القشلة قلب بغداد من ينهض بها من جديد ؟

                                         

                            علي الزاغيني

         

الاعتماد على السياحة سيكون له الدور الكبير بعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل القومي وفي بغداد توجد الكثير من المواقع الأثرية والتراثية بحاجة الى من يهتم بها لتكون واجهة حضارية كما كانت تستقطب السواح وهذا الاستقطاب بكل جوانبه سيكون له الأثر الكبير ليس من الجانب المادي فقط وانما الإعلامي والثقافي الذي يجعل من العراق قبلة سياحية وتنتهي تلك الصفحة المؤلمة من تاريخه المليئة بالحروب.

لكل مدينة تاريخ وبالتأكيد هذا التاريخ له اثار وتراث تعتز به تلك المدينة ودائما ما تعمل على تقديم أفضل ما يمكن من اجل ان تبقى تلك الاثار والتراث رمز لها وتعمل بجد على المحافظة عليه وصيانته باستمرار حتى يبقى محافظا على جماليته ومظهره التاريخي وتبقى محط أنظار السياح من كل بقاع الارض, بغداد توجد بها الكثير من المواقع الأثرية والتراثية ولعل القشلة وما جاورها من المواقع التراثية التي تقع على ضفاف دجلة لا تزال شامخة رغم السنين والتغيرات التي حدثت في العراق وفي بغداد خصوصا الا انها تعاني من الإهمال رغم ما بذل من جهد كبير بعد أعادة افتتاحها من جديد فهي تستقبل الزائرين لها من رواد المتنبي وخصوصا يوم الجمعة ليطلعوا على معالمها وبنائها وما تحتويه وما يحيط بها من عبق ذكريات بغداد وتاريخه ويتأملوا كيف كانت هنا تصنع القرارات وينصب الملوك وغالبا ما نجد اغلب زوارها من المغتربين او المهتمين بالتراث والاثار وخصوصا انها محيطة بعدد من المواقع التراثية فهي تجذب السواح ولا سيما ساعتها التي لا تزال تعمل رغم السنين .

من خلال زياراتي المتكررة الى القشلة وجدتها لا تزال تعاني الكثير من الاهمال على الرغم الجهد الكبير الذي بذله محافظ بغداد السابق الدكتور صلاح الا انها بحاجة الى المزيد من الدعم الحكومي لتبقى شامخة ويتوافد عليها السياح وتكون مرفقا سياحيا بعد ان يكتمل ترميمها وتعاد اليها الحياة من خلال بناء عدد من المطاعم على ضفاف نهر دجلة ليكون لها مورد مالي يساعد في عمليات الترميم والصيانة وهذا ما لمسته من مدير الصيانة للمواقع الاثرية الاستاذ ظافر التميمي خلال لقائنا الاخير وما يعانيه من اجل الصيانة واعادة الحدائق كما كانت سابقا ترتدي حلة خضراء تمنح القشلة لونا جميلا بسبب عطل مضخة المياه .الساعة والمدفع الاسطوري من اهم ما يميز القشلة لما لهما من ذكريات جميلة لازالت عالقة في اذهان العراقيين ولكن الساعة دائما بحاحة الى صيانة مستمرة وهناك من يعتني بها من اجل الحفاظ على رونقها الجميل فهي بارزة للجميع لموقعها المتميز على نهر دجلة الخالد وكذلك للمدفع ذكريات جميلة في ذاكرة العراقيين وزيارة النساء اليه في ذلك الزمان للتوسل وطلب النذور نظرا لضخامة حجمه قياسا الى المدافع الاخرى وكما تحتوي القشلة على مرقد لاحد الائمة من اولاد الامام علي عليه السلام وكذلك بيت الوالي.لو عزم المسؤولين على الاهتمام قليلا بالقشلة قدر اهتمامهم بأنفسهم وأحزابهم لأصبحت القشلة وما يجاورها من مواقع الاثرية والتراثية من اجمل المواقع في بغداد و لاسيما انها تقع في قلب بغداد وهنا يجب على وزارة التربية والتعليم ان تقوم بتوجيه الكليات والمدارس بتنظيم رحلات منظمة لهذه المعالم الاثرية والتراثية حتى يكونوا على اطلاع واسع وعن كثب لتاريخ هذه المواقع وجماليتها وهذا يضيف لها زخم مستمر من الرحلات الطلابية وكذلك يكون مورد ثابت تقريبا من اجل الصيانة , واعتقد انه يجب على اعلام وزارة السياحة والاثار ان ياخذ دوره بشكل كبير من اجل ان يعرض واقع وتاريخ القشلة وابراز معالمها وذلك من خلال اصدار كراس صغير يتضمن نبذة عنها ومراحل اعادتها وبصور مختلفة يوزع للزائرين وهذا مايضمن اطلاع الجميع على تلك المعلومات ويحاول ان يحث المسؤولين على الاهتمام واستثناء المناطق الاثرية من الموازنة التقشفية.من الجدير بالذكر ان القشلة مصطلح اصله تركي (قشلغ أي المشتى) شيدها في وقتها نامق باشا والي بغداد عام (1861) واستمر بنائها في عهد تقي باشا عام (1867) وتم أكمالها في عهد الوالي مدحت باشا عام ( 1871) ,اتخذها العثمانيون معسكراً للجيش العثماني المشهور، إلا إن استعماله في العهد العثماني كان يفهم منه (الثكنة العسكرية ،والسراي ،والمركز الحكومي) طولها (160) متراً وعرضها (60) متراً وعرض بنائها بما فيه غرف الطابق الارضي والعلوي(25) متراً وكانت تطل على حديقة واسعة تشرف على نهر دجلة في ضلعها الجنوبي وفي منتصف هذا الضلع شُيد برج الساعة. استغرق بناؤها عشرة سنوات تعاقب على بنائها ثلاثة ولاة فبعد نامق باشا جاء الوالي تقي الدين باشا عام 1867 ثم تلاه مدحت باشا عام 1871م فكملت في عهده، وارتفاع البرج ثلاثون متراً وعرض أبعاده الأربعة عند الأرض اربعة أمتار ويأخذ بالضيق تدريجياً صعوداً الى الاعلى . يوجد في داخل البرج سلّم حلزوني يحتوي على (73) درجة تطل عليه نوافذ للتهوية والإنارة وعلى ارتفاع (23) متراً من الأرض احتوى البرج على غرفة مربعة الشكل. -

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1061 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع