عبد الرحمن العبيدي
أذا كانت تسمية (( نجوم )) تطلق على لاعبي المنتخبات والأندية العراقية فأن مؤيد البدري يستحق وبجدارة ان نطلق علية تسمية (( قمر)) الرياضة العراقية ،لان اللاعب او المدرب يقدم عطاءه لسنوات معدودة ثم يعتزل ،
الا ان ثمار البدري وعطاءه لازالت تقطف الى يومنا هذا ، لانعكاس أفكاره الرائده وثقافته الرياضية الواسعة ليس على الرياضيين فقط بل حتى الجمهور وكذلك دوره الكبير في نهوض وتطوير الرياضة في العراق من خلال عمله الاداري في الاتحادات الرياضية وإبداعاته المتعددة في مجالات التدريس كأكاديمي في كلية التربية الرياضية وإدارة اتحاد كرة القدم العراقي ومواهبه في التعليق على مباريات كرة القدم والإعلام الرياضي من خلال مقالاته الصحفية وبرنامجه الرائع الرياضة في أسبوع الذي كان من خلاله البدري معلما للرياضة ومرشدا للرياضيين وعامل جذب للعائلة العراقية لحب الرياضة .
تناولت العديد من المقالات والتعليقات والمدونات دور مؤيد البدري في العديد من الانجازات الرياضية التي تحققت في السبعينات والثمانينات والحرص والجدية التي يتمتع بها ودماثة الخلق وتعامله الطيب مع اللاعبين وأقرانه من الاداريين .
لكن هنالك موهبة أخرى أتصف بها الرائع أبو زيدون غابت عن الكثيرين . فالبذري كان داعية من الطراز الاول وله تأثير كبير على المتلقي ( الجمهور ) لما يمتلكه من جاذبية وأسلوب هادئ وابتسامة جميلة وثقافة عالية . ففي عام 1989 وضمن تصفيات كأس العالم كان لمنتخبنا الوطني مباراة مع منتخب قطر على ملعب الشعب الدولي وكان التعادل يكفينا للتأهل لمرحلة أخرى ضمن التصفيات ،وكانت الجماهير تعلق امالا على الصعود لكأس العالم للمرة الثانية ، لكن منتخبنا لم يظهر بالمستوى المطلوب ، وخسر المباراة على ارضه وامام جمهوره ، وكثرت أحاديث الشجب والاستهجان والتحامل على لاعبي المنتخب وكادره التدريبي واتحاد كرة القدم للمستوى الضعيف الذي ظهر به المنتخب وأضاعته لفرصة ذهبية للتأهل لكاس العالم وعدم الاستفادة من عاملي الارض والجمهور .
وظهر البدري في برنامجه الرياضة في أسبوع وكان الجميع بانتظار توضيحاته عن المباراة وأسباب الخسارة المفاجئة بل الصدمة للوسط الرياضي ، وفي دقائق معدودة أخذ البدري بأسلوبه المتميز وبراعته في الاقناع بتحليل ألمباراة وحدد أسباب الخسارة ، وأشار الى أن كرة القدم هي فوز وخسارة وهنالك فرق كبيرة كالبرازيل وانكلترا وايطاليا خسرت أمام منتخبات ضعيفة على أرضها وأمام جمهورها ، وعلينا جميعا عدم الوقوف عند خسارة المنتخب هذه ، بل المهم هو تجاوز الاخطاء وعلى الجميع التعاون لتجاوز السلبيات وتصحيح المسارات وعلى الجمهور ان يتفهم الاسباب ويقف الى جانب المنتخب ، وبهذه الكلمات والأمثلة أستطاع البدري أن يقلل من نقمة الجمهور الرياضي وحنقه ويحول قناعاته الناقمة الى قناعات متفهمه .
أن الازمات التي تعصف بالاتحادات الرياضية والمشاكل المستمرة وتدني مستوى الرياضة في العراق بشكل عام ، يعود بالأساس الى دخول الطائفية وعناصرها الفاسدة المتخلفة الدخيلة على الرياضة والى فقدان العناصر المهنية الكفوءة أمثال مؤيد البدري وزملائه يعملون بإخلاص وتفان لكل العراق وسمو أسمه وعلو رايته .
1201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع