ذكريات إذاعية...ثانيا

                                        

                     جواد عبد الجبار العلي

الحديث يطول عن ذكريات في أروقة الإذاعة العراقية ((إذاعة بغداد)) حيث تحدثت سابقاً عن دور المذيعين والمخرجين ومقدمي البرامج في تألق الإذاعة في الفترة التي توليت بها المسؤولية كمدير للإذاعة وكيف كان العمل يتطور يوم  بعد يوم حيث الجميع يعمل كفريق واحد،

ولكن كان هناك جنود ليسوا مجهولين وإنما كانوا يؤدون دوراً لا يقل مسؤولية وتضامنية مع الكادر الإخراجي والتنفيذي، وسوف أذكر بعض الرموز الإذاعية التي قضت عمر شبابها من أجل إسناد البث الإذاعي، وفي المقدمة منهم قسم التنسيق الإذاعي الذي يعمل ليلاً ونهاراً من أجل ترتيب المنهاج الإذاعي الذي ترتكز عليه الإذاعة، هذا القسم كانت تشرف عليه الزميلة الإذاعية ناهدة هوبي التي قدمت سنين شبابها في غرفة مساحتها مترين في متر واحد، وكانت لديها معلومات أرشيفية عن كل ما هو مؤرشف في المكتبة الإذاعية، وكان معها فريق لا يتجاوز الثلاثة مقسمين إلى ثلاث فترات صباحية ومسائية يتعاون معهم قسم المكتبة الذي كان الزميل جبار العزاوي وموفق فاضل الذي عمل بشكل متواصل على تنظيم المكتبة بعد الخبرة التي تلقاها من المرحوم أمين المكتبة وشيخها فاضل الذي كان من أفضل المؤرشفين الإذاعيين، حيث كانت مكتبة الإذاعة تحتوي على الآف المواد الإذاعية من خطابات الملوك والرؤساء والبرامج والمسلسلات والأغاني، وعندما كنت تريد أي مادة كان يعطيك رقمها وتسلسلها بدون الرجوع إلى السجلات، هذا الكادر الذي تدرب على أيدي إذاعيين لهم الباع الطويل والعمل الشاق من أمثال المدرس وفاضل ومشتاق طالب وسعاد الهرمزي، والذين كان لا بد أن تخط اسمائهم في أركان الإذاعه وأن لا ننسى ما قدموه من جهد، لا بد أن نذكره حالياً في مذكراتنا.

إن الإذاعه العراقية كانت تملك من الأرشيف ما يضاهي إذاعة البي بي سي BBC ولكن السؤال هنا أين ذهب هذا الأرشيف؟ ولماذا لا يعود إلى حضن المكتبة الحالية؟ ولماذا لا يحاسب من أهدر هذا الأرشيف الثمين؟ نتمنى على القائمين والمسؤولين على الإذاعه أن يبحثوا عن المفقود من هذا الأرشيف وأن يعود إلى مكانه.
لقد كانت إذاعة جمهورية العراق ((إذاعة بغداد)) من الإذاعات المتميزة، ليس فقط لعمر تأسيسها وإنما ما تقدمه من مواد إذاعيه سياسية وثقافية وتنموية ومنوعة بجهود وخبرات صار لها تأثير كبير في الوسط الإذاعي والتلفازي العربي والعالمي، نالت الإذاعه العديد من الجوائز والشهادات والتميز في جميع المهرجانات العربية والعالمية وكل هذا وذاك جاء بجهود ليس فقط من أخرج ونفذ هذا البرامج، ولكن كان للمنسقين والمؤرشفين الذين ذكرتهم الدور الكبير في العمل المتألق للإذاعة العراقية.
وهنا يجب أن أشد على أيدي رابطة الإذاعيين والمشرف الأخ مظفر سلمان  هذه الرابطه التي بدأت تنشط وتجمع الخبرات الإذاعية وتكرم الإذاعيين الذي بذلوا الجهد الجهيد في خدمة الإذاعة العراقية، وهنا لا بد أن نذكر اسماء لها في ذاكرة الإذاعة صدى وتأثير من أمثال السيد حافظ القباني وسعاد الهرمزي وشيخ المذيعين المرحوم حسين حافظ وأمين المكتبة المرحوم فاضل عواد ومؤسس قسم الأطفال المرحوم عمو زكي والسيد وديع خندى رئيس القسم الموسيقى وعذراً للذين لا تتسع ذاكرتي لذكر اسمائهم، وشكراً للإبن البار فائز جواد الذي حملني مسؤولية أرشفة الذاكرة الإذاعية للفترة التي عملت فيها مع فريق واحد بكل ما تحمله الأسرة الواحدة من معنى وامتناني للسيد مظفر سلمان رئيس رابطة الإذاعيين الذي يبذل الجهود من أجل إعادة الروح للإذاعيين وتنشيط العمل الإذاعي وتكريم من قدم ويقدم للإذاعة الخبرة والعطاء.

ولا بد أن اذكر أن الأستاذ أرشد توفيق مدير الإذاعة الذي كان له الدور الكبير في تحمل المسؤولية من بعده  وتعلمت منه كيفية إدارة العمل الإذاعي والتعامل مع الكادر وأشكر الزملاء الذين تولوا المسؤولية من بعدي الأخ د. مظفر عبد العال والأخ غازي فيصل..
وأشكر الزمن الجميل الذي  جمعني مع هذه الكوكبة الجميلة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

878 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع