بيان تموز 2014 لنقف جميعا ضد الفاشية الجديدة فلسطين والعراق معا على طريق الحرية

                                       

                         د.عبدالستار الراوي

بيان تموز 2014 لنقف جميعا ضد الفاشية الجديدة فلسطين والعراق معا على طريق الحرية

    

تجدد المؤسسة العربية لحقوق الانسان،  تضامنها المبدئي ومؤازرتها الكلية لشعبنا العربي في فلسطين  والعراق،  وتحيي الصمود البطولي والوقفة الشجاعة بوجه الفاشية الجديدة،  في دفاعهما  المجيد عن حقوقهما الثابتة ، وتؤكد المؤسسة إلتزامها المهني الحازم  في الدفاع عن  حقوق أمتنا العربية وهي تواجه عدوانا همجيا، متعدد الرؤوس ، ينتظم في حلف ثلاثي الابعاد ( الولايات المتحدة الامريكية والصهيونية وولاية الفقيه الايرانية ) الذين قضت مصالحهم أن يقفوا معا  في صف واحد،  بعد أن حشدوا القوة والمال والمرتزقة على جبهات الوطن العربي من فلسطين إلى بغداد ومن سوريا مرورا  باليمن، وانتهاء  بمحاولة إنتزاع عروبة البحرين والنيل من إستقلالها الوطني،  في هجمة شرسة تنوعت فيها الادوات والاساليب  بدءا من  التسلل والاختراق والتخريب الفوضوي ، إلى  الحرب النفسية والدعاية السوداء ، مرورا  بالدعاوى  المضللة والاكاذيب الزائفة  ، صعودا إلى الحرب الدينية بفتوى التعبئة العامة لإثارة الحرب الاهلية، وإشاعة التخريب وتعميم الفوضى  وخاتمتها  الحملات المسلحة اليومية؛  فأحالوا المدن والبلدات والقرى إلى ميادين  للقتل وساحات للإعدام في ذات الوقت فإن طائرات تل ابيب والمنطقة الخضراء لم تتوقف حتى اللحظة الراهنة عن قصف الاحياء المدنية  في غزة والعراق بمختلف الذخائر المحرمة دوليا من القنابل العنقودبة وبراميل الموت و(رصاص دم دم ) لايقاع أعظم الخسائر بالاهداف المدنية ومنشآت الخدمة العامة عن طريق قصف ونسف المراكز الصحية والمستشفيات والمنازل على ساكنيها لإنزال الموت  باكبر عدد من الضحايا ..
  تؤكد  المؤسسة مرة اخرى كما في بياناتها السابقة ؛ بأن كلا من شعبنا في فلسطين والعراق يتعرضان معا وبتزامن مريب لابشع الحملات البربرية والإنتهاكات المنظمة، من عمليات الإبادة  وإستراتيجية المحق الشامل ، حتى أصبح الهجوم المتتالي، طقسا يوميا وفي كل الاوقات يصل الليل بالنهار؛  ففي الوقت الذي يدافع فيه شعبنا الفلسطيني عن حقوقه التاريخية في إستعادة أرض وطنه السليبة وعن حقه في الكرامة والحرية والحياة ،  فإنه طبقا لبديهيات المنطق والقوانين الدولية  يخوض نضالا وطنيا مشروعا ضد الانتهاكات المستمرة للكيان الصهيوني بوصفه العدو الابدي  المهدد للوجود الفلسطيني  ولمصير امتنا ، لذلك  فإن المؤسسة العربية لحقوق الانسان ترى من واجبها  ومن واقع الوثائق المدققة ومئات الحالات والشهادات الموثقة بالصورة والكلمة؛ بأن الدفاع عن الحقيقة يلزمها أخلاقيا ومهنيا أن تؤكد مطالبتها  لجامعة الدول العربية بضرورة تصحيح موقفها السياسي، إذ أنها تجاهلت  تفاصيل الحراك  الوطني  في الموصل والمحافظات الاخرى ، فإستبقت الاحداث واصدرت دون روية أو تدقيق حكمها التعسفي لصالح حكومة نوري المالكي ضد المطالبين بحقوقهم في الحرية والعدالة والحياة الكريمة ، فتبنت للاسف وجهة نظررئيس حزب الدعوة ، بتوجيه تهمة الارهاب للحراك الوطني ، وبهذا فإن الامانة العامة للجامعة قضت بأمر ليس لها به علم جاهلة بأسبابه المشروعة ودواعيه الوطنية ، وعليه  فإن مؤسستنا تحذر من مغبة تجاهل الجامعة مايجري في العراق، وإذ تجدد مطلبها  فإنها تدعو الامين العام أن  يبادر على الفور اجراء تحقيقات ميدانية،  بخصوص دعاوى واباطيل حكومة بغداد .
فالجامعة تعلم تمام العلم أن من حق العراقيين بديهيا وطبقا لدستور الحكومة نفسها أن تطالب بإنهاء سياسة التطهير الطائفي، ومن حق المحافظات الست ومعها الملايين من العراقيين في المحافظات العراقية الاخرى أن تنتزع الشرعية الزائفة ومن حقها أيضا أن تدعو لإسقاط الحكومة الفاشية القائمة الغارقة  بدماء الشعب .   
وتدعو المؤسسة العربية أن يتحرك أحرار أمتنا ومناضليها ، فيبادروا الآن وغدا وفي هذه للحظة الحاسمة من التاريخ ؛ أن ينهضوا بمسؤولية الدفاع الصادق عن أشقائهم، وأن يدركوا  تماما بأن التهديد القائم للامن القومي العربي ؛ لن يتنهي أو ينحسر بمحض دعاء القلوب، فالمخاطر المصيرية الجسيمة تتطلب أعلى درجة في أفق العقل ، وتستدعي الايمان العميق  بحق أمتنا في الحرية والكرامة والعدالة .
وإذا كانت ثمة هدنة ؛ فإنها فرصة لتنظيم صفوف الفاشية لتعود للإنقضاض من جديد على غزة وعموم  البلدات والمدن والنجوع الفلسطينية ، مما يزيد من مسؤولية الاحرار في الارض المحتلة ومن إتخاذ أعلى مستويات اليقظة ، من عودة  الضواري والهجوم الوحشي المباغت .   ولذلك ومن واقع التجارب المرة  في تاريخ  الصهيونية  وحروبها القذرة ، أن توجه المؤسسة العربية نداءها مرة أخرى ، فتهيب بشعوب العالم  أن يرفعوا أصوات الاحتجاج في عواصم العالم ،  لايقاف  المذابح  في غزة ، ووضع حد لها ؛  وعلى المجتمع الدولي وهيئاته الحقوقية، ومراكز حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني وكافة أحرار العالم  أن ينتصروا للحراك العادل ؛ بمؤازرة  شعبنا العربي في فلسطين، وأن يعجلوا في  فضح الارهاب الصهيوني في الاراضي الفلسطينية وتعرية خططه الوحشية  ومراميه البربرية ، وأن يعبروا  في الوقت نفسه عن تضامنهم مع شعبنا العربي في العراق ، وأن يعلنوا الاحتجاج السلمي بإدانة  فاشية حكومة بغداد، إذْ لم تعدم  قواتها من وسيلة وحشية إلا وجربتها، فأقدمت قواتها ومرتزقتها من مليشيات الاحزاب الدينية أقدمت جهارا نهارا  على إرتكاب واحدة من أبشع جرائم العصر حين عمدت على تبييض سجونها بتصفية المعتقلين في (   بـعقوبة وتـلعفر والموصل والتاجي وغيرها )  وتنفيذ الاعدام بمئات الضحايا على مرأى ومسمع العالم كله، وبطريقة بالغة الوحشية أزهقت مليشيات الحكومة وقواتها في كربلاء أرواح العشرات من مقلدي وتلاميذ المرجع العربي الصرخي ،  
لاتزال قوات حكومة نوري المالكي ماضية في حرب التطهير العنصري، تصول وتجول في انحاء العراق  تمارس إرهابا دمويا غير مسبوق ؛ بحرق الاحياء وسحلهم في الشوارع وتعليق أجسادهم على اعمدة الكهرباء وخاتمتها التمثيل بجثث الضحايا . تواصل  المؤسسة العربية بكل حزم  جهدها القانوني ، لفضح  الخطط العدوانية  وتعمل بكل عزم على تعبئة الرأي العام العربي والدولي ،  وتصر على تقديم القتلة  من قادة الكيان الصهيوني ومسؤولي حكومة بغداد أمام المحاكم الدولية لنيل جزاءهم العادل ،  بوصفهم مجرمي حرب .
 تحية لصمود شعبنا العربي في فلسطين والعراق ..   
والسلام على الشهداء.
المؤسسة العربية لحقوق الانسان
التحالف العربي للمحكمة العربية لحقوق الانسان
مركز مراقبة حقوق الانسان في البحرين
عبدالستار الراوي
المستشار العام  
تموز / يوليو 2014

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع