجه ولتدق خازوقا أسفل الأمة كلها ولتبدأ رحلة الضياع لهذه الأمة.
والآن العراق دولة تابعة لإيران في كل شيء حتى في تصويتها على قرار الجامعة العربية الخاص بجماعة الحوثي في اليمن، وسبحان مغير الأحوال.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

951 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع