أضطهاد العلماء والمفكرين : 11- القديسة جان دارك(ت1431)

                                              

                         أ.فؤاد يوسف قزانجي


 أضطهاد العلماء والمفكرين : 11- القديسة جان دارك(ت1431)

جان دارك ،او جون اوف آرك ، فتاة فرنسية ،شديدة الايمان بدينها ووطنها،وخاصة حينما كان جزءا من الاراضي الفرنسية وهو  (نورماندي ) تحت الاحتلال البريطاني في القرن الخامس عشر . ولدت جان دارك من اسرة فلاحية في عام 1412 ،وصلبت ثم احرقت وهي حية في عام 1431 ، واتهمت بالهرطقة كذبا، ولما تكمل التاسعة عشرة من عمرها القصير.
تعد جان دارك بطلة وطنية في فرنسا ،ذكرت في اقوالها ان الله قد الهمها بالنصر على بريطانيا ولذلك اعطاها الشجاعة والقوة من اجل استعادة الاراضي الفرنسية من بريطانيا . لذلك عدت بعد 20 سنة من اعدامها بطلة وطنية وفتاة صالحة وبارة . ذكرت جان دارك انها قادرة على قيادة جيشا   لكي تقود الفرنسيين الى النصر ،وتستعيد اقليم نورماندي . وقد حققت عدة انتصارات بشجاعته وقتالها في المقدمة ،وذلك بقوة ايمانها، و بحماسها واندفاع الجنود ورائها لمقاتلة الانكليز في حرب (المائة عام) بين 1337-1453 التي اثمرت في منتصف القرن السادس عشر،حينما تحررت فرنسا من قبضة البريطانيين .
كان ملك فرنسا شارل السابع قد وافق على قيادة جان دارك  كتيبة عسكرية تضم 12000 جندي ،من اجل فك الحصار عن مدينة اورليانز ،فنجحت في ذلك معتمدة على شجاعتها واقدامها . كما  حصل الجيش القرنسي على عدة انتصارات ،واشاد القادة بحماسها وشجاعتها . وصلت اخبارها الى باريس والمدن الفرنسية ، واصبحت اكثر الشخصيات الفرنسية شعبية ، كما انها بهذه الانتصارات ،انقذت عرش فرنسا من تدخل بريطانيا. واستطاعت بحماسها  وايمانها من ان تقود جيشا مؤمنا بالنصر، وكانت تقول : ان صوتا من السماء يرشدني لقيادة الجيش الى النصر، وفعلا فان الجيش الفرنسي ،معتمدا على قيادة جديدة شاركت فيها جان دارك ،تحقق له الانتصار ، وقد اقر الضباط بشجاعتها في القتال مع الجنود،وخاصة بعد ان اصيبت بسهم في رقبتها، فانتزعته بيدها واستمرت تقاتل حتى انتصر الجيش الفرنسي وحرر  مدينة اورليانز .
وكاد يكون النصر في المعارك حاسما ،لولا ان بعض الفرنسيين، من هذه المنطقة تآمروا مع البريطانيين لاسرها ونقلها الى اعدائها البريطانيين . قام البريطانيون بسرعة في محاكمتها بتهمة الهرطقة والعصيان ،بدوافع الكراهية ذات المنحى سياسي من دون شك . وكانت محاكمتها غير نظامية من الناحيتين المدنية او الدينية، كما ان المحكمة لم تجد اي دليل على هرطقتها ،لان الشهود المزيفين كانوا بعيدين عنها، كما ان اقوالها الدينية التي قالتها في المحكمة لاتخالف الدين المسيحي، ولذلك حاكموها سياسيا ، لكن لم تعط حق توكيل محامي يدافع عنها ،بالاضافة الى تزوير اقوالها ،كما اضافوا افعالا اليها لم تقم بها ، فحكم عليها بالموت . حينذاك اخذت وربطت على شجرة ،ثم قرروا حرقها وهي حية ،وبعد ان احرقت  عرضت على الناس، ثم اعيد حرقها حتى استحالت رمادا ،وفي سبيل منع بعض المؤمنين ببراءتها من الاحتفاظ باثر من تلك الفتاة البارة والصالحة ، جمعوا كل الرماد ،ورموه في نهر السين . ويذكر ان جلادها قد ندم على مافعله بها وطلب المغفرة من الله اذ خشي ان تحل اللعنة عليه، وصار ضميره يعذبه.
قام المؤرخون والكتاب في فرنسا واوربا عامة بدراسة شخصيتها الجدلية الاستثنائية ، وقضيتها مع البريطانيين وتصرفاتهم البربرية غير  القانونية، اخرها كانت دراسة تاريخية لأقوالها واعمالها ونشاطها اثناء القتال، فاقر معظم الباحثين انها كانت تمتلك مواهب وقدرات اسثنائية منبعثة من ايمانها وحبها الشديد لبلادها ،وانها لاتستحق الحكم عليها بالموت ،وخاصة بهذه الطريقة  البشعة. اما الفاتيكان الذي كان يمثل غالبية مسيحي العالم آنذاك ، فقد درس ملفات قضيتها مرة اخرى في عام 1920 التي بلغت زهاء 1000 صفحة، و قرر مجلس الكرادلة في العالم بانها كانت بارة و لها قدرة روحية اسثنائية من الله ، لذلك اعتبرت قديسة  . وصارت حياتها تدرس في فرنسا وبعض اقطار العالم الكاثوليكية لفترة طويلة ،كمثال على المرأة المحاربة والشجاعة شأنها شأن الرجل .
في متحف قصر الاهرام في باريس، قام المثال (عمانوئيل فيميه) بعمل تمثال من الذهب للقديسة جان دارك وهي ممتطية حصانها وعليها علامات الجرأة والاقتحام . وكان شكسبير احد اعظم شعراء العالم، قد اشار اليها في مسرحية (هنري السادس)، وقام احد ابرز الشعراء الالمان (شيلر) بكتابة مسرحية شعرية رائعة عنها بعنوان (عذراء اورليان) ،يضاف الى ذلك قصة ( عذراء اورليان) التي الفها احد اعمدة الادب الفرنسي فولتير ، كما تجرأ الاديب البريطاني الشهير جورج برناردشو  بكتابة مسرحية (جان دارك ) سخر فيها من الذين  حكموا عليها بالموت . كما رسمها العديد من فناني فرنسا وايطاليا واسبانيا وكانت اشهر لوحة تمثل اقدامها رسمها الفنان جان ماتيكو في فرنسا في عام 1886 . كذلك انتجت هوليود في السبعينات من القرن الماضي ،فلما يصور حياتها وشجاعتها القتالية ومن ثم القبض عليها واعدامها في عام1431 .
تحتفل فرنسا والكنيسة الكاثوليكية  في كل عام ، في ذكرى استشهاد جان دارك الذي جرى في يوم 30  ايار  .  

اهم المصادر
1- أبراهيم ، الدكتورة  تارا . جان دارك : الاسطورة الفرنسية . موقع المثقف. كم
2-ويكبيديا .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع