د .علوان العبوسي
5/4/2015
اسعدني ومعي معظم العراقيين للموقف الخليجي ومعهم عدد من اقطارنا العربية تؤازرهم جامعتنا العربية تجاه الاحداث الجارية في اليمن السعيد من التدخل الحوثي الصفوي المدعوم من ايران
هذا الموقف كنا نامله قبل هذا الوقت لكان مدعات فخر واعتزاز وقوة لنا كعرب تجاه كل التهديدات التي تنال امتنا العربية تاريخا وهوية وحضارة من الخليج الى المحيط ، بعد تمدد النفوذ الايراني الصفوي على حساب جيرانها من دول الجوار العربية حتى وصلت بها الوقاحة الاعلان على لسان عدد من مسؤوليها بان ايران اصبحت امبراطورية فارسية تعيد امجاد كسرى ورستم ويزدجر بايدلوجية صفوية جديدة وهدامة وحدودها الان تمتد من البحر المتوسط شمالا والمقصود سوريا ولبنان امتداداً الى مضيق باب المندب جنوباً والمقصود اليمن وعاصمة هذه الامبراطورية بغداد لانها حسب تعبيرهم مهد حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا وهذا يعني تجاوزاً وقحاً في الغاء لقومية كاملة هي قوميتنا العربية .
مما تقدم اليوم اقطارنا العربية تعيش مفترق طرق ينال أعدائنا من كيانها التاريخي والاسلامي فاما الوحدة او الفرقة والتشرذم بعد تمكن ايران فرض هيمنتها على بعض دولنا العربية المهمة كالعراق وسوريا وتسعى لهذا السبيل في اليمن والبحرين ولبنان وبعض اقطار الخليج العربي كهدف من اهداف الثورة الخمينية الخائبة( شباط 1979 وأعلانها تصدير الثورة الايرانية ووقوف العراق بالضد منها ابان الحرب مع ايران 1980 -1988 وتقليم اضافرها دون رجعة لولا الفخ الكويتي الذي ابتلعته القيادة السياسية العراقية )، ومن جانب آخر داعش والقاعدة والنصرة وغيرها التي تتفق مصالحهم مع هذه الهيمنة مدعومه من امريكا واسرائيل لاتفاق اهدافهم الاستراتيجية معهما في محاولة الوجود العربي والاسلامي .
كنت قد كتبت ونشرت العديد من الدراسات والبحوث في هذا الاتجاه لكنني بايجاز اركز في مقالي على موضوع التقارب العربي ضد التدخل الايراني الواضح والمساند للمجاميع الحوثية الصفوية المتخلفة في اليمن ثم في دولنا العربية وبعض دول العالم الاسلامي هذا التقارب قد تاخر كثيراً حيال هذا التدخل سواء في اليمن او العراق وسوريا وغيرها ، فعملية عاصفة الحزم التي اعلنتها المملكة العربية السعودية فجر يوم 26 آذار (مارس) 2015 اوضحت الملامح الجديدة للروح العربية لابناء دول الخليج العربي ساندهم بعض دولنا العربية الاخرى منها مصر والاردن والمغرب والسودان ، وكان لجامعتنا العربية هذه المرة موقفا متميزا ايد الدور الخليجي والعربي تجاه الهيمنة الايرانية وايدت هذه الدول تشكيل قوة ردع عربية موحدة وفق اتفاقية الدفاع العربي المشترك .
كما اسعدني وافرحني كثيراً اسلوب التخطيط والتنفيذ من قبل القوات الجوية السعودية والخليجية والعربية الاخرى في تحقيق اهدافها بالشكل الدقيق الذي لم نعهده منها من قبل اسوة بالدول ذات الكفاءة المهنية في استخدام قواتها الجوية المميز كالعراق سابقاً وجمهورية مصر العربية في السابق والحاضر وبهذا يحدوني الامل لمستقبل عربي واعد وقوي ينظر له العالم بنوع من الاحترام والتقدير والحذر من اي تجاوز لحقوقنا التاريخية المشروعة .
اذن لم يبقى الا السير بمبدا الدفاع العربي المشترك تجاه الهيمنة الاجنبية سواء الايرانية او غيرها تجاه اقطارنا العربية لاثبات وجودنا العربي الذي بات يقلق اعداء العروبة والاسلام ولناخذ من تجارب الاخرين هذا المنحى وليكن شعرنا الاتحاد قوة .
ومن الملفت للانتباه مواقف بعض الدول العربية والاجنبية تجاه هذه الحملة مثل العراق وسوريا وايران وروسيا الاتحادية وهي تندد بها طالبتا الحلول السياسية بدلا من العمل العسكري ، وكاّن هذه الحلول لم يجري الاخذ بها او انها العصى السحرية لحل كل مشاكل الامة بعد استنفاذ كل السبل بالاساليب السياسية ، التي باتت افضل الاساليب لتمييع قضايا امتنا العربية والامعان بالتدخلات الايرانية السمجة وغير المبرة وهكذا الحال مع العراق منذ الاحتلال الامريكي البريطاني وسوريا منذ اربع سنوات لم يجنيات سوى الخراب والدمار لشعبيهما .
اذن من الضروري التفكير الجدي والاصرار من قبل جامعة الدول العربية بانشاء قوة ردع عربية من جميع الدول الاعضاء فيها يكون واجبها الاساسي مواجهة ومجابهة كافة انواع التهديدات و الارهاب اياً كان شكله ومصدره في كل جزء من اجزاء وطننا العربي الكبير للحفاظ على تاريخ الامة فالتاريخ لايمكن صناعته دون ارادة قتال ان تطلب الامر ذلك وتضحيات جسام ، وهنا استذكر قول الشاعر المصري علي محمود طه وهو ينشد للعروبة
(أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا )
( انتركهم يغصبون العروبة مجد الابوة والسؤددا )
( وليسو بغير صليل السيوف يجيبون صوتاً لنا او صدى)
من عاصفة الحزم نستنتج ان امريكا تحاول ان تتدارك فشلها في العراق وموقفها الفاشل من احداث سوريا وما آل اليه من تدمير تام للمرتكزات والكفاءات العلمية والمهنية والامنية السابقة في العراق ، وتدمير تام لسوريا العروبة دون اتخاذ موقف داعم للثورة السورية ، بالاضافة ان عاصفة الحزم جاءت ضربة قوية في قلب ايران قوضت عنجهيتها وعنصريتها وباطنيتها وكذبها ولا اعتقد سينفع معها كل الترقيع والتاييد من عملائها من هنا وهناك ، ومن لايريد نجاح عاصفة الحزم لاعادة استقرار اليمن فهو يريد المزيد من سفك الدماء باليمن وسوريا والعراق على يد عملاء الدولة الصفوية في قم وطهران وهذا واضح من تصريحات بعض المسؤولين في العراق وسوريا والمسكين حسن نصر الله من لبنان .
عاشت امتنا العربية حرة ابية
عاش العراق
والله اكبر على كل من طغى وتجبر
1005 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع