علي السوداني
دُبّرَ الأمر نهاراً والعربان نائمون وشاخرون وأرجلهم بشمس الظهيرة . من دون مقدمات قام مخرج أفلام الجحائم بتبديل اسم القاعدة باسم داعش .
طُلِبَ من الرعية أن تنسى بلاد أفغانستان والملا عمر وأيمن الظواهري وكلّ ورثة أسامة والخطب الطنانة الرنانة ، ليحلّ محلّها أبو بكر البغدادي وساعته المشهورة ، وفي نقلة نوعية وقعت على درجة التوحش ، صار الأبرياء والمساكين يُذبحون ويُحرقون ويُصورون بطريقة فنية عالية تصلح لحصد جائزة فلم قصير .
داعش تحارب الرئيس بشار الأسد في الشام وخواصرها وثغورها . أمريكا تقصف داعش وابنة عمها النصرة . بشار يستفيد ويتقدم ويترسخ . الحوثيون المدفوعة ظهورهم بكفوف إيرانية معلنة ، يأكلون نصف اليمن . أمريكا ساكتة ومغمضة ومستأنسة ، لأن الدكة مهيأة تماماً لمعركة ضخمة بين القاعدة والحوثيين وكلاهما عدو للعم سام . أمريكا وذيولها أسقطوا حكم الزعيم معمر القذافي فصارت ليبيا مثل مغناطيس عملاق للقتلة ، وانفتحت سواحلها للمهاجرين الجياع صوب الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط ، حيث يموت نصفهم وهم يركبون " تيتانيك الفقراء " والناجون يعاد انتاجهم واستعمالهم في مشاهد إنسانية مريبة .
قبل نحو شهرٍ قال رئيس مصر القويّ الذكيّ الناصري الهوى ، أعظم قولةٍ لأشجع حلٍّ زبدته في ثورة دينية اسلامية كبرى ، تكنس الضلالة والكراهية والتخلف والتطرف والتصحّر وسوء التفاسير . مرَّ هذا القول العظيم مروراً سريعاً على رؤوس المآذن والصوامع والكهوف ، وأيضاً على وسائط الإعلام والإشهار المتاحة الآن للجميع .
ألذبّاحون والحرّاقون الدواعش ، حركاتهم وأطوالهم وانسجامهم مع حركة الكاميرا وصوت المخرج ، تشبه أقرانهم في منغلة ومزناة " بلاك ووتر " وأخواتها .
ألحرائق والمطاحن والمصائب ، ستقوم دكّاتها من بغداد شرقاً حتى الرباط غرباً .
أرضنا ستصير حريقاً يسحل حريقاً ، ويستثنى من المشهد ، إسرائيل وإيران والنفط العزيز ، مع أفلام قصيرة جداً وغير مكلفة بباب الدم الثانوي ، في كوبنهاغن وباريس وسدني ونيويورك وشقيقاتها ، من أجل توسيخ العيون بالرماد والقول أننا مثلكم أيها العرب والمسلمون نموت بفعل الإرهاب . يعني ليمت وينجرح ويهاجر ويُهجّر وتُهان منكم عشرات الملايين ، مقابل كمشة أفراد أعزاء منا . لتشتعل أوطانكم ، مقابل حريق صغير عندنا ، يتم اطفاؤه بزجاجة ماء وتسع نفخات وأربع سعلات .
1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع