عايدة رزق
دعك من التوقعات والتنبؤات التى يقولها الخبراء والمحللون..وأصحاب الرؤى المستقبلية والمنجمون الذين يحضرون فى نهاية كل عام .. ليقدموا رؤيتهم لما هو آت.دعك من كلامهم عن الإرهاب الذى توقعوا أن يزداد حدة فى عام 2015،
حيث سيحصد أرواح آلافا من الأبرياء فى أماكن كثيرة من العالم.. والسؤال الآن.. متى توقف الإرهاب؟.. فالعنف بكل صوره لم يتوقف منذ أن انحنى الإنسان.. الذى كان يسكن الكهوف..ليلتقط من فوق الأرض عصا ليهوى بها على رأس إنسان آخر قابله وهو فى طريقه لصيد حيوان أولقطف ثمرة من فوق شجرة.
ولا تشغل بالك كثيرا بقضية المناخ التى دأبوا على تكرارها عقب مؤتمر وضعت توصياته على الرف. وعقد منذ أكثر من عشرين عاما فى العاصمة البرازيلية ريو دى جانيرو.. وأسفر عن قرارات بضرورة الحد من التغيرات التى طرأت على البيئة وعلى درجة حرارة الأرض.. وأدت إلى زيادة الكوارث الطبيعية المدمرة التى دفنت تحت أنقاضها الآلاف من البشر.. وأحدثت خسائر قدرت بمليارات الدولارات.. ولاجديد فى هذا الكلام.. فالكوارث الطبيعية واقع وعرض مستمر لم يستطع الإنسان أن يهرب منه فى أى مكان وزمان.. فالأعاصير كانت تدمر فى ساعة واحدة مدنا استغرق بناؤها عشرات السنين.. والجبال كانت تعلو وتهبط على إيقاع النشوء والتآكل.. والبحار كانت تتعدى على اليابس..والأنهار كانت تتعدى على اليابس.. والأنهار كانت تجف أو تفيض »والوديان كانت تتحول إلى صحراء « والجفاف أخفى حضارات تحت الرمال كما حدث فى آسيا الصغري.. والزلازل محت من فوق الأرض قرى ومدنا كما حدث منذ سنوات فى تركيا.
أيضا لاتتوقف طويلا أمام التقارير التى تؤكد أن الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها حاليا دول كبرى وصغرى ستتفاقم وتشتد »فدائما كانت هناك أزمات« وقليلة جدا تلك السنوات التى ذاقت فيها البشرية طعم الرخاء والانتعاش.. وإذا فتحنا كتب التاريخ سنجد وانج آن شيه رئيس وزراء الصين فى القرن الأول بعد الميلاد يضع خطة لإنقاذ بلاده من أزمة اقتصادية طاحنة أدت الى زيادة البطالة وسحق الفقراء.. قبله بعشرات السنين سنجد الامبراطور ديوقليتانوس خلال أزمة من تلك الأزمات التى حدثت فى مدة حكمة الذى استمر 19 عاما.. يأمر ببيع الطعام للعمال والفلاحين بأسعار مخفضة بعد أن أصدر مرسوما حدد فيه أسعار السلع.. وحدد العقوبات التى ستقع على التجار والمستغلين الذين يخفون البضائع لرفع ثمنها.
أيضا دعك من التحذيرات التى أطلقها رجال يطلق عليهم صفة متخصصين فى شئون المستقبل من أن التشابك الدرامى الذى ربط بين البشر فى جميع انحاء العالم عبر التكنولوجيا والتجارة تحت مسمى العولمة سيؤدى إلى فوضى عالمية مالية خاصة وأن أسواق المال أصبحت تشبه سيارات السباق السريع التى ستقذف عند أول منعطف براكبيها الى قارعة الطريق لتعيد ذكرى الانهيار الذى عصف بالعالم فى يوم أسود من شهر أكتوبر عام 1929.
دعك من كل ذلك.. ولنستمع.. ونحن نستعد بعد أيام لاستقبال فجر عام جديد «للكلمات التى تشع بالأمل والتفاؤل».. وتحرض على الابداع والحماس.. ولنأمل لأنفسنا أن نظل نمتلك قلبا مفعما بالرحمة والمودة.. وجسدا يفيض بالصحة والنشاط.. وروحا تشع بالطمأنينة والسلام.. وعقلا يرفض التضليل والتحجر. ولنشكر الله لأنه وهبنا أسرة وأصدقاء وإيمانا ووطنا نستنشق هواءه المعبق بعطر حضارة فريدة.
1291 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع