تجميل أم تشويه؟!

                                  

                            دلع المفتي

رأيتها في عزاء.. انهالت عليّ بالقبل، كيفك؟ شو اخبارك؟؟ وأنا واقفة أمامها كلوح الثلج.

- لم تعرفيني صح؟

- أي والله صح.. اعذريني يمكن بداية ألزهايمر. قالت: معذورة.. بس لأني اليوم من دون مكياج.

ابتسمت لها وتركتها وانا أفكر، غريب أمر فتيات هالأيام.. كميات المكياج التي تلطعها الفتاة على وجهها تكفي لطمس ملامحها تماماً وتغيير هويتها؛ من كريم الأساس بعدة طبقات، للبودرة، للكحل، لظلال الجفون، لأحمر الشفاه.. وصولا إلى مواد لا نعرفها ولم نسمع عنها. وقد سمعت أن هناك «نحت الوجه مكياجيا» لإبراز مناطق محددة في الوجه وتعزيز جمال ملامحه، وهذا يتم بصبغ أماكن معينة باللون الغامق، بينما يتم تفتيح أمكان أخرى. القصة معقدة.. لكن هذا مو موضوعنا!

موضوعنا هو؛ إن سألت أي شاب، رجل، مراهق، كهل، عن رأيه في مكياج المرأة، لكان جوابهم جميعهم بلا استثناء.. المكياج الخفيف الذي بالكاد يظهر. فإن كان هذا جواب معظم الرجال وبدراسات موثقة، لماذا بناتنا ما زلن مصرات على الغطس في قناني المكياج ثم الخروج منها كمهرجي السيرك؟

صباحا، مساء، إلى الجامعة، إلى السوق، إلى العمل، إلى السهرة، إلى المطعم، إلى حفل الزفاف.. كلهن بنفس الشكل وبنفس كمية المكياج. لا فرق بين شروق وغروب، ولا اختلاف بين محاضرة صباحية وحفل زفاف.. نفس الرموش الاصطناعية، نفس العدسات، نفس الألوان، نفس الحمرة، إلى أن أصبح المكياج أداة تجميل وليس اداة تشويه.. فلا هن يرحمن أنفسهن ولا يرحمن الناظر لهن.

من المعروف أن الرجل كائن «نظري»، ويهمه ما يراه، ويولي أهمية للمظهر الخارجي للمرأة، إلا أن هناك أموراً «مكياجية» تفعلها المرأة، ينفر منها الرجل؛ كالمكياج المبالغ فيه، الرموش الكاذبة، كريم الأساس السميك الذي يشكل طبقة جلد ثانية فوق جلدك، لون الحمرة الفاقعة، ظلال الجفون الصارخ والمسكارا السميكة. فالسيد يفضل المكياج البسيط والألوان الهادئة، التي تساعد على إبراز أنوثة المرأة بشكل جذاب ورقيق دون الحاجة لألوان صارخة مُزعجة.

في دراسة حديثة تبين أن المرأة تستعمل الجهتين اليمنى واليسرى من دماغها لإدراك الجمال، بينما يعتمد الرجل على الجهة اليمنى فقط. ونتيجة لذلك تقضي النساء ساعات وساعات للتأكد من أن الكحل في العين اليمنى متساوياً مع الكحل في اليسرى، بينما الرجل لا يلحظ تلك التفاصيل، فهو يرى الشكل الإجمالي كوحدة متكاملة. لكنه وبكل تأكيد يلحظ المبالغة في كريم الأساس وألوان الحمرة وخلافه. فتلك الأمور وبسبب كثرتها أصبحت تصرخ على وجوه الفتيات وتنادي «للي ما يشتري يتفرج».

كلمة أخيرة، بطريقك إلى تزيين وتجميل وجهك، لا بأس أن تأخذي لفة على مخك، فقليل من المطالعة والثقافة يزين فكرك ويمنحك الثقة بالنفس التي تغنيك عن قارورات المساحيق.

تقول غادة السمان «الكحل ليس مرادفاً للتفاهة، التفاهة ألا يكون في عيني المرأة الا الكحل».

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع