علاء الدين الأعرجي
هل قدمنا للغتنا العربية العريقة ما تستحقه من اهتمام؟
يحتفل النادي العربي في الأمم المتحدة اليوم 18/12/2014، بيوم اللغة العربية فيقدم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والإعلامية والترفيهية، في المقر الرئيسي في نيويورك.
اللغة العربية هي أكثر اللغات استخداماً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يفهمها ويتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا.
وتقرر الاحتفال باللغة العربية في الثامن عشر من كانونٍ الأول/ديسمبر وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة (3190) د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ديسمبر 1973. وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. ومما قالته في قرارها هذا أنها تُقرُّ بدور هذه اللغة في حفظ ثقافة الإنسان وتقدمه.
والغرض من تخصيص هذا اليوم هو زيادة الوعي بأهمية اللغة العربية وتواصل الثقافات والتركيز على ما قدمته اللغة العربية للبشرية.
وكمثقفين عرب، من الواجب أن نستـثمر هذا اليوم للقيام بأنشطة فكرية وإعلامية رائدة منها شرح ماقدمته اللغة العربية من علم وفلسفة وفكر وحضارة إلى المجتمع الأوربي، في القرون الوسطى حين كانت أوربا غارقة في غياهب الجهل والتخلف، فغرفتْ منها الكثير لإرساء الأسس الرصينة لبناء نهضتها الحضارية الحديثة La Renaissance ، وصولاً إلى الثورة الصناعية فالتكنولجية فالمعلوماتية بما فيها شبكات الإنترنيت المتطورة بسرعة هائلة.
وهناك أكثر من بليون ونصف مسلم يرددون عبارات وآيات من القرآن الكريم، خمس مرات في اليوم باللغة العربية. والعربية لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كُتِـبـَت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وأثّر انتشار الإسلامً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة خلال ازدهار الحضارة العربية الإسلامية. وأثرت العربية تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردوية والماليزية والإندونيسية والألبانية كما أثرت على بعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وبهذه المناسبة أقتطف أبياتا ً من قصيدة عصماء للشاعر الكبير حافظ إبراهيم يلوم فيها العرب على إهمالهم لغتهم الأم:
اللغة العربية تنعى حظها
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
3233 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع