بثينة خليفة قاسم
أفلت الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي من قبضة الانقلابيين الحوثيين الذين استولوا على السلطة بقوة السلاح في لحظة غفلت فيها القوى السياسية اليمنية وانشغلت عن الأهم بما هو أقل أهمية فتركت المؤامرة الإيرانية تمضي بسرعة أكبر فهدمت الشرعية واعتقدت أن الشعب اليمني غير موجود.
الفرصة جاءت من جديد لكل من يهمه الأمر وكل من يريد أن يستعيد اليمن التي تأخذ طريقها نحو التحلل والضياع!
الكلام موجه بطبيعة الحال لدول الخليج في المقام الأول، ولبقية الدول العربية خصوصا مصر.
الظرف خطير والجبهات كثيرة والنيران تشتعل في أطراف الأمة وفي قلبها، ومصر تواجه خطرا داخليا وتواجه خطرا على جميع حدودها تقريبا، فهي مهددة من الغرب ومن الجنوب ومن الشرق ومن الشمال بسبب تهريب السلاح عن طريق البحر.
ولكن رغم كل هذا فلا مفر أمام دول الخليج وأمام مصر سوى تقديم الملف اليمني على سلم أولوياتها، لأن هذا الخازوق الإيراني الذي تم دقه في اليمن الآن لو لم يتم خلعه خلال الفترة القليلة القادمة سوف يكون من الصعب خلعه في المستقبل، فالدعم الإيراني بكل أشكاله يصب الآن على الحوثي وأتباعه، وإيران لن تتنازل بسهولة عن السمكة الكبيرة التي اصطادتها بعد انتظار ومطاردة طويلة.
الآن عاد الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد وسوف تأتي المواجهة حتما بين الحوثيين وبين بقية اليمن، فإما أن تؤدي هذه المواجهة إلى حرب أهلية طويلة تضيع فيها اليمن، خصوصا وأن تسليح الحوثيين والدعم الإيراني لهم سيجعلهم قادرين على خوض حرب طويلة ويعطيهم القدرة على المساومة، وإما أن يضم هزيمة الحوثيين وإعادتهم إلى جحورهم مرة أخرى، وهذا سيتوقف على حجم ونوع الدعم الذي يمكن أن يقدمه العالم وتقدمه دول الخليج ومصر للرئيس هادي ورجاله.
الوقت له أهميته بالنسبة للأزمة اليمنية، ولابد من التحرك عاجلا، فالرئيس هادي لن تستطيع بإمكانياته الحالية والحمد لله أن ما جرى له من حصار وإجبار على الاستقالة أدى إلى توحيد اليمنيين أو توحيد معظمهم في مواجهة الخطر الحوثي الذي دخل من بوابة الخلاف وهشاشة الحكومة ومن بوابة الظروف الاجتماعية التي فشلت الحكومة في التعامل معها.
لابد من دعم الشرعية في اليمن ولابد من إقناع اليمنيين أن الأسوأ ينتظرهم إن لم يتوحدوا في مواجهة الخطر الحوثي.
905 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع