عهود الشكرجي
اذا كانت النصيحه هي احد مقومات الاديان والتي من خلالها يتم تقليص دوائر الباطل وبها يكون تفكيك كل المجتمعات بشكل غير مباشر , وهل تعلم ان النصيحه هي الفريضه السادسه وذكرت لمرات عديدة في ايات القران الكريم التي تحث على الاصلاح ؟ وهل تعلم ان الله لا يهلك قوم كانوا مصلحون ويهلك القوم الصالحين وهذا يعني ان الاصلاح له مكانه عند الله وان هناك فرق بين الصالح والمصلح .
هل سال بعضكم نفسه لما الناس بشكل عام ترفض وتُستفز من النصيحة باي شكل كانت وتهرب منها بينما ينصت ويرحب لسماع الفضيحة؟
تخيل لو ان الجميع يحب سماع فضائح الغير ويتداول بها ويضع اصبعه في اذنه من سماع النصيحة هل تدرك كيف تساق حينها المجتمعات الى الهاوية ؟!.
يعتبر هذا الداء مرض خطير يصيب جسد المجتمعات وبالاخص المجتمعات الاسلامية التي من اساسها واركانها النصيحة ورفض النقد بسبب اصرار الغالبية على التمسك بأرائهم وقراراتهم حتى وان كانت كانت غير صائبة , وحين تنفر من شيء تراه او تسمعه من احد الاشخاص يفسرها على انها تجاوز او عدم احترام وعدم لباقه وهذا يعني ان هذا الشخص وصل الى اعلى درجات التزمت والتخلف ولا يتقبل هذه الحالة على انها مجرد ( نقد ) فالنقد هو نوع من انواع الاصلاح والتقويم واظهار عيب الشيء بغيه بيان الجيد من الرديء
ورفض النقد ورد النصيحة تعتبر خليط من اسوأ المركبات النفسية عند البشر ولا يمكن لاعتراف هذا الشخص بان احد هذه الاسباب هي التعالي والتكبر والازدراء بذاته حتى راى نفسه ان اعلى من مستوى تقبل النصيحة ومن ينصحه زانه في مستوى درجات الكمال برجاحة العقل .
لنتذكر ان الاقوام السابقة التي زامنت الانبياء كيف تم هلاكهم بسبب رفض النصيحة وكم كانت الفضائح محور جلسات وسمر واجتماعات الاقوام والطرب لسماعها, لكن لا نريد ان نكون جائرين في حكمنا فلربما يكون الخطأ ايضا من الناصح ربما لم يتختار الوقت المناسب لتقديم النصح او انه كان تحت مزاجية معينه تجعله غير مؤهل لان ينصح في هذا الوقت تحديداً او انه لم ينتقي المفردة الصحيحة التي تؤثر على المتلقي .
مااحب ان اقول هنا دعونا نتذكر اننا لسنا بافضل من الصحابة وسلف الامة الذين كانوا يتقبلون النصح من اي كان ولنترفع عن الغرور فالتواضع هو احد سمات الرقي الانسانية.
واما الفضيحة فسميت فضيحة لانها الجزء المهم من الحدث الذي لم ينشر والكثير يجدون متعة في سماع الفضائح ولا يجدون المتعة في سماع النصيحة .
2234 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع