صديق المجلة - بغداد
منذ اثني عشر عاما وبعد الغزو الامريكي غير المبرر للعراق وتحت حجج واهيه ومبرارات كاذبه لاتليق بدوله عظمى يقوم رئيسها وطاقمه بتمثيليه اما العالم لكي يمرروا غزوا على بلد آمن لايملك من ذنب سوى انه ارتكب حماقه مع دوله جاره وكثيرا ما يحدث ذلك في العلاقات الدوليه وتتم معالجة الموضوع سياسيا ,,
اثنتي عشرة عاما ونحن نعيش حالة الطوارىء والاعتقالات والانفجارات والقتل المبرمج والعشوائي ونزيف الدم يرتفع وينخفض يوميا بدون ان نصل الى نهايه بل حتى الى فهم ما يحدث ولماذا يحدث ,, ومنذ عام 2006 ومجيء نوري المالكي رئيسا للوزراء وانتهاج سياسه غير مدروسه وطائفيه ومعتمدا على مستشاريين لايملكون ادنى خبره سياسيه او اداريه سوى ماتعلموه في اقبية الاحزاب الفاشله والدول التي اضافتهم ليس لسواد عيونهم بل لتأهيلهم لتدمير العراق وهذا ماجرى ويجري ,,
قبل الخوض في مستقبل العراق لابد من ذكر بعض الحقائق التي كانت على الارض قبل ظهور داعش وقبل الانتكاسات العسكريه المتلاحقه على صعيد كل الجبهات والقواطع ..
1 . كانت هناك ستة محافظات منتفضه تطالب بحقوق مشروعه باعتراف الحكومه العراقيه وهي تقوم باحتجاج سلمي لايشوبه اي عنف بالرغم من قسوة الحكومه في التعامل معها ..
2 . تصرفات الحكومه كانت واضحه من انها لاتريد حلا لقضايا البلاد وفي مقدمتها انهاء المواضيع المهمه مثل المصالحه الوطنيه والتوازن القومي ومعالجة التهميش والاقصاء واجراء تعداد سكاني عام .
3 . افتعال الحكومه للازمات المتتاليه مع السنه تارة ومع الكورد تاره اخرى في وقت عاش العراق في مأساة اقتصاديه وبطاله واميه وتخلف وربع سكانه تحت خط الفقر ..
4 . اختفاء وتهريب ترليون دولار امريكي من واردات النفط خلال عشر سنوات ولم تقدم الحكومات اي توضيح او حسابات تبين فيه اوجه صرف هذا المبلغ الهائل .
قبل احداث داعش افتعلت الحكومه موضوع فض الاعتصام في الفلوجه والرمادي دون ان يتحقق من مطالب المعتصمين شي وادى ذلك الى وقوع خسائر واندلعت ثوره شعبيه دعمها افراد من الضباط المتقاعدين وشكلوا خلايا عمل عسكريه وقد تمكنت هذه الخلايا من تحييد القوات الحكوميه وتحقيق تقدما على الارض حتى باتت على ابواب بغداد .
5 . قبل الاعتصامات بحدود ستة اشهر قام نوري المالكي بالتصالح مع الجناح المنشق لجيش المهدي ( عصائب اهل الحق ) وصرح الخزعلي على اثر ذلك انه تم الاتفاق مع المالكي على تسليح العصائب وتقويتها بانتظار معركه قادمه في الوقت الذي لن تكن هناك لاداعش ولااعتصامات ولا مايشير الى تهديد .
6 . بعد سقوط الموصل باقل من 24 ساعه قامت المرجعيه الرشيده على غير عادتها من اصدار فتوى للجهاد بهذه السرعه وهي التي عودتنا ان تدخل سبات واعتكاف بعد كل حدث كبير علما ان الجهاد لدى المذهب الاثني عشري معطل لعدم وجود امام معصوم ..
تم تحشيد الالاف من الشباب دون الرجوع الى خلفيتهم وتم تخصيص ميزانيه خاصه دون الرجوع للبرلمان وتسليحهم والغايه محاربة داعش وتطورت هذه المليشيات من 4 – 5 مليشيات حتى اصبح عددها اكثر من 31 مليشيا ..
7 . مشاركة ايران عسكريا بافراد يقدر عددهم بحدود 30 ألف عسكري مع اكثر من 500 مستشار على راسهم سليماني .
8 . ظهور ميلسشيات كانت اعلنت سابقا انها القت السلاح واصبحت منظمات مدنيه سياسيه ومنها بدر على سبيل المثال .
9 . انغلاق الحشد الشعبي على مكون واحد وهو الشيعه اعطى انطباع ان العمليه طائفيه ومقصوده وليست عراقيه تشمل الجميع وتأكد ذلك فيما حصل في المعارك مع داعش ومنها امرلي والمقداديه والمشاهده وجرف الصخر واللطيفيه واخرها تكريت ورفعت الشعارات الطائفيه وجرت عمليات قتل لعزل وسلب ونهب وانتقام وقد ناشدت الامم المتحده عدة مرات حول هذا الموضوع ..
10 . عدم تمكن الحكومه من السيطره على المليشيات وهي تتصرف خارج اوامر الدوله وقد نبهت امريكا على هذا الامر عدة مرات واخرها ما حصل اليوم ويوم امس في تكريت .
ماذا يتوقع من قادم الايام
موضوع تحرير الانبار ونينوى اصبح صعبا للغايه وان المواطن داخل هذه المدن اصبح بين نارين عليه ان يختار الاقل ضررا ويبدو ان الاقل ضررا هو داعش قياسا بما تفعله المليشيات بعد دخولها للمدن ,, وبالرغم من التاكيدات المستمره لقادة الحشد والحكومه من انها تنآي بنفسها عما يحدث لكن في نفس الوقت ان الحكومه غير قادرعلى فرض سيطرتها على المليشيات التي يبدو انها مهيمنه بشكل كبير على الامور والاوضاع وان القاده العسكرين غير قادرين ان يفرضوا انفسهم في المعارك .
الان ويوم امس تحديدا بايعت العديد من عشائر نينوى العربيه تنظيم الدوله الاسلاميه وهذه نتيجه متوقعه لمافعلته عصابات الحشد الشعبي في تكريت وهناك من العشائر العربيه في الانبار كانت قد بايعت قبل فتره من الزمن ومن المحتمل لاان تقوم عشائر اخرى بالانضمام اليها نتيجة لما حدث ويحدث في تكريت حيث اكتفت الحكومه باصدار اوامر من القائد العام بالقاء القبض على الفاعلين ولكن الارض لم يحدث شي بدليل ان حكومة صلاح الدين والمحافظ شخصيا ورئيس مجلس المحافظه لم يتمكن من منع العصابات من السرقه واشتبكوا مع حماياته باطلاق نار وكل مافعلته الحكومه هو مصادرة المسروقات في سيطرات الطريق وهذه معالجات ناقصه لانها سوف تباع من قبل السيطرات لاحقا ..
ماذا بعد داعش
يبدو ان العراق مقبل على نوع جديد من الحكم كما كان يحدث في التاريخ والتي حاول الحوثيون ان يكرروه في اليمن وهو ان تتحكم المليشيات بعد حسم صراعاتها الداخليه والبقاء للاقوى وتفرض نفسها كبديل حكومي او تحت مظله شخصيه ضعيفه مثل العبادي او المجي بشخصيه اخرى قابله للانحناء .
وفي هذه الحاله ستقوم معارك وحروب وصراعات اهليه سنيه شيعيه وشيعيه شيعيه وعربيه كورديه وحتى قبليه وبين العشائر والمناطق والهدف هو السلطه والمال والنفوذ وسيضيع العراق الافي حالات منها :
1 . ان تقوم قوه عربيه اسلاميه بحسم الموقف وتحرير العراق من هذا الدرن الخبيث الذي اوجده نوري المالكي والمرجعيه الشيعيه وامريكا وعلى غرار ما يحدث الان في اليمن .
2 . اعادة احتلال العراق من قبل الدول الكبرى عدا روسيا ووضع العراق تحت الانتداب .
3 . ظهور قوى وطنيه تعتمد على تمويل عربي او اوربي لتحرير العراق شريطة ان يقوم المجتمع الدولي بتحييد ايران من التدخل في العمليه .
هذا ماجناه المالكي وامريكا وايران على العراق
صديق المجله - بغداد
1074 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع