د.سهام علي السرور\ الأردن
كتبتها مساء الخميس 4\12\2014م.
يُفكر
وأنا رغم المسافات أفهم أنه يسأل:
لماذا لم أعد أكتب؟
وأُجيب
مع أنني أعلم أن استماعه لي مُحال:
يا سيدي
لم يعد في الحياة ما يستحق الكتابة
يا معلمي
كل حروفي
وظروفي
تؤدي إلى الكآبة
لا شيء في حياتي يُذكر
ما من جديد إلا خيانات البشر
كل يوم في القائمة اسم يُدرج
وحظي هناك
في أسفل الوادي
كهل مريض أعرج
كل هم عربي فيه بادي
وأنا.... أين أنا؟
لم أعد أعرفني
لم أعد ألتقي بها..."سهام"
منذ عام... بل ... منذ أعوام
ضيعتها بطيبتها
منذ أن ضيعتني طيبتها
منذ أن عرفت
أن لألسنة الأقارب أنياب
منذ أن خرجت
من مخدع قلم وكتاب
يا انتفاضات قلبي
يا ذبذبات حلمي
أين المفر؟
من عالم قلّ فيه الرفيق
من أُناس خلطوا السم بالرحيق
يا قرية
كل يوم يزداد منكِ قلبي حداد
يا قرية
لم يبق من تاريخها إلا السواد
وأحجارها على قولي أشهاد
اعتقيني
يا بلاد حزن لم يعد لها في قلبي بلاد
واتركيني
أمشي بلا أغلال وسياط
يا قرية صيرت سقفها بلاط
ما الليل فيكِ إلا عباءة ساحرة
وما ألعاب طفولتي إلا كما أنتِ ذاكرة
هربت منكِ
إلى ألف ألف كتاب
ورجعت بلا إرادتي
وبلا جواب
مع آخر صفحة عدت
لجأت منكِ
إلى صوف أصنع منه فستان
أبيض ليس أحمر كالدهان
وقبل أن أنتهي منه عدت
كما يعود المشردون إلى الشوارع
كما يلجأ المضطهدون إلى البنادق
كما يهرع الخائفون إلى الخنادق
بلا حُب كل مرة إليكِ أعود
بلا ذهاب أعود وبلا شموع
كوحيد في صحراء النقب
ليس معي ومعه سوى رب
ولكن ...
يا عالم متكبرة فوقية
يا هاضمين حقوق بشرية
سيأتي يوم وتبتلعكم الكرة الأرضية
ولا يدوم منكم سوى صحيفة شمالية
وأنا سأنسى كل هم
كل ضيق
كل وجه متقلِّب
كل عنوان كل اسم
ظننته ذهب
وهو مذهّب
وأبقى فتاة انتقائية
أو كما قالوا: مزاجية
والآن حدادًا على انتهاء
الحزن والشقاء ...
وكبداية صفحة بيضاء
نقية
سأرتشف قهوتي
وأستحم بالمطر
في ليلة شتوية
د.سهام علي السرور\ الأردن
1209 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع