العامري في العراق يقلد نصرالله في لبنان والحوثي في اليمن

                    

                              هارون محمد

لم يجد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري غير نائب رئيس الجمهورية  نوري المالكي يقبل بجمعه مع قائد مليشيات (بدر) هادي العامري بعد ان اعتذرت قيادات توصف بانها نافذة ومؤثرة في الشارع الشيعي ابتداء من المرجع السيستاني ورئيس الحكومة حيدر العبادي مرورا برئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم وزعيم التيار الصدري وانتهاء بوزير الخارجية ابراهيم الجعفري من التوسط بين الاثنين بعد ان وصلت العلاقة بينهما الى درجة ان العامري هدد الجبوري وزملائه نواب محافظة ديالى السنة بالتصفية الجسدية او الاعتقال في احسن الاحوال اذا وطأت اقدامهم حدود المحافظة المنكوبة.

وصحيح ان المالكي وهو حليف سياسي للعامري منذ انشقاق الاخير عن المجلس الاعلى مطلع عام 2010 وصاحب فضل بتعيينه وزيرا للنقل في حكومته السابقة قد نجح في اقناع قائد مليشيات (بدر) في الاجتماع مع رئيس البرلمان العراقي (الاحد) الماضي، الا ان المعلومات التي تسربت من الاجتماع تؤكد بان العامري ما زال على رأيه في منع نواب ديالى السنة من زيارة مساقط رؤوسهم وتفقد ذويهم واقاربهم وناخبيهم في الوقت الراهن، ونزولا لرجاء المالكي فقد (تكرم) واعطى وعداً بانه سيسمح لرئيس مجلس النواب وحده بزيارة أهله وعشيرته في ناحية المنصورية التابعة لقضاء المقدادية عندما تتحسن الحالة!

وعندما يعتذر السيد السيستاني والعبادي وعمار ومقتدى والجعفري من التوسط بين زعيم مليشيا بدر ورئيس البرلمان، فانهم يدركون سلفاً ان وساطتهم غير مجدية لان العامري شاءوا أم ابوا بات لا يحترم أحدا ولا يعير اهتماما لاي منهم ووصل به الغرور حداً انه يستنكف حضور اجتماعات مجلس النواب وهو عضو فيه دون ان يجروء رئيس المجلس على محاسبته كما فعل مع العديد من النواب المتغيبين وفرض غرامات عليهم وصلت الى ملايين الدنانير في ديسمبر الماضي .

وعندما نحذر من اجندة العامري السياسية والطائفية في العراق، فاننا ننطلق من جملة وقائع واحداث وحقائق على الارض بطلها بلا منافس (ابو حسن) لا غيره ، وهو للعلم لا يخفي اهدافه ولا ينكر اغراضه ويتحدث بصراحة تصل في بعض الاحيان الى استخدام مفردات شوارعية، واذهبوا الى الـ(يوتيوب) وشاهدوه بالصوت والصورة كيف يصف نائب رئيس الوزراء صالح المطلك؟ وكيف يبرر تقبيله ليد على خامنئي خلال مشاركته في اجتماع وزراء النقل في الدول الاسلامية في طهران؟ وكيف يعظم قائد فيلق قدس الايراني الجنرال قاسم سليماني ويقول عنه انه هبة ربانية؟ واكثر من هذا فانه يوعز للصغار من اتباعه بشتم نواب ووزراء ومحافظين كما حصل لاحد محازبيه ويدعى حارث الربيعي مدير ناحية ابي صيدا  الذي اتصل هاتفياً بعدد من نواب محافظة ديالى وهددهم بانه سيكسر رجل ايا منهم يزور القضاء الذي يتعرض سكانه الى جرائم وانتهاكات وتهجير ونسف بيوت وتجريف بساتين وهدم مساجد، ولم يجد النائب صلاح مزاحم غير بيان صحفي يصدره (الاثنين) الماضي يقول فيه: انه ابلغ السلطات الحكومية والجهات الامنية  بفحوى تهديد موظف اداري صغير بدرجة مدير ناحية لـ(ممثلي الشعب) ويبدي استغرابه من عدم ملاحقته قضائياً، ويستغرب اكثر من عدم السماح لوزير الدفاع (السني) خالد العبيدي ورئيس لجنة التحقيق بمجزرة (بروانة) من زيارة مسرح الجريمة!

واذا كانت سطوة العامري في محافظة ديالى وجرائم مليشياته ضد السنة العرب قد فاقت التصور، فان اجراءاته ضد الشيعة المخالفين له تأخذ خطا ناعما بعيدا عن ازهاق الارواح وسفك الدماء لحسابات طائفية كما حدث في منطقة الكرادة الشرقية مطلع الاسبوع الحالي عندما أمر مليشياته بخطف الامين العام لحزب الله العراقي/ جناح المجاهدين عباس المحمداوي واغلق خمسة مقرات لاجنحة اخرى تحمل اسم هذا الحزب وهي: الغالبون والمختار والفتح العظيم والنجباء والجند المكين حتى ان احدى وكالات الانباء المحلية الرصينة عنونت تقريرها الاخباري عن الحادث بـ( بدر تضع حداً للتنافس على اسم حزب الله) وفي رأي العامري ان منزلة واسم حزب الله مقدسان في لبنان ولا يصح تشويههما بكيانات صغيرة في العراق حتى لو كانت شيعية ، ويضطر رئيس الحكومة حيدر العبادي الى مداراة خيبته باعلان (الكرادة منطقة مجردة من السلاح) في اجراء يتماهى في حقيقته مع ما اقدم عليه العامري علما بان مليشيا بدر لها اربعة مقرات متجاورة في هذه المنطقة وحدها في حي المسبح ومحلة الناظمية قرب مصنع باتا ومحلة سبع قصور وحي الجادرية، وجميعها شغالة وحراسها امامها وعلى سطوحها يحملون المدافع الرشاشة والاحاديات والكيسيات دون ان يشملها قرار العبادي.

ومرة اخرى لا نستهدف العامري شخصيا عندما نتحدث عن خطورته على حاضر العراق ومستقبله خصوصا وانه لا يستحي من عمالته لايران ويقول بملء فمه انها (امه وابوه) ويصف خامنئي بانه قائد الامة الاسلامية ويسمي قاسم سليماني بـ(المجاهد العظيم) ويستهزيء بحكومة العبادي ويقول: لولا ايران لانتقلت الى المنفى، وهذه المواقف والسياسات لو ربطها ببعضها محلل سياسي منصف لتوصل حتما الى نتيجة واحدة تتمثل في اخضاع العراق بالكامل الى النفوذ الايراني على غرار لبنان واليمن، ويكون هادي العامري في العراق مثل حسن نصرالله في لبنان وعبدالملك الحوثي في اليمن بينما سوريا لا تحتاج الى مثل هؤلاء فبشار الاسد وحده يفي ويكفي.

وانتظروا مفاجآت العامري في بغداد واحداث الكرادة مقدمة لها، واجتياح (البدريين) وحلفائهم العصائب والمليشيات الخاضعة لاشراف ابي مهدي المهندس وتدريب الجنرال سليماني والعميد محمد جعفري قائد الحرس الثوري الايراني للعاصمة بات مسألة وقت، والحجة جاهزة حماية بغداد من الدواعش في حين ان الهدف الحقيقي ابعد واكبر.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1129 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع