د.بشير عبدالواحد يوسف
الحچاية السابعة :
مشمش أسم كلب ابيض صغير الحجم حلو الملامح ربيناه منذ كان عمره ثلاثة أيام على حليب النيدو الى ان فتح وأشتد عوده وبدأ يدرك ماحولهُ.....
الأولاد يلعبون معه في حديقة البيت وهو يحبب نفسه لهم ..... عندما يحس انهُ بحاجة الى تواليت يطرق على الباب بيده فنفتح لهًُ الباب فيذهب لمكان مخصص له في طرف الحديقة والغريب انه يحفر ويدفن مخلفاته ولا يترك لها أثر واضح ...... كان مشمش مفيداً لكونه كان جهاز أنذار كفء جداً ..... يحس اذا ضيف وقف بباب الكراج قبل ان يدق الجرس فينبهنا ولهذا بسبب وجود مشمش لم يسرق شيء من حديقتنا كالسابق ..... ومن غرائب الامور حدثَ ان سُرقَ مشمش مرة من باب الكراج وفتشنا عليه كثيراً دون فائده لكن صاحب الكشك في رأس الشارع أخبرنا ان شاباً وضعهُ في الكيس ( گونية ) وهرب بهِ ونصحنا ان نذهب صباح يوم الجمعة الى سوق الغزل احتمال نجده هناك ..... وفعلاً ذهب أبني سامر وخلال تجواله في السوقِ سمع نباح مشمش وهو في الكونية وأخذَ يرفس بقوةٍ وعنفوان وقفز من الكونية وأحتضن سامر وهو يشمشم بهِ فأدعى الحرامي انهُ أشتراه بمبلغ كبير فكان سامر أذكى منهُ حين قالَ لهُ لقد سرقت كثير من حاجيات البيت مع الكلب فولى الحرامي هارباً وعاد ِمشمش ألينا ففرح به الأولاد ..... ومن غرائب الامور عندما تكون في طعامهِ عظام كبيرة يلجأ لدفنها في نهاية الحديقة لفترة لحين ماتتفسخ فيخرجها عند الحاجة ويأكلها بيسر وسهولة...... ومازلت مستغرباً عندما بكى ونحن نودعه مهجرين وكيف شمنا وقبلَ الأولاد وهو يأن وكأنهُ يعرف انهُ الوداع الاخير..... وبعد خمس سنوات غربة عدتُ لبيتي الذي سكنتهُ أختي وعندما وقفت في بابِ الكراج وطبعاً كانت الكهرباء مقطوعة كالعادة ... فاجئني عندما قفزَ من فوق الباب وأخذَ يشمني ويقبل ملابسي ويدور حولي ويهز بذيلهِ بقوة ويجر طرف البنطلون يدعوني لدخول البيت . انهُ الوفاء ... وفاء كلب غزرَ بهِ العيش والملح وردَ الجميل .
د . بشير عبدالواحد يوسف
830 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع