ماذا ارادت امريكا من العراق وماذا تريدالحلقه الاولى
لايختلف اثنان من العقلاء ان غزو العراق كان خطأ وعمل مشين ونزوه شريره ولكنها في نفس الوقت كانت تحمل بين طياتها اهداف خفيه غلفتها باهداف وهميه وكاذبه طبلت لها وفتحت عليها جميع الوسائل الدعائيه لكي تقنع بها العالم ويخطأ من يظن ان امريكا خدعها عملائها من العراقيين والذين جاؤا مهرولين لكسب المغانم من دماء الشعب وعرقه ومن مستقبل اطفاله ومن مصيره كدوله ولكنهم كانوا المبرر الذي استخدمته امريكا لشن الحرب التي اخفت اهدافها وهي بكل اختصار :
تفكيك العراق الى دويلات وقد يشمل دول اخرى
السيطره على الشرق الاوسط والخليج
تغيير الانظمه التي ملتها شعوبها الى وجوه جديده
النفط وضمان تدفقه بارخص الاسعار
ضمان أمن اسرائيل ومصالحها
تفرقة العرب اكثر مما هم متفرقين
بدأ التحضيررلتدمير العراق وتفكيكه مباشرة بعد حرب تشرين 1973 بين العرب واسرائيل حيث شكلت على اثر ذلك قوة الانتشار السريع( سميت قوة التدخل السريع) ونفذت عدة تمارين في الجزيره العربيه في الاعوام من 1975 ولغاية 1989 تمهيدا للعدوان الذي حصل في عام 1991 بعد ان ابتلع العراق الطعم في موضوع الكويت ومقابلة السفيره الامريكيه لم تكن مصادفه وحدث ما حدث وحصل العدوان الذي شاركت به اكثر من اربعين دوله بشكل مباشر وغير مباشر وكان للكويت ( يهود العرب ) دورا فاعلا في ما جرى بعد ذلك من فرض مناطق حظر الطيران في الشمال والجنوب والحصار الظالم على الشعب العراقي وشاركت به كل دول العالم مع الاسف ،وقد عاون الاعلام الغربي الذي بدأ يتحدث عن تقسيم البلاد بصفتها ثلاثة اقسام تعادي بعضها بعضا . لقد اقيم مسرح العمليات وكانت من ضمن التخطيط في أولى خطوات تنفيذها المدبرة لتدمير المجتمع العراقي كان بالنهب المنظم للمتاحف (فقدت 170 ألف قطعة) وحرق المكتبات بعد 2003. كان هناك جانبان للنهب، الاول عشوائي وفوري، والثاني هو التهريب المنظم للاثار من اوروك ونمرود ونينوى ومسجد النبي يونس. السرقة كانت تحتاج الى بنى تحتية لوجستية مهيأة، في حين ان بيع الغنيمة صار سهلا بتدمير منظم لكل اراشيف وسجلات المتاحف ، وحين نصح اول حاكم للاحتلال على العراق وهو الجنرال (جي جارنر) بالحفاظ على الجيش العراقي واقامة حكومة تحالف ، أقاله وزير الدفاع رامسفيلد وجاء بخلفه بول بريمر الذي حل الجيش والمؤسسات الوطنية المهمة اضافة الى "اضاعة" 9 مليار دولار من عائدات النفط العراقي وقد شكل الجيش الدمية (العميل) من المليشيات الكردية والشيعية ، وهي حركة متعمدة خصيصا لزرع بذور الطائفية والعنصريه القوميه . في هذه الاثناء بدأت عمليات القتل المجهوله للاكاديميين العراقيين والاطياء والطيارين والعلماء والضباط لإفراغ البلاد من عقولها وبهذا منع العراق من المعافاة ولانزال نعاني من هذه الحاله الى اليوم والغريب في الامر ان المجرم الذي تواطىء على قتل هؤلاء النخبه كان يدعوهم لتأمين الحمايه لهم في مناطقه التي يسيطر عليها .
نشطت جماعات المعارضة المسلحة في البلاد ، وحدثت سلسلة من الاحداث التي تحمل طابع عمليات سرية مصممة لإذكاء الصراع الطائفي وتشويه المقاومة العراقية . فيما يلي ملخص لأهم تلك الاحداث المريبة:
بعد 12 سنة من وجود الامم المتحده في العراق ، يتم استهدافها بدون مبرر يذكر الا لتأليب الرأي العالمي ضد المقاومه العراقيه حين انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات عند مقر الامم المتحدة بعد اربع شهور من الاحتلال ، وقتلت فيمن قتلت المبعوث سيرجيو فيرا دي ميلو و 19 آخرين ، ولقد شخص بريمر المجرمين كونهم احد اثنين :
"ازلام صدام او مقاتلون اجانب". ولكن على اية حال كان احمد الجلبي أحد عناصر مجلس الحكم قد تسلم انذارا قبل الهجوم بإسبوع، بأن "هدفا سهلا" سوف يهاجم ، ولكنه لم يكن "سلطة الائتلاف او قوات التحالف" ولكن الامم المتحدة التي سحبت حمايتها في ذلك اليوم ، لم يحذرها احد ولم يعلم لماذا سحبت حمايتها (صحيفة آسيا تايمز 20 آب 2003 ) .
في تشرين الثاني 2003، اشتدت ضريات المقاومه العراقيه وبدأت تنزل خسائر كبيره بقوات الاحتلال حتى وصل عدد الهجمات اليوميه الى اكثر من 700 عمليه مختلفه يوميا، وبدأ الاعلام العميل والحكومة المؤقتة بقرع طبول غسيل دماغ طائفي. بعد اسابيع من التخويف بحرب اهلية، حصلت تفجيرات منسقة قتلت 143 شيعيا في كربلاء وبغداد، ووضع اللوم على "القاعدة" ولكن الصحفي روبرت فسك سأل السؤال البديهي"اذا كانت هناك جماعة سنية عنيفة تريد ان تخرج الامريكان من العراق، لماذا تريد أن تستعدي السكان الشيعة ضدها وهم الاغلبية في العراق؟" لم يجب أحد، واستمرت الهجمات غير المبررة .
في بداية (شباط عام 2004) زعمت سلطات الاحتلال الامريكية انها حصلت على رسالة مرسله من المقاومه في العراق تسأل فيها"القاعدة" للمساعدة في تهيئة الاجواء لصنع حرب أهلية. و على الفور كما لو انه تأكيد للرسالة ، حدث انفجار قتل 50 من الشيعة في مدينة الاسكندرية واعلنت ,,صحيفة الاندبيندانت ,, ان الارهابيون يشعلون حربا اهلية" في العراق مما يناقض اقوال سكان المدينة الذين صرحوا جميعهم ، بدون استثناء ، ووصفوا الانفجار على انه قصف جوي (سمعوا صوت مروحية ووشيش صاروخ يهبط قبل الانفجار ) والانفجار نفسه ترك حفرة عمقها ثلاثة امتار ، وهو ما يتركه صاروخ وليس سيارة مفخخة (الاندبيندانت 11/2/2004 ) .
اما القاعده فانها لم تبدي اي اشاره او اعلان فيما يتعلق بالاحداث بين السنه والشيعه ولم يكن هناك اي دور لتنظيمها في الاحداث او وقوفه مع هذا الطرف او ذاك بل كان يؤكد على مقاتلة المحتل الامريكي لانه غازي وهنا بدأ برنامج ومخطط ( نكروبونتي ) والذي سمي بالحل السلفادوري وظهر على السطح فجأة الاردني المعوق والذي فقد ساقه اليمنى في افغانستان ومات ودفن في جبال كردستان العراق ليعود ابو مصعب الزقاوي الى الحياة من جديد ويتزعم تنظيم القاعده في العراق والذي لم تعترف به القاعده وهو يدعو الى الحرب ضد الشيعة (الكفار) ، ومضى لشن حملة موازية للهجوم على المدنيين بدلا من جيش الاحتلال . في السنوات التالية ، اينما ارادت القوات الامريكية شن عدوان في العراق ، كان يقال ان الزرقاوي "مختبيء" في تلك المنطقة، ودائما ينزلق من بين ايديهم ويهرب الى منطقة اخرى. في تشرين ثان 2004 دمرت الفلوجة وقتل الالاف من اهلها ومع ذلك كانت المراقبة الامريكية من الشدة ، بحيث انها شاهدت الزرقاوي بساقه الخشبية يهرب من اليوم الأول! كان الزرقاوي مثل سلاح دمار شامل متحرك يظهر عند اللزوم. وبقيت قصته لا تصدق حتى النهاية ، فإن الصورة التي بثت وهو مقتول ، تظهر جسدا خاليا من الاصابات الا من بضعة خدوش بينما الزرقاوي قتل بقنبلة زنة 500 باون ..
اتضح في نيسان عام 2004، ان الفلوجة اصبحت المدينة المقاومة الاولى وتخضع تحت سيطرة المقاومة، وفي نفس الوقت أثار الاضطهاد الامريكي (جيش المهدي )الذي كان يسيطر على النجف ووجدت الولايات المتحدة نفسها تشن حربا على جبهتين سنيه وشيعيه وخافت ليكون توحيد المقاومه ويعاد سيناريو ثورة العشرين وخاصة بعدما برزت مظاهر التعاطف بين السنة والشيعة حيث تجمع في 9 نيسان حوالي 200 الف سني وشيعي للصلاة في جامع سني في بغداد حيث حذر الخطيب من حرب اهلية يصنعها الاحتلال حتى يطيل امد بقائه وقد خرجت الى شوارع العالم احتجاجات على قصف الفلوجة ، ثم ظهرت صور التعذيب في ابي غريب مما جعل امريكا وديمقراطيتها ومصداقيتها في الحضيض امام العالم ، ومن اجل مكافحة هذه الدعاية الضارة بدأت جماعات مقاتلة غير معروفة تختطف الاجانب وتصوير فيديوات بشعة عن ذبح هؤلاء الرهائن كان اول ضحية هو رجل الاعمال (نك بيرغ ) وقيل ان الزرقاوي هو الذي ذبحه بيده ثأرا لما حدث في ابي غريب ولكن وسائل الاعلام الخاصة والمستقلة جادلت في صور الذبح وبعد ان فحصت الجثه من قبل طبيب شرعي مكسيكي حيث قال ان الرجل الذي ظهر في الصورة كان ميتا بالفعل قبل الذبح.
لقد كانت خطة ايجاد تنظيمات مقاتله تحت مسميات القاعده لافتعال حرب اهليه ولكسر شوكة المقاومه العراقيه التي بدأتها الفلوجه وتنظيمات اخرى في غرب العراق ووسطه وحتى في جنوبه وفي بغداد وكما يحصل الان حيث استبدلت القاعده بداعش وقد تظهر تنظيمات جديده على الساحه اذا تطلب الموقف كأنشقاق داعش او ظهور منافس اوغير ذلك ....
صديق المجله / بغداد
الى الحلقه القادمه
1195 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع