أسئلة امتحان عن حال الأمة العربية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 08 تشرين2/نوفمبر 2014 12:21

كتب بواسطة: د.محمد المسفر

                     د. محمد صالح المسفر

استكمالا لحديث الثلاثاء الماضي مع الصديق المغترب، أنتم يا أهل الخليج قادتكم لا يعلمون الأهمية الإستراتيجية لليمن وهم يتعاملون معها كدولة فقيرة متخلفة، إنهم ما برحوا يتعاملون مع اليمن بالدرهم والدينار، إنهم يتعاملون مع القبيلة ومع احترامي للقبيلة اليمنية إلا أنها بحكم الندرة والحاجة يسيرون في فلك من يدفع.

صحيح أن حكامكم في مجلس التعاون دفعوا أموالا طائلة لعلي عبدالله صالح ولشيوخ القبائل ولكنهم لم يدفعوا من أجل البناء والتنمية. يقول صاحبي أرجو أن يراجع حكام الخليج حساباتهم مع اليمن، وينضمون إلى الشعب اليمني لتحقيق مطالبه في بناء دولة مدنية لا دولة القبيلة لتكون سندا لهم وإلا فإن الفرس سيأتونكم من بين أيديكم ومن خلفكم وتكونون على ما فعلتم نادمين.
(2)
يسألني الزائر: قل لي بربك ماذا تفعل الدول الخليجية في ليبيا؟ طائراتكم تضرب السكان في بنغازي وطرابلس بلا هوادة لنصرة ضابط فر من الخدمة العسكرية ليبقى أكثر من ثلاثين عاما في أمريكا تحت إدارتها وحمايتها له ليستثمر في الوقت المناسب، أقول بكل صدق ما دخلكم يا أهل الخليج في الشأن الليبي، أليست إسرائيل أقرب لطائراتكم من شمال إفريقيا؟ والسؤال موجه لمصر السيسي أليست إسرائيل على مرمى حجر من قواتكم البرية والبحرية والجوية؟ فلماذا رأيناكم شجعان لضرب أهلكم ونسائكم في ليبيا؟ والإسرائيليون الذين دفنوا جنودكم أحياء في سيناء يتمتعون بالأمن والسلام على تخوم مصر وفي داخلها، إنه أمر عجيب!!
(3)
سألني الضيف المغترب، هل أستطيع أن أسألك عن دولة قطر وما تفعله في السياسة العربية والدولية؟ قلت: اسأل ما شئت فعندنا حرية رأي لا ينافسنا فيها أي دولة خليجية.
قال: قطر دولة صغيرة تلعب في الساحة العربية والإقليمية والدولية بأكبر من حجمها تقول عنكم وسائل الإعلام العربية والدولية إنكم تمولون الدولة الإسلامية في العراق والشام وإنكم مع الحوثي في اليمن بمعنى آخر إنكم في كل مكان تلعبون أدوارا سلبية فلماذا؟ ألا إنكم تملكون أموالا طائلة ولا تعرفون أين تنفقونها؟ توقف صاحبي عن الكلام، وسألته هل أفرغت ما في جعبتك؟ والآن استأذنك أن أدلي برأيي فيما قلت.
(4)
فيما يتعلق بسوريا وما يجري على أرضها فإن قطر لم تكن اللاعب الوحيد عربيا، كل دول مجلس التعاون متضامنة في شأن إسقاط النظام القائم في دمشق ولا ينكر ذلك أحد منهم، نعم كان موقف قطر مع مطالب الشعب السوري في الكرامة والحرية وإصلاح النظام على أسس وطنية لا حزبية أو طائفية فلا تلومنا في قطر على ما يفعل العالم بسوريا، لا أحد يتحدث عما تفعل المليشيات الشيعية في سوريا القادمة من العراق ولبنان وباكستان وبعض دول الخليج واليمن وهذه الحكومة السورية تحارب شعبها بكل أنواع الأسلحة وتدمر المدن والقرى وكل ما بناه الشعب السوري عبر العصور من أجل أن يبقى بشار في الحكم من المهد إلى اللحد، إذا نحن في قطر وقفنا إلى جانب مطالب الشعب السوري ولا غيرها.
(5)
أما في العراق فإني كنت أتمنى أن تقف حكومتنا إلى جانب المقاومة العراقية لإخراج الأمريكان والإيرانيين من العراق الشقيق ولكنها لم تفعل، مع الأسف بعض الدول الخليجية تغازل حكومة العبادي ومن قبل حكومة المالكي بهدف الاستثمار في العراق على حساب أمن وسلامة أهل العراق الشقيق. أخيرا ما يسمى وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري يستقبل بكل حفاوة في الكويت وهو كما تقول وسائل إعلام كويتية إن إبراهيم الجعفري كان متهما بتدبير محاولة اغتيال الشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت في ثمانينيات القرن الماضي واليوم يستقبل استقبال الفاتحين. أتمنى من كل قلبي ألا يدنس صعيد قطر بقدم من أقدام حكام المنطقة الخضراء في بغداد لأنهم أعداء العراق وشعبه وأعداء الأمة العربية عامة، إنها حكومة طائفية بامتياز، إنهم يقتلون الأبرياء من أهل السنة في كل إرجاء العراق الشقيق والتعامل معهم جريمة كبرى لا تغتفر.
(6)
قطر متهمة بأنها تؤيد الإخوان المسلمين في مصر وكل مكان وهذا قول تنقصه أدلة الإثبات، في شأن مصر نحن في قطر أيدنا ثورة 25 يناير الجماهيرية إعلاميا، وسقط حسني مبارك، وأيدنا وساعدنا المجلس العسكري (طنطاوي)، ومن بعد أيدنا الانتخابات وناصرناها إعلاميا ولم نكن نعلم من سيفوز فيها وعندما نجح الدكتور مرسي أيدنا حزبه الإسلامي الفائز في الانتخابات كما يؤيد الألمان الحزب المسيحي الديمقراطي فما هو الخطأ الذي ارتكبناه؟ قدمنا مساعدات لشعب مصر دون منة منا في زمن مبارك والمشير طنطاوي ومن بعده الدكتور مرسي ومازلنا مع شعب مصر حتى في ظل حكم الانقلاب العسكري على الشرعية الشعبية.
(7)
دولة قطر يا صاحبي قامت بأدوار تخلى عنها الكبار والصغار، دورنا في المصالحة بين الفرقاء في لبنان يشهد به الساسة اللبنانيون، إعادة إعمار جنوب لبنان بعد أن دمرته إسرائيل عام 2006 وكذلك الضاحية دون إعلام مرافق. قمنا وما برحنا نقوم بالمصالحة بين السودانيين خاصة في ولاية دارفور وقمنا بمشاريع تنموية هناك دعما للمصالحة بين الأطراف السودانية، قمنا بمصالحة بين اليمنيين إبان حكم علي عبد الله صالح، وقدمنا مشاريع تنموية لتدعيم المصالحة ولم يعد ذلك سرا على أحد لكن إعلامنا مقصر في نشر ما قدمنا، وأما فلسطين فنحن ضد الحصار على غزة وضد تركيع مواطني غزة لصالح إسرائيل، أقمنا مشاريع في الضفة الغربية كما هي المشاريع في غزة وكلها للمواطن الفلسطيني فلماذا أبواق أوسلو يهاجموننا في كل منبر؟
(8)
أخيرا تقول إننا دولة صغيرة ونقوم بأدوار أكبر من حجمنا والسؤال أليست الولايات المتحدة الأمريكية أصغر حجما وسكانا من الهند، وأمريكا على معياركم دولة صغيرة لكنها مدوخة العالم. روسيا الاتحادية دولة أصغر من اندونيسيا وهي تقوم بدور أكبر من حجمها في مقياسكم، بريطانيا وفرنسا أصغرا حجما من بنجلادش ويقومان بأدوار أكبر من حجمهما والقائمة تطول والسؤال الأخير أليس من حقنا في قطر أن نقوم بأي دور يحقق آمال وتطلعات الشعب العربي على كل الصعد؟.
آخر القول: على قطر حملة إعلامية وسياسية ظالمة يمولها الأحبة والأصدقاء وينطق بها أصحاب " أقلام وألسنة للإيجار"، فحسبنا الله ونعم الوكيل.