بغداديات ..أجهزة وأدوات كانت معنا أيام زمان

 

  بغداديات ..اجهزه وادوات كانت معنا ايام زمان

  

                 

لم يكن البيت العراقي في مطلع القرن العشرين كما هو اليوم وكانت الاوضاع صعبه جدا في تأمين قوت العائله ومستلزماتها وملبوساتها وخاصة بداية القرن حيث الحروب بين العثمانيين والانكليز على ارض العراق ومتطلبات هذه الحروب التي يتحملها المواطن حيث يستقطع من قوته وقوت عياله من طرفي النزاع على حد سواء اضافة الى معاناة الحرب الاخرى وفقدان الكثير من المواد وشحة الاخرى وصعوبات الدواء والعمل وغيرها ومع ذلك فقد شهد العراق نوعا من الانفراج بعد الحرب وخاصة في حقبة الثلاثينات وما بعدها ودخلت الكثير من الاجهزه والادوات الى البيت العراقي وسنذكر بعضا منها لاتزال تختمر في الذاكره من ايام الزمن الجميل ..

     

البيت العراقي والبغدادي تحديدا يمتاز بالبساطه وسهولة العيش والاستفاده من كل ماهو ممكن ومتيسر لتمشية الحياة اليوميه ولم يكن بيتا يخلو من هذه الادوات :

التنور الطيني
كانت معظم البيوت تحتوي على التنور اما ان يكون فوق السطح او في احدى زوايا البيت المفتوحه وكان وقود التنور من الحطب وخاصة سعف النخيل وكربه ولاازال اذكر مجهز السعف في منطقتنا ( بچاي ) وهو يحمل باقات السعف الى البيوت لاغراض التنور الذي توقده صاحبة البيت باليوم مره او مرتين على الاقل والعمليه ليست سهله فقد تسبقها عملية العجين وعمل الكرات العجينيه ( الشنك ) والاختمار وشجر التنور وتهيئة مستلزمات الخبز وقد تستغرق العمليه برمتها من ساعتين الى اربع ساعات ليخرج من التنور خبزا لذيذا طازجا ( حار ومكسب ) وخاصة في وجبة الغداء وعند الغروب .. لقد غادرنا هذا الجزء واصبحنا نتذكره عند مخابز بغداد اليوم وعلى النفط او الغاز ومن الطين تاره ومن الحديد تارة اخرى بعد ان كان من الطين الحر ومن مناطق معروفه ومشهوره بصناعته ..

      

البريمز
وهو جهاز طبخ نفطي يعمل بضغط الهواء بواسطه مضخه جلديه عن طريق الكبس المتواصل وكلمة بريمز هو اسم شركه سويديه تنتج هذا النوع الذي كان اول نوع يدخل الى بغداد واخذت التسميه منه كما هو حال مسحوق التايد وغيرها وظل البريمز هو الجهاز الاول في طبخ الطعام وتسخين الماء وكثيرا من الحوادث رافقت هذا الجهاز في رحلته مع المطبخ البغدادي والعراقي وهي حوادث مؤسفه من حروق ووفاة ..وكان من ادوات البريمز (المشعل والابره) .. انتهى عهد البريمز بحضور الطباخ النفطي ..

       

الطباخ النفطي

وكان هذا الاختراع امينا بشكل كبير قياسا بالبريمز وسهل الاستخدام ويعمل على النفط الابيض وكان بانواع منها بعين واحده ومنها باكثر حتى يصل الى ستة عيون وفي بعض المطاعم هناك ثمانية عيون وترى بجانب الطباخ قاروره من الزجاج تملىء بالنفط وهي التي تغذي العيوم بالنفط ويكون اشعاله بسيطا لوجود فتيله دائريه تكون مغرقه بالنفط ويؤمن بعد اشعاله بفترة من الوقت نيران زرقاء تؤمن طبخا انظف واسهل بشكل كثير من الحطب والبريمز .

اللمبه النفطيه
اللمبه هي نوع من انواع اجهزة الطبخ ولكنها على البطيء وهي صناعه سويديه واكثرها من ثلاث عيون ولكل عين مفتاح رفع وخفض وتعمل بنظام الامتصاص للوقد بواسطة فتائل قطنيه بطريقة الشعيرات وتستخدم في المطبخ لتهدير التمن وتخدير الشاي وتسخين الطعام وكان اللون السائد هو الازرق ولم يكن بيتا يخلو منها .

                            

الچوله
وهي جهاز اخر يعمل على النفط ولكن باسلوب الفتائل المتعدده الرفيعه الدائريه وتستخدم ايضا للطبخ ومنها احجام مختلفه وقد شاعت مره اخرى في ثمانينات القرن الماضي في الجيش اثناء الحرب مع ايران ووزعت الى مستوى الحضيره لعمل الشاي وتسخين الطعام وتسخين الماء للاستحمام ولاتزال موجوده لحد الان في بعض اسواق بغداد والمحافظات بسبب الازمات المتكرره للطاقه في العراق وتوفرها .


حراقية الحمام
كانت هذه الحراقيه تستخدم لتسخين الماء في صفرية الحمام المنزلي وتستخدم ايضا في طبخ الهريسه والقيمه والباجه لقوة نيرانها وهي تعمل بأسلوب الضغط كما هو حال البريمز ويمر النفط المضغوط في انابيب ملفوفه بشكل حلزوني داخل اسطوانه حديده عند ارتفاع درجة الحراره تكون النيران قويه ومؤثره وكانت تستخدم ايضا من افران الخبز .

  


حمام البيت
كانت الحمامات المنزليه محدوده جدا وكان الناس تذهب الى حمام السوق ولكن كانت هناك ادوات ومستلزمات لابد منها لعميلة الاستحمام ان كانت في المنزل او السوق ومنها :
كيس الحمام .. وهو كيس من القماش المضاعف والمقرض لغرض رفه الاوساخ من الجلد في عملية دعك وهو من مستلزمات الحمام وخاصة النساء ومن قبل ( المدلكجيه ) رجالا او نساء .
طين خاوه .. وهو نوع من انواع الطين رمادي اللون مائل للاخضرار تستخدمه النساء لغسل الشعر وهو مايعادل الشامبو في ايامنا هذه ويعتبرونه معالج لحكة الرأس وبارد ومغذي .
الشنان .. وهو ماده ترابيه تذوب بالماء ويغسل بها الجسم لكونها تمنع البثور والحكه وتفتح المسامات وتستخدم ايضا في غسل الملابس ..

  

صابون الرگي ..من اكثر المواد استخداما وحضورا الى يومنا هذا هو صابون الغار السوري والتركي ويؤمن به الكثير ومنه الحلبي الابيض ولايزال مستخدما في العراق وسوريا وهو قالب مكعب الشكل بلون بني وداخل اخضر .

الحنه البيضاء ..وهي نوع من المواد الكيماويه التي تزيل الشعر ويستخدم من قبل الرجال والنساء على حد سواء وله شروط في الاستخدام ووقت محدد لانه يؤثر سلبا على الجلد في حالة تركه لفترات اطول وقد انقرضت هذه الماده بظهور انواع عديده من مزيلات الشعر ..
الجويت... وهو عباره عن قوالب زرقاء تستخدم في غسل الملابس البيضاء والشراشف والاغطيه وتعطيها لونا في زرقه خفيفه جدا ويعتقد العض انها تعقم الملابس والاغطيه وقد انقرضت هذه الماده من الاسواق وظهرت بدائل عديده>

      


صابون الشحم.. وهو صابون شحمي يستخدم لجلي الصحون وادوات المطبخ والقدور وكان يسمى ( ابو البزون ) لوجود صورة قط عليه وكان من ارخص انواع الصابون وانقرض ايضا وظهرت عشرات الانواع التي تؤمن الحاجه اليوم ..

  
ادوات الزينه ,, المكياج
كان مكياج نساء ايام زمان يتألف من:حمرة خدود، سبداج ,, ديرم ,, كحل ,, هيل لتعطير الفم

    
من الادوات التي كان يجب توفرها في كل منزل هي المنقله وهي المدفأة الوحيده التي تعمل على الفحم ( فحم كراچي ) والمقصود بالكراجي هو الفحم المستورد من الهند وكان ذا سمعه جيده في الاشتعال وكانت المنقله تؤمن الدفىء للمنزل وتؤمن الفطور الصباحي من شاي وحليب وبيض واحماء الخبز كما كانت تؤمن الدفىء مساءا وهي بانواع وقياسات وتوقد بواسطة الشخاط مع قليل من النفط .. ولم تكن بدون سلبيات ومنها الغاز السام الذي تولده في الاماكن المغلقه والذي يسبب في الوفاة خنقا ..

     

ازاحت مدفأة علاء الدين الزرقاء الانكليزية الصنع المنقله تدريجيا واحتلت مكانها في كل المنازل البغداديه واصبحت رفيقة العائله الى يومنا هذا حيث تعددت الاستخدامات لها من تدفئه الى تسخين المياه للاستحمام وطبخ الطعام وتخدير الشاي وايام الحصار على العراق كانت المدفأة تنور العائله في تامين الخبز ..

الجاون .. وهو شقيق الهاون ولكنه من الخشب وكبير الحجم حيث يصل ارتفاعه الى اكثر من خمسين سنتمتر وقطره اكثر من ثلاثين سنتمتر ويستخدم لدق خليط الكبه من الرغل واللحم والرز ويدة الجاون عباره عن خشبه مستديره براس كروي املس وطولها يزيد عن المتر وقد انقرض هذا النوع بدخول اجهزة الكبه الكهربائيه ..

الادوات عديده وسنعود اليها في وقت لاحق ان شاء الله


عبد الكريم الحسيني

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

922 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع