صالح الجبوري
التَفائُلْ هو مفتاح المستقبل ، ونقِيضهُ التَشائُمْ الذي يقتل الحاضر والمستقبل بلا شك ، ومن خلال الثقه بالنفس والتفائل الذي نلتمسه بشخص وروح واستراتيجية الدكتور العبادي والتي يلوح بها بين الحين والآخر للملأ من خلال وسائل الاعلام العراقيه المرئيه والمسموعه منذ استلامه منصب
رئيس الوزراء مما يجعل المواطن العراقي يتابع خُطى وتصريحات السيد العبادي آملا بتحقيق نهج ايجابي جديد وسياسه افضل بديله قد تُفْرّج عن كاهل المواطن العراقي المظلوم بأبعاد كابوس الخوف الذي يهيمن على نفوس وارواح ابناء الشعب العراقي المغلوب على امرهم .
ومن البديهي ان السيد العبادي في جعبته العديد من النقاط المُهمه والمواضيع الحساسه المتعلقه بكيان وسيادة دولة العراق بمختلف اركانها وابعادها ، ولكن المنطق يفرض علينا انلانعالج الخطأ بخطأ ! القصد انه لو تطرقنا الى احدى الظواهر السلبيه والتي قام السيد العبادي بتسليط الضوء عليها لمعالجتها وهي مايتعلق بالفساد الاداري الذي ينقسم كالعاده الى قسمين :
اولا – سوء الاداره بالعمل
ثانيا – التلاعب بأموال الدوله
وعندما نتحدث عن سوء ادارة البعض من القادة العسكريين العراقيين في الاونه الاخيره سواء فيما يتعلق بضحايا قاعدة
سبايكر او مداخلات ومسببات سقوط المحافظات الثلاث نينوى وصلاح الدين والانبار وكذلك تصدع وتردي الجانب الامني في محافظات ومدن عراقية اخرى بذات الوقت .
هنا لايجوز على الاطلاق الأكتفاء بأحالة المفسدين على التقاعد دون احالتهم للقضاء كي ينالوا جزائهم القانوني من اجل ان يكونوا عبره لغيرهم . حيث ان المسؤول القيادي العراقي (المُقصّر في واجبه ) لابد ان يحال للقضاء كي ينال جزاءهُ القانوني ومن ثم يكون مُلزماً من ناحية قانونيه بأسترجاع كافة
المبالغ الى خزينة الدوله في حالة توفر ادلة قانونيه واثباتات تؤكد استغلاله نفوذه ومنصبه من اجل استيلائه على المال العام
والا مافائدة احالة الجاني على التقاعد دون محاسبته قانونيا عن
ذاك الجرم ان صح التعبير .
تُعتَبر افضل هدية تُمنح من الدوله للمسؤول الذي يقصر بعمله
بظل الجرائم التي ورد ذكرها اعلاه في حالة احالته على التقاعد والسماح له بالسفر مباشرة وكما حصل مع الفريق الركن علي غيدان الذي استطاع الوصول الى تركيا !!!
سابقاً كان العسكري العراقي المحال على التقاعد لايحق له مغادرة العراق الا بعد سنة واحده من تأريخ احالته على التقاعد ، اما اليوم للأسف الشديد نرى ونسمع ان معظم العسكريين وكذلك الوزراء وذوي الدرجات الخاصه يلوذون بالفرار مباشرة بعد توجيه التهمه اليهم ، او عند شعورهم بالخطر !! دون متابعه او ملاحقه قانونيه من قبل الحكومه ازائهم .
نعود للتطرق حيث المهام الجسيمه التي تجابه السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي ، يفترض به ان يحصل على تقارير من مستشاريه المقربين (المُخلصينَ ) تتضمن جدول اعمال المواد التي تحتاج للمراجعة والمعالجة السريعه وحسب الأفضليه والأولويه بغية انتشال البلاد مما هو فيه من ظلم وتعسف وجور ، ولو اننا كل يوم نتفاجىء بما نسمع من اخبار تتعلق بسلبيات جسيمه كفيلة بنخر هيكل كيان دولة العراق ،
وآخرها موضوع الموظفين او العاملين بمختلف الوزارات والمؤسسات العراقية وبمختلف وظائفهم وعناوينهم الوظيفيه والذين يطلق عليهم تسمية ( الفضائيين ) ! هذا المصطلحالذي هَلَ علينا كالصاعقه من السماء دون سابق انذار !
رجائنا للسيد العبادي ان لاينسى ولايتجاوز تلك المطالب الشعبيه الصادقه والتي من خلالها حصل الاعتصام في المنطقه الغربيه حيث تم قطع طريق الخط السريع والى اخره من تداعيات مابين الحكومه والمتظاهرين حينها
بسبب المطالبه الجماهيريه المُلِحه لأطلاق سراح المعتقلين (الأبرياء) وتحت اقل تقدير الأيعاز بالتنسيب بفتح التحقيق مع كل من تستحق حالة اعتقاله تحقيق قضائي وفق تهمه متكاملة الجوانب مدعمه بأثباتات رسميه صحيحه وعدم اعتماد التهم الكيديه او تهمة المخبر السري التعسفيه بحق البشر !
ينبغي على الدكتور العبادي ان يستغل الفرصه ويبذل كل جهد لخدمة العراق وطناً وشعباً مستفيداً من اخطاء من سبقه بالحكومه كي يجعل المجتمع العراقي ان يلتمس الفرق بسياسة شخص مثقف يحمل شهاده علميه عاليه محترمه
عن سواه ، ذلك عندما يضع الله تعالى نصب عينيه ويجعل ضميره هو الحكم في حسم الأمور بالشكل الأمثل بعيداً كل البعد عن المحسوبيه والمنسوبيه والطائفيه لانها السبب المباشر بهدم الأوطان والشعوب .
هناك الاف العوائل العراقيه يعانون وبشكل نفسي وانساني كبير جداً وبذات الوقت يكونون عرضه للأبتزاز من اطراف مختلفه بسبب فقدانهم ابنائهم بظروف غامضه ومنذ سنوات طوال حيث تم اعتقال ابنائهم بمعتقلات عراقيه بمختلف الأماكن من محافظات العراق ، ان هذه الفقره بجوانبها الأنسانيه تحتاج الألتفات اليها والأهتمام بها من لدن السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور العبادي.
اما بصدد نوع الابتزاز الذي يتعرضون له عوائل المفقودين وعلى سبيل المثال زوجة تم اعتقال زوجها دون تهمه موجهه وهو محجوز دون اصدار قرار حكم بحقه وزوجته وعائلته بحاجة لمعيل لهم دون شك ، من هذا الجانب تتعرض الزوجه الى ضغوطات ومضايقات اجتماعيه دون ادنى شك عند غياب الزوج ، ومن ناحية اخرى هناك من يحاول ابتزاز عائلة المعتقل على اساس انه يتمكن ان يقدم لهم خدمه استثنائيه لتحقيق مقابله شخصيه مثلا مع ابنهم المعتقل وبنهاية المطاف لم يتحقق سوى الابتزاز المادي بالأحتيال دون تحقيق اي مقابله او لقاء بين العائله وابنها المفقود ! هذه الحالات كلها حصلت وبتكرار حتى يومنا هذا طالما الاعتقالات الوهميه قائمه !
إنَ اطلاق سراح الأبرياء من ابناء الشعب العراقي سَيُعتَبر حدثاً تأريخياً مدوياً دون ادنى شك اذ حدث في عهد الدكتور العبادي .
يبقى دعائنا ورجائنا للخالق جل وعلا ان يلطف بحال العراق والعراقيين ويجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويبعد عنهم يد الشر والأذى ويهىء لهم من يمد لهم يد العون بصدق واخلاق ووفاء أنه سَميعٌ بصير .
صالح الجبوري
9-12-2014
1240 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع