د.وليد الراوي
اعلن اكثر من مسؤول ايراني ان لولاهم لما استطاعت اميركيا من احتلال العراق واود التركيز على هذه النقطة فعند البحث في اكثر الكتب الاميركية التي دونت تاريخ حرب عام 2003 لم اجد دورا عسكريا مباشرا او غير مباشر لايران في تسهيل مهمة الولايات المتحدة في احتلالها للعراق,
لا على مستوى الدعم ولا على مستوى المشورة ولا على مستوى المعلومات لكن تشير بعض المصادر الى اتفاق اميركي ايراني في المساعدة في تسليم اي من الطيارين الاميركان فيما اذ اسقطت طائرتهم من قبل الدفاعات الجوية العراقية في الاراضي الايرانية الى الجيش الاميركي .
اول الغيث.....
عند العودة لفترة ما قبل الاحتلال واقصد الفترة التي بدات اميركا الاعداد للحرب يمكن ملاحظة دورا ايرانيا مباشرا في ذلك حيث عملت ايران على الدفع القوى السياسية الموالية لها وهي المجلس الاعلى وحزب الدعوة باجنحته الى الانظمام للجهد الاميركي في تنظيم صفوف المعارضة بل قيادتها والهيمنة عليها والموافقة على كامل المشروع الاميركي في العراق والشرق الاوسط, اذا هذا يعتبر اول تحالف استراتيجي ايراني مع الولايات المتحدة.
ما بعد.....مؤتمرات المعارضة
اما الدور الاخر والذي يعتبر اخطر دورا من الاول وهو اصدار الاوامرالشرعية عبر الولي الفقيه الى بعض مراجع الدين في النجف وكربلاء لاصدار فتاوي يمنع بها التصدي للقوات الاميركية وبذلك عطل جهد اكثر من نصف الشعب العراقي في الدفاعه عن وطنهم.
الحرب الطائفية
اما الدور الثالث والاكثر خطورة هو المسعى الايراني في اشعال الحرب الطائفية في العراق وتفتيت اواصر اللحمة والعلاقة بين ابناء الشعب الواحد وجره الى قتال طائفي كانت الادوات الايرانية الارهابية حاضرة فيها بشكل مباشر او عبر الخادم الصغير " النظام السوري" فقد كان للميليشيات دورا واضح موثقا
لدى الكثير من المنظمات الدولية في قتل العراقيين وكان دور نظام بشار الاسد في احتضان وتسهيل عمل تنظيم القاعدة في العراق ومن بعده دولة العراق الاسلامية وفي رفد ساحة العراق بالمقاتلين من كل حدب وصب بحجة افشال المشروع الاميركي في العراق والشرق الاوسط.
العملية السياسية
الدور الرابع , سعت ايران لفرض رئيس حكومة مواليا لها بكل قضه وقضيضه حيث حكومة الجعفري ثم المالكي واخيرا العبادي هذه الحكومات المنبثقة من رحم حزب الدعوة الذي اصبح الابن المدلل لنظام ولاية الفقية بل القائم بامرها في المنطقة العربية.
في احدى لقائاتي مع الدكتور نديم الجابري عام 2008 في عمان ,ذكر لي كيف تم ترشيحه عن حزب الفضيلة ليحل محل الجعفري الذي جوبه اداء وزارته بالرفض وكان حظ الجابري كبيرا في تولي رئاسة الوزراء الا انه وحسب روايته فوجئ بزيارة السفير الايراني الى مسكنه ليبلغه قرار ايران بان موافقته على تولي منصب رئيس الوزراء يعني تعرض نفسه ( للقتل) مما اضطره الى التراجع ليكون المالكي رئيسا لوزراء العراق ولمدة ثمان سنوات , عانى ما عانى منها العراق .
داعش وا ادراك ما داعش
الدور الخامس , لنظام ولاية الفقية "مكافحة الارهاب المتمثل بداعش", للمتابع في الشان الايراني يرى ان ايران غالبا ما تكون اكثر ذكائا من الغرب عموما واميركا على وجه الخصوص في استغلال الفرص المتاحة لها خدمة لمصالحها الاستراتيجية ولنا امثلة كثيرة في فلسطين و لبنان و اليمن وسوريا والعراق وافغانستان وغيرها من مناطق الصراع التي تستطيع المخالب الايرانية الوصول اليها.
وفي معرض تشكيل التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي نرى ان النظام الايراني يقدم عرضا للقتال ضد الارهاب مرسلا قواته الى الساحة السورية والعراقية داعما لاذرعه المتمثلة بالميليشيات الطائفية , يهدف الى الهدنة مع المجتمع الدولي ريثما يتم مشروعه النووي ولضمان بقاء نظام حافظ الاسد بالاضافة الى اطلاق يده بشكل رسمي في العراق والمنطقة.
ولنا في قادم الايام ادوار جديدة ستنفذها ايران وان ادوات تنفيذها ستكون مغايرة للادوات السابقة سواء ستكون ادوات مباشرة او عبر المكون الاخر.
الدكتور وليد الراوي
1217 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع