ريهام مازن
موضوع اليوم للرجال فقط ... ولماذا؟ لأن الرجل هو الأساس في هذه المشكلة ... مع الوضع في الاعتبار أن هناك رجالا لا غبار عليهم، وهذا الموضوع لا يمسهم جميعا.. ولكن لعله يكون بمثابة المنبه، لمن تسول له نفسه شيئا من هذا أو ذاك! ولعل السطور القادمة تلخص ما أنوي مناقشته معكم!
جاء رجل يسأل شيخا فقال ....
حينَ أعجبت بزوجتي كانت في نظري كأنّ الله لم يخلُق مثلها في العالم، ولمّا خطبتها رأيتُ الكثيرين مثلها، ولمّا تزوجتها رأيتُ الكثيرين أجمل منها، فلمّا مضت بضعةُ أعوام على زواجنا رأيت أن كلُّ النَسَاءِ أحْلَى مِنْ زَوجَتِي!
فقال الشيخ: أفأخبرُكَ بما هو أدهَى من ذلك وأمَرُّ؟
قال الرّجل: بلى.
فقال الشيخ: ولو أنّك تزوَّجتَ كلّ نساء العالمين، لرأيت الكلابَ الضّالة في شوارع المناطق الشعبيّة أجمل من كلّ نساء العالمين!
ابتسَمَ الرَّجلُ ابتسامةً خفيفةً وقال: لماذا تقولُ ذلك؟
فقال الشيخ: لأنّ المشكلةَ ليست في زوجتك، المشكلةُ أنّ الإنسانَ إذا أوتِيَ قلباً طمّاعاً، وبصراً زائفاً، وخلا من الحياءِ من الله فإنّه لا يمكِنُ أن يملأ عَيْنَيْهِ إلا تراب مقبرته.
كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَانِيًا، وَلَنْ يَمْلأَ فَاهُ إِلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ"
يا رجل مشكلتك أنّك لا تغضّ بصرَكَ عمّا حرّم الله، أتريدُ شيئاً ترجع به امرأتُكَ إلى سالف عهدها أجملُ نساء العالم!
قال الرّجل: نعم.
فقال الشّيخ: اغضُضْ بصرَك!!!
ببساطة شديدة ملخص هذه السطور يعني أن هناك نوعا من الرجال عينه فارغة ولا يملأها سوى التراب، فالقناعة كنز لا يفنى، فكما هناك أناس تطمع في المال أو الجاه أو السلطة، هناك من يطمع في المرأة، وربما لا تكفيه نساء العالم أجمعين.
هناك عوامل تأثيرية خارجية وداخلية تضاف إلى شخص الرجل الضعيف، بل وتسول له نفسه فعل الكثير مما يغضب رب العالمين، وطبعا ما يغضب امرأته أو زوجته، فتراه يسير بجانبها أو بدونها وكأنه سيلتهم النساء بعينيه.
بالمناسبة تستطيع المرأة قراءة الرجل العفيف القوي من الرجل الضعيف "البصباص" من عينيه، فهناك رجل ينظر إلى عمق المرأة وينجذب لروحها وعقلها، وهناك آخر لا يهتم سوى بجسدها وتفاصيله، وهذا الرجل يصنف بأنه أبو عين "زائغة" أو فارغة... وطبعا لا نستطيع أن ننكر حقيقة وجود جمال الجسد، لكنه ليس أساس العلاقة الزوجية، فالأساس في العلاقة المودة والرحمة والحب.
وهنا يتوقف الكلام، على وعد بفتح المزيد من الملفات الزوجية التي تسبب التوتر في العلاقة وتؤدي إلى انهيار الأسر الذي أصبح مع الأسف رائجا، وسهلا هذه الأيام لدرجة أصبح الطلاق معها ليس بأبغض الأشياء!
من قلبي: اتقي الله يا رجل في نفسك وأسرتك وزوجتك وشريكة حياتك، واغضض بصرك وارتضى بما قسمه الله لك.. فالملامح الجميلة تذهب مع السنين وتبقى الروح الجميلة على مر السنين... ودائما للحديث بقية في مجال العلاقات الزوجية، انتظروني أعزائي الرجال في المقال القادم مع موضوع أكثر أهمية وحساسية، ولكن بدون "زعل"!
859 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع