في رحيل فقيد الأمة شيخ المجاهدين الدكتور حارث الضاري

                                        

               بقلم: الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني

                                 

في رحيل فقيد الأمة شيخ المجاهدين الدكتور حارث الضاري



                                                             

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
                 صدق الله العظيم

     

لقد فقدت الأمة الإسلامية والعربية، وفقد العراق، شيخاً مُجاهداً جليلاً، وعالماً من العلماء المجاهدين، فضيلة الشيخ الدكتور حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق، الذي وافاه الاجل بعد مرض عضال، نحتسبه عند الله من الشهداء الصابرين والمجاهدين الاشداء في سبيل الحق والحرية. فقد كانت للشيخ الفقيد مواقف وطنية اسلامية حقيقية مشهودة بالعفة والنزاهة والإصرار وعدم المساومة، فكان هو المجاهد الاكبر في سبيل وحدة العراق وسيادته رافضاً كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي حاولت رهن العراق وربطه بفلك المحتلين الغزاة، وبدول خارجية تكن له العداء والكره واطماع استعمارية قديمة. كان الشيخ الجليل صوت الضمير الأنساني وصوت الحق ورجل المواقف الصعبة، وبغيابه يفتقد العراق والأمة واحداً من أصلب الرجال الشرفاء الأشداء في الحق وحتماً فإنّ  التاريخ سينصفهم ابطالا ورجالأ.
كان المرحوم من الداعين للوحدة الوطنية، والمشددين على الابتعاد عن النعرات الطائفية التي يغذيها النظام الإيراني وقوى الإحتلال. وكان مسانداً بقوة لقضايا الأمة في فلسطين والأحواز وغيرهما.
برحيل الفقيد خسر العراق بل الامة قائداً ومقاوماً عربياً شريفاً، وإن المصاب برحيلك يا أبا مثنى جللٌ، ولكن عزاؤنا فيك أنك صمدتَ على الحق وعلى النطق به، ولم تؤثر عليك كل مغريات الدنيا. وعزاؤنا فيك أنك كنت حريصاً على العقيدة السليمة، وورثت الوطنية من آبائك وأجدادك كابراً عن كابر، وعزاؤنا فيك أنك ربَّيتَ أجيالاً على طريق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقمت بالدعوة إلى الله حتى أتاك اليقين.
عزاؤنا فيك أنك عانيت من المرض وهموم وطنك ما لا تتحمله الجبال. فقد كنت الجبل الراسخ، ولم يؤثر عليك هبوب الرياح الضالة التي باعت بلدها وأهلها وعقيدتها بعرض من الدنيا.
برحيلك هوى نجم لامع في سماء العراق بصورة خاصة ومن سماء العالم الإسلامي بصورة عامة. ولكننا نقول عن يقين لن ينتهي حارث بموت حارث، لأن حارث لم يكن فرداً، بل كان أمة ورسالة، فهناك الملايين ممن يحملون همة حارث، وروح حارث، وجهاد حارث.. فنم قرير العين يا أبا مثنى وستلقى الله تعالى بوجه أبيض لم تدنسه الدنيا ولا مغرياتها من مال أو مناصب أو ثراء. ولا أقول بعد هذا إلا أن أتوجه إلى الباري جل شأنه أن يحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وأن يعوِّض المسلمين من يسد شغور مكانك ويواصل جهادك، وأن يمن على أحبابك وأهلك وعشيرتك والمخلصين من العراقيين بالصبر والسلوان.
سلام على روحك وهي ترقى إلى رب رحيم.. سلام على جسدك الذي أنهكه الألم السقيم.. سلام عليك يا شهيد الحق والوطن العظيم.. سلام على ورثتك أصحاب دربك الطويل..علوٌ وسموّ في الحياة وفي الممات وهكذا هم  اصحاب الدعوات والرسالات.
‏‫ونحن إذ نعزي العراقيين والعرب والمسلمين برحيل المغفور له باذن الله تعالى الشيخ المجاهد الدكتور حارث الضاري نتضرع الى الله سبحانه بحسن القبول وان يحشره الباري مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، وانا لله وانا اليه راجعون
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
صدق الله العظيم


الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1222 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع