صديق المجلة - بغداد
مصطلح لعبة الحرب يعرفه العسكريون المختصون في العلم العسكري وخاصة التدريب وهو مرحله متقدمه من مراحل سلسلة التدريب الذي ينمي قابليات المشتركين نحو الافضل بعد ان استوعبوا المراحل التي سبقت ويتوسع هذا المصطلح ليشمل العاب الحرب بواسطة الهواتف او مناضد الرمل او تمثيل القطعات الهيكليه على الارض وقد يصل الى التنفيذ العملي بواسطة قطعات حقيقيه على الارض من طرفين او اكثر ليقوم كل بواجب معين تمليه عليه فرضيات قتاليه وتتم عملية تقييم لرد الفعل لكل المشتركين ..
لقد سقت هذه المقدمه التعريفيه للقاريء الكريم لغرض التوضيح ومعرفة هذا المصطلح الذي يبدو انه ظهر على السطح بقوه في الاونه الاخيره وخاصة في الشرق الاوسط بعد تجارب عديده خاضتها الدول الاستعماريه في الشرق الاوسط تارة وفي افريقيا وامريكا الاتينيه تارة اخرى وكان يطلق على هذه الحروب باسم ( حروب الاستنابه ) وتكتفي هذه الدول بالاستشاره والدعم اللوجستي والتوجيه والاستفاده من النتائج .
بعد انتهاء الحرب البارده وظهور امريكا كقطب اوحد في العالم وعدم وجود منافس وعدو يحفز الجهد الامريكي العسكري والاقتصادي والسياسي وينمي الصناعه والتطورالعلمي و العسكري وهنا لابد من الاشاره ان اي سلاح جديد يظهر فانه يلغي سلاح موجود في المقابل وهذا السلاح الملغي سيكون متاحا للبيع ولكي يكون هناك بيع لابد من وجود اوجه استخدام وهذه الاوجه للاسلحه هي الحروب فلابد من حروب لتصريف الخرده الموجوده في مستودعات هذه الدول الى الدول النائمه او الناميه .
استنفذت الولايات المتحده الامريكيه تشاركها بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الاوربيه الاخرى والاسيويه في حروب شنتها على افغانستان والعراق وافتعلت الربيع العربي لازاحة انظمه واشعال الفوضى التي لابد ان تولد حروب ولكن ذلك لم يكفي ولابد من وجود حرب حقيقيه تكون فيها جيوش دول واسلحه وميزانيات ضخمه لتنفيذ لعبة حرب حقيقيه على الارض تديرها امريكا من جانب العدو الذي هو ( تنظيم الدوله الاسلاميه ) وفي نفس الوقت تدير الجانب الثاني وهو القوات التي كلفت بقتال داعش ولذلك فأن الولايات المتحده وحلفائها لم تشترك باي قوه قتاليه على الارض واكتفت بالمستشارين والدعم الجوي لعدم توفره لدى الدول التي بدأ حلبها استنزافا لمجهود الحرب ضد داعش ..
وخلاصة القول ان داعش وامريكا وحلفائها يقومون بتمرين حقيقي على الارض بالذخيره الحيه وبقطعات من جيوش المنطقه واموال المنطقه والنتائج ستحصدها امريكا وهي :
1 . خراب عام وشامل للكثير من المدن في عموم الشرق الاوسط ( سوريا \ العراق \ اليمن \ لبنان \ ليبيا ) المرحله الاولى وتشغيل الشركات في عمليات الاعمار التي سوف تجري بعد انتهاء العمليات والاضرار بسبب داعش طبعا ..
2 .تصريف الاسلحه والمعدات والعتاد الفائض عن حاجة هذه الدول او الذي اصبح خارج الخدمه لبيعه الى دول المنطقه مثل صفقة لبنان \ فرنسا بتمويل سعودي وتكاليف الحرب التي ستدفعها دول الخليج والعراق .
3 .بقاء المنطقه مضطربه وفي حالة فوضى او عدم استقرار او اعادة بناء في احسن الظروف الى ثلاثين سنه اخرى بعد انتهاء الحرب وهذه كافيه لايجاد فاصله زمنيه كبيره جدا تضاف الى الفاصله الزمنيه الموجوده اصلا والتي حاولت بعض انظمة المنطقه تجاوزها بالتقدم العلمي والاقتصادي والاستقلال والتسليح والتطور .
4 .تامين الامن الازم والمكلف سابقا لاسرائيل لان الاقتصاد الاسرائيلي غير قادر على متابعة الارهاب والتهديدات المستمره وهو هزيا اقتصاديا ولابد من ايجاد وضع آمن ومريح له دون تكاليف .
5 .ضرب المسلمين بعضهم ببعض واظهار الاسلام بصورة الارهاب والعنف والقسوه والاجرام وخلق مجموعات شابه تغير نظرتها الى الاسلام وتتمرد على الدين الذي اظهروه بهذه الصوره .
6 . ابعاد العمليات الارهابيه عن هذه الدول وتخفيف حدة العداء ضدها .
7 . استخدام داعش كخراعة لتخويف الانظمه التي قد تبدي ولو قليلا من التمرد او الاعتراض على سياسة الولايات المتحده الامريكيه وحلفائها .
هذه هي لعبة الحرب التي تقودها امريكا اليوم ,,, انها الحرب العالميه الثالثه التي تجري من قبل طرف واحد وبادوات غير ادواته وجيوش غير جيوشه واموال من غير امواله ونتائج تعود عليه هو فقط وقد تستمر هذه الحرب او تهدأ ومن ثم تتجدد متى شاء اصحاب الشأن الدولي لسنين طوال لايعلمها احد وقد تطول حتى اخر برميل من نفط المنطقه . ....
صديق المجله / بغداد
1200 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع