علي الزاغيني
عندما تضيق بنا الدنيا نبحث عن مأوى او ملجأ او حتى منفذ صغير يمنحنا الامل والامان حتى يفرجها الله بالخلاص او الهروب لارض غير ارضنا بحثا عن ما نستظل به من ظلمات من لا يخاف الله ومن يستبيح دمائنا واعراضنا واموالنا دون وجه حق سوى تخريفات واوهام تملأ قلبه المريض وعقله المتعفن بالجنون .
في حقيقة الامر اصبحت الهجرة وكانها جزء من حياة العراقيين وربما من لا يفكر اليوم بالهجرة قد يفكر غدا وربما اصابه الندم لانه اضاع فرصة بالهجرة قبل اعوام لانه لم يجد الاسباب الكافية لحزم حقائبه والهجرة والغربة التي قد تكون طويلة حيث لا رجعة حيث الارض غير الارض ولا اللغة نفس اللغة وكل القوانين لا تشبه قوانين بلادنا .
بعد ان اوصدت كل الدول ابواب اللجوء الانساني امام العراقيين وبعد ان كانت سوريا ملاذا امنا اصبحت ساحة حرب لم يبقى امام العراقيين سوى تركيا الملجأ الاكثر امان والمفتوحة امامهم للهجرة وانتظار دورهم لطلب اللجوء لدى احدى الدول الاوربية او امريكيا بعد انتظار قد يطول كثيرا قد تصل الى اكثر من خمس سنوات , واغلب من التقيت بهم من المهاجرين قبل سفرهم يعتقدون ان هناك فرص عمل تساعدهم في التغلب على المصاعب المادية اضافة الى المساعدات الانسانية التي قد يحصلون عليها من المنظمات الانسانية وهذا بالتاكيد غيرمضمون او قد تكون غير كافية لسد حاجتهم ولكن الاغلبية منهم يعتمدون ما ادخروه من اموال او رواتبهم التقاعدية واجارات عقارتهم او مصوغات ذهبية تساعدهم في تخطي سنين الانتظار وهم بالتاكيد قد خططوا لكل خطوة يخطونها ولكن الجميع يعلم ان مناخ تركيا بارد جدا على العكس من مناخ العراق المعتدل والحار صيفا وهذا المناخ البارد قد لا يتأقلم معه العراقيين بسهولة ويتطلب منها مصروفات اضافية للطاقة الكهربائية والتدفئة اضافة الى ثمن اجار السكن وهذا يثقل كاهل المهاجرين وخصوصا اذا كانت العائلة المهاجرة افرادها عددهم كبير, ولكن بحقيقة الامر هذه العوائل المهاجرة تركت الوطن لا لشئ سوى البحث عن الامان بعد ان ذاقوا مرارة التفجيرات والعنف الطائفي وعدم نجاح الحكومة بتوفير ما يحتاجه المواطن وهذا بالتاكيد هروب لحياة اخرى لا يعرف المهاجر ماذا سيواجه واي قانون سوف يتحكم به واي اشخاص يتعامل معهم وهل سيكونون صادقين معهم وهل سيقع ضحية عمليات نصب واحتيال من قبل المهربين الذين هم بلا رحمة و قد تكلفه اموال طائلة وقد تكون عمليات النصب من مهاجرين اخرين يتقنون فن الاحتيال بطرق ملتوية وخصوصا انهم يتحدثون بالعربية ولغة اخرى وهذا ما يسهل وقوع الكثير ضحايا وبالتالي قد يقع في مأزق كبير في الغربة ويبقى ما بين نار العود ة ومابين اكمال طريقه اذا ما تمت الموافقة على طلب اللجوء الى بلد اخر .
السؤال هنا هل تبقى ابواب العراق مفتوحة للهجرة ام ستكون هناك ضوابط وتحديدات تضعها الحكومة للحد من الهجرة ؟
وهل ستقدم السفارات العراقية في الخارج بتقديم التسهيلات ومساعدة اللاجئين العراقيين وتساعدهم في اجتياز هذه المرحلة الصعبة من حياتهم, ام ستبقى مكتوفة الايدي وتنظر بعين العطف من جهة ومن الجهة لا تقدم سوى الوعود وعدم الايفاء بها سوى المماطلة .
واخيرا اقول الهجرة اخر الدواء فلا تدعوا المواطن يلجأ اليها وقدموا له كل الخدمات وما يحتاجه داخل الوطن وليكن هدفكم القادم كيف نعيد المهاجرين العراقيين الى الوطن فلا ارض اغلى من العراق .
1258 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع