النظام يريد تغيير الشعب

                                            

                           عامر السلطاني

قد يظن القارئ الكريم أن عنوان مقالتي قد يكون سهواً ولكن الشعارات الرنانه التي رفعها وهتف بها المتظاهرين في ساحه التحرير لايمكن نسيانها او الخطأ في ترتيب كلماتها  ( الشعب يريد تغيير النظام ) سمعتها مُدويه بأذني عندما كنت في مصر ، هتف الملايين من أبناء المحروسه بعبارات كان لها الاثر القوي في تبديل نظام مبارك واجباره على الرحيل .

حدث ماحدث وتبدل النظام وأستبشرالمواطن خيراً في تحسن الوضع المعاشي والاقتصادي له ليحصد الفقراء ثمار الثوره التي هتفوا من أجلها ولكن يبدو ان الثورات يدفع الشعب دماءهم ثمناً لها ويجني السياسيين ثمارها ، وكان الاخوان هم الاقرب لقطف هذه الثمار لما لهم من خبره تنظيميه وتاريخ في العمل السياسي ، ترَقب المصريين مايحدث وارادوا ان يُجربوا الاخوان في حكم البلاد ، ولكن تجربه عام واحد ثَبت العكس وتبددت احلام الشعب ، وقدموا اوراق فشلهم بأمتياز في أداره شؤون البلد فعمت الفوضى وساء الوضع الامني وخرج الملايين مره ثانيه لتبديل نظام مرسي الاخواني ثم جاء حكم السيسي لينتظر الشعب ماذا سيتحقق له من وعود على أمل أن يكون أفضل من سابقيه أذا ماأخذنا بنظر الاعتبار أنه حَظي بدعم شعبي واعلامي لم يناله سوى الرئيس عبد الناصر في حينه ولكن يبدو ان مراحل التغيير سوف تأخذ وقتاً اكبر لكي  تُلقي بظلالها على المواطن المصري البسيط أذا ماسارت بالاتجاه الصحيح  . ماحدث في مصر نموذج لثورات الربيع  او الخريف العربي التي حدثت في
 تونس ثم ليبيا واليمن فكل الثورات حدثت وتغير النظام وبقى المواطن والشعب في مكانه لم يتقدم خطوه للامام نحو الافضل .
أما في الشأن العراقي فالكل يعرف ماذا جرى بعد ٢٠٠٣ تناوب السياسيين وحسب الحروف الابجديه على الحكم  لرئاسه مجلس الحكم بعد الاحتلال وبأشراف الحاكم المدني الامريكي بريمر ، وكان المواطن العراقي ينتظر ان يتغير حاله للافضل  وظل يترقب وينتظر  ، ثم أستلم علاوي وبعده المالكي وعجله التقدم والتطور تسير للوراء في كافه مجالات الحياه !!!!!؟
 ثم بدأ العد التنازلي في نفاذ الامل الذي كان يرجوه العراقي بكافه أطيافه ومكوناته لتحقيق احلامه بعد الوعود الكثيره التي قطعها السياسيين على أنفسهم وتبخرت هذه الاحلام والوعود على صخره الواقع الذي طخت عليه الصراعات السياسيه من اجل الحصول على المكاسب والامتيازات لتنعكس على الوضع الامني والمعاشي والخدمي للمواطن !!!!!! .
لِنُعطي حكامنا في الوطن العربي قسطاً من الراحه بعد ما انهكتهم كثره الانتقادات اللاذعه من الصحافه والاقلام التي  لاترحم وترصد كل كبيره وصغيره ، ولنركز اهتمامنا على المواطن وماهي متطلباته وماذا يريدتحقيقه ليضمن له ولعائلته حياه حره كريمه فيها أبسط المستلزمات الضروريه ،  أم أن كثره تظاهراته وشكواه ليس لها مبرر او معني وتسبب مصدر قلق واوجاع الرأس لحكامنا الافاضل !!!!!؟
حينما ننظر الى مايحتاجه المواطن العربي من غذاء ودواء وتعليم وسكن وصحه وأمن وغيرها من المتطلبات اليوميه التي تثقل كاهل الحكام ويعتبرون ان المواطن في مَنزله ودرجه اقل منهم ومن غير اللائق ان يستمروا بهذه الطلبات التي تحتاج الى نزاهه في التوزيع العادل لثروات البلد وهذا غير ممكن بحيث يتساوي او يتقارب المواطن والحاكم في الدخل الشهري ، وعليه مثلما تخرج الشعوب في مظاهرات لتغيير النظام ، فمن حق الحاكم او النظام الخروج لرفع لافتات يطالب بها بتغيير الشعب !!!!!!!
 وأمام حاله وتغيير الحكام وبقاء الشعب كما هو لم يتقدم او يتطور للامام فما هو الحل ، اجد من المناسب ان يجتمع الحكام والخروج بمظاهرات ضد شعوبهم ويرفعوا لافتات مكتوب عليها( الحكومه تريد تغيير الشعب ) لأنه شعب لايمل من الكلام والمطالبه بحقوقه !!!!!  فمن حق الحكومه الخروج لتغييره مثلما خرجت بعض الشعوب لتغيير الحكام  !!!! . من المؤكد هذا الكلام من باب السخريه ولكن أغلب الظن هذا مايتمناه حكامنا وانظمتنا ليرتاحوا من شعوب لاتمل من الطلبات  !!!!!!!!! .
أن الشعب الذي ينتخب الفاسدين والناهبين لثرواته لايعتبر ضحيه بل شريكاً في الجريمه والكثيرين يظنون أن المسجون هو ذاك الشخص المحبوس داخل اسوار وبناء عالي وموضوع في زنزانه مفرده ، كلا فمن يعتقد ذلك فهو واهن جداً فالسجون كثيره وان تقييد حريه الفكر والتعبير عن الرأي هو سجن ، وعدم حصولك على حقوقك كمواطن هو قمه في هدر الكرامه والحريه .
العبارات الرنانه والاصوات التي تهتف بقوه وحدها غير كافيه اذا مااراد الشعب ان يعيش بكرامه ويتمتع بثرواته دون مايسمح بسرقتها والتطاول على حقوقه ،
ولو كانت الاصوات العاليه والهتافات وحدها تبدل الواقع من حال الي حال ، سنجد حكامنا يشترون بثرواتنا أصحاب الحناجر الرنانه ليرفعوا شعار ( النظام يريد تغيير الشعب ) ولكن حكامنا
أقوى بخبثهم في استخدام الثروات لشراء الذمم وبهذا أصبحوا قادرين على تغيير البعض من شعوبهم من دون الحاجه الى تظاهرات اوهتافات وعلى المتضرر أن يلجأ( للقضاء ) او يبتكر وسيله او طريقه جديده للتغيير الحقيقي لهذا الواقع المؤلم لمواطن سيفقد صوته في الهتافات دون جدوى او فائده .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

972 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع