علي الزاغيني
ليس الغاية من الموضوع هنا هو الاثارة الجنسية ولا عرض لكل ما حدث ويحدث من اعتداءات جنسية قد تؤدي نتائجها الى ما يحمد عقباه و خصوصا في مجتمعنا الشرقي الذي يتميز عن غيره بالتقاليد والاعراف اضافة الى الشريعة الدينية التي لا تسمح باي شكل من الاشكال باي نوع من الاعتداء والتحرش الجنسي .
كرم الله الانسان وميزه عن باقي الكائنات الحية بالعقل لذا نجد الانسان اكثر الكائنات الحية حكمة ومقدرة بالتحكم في تصرفاته لما يتمتع به من عقل يجعله يتصرف وفق ما تفرضه التقاليد والاعراف اضافة الى القوانين التي تنظم حياته بعيدا عن ميوله ورغباته , ومثلما منح الله العقل للانسان منحه الشهوة وهي التي تميزه عن باقي الكائنات الحية بممارسته لهذه الشهوة والغريزة الجنسية بالعقل ووفق ما تسمح به القوانين والاعراف والكتب السماوية ومتى ما استخدم الانسان غريزته الجنسية وفق سلوكه ورغباته الشخصية دون ضوابط قد يصبح بتصرفه مشابه للحيوان الذي يمارس الجنس دون وعي ومتى ما يشاء غايته اشباع رغبته الجنسية ولا تهمه النتائج المترتبة على تلك الممارسة .
في مجتمعنا الشرقي تقاليد واعراف اضافة الى التشريعات السماوية التي فرضها الله على الانسان تجعله يتصرف بانتظام وهذا ما يجعل مجتمعنا في يعيش حالة من السلم الاخلاقي ولكن هذا السلم قد يخرق بين فترة واخرى اذا ما طغت الرغبة الجنسية والعدائية لدى شخص ما سواء كان رجل او امراة ولا يوجد هنا للسن او نوع الجنس وتبقى الرغبة او الشهوة الجنسية هي الغاية الاساسية بغض النظر عن الاسباب التي جعلت من وقوع الحدث والمسبب له سواء كان المعتدي او المعتدى عليه .
لابد من ان نفرق بين بما يسمى ( التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي ) حتى نتمكن من معرفة الاسباب والنتائج وطرق معالجة مثل هكذا حالات حدثت ولا زالت تحدث في المجتمع .
(التحرش الجنسي ) :- هو ظاهرة اظهار الايحاء للمقابل لفظا او عن طريق الحركة الجسدية فيها دلالة تعبر عن الغزل غير مرغوب بها بطريقة او اخرى من قبل المومى اليه باعتباره رغما عن ارادته وكونه خادشا لشخصه .
(الاعتداء الجنسي ) :- هو محاولة فرد ما بالاعتداء على فرد اخر دون موافقته بطريقة مستفزة او عنيفة الغاية منها افراغ الشهوة الجنسية , سواء كان التماس حدث جسديا سطحيا او عميقا .
بحقيقة الامر الاعتداء الجنسي هو اعتداء سواء كان قد حدث لرجل او امراة , المعتدى صغيرا كان او كبيرا , متعلما او جاهلا , مدركا او غير مدركا , متزوجا او غير ذلك فهو بحد ذاته اعتداء يتعرض اليه الشخص ولا فرق في اي حالة اذ ان الاعتداء هو اعتداء , وان اغلب حالات الاعتداء هو اعتداء الرجل على المراة .
الشخص الذي يحاول الاعتداء ربما يخطط للامر او يتصيد الفرصة لذلك ولا يهمه زمان محدد سواء كان ليلا او نهارا وهذا بالتاكيد يعتمد على الموقف الذي يسبق الحدث وخصوصا اذا ما توفر المكان الملائم وهذه الامكان قد تكون مزدحمة لاخفاء الامر او الاماكن الخالية للانفراد بالضحية او المناطق المظلمة .
قد يتصور البعض ان الشخص المعتدي منحرف جنسيا او مختل عقليا وهذا طبيعي كونه مريض نفسيا قد يحدث ولكن في بعض الحالات قد يصدر الفعل من شخص طبيعي ومدرك لكل لتصرفاته ولكن وقوعه تحت تاثير المخدرات او تاثير السكر تجعله غير متوازن في تصرفاته وقد تكون احيانا الغاية من الاعتداء هو الانتقام او الحصول على فائدة مادية من خلال ابتزاز الضحية بين فترة واخرى .
اذا ما اخذنا الاعتداء والتحرش الجنسي من الناحية القانونية فهو فعل يحاسب عليه القانون وحسب الحدث وتفاصليه وبالتاكيد تختلف القوانين بين بلد واخر وحسب ما سنه القانون .
اما من الناحية الدينية فهو بالتاكيد محرم شرعا وباختلاف الاديان والمذاهب وجميع الاديان تحرمه بكافة اشكاله .
اما من الناحية الاجتماعية فهو يعتبر مرفوضا جملة وتفصيلا كونه ينافي التقاليد والاعراف الاجتماعية و لا يمكن تقبله من اي شخص بغض النظر عن نوع الجنس ويعتبر انتهاكا لحرية وشرف الشخص وقد يبقى وصمة او نقطة مظلمة ترافقه لسنين طوال حتى يتمكن من نسيانها .
وتنتشر ظاهرة التحرش والاعتداء الجنسي في كل البلدان بغض النظر عن كون المجتمع منغلقا او منفتحا وهي في تزايد مستمر بسبب التكنلوجيا الحديثة ووسائل التواصل الالكترونية ولكن في مجتمعنا تبقى يسرية تامة خوفا من نظرة المجتمع للمعتدى عليه بغض النظر عن نوع الجنس .
بالتاكيد لكل فعل اسباب تجعل من المعتدي ان يعتدي على الضحية وان كان كلاميا او الايحاء اليه بالهمس او الحركة وهذا التصرف او الاعتداء له دور سلبي على المجتمع ويمكن ان نلخص البعض من هذه الاسباب :-
1 . (فردية ) وهذه تعتمد على الشخص المعتدي وسلوكه وحالته النفسية لحظة الاعتداء خصوصا , وقد يكون للظروف الاجتماعية وحالة الكبت والحرمان الذي يعيشها المعتدي وكذلك تصرف المعتدى عليه بنوع من الميوعة او الايحاء الجنسي له الاثر في ذلك الاعتداء .
2 . (مجتمعية ) وهذا يعتمد على البيئة والمجتمع الذي يعيشه المعتدي او المعتدى عليه منغلقا كان او منفتحا وهذا ناتج عن كثرة الضغط او كثرة الانفتاح بدون مراقبة من قبل الاسرة والمجتمع .
3. ( قانونية ) اذا لم توضع قوانين صارمة لمكافحة هذه الظاهرة فانها سوف تزداد وتاخذ حيزا كبيرا في المجتمع .
لكل فعل غير اخلاقي له تاثيرات سلبية واذا ترك المعتدي دون ان يحاسب قانونيا فانه سوف يكرر فعلته مرارا وتكرارا ويعتبر نفسه منتصرا وهذا يجعله يبحث عن ضحية اخرى لتكون ضمن قائمة ضحاياه , اما المعتدى عليه فانه سوف يتعرض لخدش نفسي يختلف عمقه ولكن اثاره تبقى غالبا مدى الحياة وقد ينتج عن ذلك الاعتداء حالة نفسية او قد يقود ذلك الشخص المعتدي عليه ان يكون شخصا معتديا في المستقبل اذا لم يحاسب المعتدي وينال جزاءه ويعالج المعتدى عليه نفسيا بطريقة تؤهله ليعود اى المجتمع وقد تعافى من صدمته ,وقد يولد هذا الاعتداء نوع من الادمان لدى الطرفين المعتدي والمعتدى عليه بغض النظر بالشعور باللذة من عدمها .
تختلف التاثيرات السلبية لدى الانسان كل حسب عمره ونوع جنسه يمكن ان نلخص بعض هذه التاثيرات كالاتي :
الاطفال اكثر من غيرهم تاثرا من غيرهم فهو يستمر معهم لفترة طويلة وقد تخلق منهم عناصر غير صالحة بالمجتمع نتيجة الفعل السلبي الذي تعرض له , اذا ما تم معالجته نفسيا وجسديا تؤلهه في المجتمع .
النساء الغير متزوجات ( الباكر ) قد يؤدي الى ان يفضي بغشاء البكارة وهذا ما تترتب عليه امور كثيرة في مجتمعنا الشرقي على العكس من المجتمع الغربي .
النساء قد يؤدي الاعتداء الجنسي الى الحمل الغير الشرعي وهذا بالنتيجة له تبعات قد تكون قانونية وعشائرية في مجتمعنا الشرقي .
الرجال قد يتحول المعتدى عليه او المعتدي الى الشذوذ بالادمان على اللواط .
والاعتداء الجنسي قد يؤدي الى الموت خوفا نتيجة الانهيار او الانتحار خوفا من الفضيحة وعقاب الاهل ونظرة المجتمع الى الضحية .
لو اخذنا بنظر الاعتبار الامراض النفسية للشخص المعتدى عليه قبل وبعد الاعتداء قد تبدو عليه حالات كثيرة وقد يكون الخوف من مواجهة المجتمع لخوفه او تحسبا من اي كلام قد يصدر سواء كان بقصد بدون قصد وهذا يولد له فكرة التقوقع وعدم الاختلاط وقد ينتج عن الاعتداء تخلف عقلي او اضطراب الوظائف المعرفية والهوس العقلي وربما الادمان , اضافة الى اضطراب ما بعد الصدمات وكذلك اضطراب الشخصية والكأبة التفسية وربما مرض الذهان .
لما للاعتداء والتحرش خطر كبير على المجتمع لابد من وضع حلول للتخلص من هكذا ظواهر فتاكة ومقيتة ترفضها كل الشرائع السماوية والتقاليد والاعراف بغض النظر عن الديانات والمذاهب ومن الحلول التي يجب ان توضع للحد من الاعتداء الجنسي :-
1. وضع قوانين صارمة لمحاسبة الشخص المعتدي .
2. يجب ان يأخذ الاعلام دوره في التعريف بالاعتداء الجنسي ومخاطره على المجتمع.
3. في كل مجتمع ووجهاء وشيوخ ورجال دين يجب ان يؤخذوا دورهم في مكافحة هكذا حالات .
4. يجب التبيلغ على الشخص المعتدي من قبل الشخص المعتدى عليه للجهات المختصة لينال عقابه وعدم التستر على المعتدي خوفا من الفضيحة وهذا غالبا ما يحدث .
للعائلة الدور الكبير في الحد من هكذا ظاهرة وذلك بمراقبة ابنائها وعدم تركهم بلا رقابة ونصحهم بالابتعاد عن كل مايثير الشك والريبة ممن حولهم سواء في العمل او المدرسة وحتى البيئة التي يقطنون بها واذا ما حدث الامر عليهم عدم السكوت على هكذا حالات مهما كانت صغيرة وتبلغ ذويهم لكي ينال المعتدي جزاءه وبنفس الوقت يمكن ان تقلص حالات الاعتداء والتحرش اذا ما نال كل معتدي جزاءه واذا ما بقي الامر طي الكتمان سوف تتكرر حالات التحرش والاعتداء الجنسي وربما تكون وسيلة ضغط للابتزاز من مقبل المعتدي وتبقى الضحية تحت يده يهددها متى يشاء اذا ما انصاعت لرغباته وطلباته وقد تتعدى هذه الرغبات الجنسية وقد تكون مادية وقد تصل حالة استغلال الضحية الى عمليات منظمة للجريمة او عمليات ارهابية .
1301 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع