ذكريات ولمحات مضيئة عن ظرفاء الاعظمية، ايقونات في وجدان من عاصرها او تعايش معها"
الرغم من عدم وجود صفات محددة تحكم تعريف الشخص الظريف، الا انه كثرت المصادر والقواميس بتعريف الظريف، وهناك من يقول: "الرجل الظريف هو الشخص الكيس الحاذق حسن الهيئة والأمين والخفيف الظل، والبليغ الذي يجيد الكلام دون أن يكذب"، و يقول انطوان القوال: " هو الشخص الذي يتمتع بالذكاء المقرون بالبراعة، و بسرعة الخاطر، و الكياسة و اللياقة في التصرف و القول و المظهر، و هو الى ذلك فكه ضحوك، في نكاته، و ردوده، و تعليقه على قول او حدث، و كثيرا ما يشيع كلامه، و يصبح قولا سائرا يردد في مثل المناسبة التي قيل فيها"، كما ان آخر يقول: "الظرف هو البراعة والكياسة وذكاء القلب، ورجل ذو ظرف هو الرجل البليغ الجيد الكلام، وظرف الشخص كان حسن العبارة، لطيفًا، فكها يأنس الإنسان بالجلوس إلى رجل ذكي، والظريف هو شخص يشتهر بسرعة البديهة وبالقدرة على التعبير المثير للبهجة أو للترفيه عن النّفس"، والظريف أيضاً اسم علم مذكر معناه، الذكي، الخفيف الظل، الحسن الهيئة، اللطيف العبارة، الفطن، الشديد البراعة"، جاء في كتاب"الظرف و الظرفاء" لأبي الطيب محمد بن اسحق بن يحي الوشاء: "اعلم أن من كمال أدب الأدباء، و حسن تظرف الظرفاء، صبرهم على ما تولدت به المكارم، و اجتنابهم لخسيس المآثم، و أخذهم بالشيم السنية، و الأخلاق الرضية .. يتسارعون إلى الأمور الجليلة، و يتبطأون عند الأشياء الرذيلة، فهم أمراء مجالسهم، بهم يفتح عسر الاغلاق، و بهم يتألف متنافر الأخلاق، تسمو إليهم الآماق، و تنثني عليهم الأعناق، و لا يطمع في عيبهم العائب، و لا يقدر على مثالبهم الطالب".
اذا فالرجل الظريف هو الإنسان القادر على إدخال البهجة الى نفوس الآخرين، وهو فن يحتاج الى موهبة ومقدرة فالظرف والظرافة وطلاقة الوجه وزلاقة اللسان مواهب فطرية، لا يستطيع المرء أن يكتسبها بالدرس والمران، وينبغي لمن يمتلك هذه الموهبة أن يكون محباً للنكتة، متذوقاً لها ومتقناً لأدائها والتعبير عنها.
الظرفاء هم فاكهة وزهور المجتمع وزينته، ولهم دائماً من حب الناس نصيب عظيم بوجودهم تتلطف الأجواء وبقصصهم وبنوادرهم تحلو المجالس وتتجمل وعنهم يتناقل الناس السير والأخبار ويقصون القصص والطرائف، ولكلّ شعب ظريف فكه خاص به، فكان للعراق قديماً، الجاحظ، وأبو حيان التوحيدي، وبديع الزمان الهمذاني، والفرزدق، وجرير، وأبو نواس، وبشار بن برد، وأبو العيناء محمد بن القاسم، وأبو دلامة وغيرهم.. ولا ننسى أشهر ظرفاء العراق جحا وأشعب، وللرّوس بلاكيرف وللايطّاليين برتولدو وللانجليز جوميلر وللألمان أولنشبيكل وللاسبانيين دون كيشوت وللفرنسيين غارغنتوا، وألف أدباء عَرب كتبا كثيرة اهتموا فيها بالفكاهة والفكاهيين البخلاء والحمقى والظّرفاء كالجاحظ في كتابه "البخلاء" "اللطف واللّطائف" وأبو الفرج عوأبو الطّيب بن إسحاق الوشاء في بد الرحمان بن علي الجوزي في كتابه "اخبار"اخبار الحمقى والمغفّلين" وغيرها من الكُتب وأبو حيّان التّوحيدي في "الإمتاع والمؤانسة" وفي"البصائر والذّخائر وفي"المقابسات"، وقد اهتمّ هؤلاء الكتاب بالنّاس في أخطائهم وعثراتهم وكيدهم وحماقاتهم وبلاهتهم وبخلهم وملاحة أحاديثهم، فكانت تلك الكتب ملاذا للترويح عن النفس، كما ان طرافة الفكاهة شديدة الارتباط بالتحولات الّتي يشهدها أي مجتمع فغزارتها في عهود وغيابه، في أخرى يؤكد علاقتها المتينة بالوضع السياسي والاجتماعي في البلدان
في العالم الذي نعيشه هناك أناساً ظرفاء ذوي روح مرحة، وأناساً عابسين مقطبين، ولعل ذلك من أجل أن يقوم الظرفاء بإدخال البهجة والسرور إلى نفوس العابسين، كما أن الدموع دليل على ما يضطرب في النفوس من ألم وشقاء، كذلك فإن الضحك والابتسام تعبير عما يخالج هذه النفوس من سعادة وسرور،، ذلك أن الضحك يقتل التشاؤم واليأس ويقضي على الهموم.
لكل مجتمع ظرفاؤه، لكل مدينة اومحلة او قرية ظرفائها، إلا أن القليلين منهم من تعدت شهرتهم الحدود المحلية والإقليمية لتعم كل البلدان، لبغداد، والعراق ظرفاؤها المشهورون الذين مرّوا بها وتركوا بصماتهم على حكاياها ونوادرها ولياليها، لان أهل العراق بطبعهم الجدي "السهل الممتنع والصعب الممتنع في آن واحد"، فخفة الدم لصيقة بهم، انهم يعشقون الطرفة و النكتة، ويلتفتون حول من يتقنها، ويحيون السهرات والليالي الملاح، ويجتمعون كأصدقاء ومعارف، لذا فقد عرف العراق مبدعين كثر فى مجال السخرية والتنكيت، وصدرت الكُتب العديدة التى تناولت الظرفاء والمضحكين فى العصر الحديث فضلا عن الدراسات التى حاولت الوقوف على حجم .الظاهرة وناقشت أبعادها، يتناوبن الطرفة والنكتة والنوادر.
لقد حفل تاريخ الاعظمية خاصة خلال القرن الماضي بالعديد من خفة الدم، تمضى معهم فى السراء والضراء، ينفسون من خلالها همومهم وأوجاعهم، وظرفاءه لون اخر من التفرد في اماكن عدة، وهم فاكهة المنطقة كما يقال يملؤن حياة الناس بالبهجة والسرورمن خلال مواقفهم الكوميدية الطبيعية الغير مصنوعة ورغم السنتهم اللاذعة ومساخة كلامهم احيانا الا ان الكل كان يحبهم ويستمتع بردودهم التي تضحك كثيرا ، بالنكتة يعترضون ويرفضون وينتقدون، وبالسخرية يواجهون الظلم والفقر والفساد، ومن الشخصيات التي اصطلح على تسميتها ظرفاء الاعظمية فكان منه من هؤلاء الرجال الظرفاء شخصيات لها حضور في اللطافة والظرافة واصحاب جلسات جميلة، الذين غابت برحيلهم مجالس الضحك والأنس والمرح، نذكر منهم:
حكمت سليمان رئيس وزراء العراق: حلو المعشر، كان يحب النكته وظريف في مجلسه الذي يحظره العلماء والأدباء ورجال السياسة والصحافة وكان الشاعران الرصافي والزهاوي من ملازمي مجلسه.
جعفر العسكري وزير الدفاع: شخصية ظريفة وسياسياً مرحاً وصاحب نكتة وتروى عنه قصص طريفة ومقالب متنوعة في الجانب الطبي كانت هناك شخصيات لها حضور في اللطافة والظرافة وأصحاب جلسات جميلة .
مظفر الزهاوي: من الرعيل الأول من الأطباء وقد كان من رجالات العراق في العهد الملكي، درس في كلية الطب وقد ذكرته الدكتورة سانحة أمين زكي في كتابها حيث كان من الذين قابلوها للدخول الى الكلية، كانت له مجالس جميلة يحضرها الأطباء والمثقفين، فيها تدور السياسة والظرافة والادب.
نجدت سامي سليمان: تخرج من كلية الطب في بغداد في أربعينيات القرن الماضي، زاول مهنة الطبابة، وكان أجتماعيا وظريفا، وله مجالسه الخاصة، كان حسون الامريكي يستعير كلبهم للتنزه.
كمال السامرائي: البشوش والظريف، أول طبيب عراقي متخصص بالامراض النسائية، وأول من اجرى توليدا بالملقط الولادي وعملية قيصرية في التوليد، واول استاذ عراقي واول من تطوع كطبيب مقيم في المستشفى الملكي عام 1939، مؤرخا من الطراز الاول للتراث الطبي العربي والاسلامي وقام بتاليف عدد من الكتب القيمة في هذا المجال، تم اختيار كمال السامرائي طبيبا خاصا للعائلة المالكة، فقد اشرف على علاج وتطبيب الملكة عالية وظل بجوارها حتى مماتها، واختها بديعة، والاميرة مقبولة والاميرة جليلة اخت الوصي عبدالاله، أنشأ مستشفى السامرائي للتوليد وكانت مع نضيرتها مستشفى الحيدري من خيرة المستشفيات الخاصة في العراق، منح في مسيرته الطبية أوسمة عدة منها: وسام الاستقلال درجة (3) من قبل الملك عبد الله بن الحسين الاول، ووسام المؤرخ العربي عام 1987، له مؤلفات تراثية وتاريخية منها: (تاريخ الطب العربي بجزئيه، حديث الثمانين أربعة أجزاء)، كان له مجلس يوم الجمعة تحضره شخصيات طبية ورواد الفكر والثقافة والفن، الدكتور السامرائي عالما ومثقفاً وفارساً لا يمكن لأي عراقي ذكر او انثى ألا وان ينحني لكفائته وعلمه وثقفاته وانسانيته، والد الدكتور محمد طبيب الجراحة النسائية
مكي الواعظ: نجل الشيخ والعلامة نجم الدين الواعظ ، تخرج من كلية الطب وحصل على شهادة الدكتورا في جراحة المسالك البولية، كان أستاذاً في كلية الطب، كان مشاركا في العديد من الجمعيات والهيئات الطبية العراقية والعربية، أصبح أحد أعضاء الناشطين في الجمعية الطبية العراقية، صاحب نكته وطرافة، وبالرغم من وجود مجلس ثابت لهم في بيت الواعظ، ألا أنه كان بأستمرار يحضر مجلس الدكتور كمال السامرائي يوم الجمعة، ولده الدكتور مكرم زميلنا وصديقنا من الالمعيين في الأمراض الجلدية حيث أنه حاصل على شهادة الدكتورا من جامعة لندن، وأستاذاً في كلية الطب، يشبه أباه من حيث العلم والطرافة وحب المجالسة والنكات.
غازي حلمي: تخرج من كلية الطب عام 1944، وبنفس الدورة التي تخرج منها الدكتور عبد اللطيف البدري والدكتورة آمنة مراد صبري، والدكتورة لميعة البدري، تخصص في أمراض العيون، وبعد عودته من أنكلترا اصبح استاذا في الكلية الطبية ونال الاستاذية، جاد في عمله، بشوش صاحب نكته وجلساته ممتعة، ولده الدكتور فواز طبيب وسياسي، له مساهمات فكرية وتحليلية.
ابراهيم عرب الشخصية الكاريزمية: يمثل واحداً من الجيل القديم، شخصية فريدة في وصفها لا تضارعها شخصية بغدادية في واقعها الاجتماع ، الذى خلع رداء الحزن، وأخذ الحياة مأخذاً سهلاً لا سبيل فيه إلى التواء أو غموض، كانت له قدرة على إيجاد الحلول لكل شيء، في السياسة والاجتماع والاقتصاد، صاحب مقهى في منطقة الكرنتينة عرفت باسمه، بالقرب من باب المعظم، ثم انتقلت الى محلة راغبة خاتون، وقد اشتهر بقصصه الغريبة والمبالغات الخيالية المضحكة والمسلية، فنان بأجادة بطولاته التي أكثرها تفوق التصور، تمكن من خلال حكاياته الجميلة ان يستقطب الكثير من الطلبة من كلية الهندسة اوالحقوق وحتى الكلية الطبية، بالاضافة الى طبقات وشرائح من المجتمع إلى مقهاه ليستمتعوا بالحكايات الشعبية الجميلة، كريماً ومتميزا بلبسه البغدادي، وكان عندما يتحدث، فهناك من يظهر تأييداّ ينال عناية من قبله، ومن يعارض قصته او حكايته ينال جفاه حتى تتم مصالحتهما من خلال توسط بعض الزبائن، ومنهم: السيد فرمان الراوي والد الاستاذ عبد الستار فرمان وكيل وزارة الاشغال ونقيب المهندسين العراقييتن والعرب، وطارق كلك، ومن قصصه ورواياته الدقيقة:
انه كان مدعواً للعشاء عند (الملك فيصل الاول) وقدم له النصائح في كيفية حكم العراق المندوب السامي البريطاني (هنري دوبس)، واللذي زاره منتصف الليلة الماضية وشرب عنده الشاي وحل له مشكلة مستعصية.
مرة طلب الباشا نوري السعيد منه اصطياد غزال لان عنده عزيمة وأعطاه بندقيتي صيد، ذهب ابو رحومي (ابراهيم عرب) لاصطياد الغزال فوجد اثنين يريدان شرب الماء ورمى باللحضة نفسها اطلاقة من كل بندقية ومن شدة الضربة سقط في النهر، فطفرت سمكة شبوط كبيرة خارج الماء وبضربة واحدة استطاع اصطياد الغزاليين وسمكة شبوط وعاد بهما الى الباشا واهداه الباشا بندقية واعطاه غزالا.
يقول الفنان فخري الزبيدي: من ذكرياته مع المرحوم ابو رحومي (ابراهيم عرب):
في احد ايام رمضان الكريم كنا مجموعة من الاصدقاء جالسين بعد الافطار مع المرحوم ابراهيم عرب انسولف عن الايام الجميلة والذكريات الحلوة وكيف كان رمضان ايام زمان ولعب المحيبس فقال :هو رمضان هسه مثل رمضان كبل !!!
جاوبته يمعود ابو رحومي رمضان هو رمضان، هسه والا كبل اشيفرق !
لا يابه لا رمضان كبل شكل وهسه شكل ... الناس جانت طيبة والكلوب جبيرة والدنيه غير دنيه والبشر غير بشر والسمه صافية تدري كبل الكمر ابرمضان جان يطلع 30 يوم بدر وميغيب .
سألته اشلون جنتو اتلعبون المحيبس ؟
كال جنت اكعد بالليل وره صلاة التراويح اني والجماعة على الشط بصوب الاعظمية والله يرحمه اسطة عبد الله الخياط وجماعته (احد اشهر الفكهين في بغداد حينها) يكعد كبالنه بصوب الكاظمية
اي ابو رحومي واشلون تلعبون !
جماعة ابو نجم (اسطه عبد الله الخياط ) اثنين ايلزمون البطانية ويبيتون المحبس، اصعد اني على صخرة عالية من صوب المعظم واباوع عليهم واصيح افرز اكعد انت ابو الصاية طلك ابو العرقجين اكعد انت ابو اليشماغ، ابو زبون البته جيبه من اليسرة وتشتغل الهلاهل والتصفيق، زين ابو رحومي اشلون اتجيب المحبس من ذاك الصوب !
البلم موجود و اخذ فانوس لوكس و ياية واعبر الذاك الصوب واجيبه ابو رحومي الفانوس ستسوي بيه، الدنيه كمرة وضويه انته موكلت الكمر يطلع 30 يوم بدر وميغيب ابو علاوي يمعود دعبرهه للسالفة مومشت و محد فكدهه.
رحل ابراهيم عرب عام 1979وادار القهوة ابنه الرياضي وبطل المصارعة رحومي.
حسون الامريكي: نموذج اصيل في حركات الموضة الثقافية والجمالية، ولد حسون كاظم عيسى العبيدي عام 1929، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي، عمل حسون في مصرف الدم التابع للمجيدية وهو الاسم الذي كان يطلق في العهد الملكي على المستشفى الجمهوري الذي تحول في ما بعد إلى مدينة الطب، كانت بغداد خمسينات القرن الماضي مدينة تستعد بأبهة ملكية للاندماج بالعصر، فكان حسون الأمريكي واحدا من رموز ذلك المسعى التنويري، وظف حياته كلها من أجل أن تصل تلك الرسالة وكان شجاعا في مواجهته لمجتمع كان محافظا من غير توحش، تمتع بروح النكتة البريئة بعبارة ادق كان رجلا خفيف الظل، يعشق لعبة الشطرنج وهو يلعبها حتى مع نفسه، انه رجل اجتماعي وليس انعزاليا كما يقول ناس ذلك الزمن، وحينما يبادره احدهم بـ "صباح الخير" كان حسون يرد بـ"كود مورنينك" باللغة الانكليزية ، يمتاز بارتدائه الملابس الملونة والشورت والجينز "الكاوبوي" الذي كان فقط يرتديه الممثلين العالميين، وأجمل مافيه عندما يكون راكبا للدراجة الهوائية الهوائية مرتدياً بنطلون شورت وقميص مزركش، وكان يتمشى في شارع عمر بن عبد العزيز في الاعظمية عصرا مع بوبي الكلب الذي يستعيره من بيت الدكتور نجدت سليمان والد صديقنا العزيز باسم مرتديا بنطلون جينز وقبعة كاوبوي وحذاءه المشهور المعقوف من الامام والذي كان يسمى (چم چم) والقبغلي، وكان محط انظار الجميع، وأحياناً يظهر في الشارع مرتديا بنطلون فاتح اللون وسترة غامقة وحذاء قبغلي مع جوارب صفراء اللون.
كان فائقاً لعصره متميزاً بتصرفاته وملبسه وطريقة حياته، دؤوبا ومهذبا ومجتهدا في عمله فإن علاقته بالأطباء قد فتحت أمامه باب الحصول على الملابس الغريبة التي كان أولئك الأطباء يحرصون على جلبها إليه هدايا حبا به وبرغبته في أن يكون معاصرا في لباسه كما في أفكاره، ثم صار حسون يشتري ملابسه الحديثة بنفسه من أرقى مخزنين للأزياء في بغداد “أورزدي باك” و”حسو إخوان”. وكما يبدو فقد نشأت علاقة مميزة بين حسون وعدد من العاملين في المخزنين جعلته قادرا على أن يطلب ما يرغب به من ملابس، كانت عيناه تقعان عليها في مجلات الأزياء المستوردة، بقى عازباً عايشتاه واحببناه.
في أوائل الستينات ضيّفه التلفزيون بصحبة دراجته وبزيه المعتاد ، وأجاب على اسئلة مقدم البرنامج شارحاً وجهة نظره في زيّه، واعتبره الزي العصري المتمدن ، ثم شارك في تمثيلية عرضت في التلفزيون، ألفت خصيصا له حيث جرى الحوار بينه وبين أبيه في التمثيلية وطرح فكرته عن تصرفه وملبسه ... ودعا الشباب الى ان يتمتعوا بحريتهم العصرية ، من دون الاعتداء على حرية الآخرين .. وانتقد تصرفات المراهقين في السينما والشارع وتحرشهم بالفتيات .
من مواقفه الطريفة والغريبة ايضاً نذكر انه كان في زيارة احد اصدقائه من طلاب (دار المعلمين العالية) كلية التربية حالياً وعند جلوسهما في نادي الدار المذكورة طلب ان ياتي له عامل النادي (بالشاي والحليب) وما ان قدم له ما اراد طلب منه ايضاً ان ياتي له بقصبة كتلك التي يشرب بها الكثيرون الببسي كولا، واخذ يمتص عن طريقها الشاي والحليب ولم تمض لحظات حتى ذابت تلك القصبة لحرارة المشروب بين ضحكات الطلاب الذين كانوا قد التفوا حوله حال دخوه النادي واستغرابهم لعمله هذا.
اراد حسون الأمريكي ان ينقل للعراقين تقاليد وثقافة المظهر والجوهر واحترام الزمن والعمل، فرفضه البعض بل وضحك عليه، ولكنه كان نجما لامعا فاق عصره، بعد حسون ارتدى الكثير من الشباب ذلك الحذاء الذي كان من النوع القبغلي (من غير رباط) فكانت أصوات خطواتهم تذكّر بذلك الشاب الذي اخترق شوارع بغداد، متحديا التقاليد والأعراف ليؤكد نزعته اللامنتمية.
هتلر: الشخصية الفريدة من نوعها والتي تلفت ناظرها ويصيبها الغرابة والدهشة هي شخصية الإنسان الذي غير مجرى شخصيتة وحياته إنه المعظماوي، عبيدي العشيرة ومن سكنة محلة الشيوخ، إنه جاسم محمد العبيدي وكنيته جاسم بن رفيعة "ابو تقي"، والذي يعرف بين عامة الناس بهتلر الاعظمية، شخصية بسيطة لطيفة ومحبوبة، العامل البسيط في بداية امره في معامل الدباغة الخاصة بدباغة الجلود والمنتشرة في اكثرية المحال التابعة للاعظمية ومن ضمنهم معمل الحاج حلومي الاعظمي، وكان جاسم هتلر أحد العمال في المعمل المذكور، ادرك مستقبله فأتجه نحو تعلم سياقة السيارات وفعلا تم تعيينه في المعمل المذكور بصفة سائق سيارة، ونتيجة الامراض التي انتشرت في بغداد واطرافها وخاصة حبة بغداد، ترك العمل في مهنة الدباغة وسياقة السيارة واتجه الى مهنة الحدادة في نواحي بغداد وخاصة في معسكر الرشيد الهنيدي سابقا، اضافة الى اعمال البناء وغيرها ثم ترك عمله، اشتهر في الاعظمية وبغداد في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، كان معجبا بالزعيم الألماني ادولف هتلر أيما إعجاب وله شبه عجيب به وكان يقلده بحركاته وسكناته وطريقة كلامه وعصبيته وبتحيته المشهورة برفع الذراع الإمام "هايل هتلر" وأصبحت فيما بعد جزء من شخصيته وبعد ان سيطرت عليه هذه الأوهام قص شاربه وشعره على طريقة هتلر واخذ يرتدي المعطف الطويل ويحمل عصا المارشالية ويسير متبخترا بالشوارع كأنه هتلر والناس (متقصر) بهذا الموضوع وآخذو ينادونه بالزعيم وهو منتشي ومزهوا بإعجاب الناس به ويرد عليهم بالتحية، عايشناه، أحياناً يرتدي زي مفتش مصلح نقل الركاب ويصعد باص المصلحة ويطلب من الركاب أبراز بطاقاتهم للتأكد منها، ولا أحد يعترض بما فيهم الجابي، ويقال أن مدير المصلحة سيد جعفر سمح بذلك، وعند النزول يحييهم " هايل هتلر" ويردد الركاب هايل هتلر، كما تراه أحيانا بالروب والبيجاما المخططة في سوق الأعظمية ومقهى شهاب، مرة وقرب مقهى “الجرداغ “المشهورة بمنطقة السفينة استوقفه احد أصحاب المحلات المجاورة للمقهى (إبراهيم أبو البورك) قائلا له أستريح زعيم ..فأجابه بنبرته العصبية المعهودة وبكبريائه المعروف عندي شغل، فسأله إبراهيم زعيم وين رايح فأجابه الجماعة "عازميني بكهوة الجرداغ"، اليوم الزعيم "هتلر" يطلع بالتلفزيون ويريد أيسلم عليه فعيب لازم أكون موجود وكان في ذلك الوقت برنامج شيء من التاريخ لمقدمه د محمد مظفر الادهمي، وهو يقدم بعض الحلقات التلفزيونية عن الزعيم الألماني هتلر، كان له مقعده الخاص في “مقهى توشة ” والويل كل الويل لمن يجلس مكان الزعيم وعندما يجلس تنهال عليه عبارات التمجيد والتفخيم اشلونك زعيم، الله بالخير زعيم، حساب الزعيم واصل علينا، إلى أخر عبارات الاستحسان والتمجيد وأصبح موهوما بالزعامة وتقمصه لشخصية هتلر، كانن المرحوم شعوبي إبراهيم عازف الجوزة وابن الأعظمية، يجلب له مسجل للمقهى، وقد سجل عليه تسجيلات من إذاعة برلين باللغة العربية، وبصوت مذيعها المشهور يونس بحري، مضيفا على المقطع الصوتي الأساس: هنا إذاعة صوت العرب من برلين، الفوهرر (يعني هتلر بالألمانية) يرسل تحيته وسلامه الحار، إلى جاسم أبو تقي في بغداد، مختتما إياها بالنشيد النازي الألماني!.
فهمي القايمقجي: الرياضي والاجتماعي والظريف والفكه، من أعلام الرياضة العراقية وروادها الاوائل المرحوم العميد فهمي القيماقجي اول حكم عراقي يقود مباراة دولية والرئيس السابق للأتحاد العراقي لكرة القدم وعضو في اكثر من لجنة من لجان الاتحادات سواء المحلية كرئيس للجنة الحكام لاكثر من دورة وكذلك القارية والدولية ومنها نيله في - عام 1964 - على الشارة الدولية كحكم دولي، وهو أول عراقي يحصل عليها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، صاحب المواقف الانسانية، كان يفرح بتقديم المساعدة المطلوبة بسخاء لابنائه واخوانه من الرياضيين لحل مشاكلهم بكل رحابة صدر سواء الادارية وحتى الشخصية.
مؤيد البدري: ابو زيدون محبوب العراقيين، ولد في محلة السفينة في الأعظمية بمدينة بغداد في 21/11/1934، تخرج من ثانوية الأعظمية ببغداد عام 1953ودخل المعهد العالي للتربية الرياضية في جامعة بغداد وتخرج منه عام 1957 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة دراسية وحصل هناك على شهادتي البكالوريوس والماجستير في العلوم الرياضية، وعاد ليرفع من مكانة الرياضة في العراق، كان رياضيا منذ صغره، وعاد ليرفع من مكانة الرياضة في العراق، أصبح أمين صندوق الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1962، ومن ثم سكرتير الاتحاد العراقي لكرة القدم عام1970 حتى عام 1977، ترأس الاتحاد العراقي لكرة القدم في عام 1977 ، 1980 و عام 1988، لقد كان الأستاذ مؤيد البدري يتمتع بميزات كارزمية و قدرات مهنية وشخصية عالية مع تمتعه بالبساطة وحب الرياضة، مكنته من ان يحتل الموقع الذي حصل عليه، فقد كان ملماً بمهنته كرياضي اضافة الى صوته الذي كان يجمع ما بين الحماسة والنبرة الرياضية الصادقة وحتى شكله كان يؤهله لأن يكون نجماً تلفزيونياً لامعاً، صاحب يرنامج الرياضة في اسبوع البرنامج الرياضي الشهير الذي استمر يعزف سيمفونية حلاق اشبيلية لثلاثة عقود متواصلة مليئة بالمعاناة والنجاحات المستمرة، الذى ترسخ فى عقول كل من عاصره فى العراق وخارجه وكانت العوائل والاصدقاء فى البيوت والمقاهى التى يتوفر فيها جهاز تلفزيون لندرته فى ستينيات القرن الماضى يجتمعون لمشاهدته كل يوم ثلاثاء ولسماع تعليقاته على الاحداث الرياضية العراقية والعربية والعالمية، اصبح ابا زيدون جزءا من العائلة العراقية وواحدا من افرادها يدخل بيوت العراقيون عبر الشاشة فيستقر في قلوبهم، يعتبر البدري من انقى واجود معلق رياضي على المستوى العراقي والعربي وله مكانة في الأتحادات الدولية ايضا، ساهم في اتحاد كرة القدم مع زملائه لتطويرها واعلاء شانه، له بصمات جيدة وعلم الاخرين على كيفية الوصول الى المحطات العربية والاسيوية فى مجال الكرة ودفع كل من يرغب للعمل فى هذا المجال ولديه الكفاءه ان يتبوء مركزا فيها، وفعلا حصل ذلك وتبوء العراق مراكز عربية واسيوية خلال فترة السبعينيات والى نهاية الثمانينات من القرن الماضى، ومن خلاله كانت كل من السعودية والكويت تطمح ان تصل الى المراكز، وبدورنا دعائنا للباري عز وجل ان يشافي ويعافي استاذنا العزيز ابو زيدون احد عمالقة الرياضة في العراق والوطن العربي.
أمير إسماعيل حقي بن عبد الغني العجيلي: يحلوا للبعض من المعظماويين تسميته "اموري"، رياضي وسياسي، تربع على بساط المصارعة لمدة 15 عاما بطلا بالوزن الثقيل بالمصارعة الحرة والرومانية، استطاع ان يحقق امنيتين أو ابداعيين في التاريخ الرياضي المتميز وهو التفوق العلمي من خلال حصوله على شهادة الدكتوراه بالاضافة الى تبوءه العديد من المراكز الرياضية على المستوى الدولي والقاري والعربي والمحلي وهي مفخرة للعراق، يمتاز بالوداعة والطرافة، ذو الاخلاق العالية، مدير عام في وزارة الشباب وعميد كلية التربية الرياضية ونائب أول لرئيس اللجنة الاولمبية ورئيس تحرير جريدة الرياضي، وعلى المستوى العربي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للألعاب الرياضية ورئيس الاتحاد العربي للمصارعة ومؤسسها وعلى المستوى الآسيوي، رئيس للبعثة الرياضية المشاركة بدورة الألعاب الآسيوية التي جرت في طهران عام 1974 ثم اُنتخب رئيسا للاتحاد الآسيوي بالمصارعة، وعام 1978 ترأس البعثة الرياضية العراقية المشاركة في الدورة الآسيوية التي جرت في بانكوك عاصمة تايلاند وعلى المستوى الدولي أصبح نائب رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة واختير عضواً شرفياً في الاتحاد العالمي للمصارعة مدى الحياة لتاريخه المشرّف باللعبة ولما قدمه للمصارعة كبطل واتحادي، أسهم في عملية النهوض باللعبة ونشرها عربيا واسيويا مع خبرائها، لطيفا في معشره، ويحمل صفات الرجولة والبطولة، له مواقف سخية، وكان كثير المساعدة لعدد من الأصدقاء الذين مرّوا بظروف صعبة ، وصاحب مجلس ظريف، لايمكنك مغادرة جلساته الا وانت حامل ظرافة ما يدار، وتظل ذكراها عالقة وخصوصا عن عوسي الاعظمي وسوالفه الجميلة.
كان الدكتور امير اسماعيل حقي قد عاد للعراق من المانيا لحصوله على شهادة الدكتوراه وفي الفترة التي نجم اسم عدنان القيسي كمصارع عالمي، فاستظافه الاستالذ مؤيد البدري في برنامج الرياضه في اسبوع وحاوره عن شرعية اللعبة التي يمارسها عدنان، فانكرها وهزأ بها واعتبر تلك المصارعة ليست رياضة وانما للمتعة والاستعراض، وفي الغربة بعد الاحتلال كرس الدكتور اموري نشاطاته بعمل دراسات وبحوث وشارك في مؤتمرات عديدة ومنها في الشارقة حيث التقينا معه ومع الدكتور عبد القادر زينل باكثر من جلسة حيث ذكريات الزمن الجميل، وهو المؤتمر العلمي الدولي لأصحاب الهمم والتي نظمها نادي عجمان لذوي الإعاقة والذي يديره المدير التنفيذي الصديق الاستاذ الدكتور مروان عبد المجيد ابراهيم، ومع القدر غاب عن الحركة الرياضية شهر اذار عام 2020 الصديق العزيز الأستاذ الدكتور مروان الخبير الأكاديمي والأستاذ الجامعي في علوم رياضة الأشخاص ذوي الأعاقة، والذي كان قد شغل منصب أول رئيس اتحاد لرياضة المعاقين في العراق، و الاستاذ الجامعي لسنوات في جامعات العراق وليبيا ، المديرا الفني للجنة البارالمبية الاماراتية والمدير التنفيذي لنادي عجمان لذوي الاعاقة، والرئيس للجان العلمية للعديد من للمؤتمرات العلمية الدولية، وألذي الف ما يزيد عن خمسين كتاباً ومرجعاً علمياً في مختلف مجالات العلوم الرياضية، رحم الله فقيدنا الغالي الدكتور مروان.
هاشم قدوري: صاحب الفكاهة والبشاشة والظريف، مهندس شغل منصب محافظ الحلة و بعدها وكيلا لوزارة الشباب، اجتماعي، كانت له لمسات طريفة في عمله وفي جلساته.
عزيز الحجية: عاشق بغداد، وضاهرة ترائية لا تتكرر والذي يعتبر من أحسن من وثق موروثنا البغدادي بصوره الأجتماعية وعاداتها ومهنها، كان ظريفاً وطريفاُ أشاد كبار مفكري العراق بنتاجاته والتي تعتبر مصدراُ مهما لدارسي تراث بغداد الحديث.
اسماعيل حمودي: احد رموز الرياضة العراقية، متعدد الألعاب ولكن كرة القدم أبرزته، أول مدير لملعب الشعب، ورئيس نادي الأعظمية، ما من احد من الرياضيين والمشجعيين لايعرف مكانته على المستوى الرياضيي، ساهم باعداد جيل رياضي رغم عصبيته الحريصة الا انه ظريف الطبائع، درب الكثير من اللاعبين، واصبح حكما في مفهوم اليوم دوليا، احبه الرياضيون وكان صاحب نكتة ومجلس، شاركت اكثر من مرة جلساته مع اخي صباح.
عبد القادر زينل: يحلو لمحبيه ان ينادونه "قدوري او قدو او كابتن اوعبدول"، عبدول اختصار لكلمة عبد القادر و كان اصدقائه الالمان ينادونه بها للعلاقات الطيبة التي تجمعه واياهم، مدرسة للكرة العراقية، العاشق لها، لعب كرة القد م منذ صغره وكان حريصا على ان يرتقي بها نحو الافضل، طموحا شارك في الفرق المحلية، دخل كلية الشرطة ولعب ضمن فريقها، وبسبب طموحه ذهب الى المانيا الشرقية، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من معهد لايبزغ / المانيا في علم التربية الرياضية اختصاص كرة القدم، لعب كثيرا للشرطة ودرب العديد من فرقها والمديرا لها ورئيسا لمجلس ادارة ناديها، شخصية محبوبة وصاحب مجلس ويمتلك صفة قيادية أهلته لترؤس اتحاد الشرطة العراقي والعربي إضافة لعضويته في اتحاد الشرطة الدولي، امين سر اتحاد الكرة عندما كان صباح ميرزا رئيساً للاتحاد، كان للكابتن الريادة بـتأسيس وتطوير ملعب الشرطة، انه صاحب الأنجاز الكبير في بناء صرح نادي الشرطة كأول تجربة في تأريخ العراق لأن تشييده تم بالعمل الشعبي دون ان تقدم الدولة دينارا واحدا ساعده الصديق المهندس الاستشاري هاشم عجينة، الذي لم يأخذ فلسا جراء تصميمه وعمله، له صفة انسانية ومساعد وهذه صفة غير بعيدة عن المعظماويين، ظل الكابتن عبد القادر ينبوعا للعطاء الرياضي، وهو الذي كتب باسهاب عن الرياضيين وادارة الرياضة في العراق وبذلك كان الوحيد الذي اعطى مكانة للرياضيين خدمة للتأريخ وحفظها بدلا من النسيان، وفي الغربة اختير ان يترأس لجنة الرياضة في منتدى النخب والكفاءات وبدوره حقق عديد من المؤتمرات والفعاليات، وقد التقينا به مرات عديدة في اسطنبول وكذلك عندما حضر لمؤتمر دولي لرياضة الاعاقة في الامارات والتي نظمها الصديق المرحوم الاستاذ الدكتور مروان عبد المجيد.
محمد حسون: المدرس في متوسطة النعمان، والمدرب لتربية بغداد الرصافة ومنتخب العراق المدرسي، والذي تفوق بحصد اغلب بطولات كرة القدم للمدارس والتربية لسنوات طوال، صاحب الصوت الجهوري المتميز وانتقاداته القوية اللاذعة ورغم ذلك كان صاحب نكتة وطريف لا يزعل منه اللاعبون الكادر، مهما يبدر منه لأنهم يعتبروه الاخ الكبير، هكذا كانت الاسس الرياضية الرصينة ومكانة المدرب آنذاك، ولحرصه الشديد واخلاصه لمهنته الرياضية، ودائما ما كان يبادر لاستصحاب اللاعبين بسيارته الجيب الشهيرة، لإيصالهم الى الملعب كحالة تربوية وتشجيعية، كان له دور في توسيع قاعدة لعبة كرة القدم والنهوض بها، لقد درب الكثير ومنهم: حاتم دواف وهشام عطا واحمد ريشان وامير اسماعيل وعبد القادر زينل وهشام محسوب وشعلان عبد الكريم ومجبل فرطوس والمرحوم بشار رشيد وانور جسام وعبد القادر عبد اللطيف وغانم عبد الحميد ومحمود عزوز وفيصل صالح وستارعلوان وصباح ميرزا وسمير ناشىء واسماعيل عباس، وفي بداية السبعينات اصبح الامين العام لاتحاد كرة القدم .
عوسي الاعظمي: بطل الزورخانة، والمصارع المخضرم، ايقونة لا تغيب عن متابعي الرياضة، محفورة في ضمير بغداد والعراق، ولد عام 1913 في محلة الشيوخ في منطقة الاعظمية، واغلب اهل الاعظمية وانا منهم لا نعرف اسمه جاسم وانما عوسي ماعدا اهله ومن تربى معهم، عمل منذ طفولته مع والده " الحطاب"، كان امياً وبسيطاً في تعليمه، فالحياة وما فيها من نعم ومشاق كانت هي مدرسته، امتلك قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية، اطلقت عليه جدته لقب"عوسي"، وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته، مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو، هذه الشخصية بالرغم من كونه مختلف عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي، فهو من النماذج الأنسانية شكلت ظاهرة اجتماعية رياضية، تحظى باحترام المجتمع، كما يلاحظ أن مثله قلما تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظاهرة، في عهد الملك غازي تم افتتاح النادي الاولمبي فكان حدثا رياضيا كبيرا، جرى تعيينه ومجيد ليلو مدربين في النادي براتب شهري قدره ستة دنانير وكان حكمة سليمان مديرا للنادي والذي كان من المشجعين للرياضة، وكان يصرف لهم من جيبه الخاص فوق رواتبهم، وتسلم ادارة النادي بعده خليل كنه ثم ناظم الطبقجلي، وبدأوا باقامة العاب المصارعة ويحضرها الوصي عبد الاله ورشيد عالي الكيلاني وغيرهما، خاض المصارعة عام 1938 مع اللاعب الهندي علي محمد من الجيش البريطاني في ساحة الكشافة وبحضور الوصي، فتمكن من الفوز عليه وسط تشجيع الجماهير له، وقد بعث له عبد الاله عشرين دينارا كهدية لفوزه هذا. في النادي الاولمبي، بدأ بتدريب اموري اسماعيل ورحومي جاسم وكريم رشيد وكرمان علي، وهم وزملائهم قدموا اروع الانتصارات الرياضية ورفعوا اسم العراق عالياُ عربياُ ودولياً وسيخلدهم التأريخ لثمرة ما صنعوه من مجد ورفعة.
وفي بداية افتتاح البث التلفزيوني، كان يقدم برنامجا اسمه الأبطال وهو أول برنامج إعلامي رياضي يقدم عبر شاشةالتلفاز، الطريف إن عوسي يبدأ حديثه باللغة الدارجة بعفويته وسلاسة حديثه وميله للطرافة "ايها المباوعون الكرام" ، وبمساعدة من الاصدقاء، اصدر صحيفةً رياضية وراسل بعض الصحف المتخصصة بكمال الاجسام وهو لايجيد القراءة والكتابة، وفي السبعينات ينتقل عوسي الاعظمي الى العمل في الكلية العسكرية كمدرب للمصارعة فيها، وليخرج اجيالا اخرى من المصارعين بينما يستمر في ممارسة العابه في المنطقة الشعبية التي عاش فيها، افتتح محلا للادوات الرياضية في السفينة قرب المقبرة الملكية وكان المحل ملتقى للرياضيين وجلساتهم الجميلة وفيها الطرائف والذكريات الممتعة، توفي عوسي في حادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، والتي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة، في ايلول1993 وهو في عمر الثمانين.
سعدي حسين الدوري: شخصية محبوبة ومؤ ثرة في المجتمع البغدادي، وهو أول سكرتير في أتحاد الكرة، وله الفضل بتأسيس نادي بغداد(الأمانة) وأحد مؤسسي كرة القدم في النادي، توفى رحمة الله عليه في زمن مبكر، اخوه عدنان شخصية رياضية محبوب من قبل معارفه واصدقائه، انيق وصاحب نكتة وابتسامة لاتفارقه، احب الرياضة منذ صغره واجاد في الطائرة والسلة واصبح عضو المنتخب العراقي للسلة لسنوات عديدة ورئيساً لنادي الاعظمية، له مساهمات في اقامة بعض الساحات الشعبية بسبب عمله في امانة العاصمة ومديرها في الاعظمية، ذكراهم عالقة لدى من يعرفونهم وهم رواد الحركة الرياضية في العراق.
كريم رشيد الاسود: بطل العراق والدول العربية في المصارعة الحرة والرومانية في ستينات القرن العشرين .. ونذر عمره الباقي في تدريب الكثير جدا من ابطال العراق والعرب الدوليين في المصارعة الحرة والرومانية وفي كافة الفئات العمرية وعلى الاخص المنتخب الوطني في المصارعة.
عطا ابن حنكورة: البشوش وصاحب الطرفة، كان مصارعا بطلا معروفا على المستوى العراقي والعربي وشارك في الحركة الرياضية وساهم بانشاء جيلا رياضيا.
وائل الكسار: شخصية بشوشة طريف الجلسات، بطلا من ابطال كرة السلة ساهم بخلق جيل من الرياضين في هذا المجال، وكان لترؤسه لنادي الاعظمية اثرا في نمو اللعبة ومكانتها وبسبب عمله في الملحقيات التجارية خارج العراق ابتعد عن الرياضة لفترة، لكنه بقى في عيون وسماع اهل الاعظمية كاحد ابطالها وركنا من اركان صعود جيل لهذه اللعبة.
حكومي: احد ابطال العراق لسنوات عديدة ترأس اتحاد كرة السلة ساهم عربيا ودوليا لرفع سمعة العراق، ساعد الرياضين وسباق للخير.
خلدون عبدي: نشأ مع جيل رحومي جاسم، كرمان سلمان وعوسي الأعظمي، كان يتدرب ويتنافس منذ شبابه في الجفرة قرب دجلة واستطاع ان يكون بطلا للعراق بل اكثر من ذلك حاز على بطولات عربية ودولية، محبوب وبسيط بالرغم من شهرته.
كرمان سلمان: مصارع ولاعب كرة قدم، احب الكرة، مكتشف الموهبات الكروية، يجمع اللاعبين من المتوسطات والاعداديات في الاعظمية، مما أدى الى تنشأة فريقا متميزا وحصل فريقه بطولات محلية عديدة، كان في كثير الأحيان يصرف ثمن ألألبسة الرياضية من جببه الخاص، ظريف احبه كل من عرفه.
فخري الزبيدي: من الشخصيات البغدادية العريقة، شخصية اعلامية وفنية وباحث فولكلوري وفنان وممثل كوميدي ومكتشف نجوم ومقدم برامج، شغل وظيفة مدير العلاقات العامة في امانة بغداد لسنوات طوال وله كتابات وذكريات لطيفة عن ايام زمان، مؤلف كتاب بغداد من 1900 الى 1934، ملمّاً بكل إنجازات الأمانة وهو من أصحاب الجهود الكبيرة في إنشاء المتحف البغدادي حيث قام بتكليف مجموعة من الفنانين لرسم مناطق بغداد القديمة والعريقة ومازالت هذه الرسومات محفوظة في المتحف البغدادي حتى اليوم ومن مؤسسي المتحف البغدادي.
ارتبط اسمه مع اول فيلم عراقي هو: "القاهرة وبغداد"، والذي صور في ستوديوهات القاهرة عام 1947، وشارك معه ممثلون من مصر والعراق واخراجه احمد بدرخان ... ثم عاد ليشارك في الفيلم العراقي "من المسؤول" للمخرج العراقي عبد الجبار ولي وثالثا حينما كان شخصية مشهورة من خلال برنامجيه "صندوق السعادة" و"شايف خير".
له ذكريات كثيرة ننقل منها، جانبا من اهتمام ناظم الغزالي في التمثيل فيقول "اثناء التمثيل عملت له مقلبا، وكان سبب هذا -المقلب- انه يرغب في ان يصبح مغنيا ونحن نعارض ذلك ولكنه ظل مصرا على رايه ففي احدى المسرحيات كان هناك دور – الحاج ناجي الراوي بدور الطبيب وانا بدور الممرض وناظم بدور المريض الذي سنجري له العملية ، وخلال التمثيل قلت للمرحوم ناجي الراوي انني اعمل معك لسنوات ممرض فاعطني الفرصة لكي اجري هذه العملية، ولما كان المشهد الكوميدي يجيز ذلك فقد وافق ناجي الراوي على ذلك، وكان ناظم ممدداً على الارض يرتدي دشداشة العمليات الخضرة واثناء التمثيل رحت اهلس شعر صدره واقول له: ناظم جر عدل وابقه ويانه او اهلس شعر جسمك وراسك كله؟ وكان ناظم يتحمل ويجالد من الالم وهو يقول: فدوه فخري استر عليه وشتريد اني حاضر .. ولكني استمريت لمدة عشر دقائق ( اهلس ) انتزع شعر صدره وهو يتقلب من الالم مقابل هذا المقلب المؤلم والمضحك في آن واحد فقد قابلني (بمقلب اكبر) فعندما عقدت قراني على زوجتي الحالية ام علي دعوت جميع الاصدقاء للحضور، الا ان ناظم جاء متاخرا في سيارة اجرة ظلت واقفة امام البيت وعندما سالته عن سبب وقوف التاكسي ، قال لدي عمل سأعود به ..والظاهر ان ناظم كان يتهيأ لعمل ( نكتة كبيرة امام الاصدقاء .
وبعد ان اتم القاضي عقد القران انسحب ناظم بسرعة الى سيارة التاكسي واخرج صندوق كبيرا لانعرف مافي داخله .ولكنه جلبه ووضعه امام القاضي وخرج مسرعا … وعندما فتحنا الصندوق وجدنا بداخله( حجله للاطفال ).. وهذه كانت نكتة الموسم في الوسط الفني آنذاك لانني عندما تزوجت ( ام علي ) كان عمري 29 سنة وزوجتي عمرها 13 سنة والحجلة كانت ترمز الى ان زوجتي طفلة تحتاج الى (حجلة) ؟كما ذكرنا في المقالة ما تحدث يه حول علاقته مع ابراهيم عرب، تكالبت عليه الامراض المختلفة حتى وافاه الاجل في الرابع عشر من نيسان عام 1999 بعد مسيرة طويلة ترك من خلالها ارثاً فنياً وتراثاً كبيراً، من الطرافة التي تعبر عن أن الزبيدي لم يكن يستطيع ان يضمر شيئاً يتحدث هشام المدفعي قائلاً "إن أمين العاصمة كان كثيراً ما يخاطب الزبيدي ويوجهه الى أعمال كثيرة في شوارع متفرقة في آن واحد وهنا لم يستطع فخري الصمت دون أن يعبّر عن شعوره، وكان يبعث شيئاً من المرح داخل روح الآخرين من خلال تعليقاته وانتقاداته للاشياء"، يشير المدفعي إلى أن "فخري الزبيدي" بعث روح المرح لدى العراقيين.
محمد القيسي: فنان متعددد المواهب، استطاع محمد القيسي، بموهبته المميزة والكبيرة أن يخلق مدرسة في فن الكوميديا،امتاز بكاريزما خاصة، كان يدير المقهى البغدادي، قدم عددا من الاعمال الفنية في السينما منذ نهاية الخمسينات على شاشات السينما في افلام عراقية مشهورة وهي: من المسؤول، وسعيد افتدي، وابو هيلة، وشايف خير، وبعشرات السهرات والمسلسلات التلفزيونية منها: حامض حلو، وغاوي مشاكل، وابو البلاوي، وصايرة ودايرة، الا ان تمثيلية (سينما) التي قام ببطولتها محمد القيسي مع امل طه والتي انطلقت نجوميتها من خلال هذه السهرة التلفزيونية والتي اخرجها فلاح زكي، التي دخلت إلى البيوت العراقية كلها في لحظة حاسمة من تاريخ العراق في العام 1977، وجسد من خلالها القيسي شخصية ذلك الرجل الذي قرر ان يصطحب عائلته المكونة من زوجته وابنته الى دار السينما تعرض واحدا من افلام الكاوبوي وحرم الذين يجلسون وراءه من متابعة الفلم لانه كان يحجز عنهم الشاشة، لتبقى محفوظة لدى كل العراقيين، نارك كلبي نارك!.
هاشم الرجب: خبير المقام العراقي الأول الأستاذ والمعلم، قارئ المقام عازف السنطور، اهتم كثيراً منذ صغره بالموسيقى البغدادية ودرس المقام العراقي وتعرف على الطرق المختلفة في أدائه، فتعلم العزف على آلة السنطور والجوزة التي برع في العزف عليها زميله شعوبي، قرأ المقام في اذاعة بغداد والف كتباً عديدة فيه كما قدم برنامج تلفزيونية عنه منها برنامج "كهوة عزاوي 1959" و "سهرة مع المقام العراقي 1983، وقام بتدريس العزف على هذه الآلة في معهد الفنون الجميلة، فتاريخه حافل بالانجازات الفنية، فهو مطرب سجل العديد من المقامات العراقية بصوته، وهو عازف على آلة السنطور الذي يعود له الفضل في بقاء هذه الآلة وعدم إندثارها إبان هجرة عازفيها في العقد الخمسيني من القرن العشرين الى فلسطين المحتلة، تبلور الاتجاه الجمالي للحاج هاشم محمد كما انه حفظ علم التجويد وله اطلاع في علم العروض ونظم الشعر الشعبي، وتخرج من ابنائه من الموسيقيين باهر العازف الماهر على آلتي القانون والسنطور، ومهنا العازف البارع على آلة الكمان، وصهيب العازف على آلة الجوزة، ومهلب العازف على آلة الايقاع .
شعوبي: نشأ وترعرع في محلة الشيوخ تخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1948، دخل الفنان شعوبي ابراهيم الاذاعة عام 1948 عازفاً على آلة الرق مع الفرقة الموسيقية وأسس مع الحاج هاشم الرجب فرقة الجالغي البغدادي عام 1951م، يضاف الى ذلك كله استماعه الى قراء المقام عن طريق الاسطوانات والاشرطة فأصبح صديقاً لجميع قراء مدينته يومذاك فنان متعدد المواهب في مجالات العزف والتراث والتدريس، بارع واصيل على آلة الجوزة التي بقيت علامة مميزة من علامات عطائه الخالد، هو اول من اوجد فنون المنلوج المدرسي مثل منلوج (استاذ الجبر والهندسة) ومنلوج (الكسلان مومنا) وغيرها من المنلوجات التي كانت تهدف الى تقويم المسيرة التعليمية من خلال النشاط الموسيقي في وزارة التربية، قال عنه الموسيقار الراحل "روحي الخماش"، في اربعينية الفنان في قاعة الرباط عام1991إن الفنان شعوبي حجة في المقام العراقي، أنه علامة مضيئة موسيقياً وتراثياً عراقياً وعربياً بل حتى دولياً، الموسيقى تنساب من أصابعه وهي تلاعب الجوزة التراثية وتحس من خلاللها أنك تنتقل الى عالم الروحيات والتأملات الوجدانية بشكل رومانسي.
حسين الاعظمي: قاريء المقام والاديب والكاتب والمؤلف ورائد انتشار المقام العراقي في شتّى بقاع العالم، لم يعهدها المقام العراقي والموسيقى العراقية من قبل، لعب المصارعة منذ الصغر وأصبح بطل العراق في المصارعة الحرة والرومانية لخمس سنوات بين 1970 و1975، مارس غناء المقام ودرسه وأبدع به وهو الآن من خيرة قارءي المقام العراقي، منح لقب (سفير المقام العراقي) من وزارة الثقافة العراقية 2003 ، فاز بجائزة العمل الغنائي العربي التي يمنحها المجمع العربي للموسيقى 2013، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جمعية المترجمين واللغويين العرب الدولية.
رزوقي ابو العمبة: اشهر بائع عمبه وصمون في الاعظمية، بدأ حياته بعربه امام ثانوية الاعظمية، وبعد العصر امام سينما الاعظمية، شخصية ظريفة وصاحب نكتة، كريما في تعامله، احببنا العمبة عن طريقه، اقتصرت شعبية اكل العمبة في العراق وبالاخص في بغداد، وقلما تجدها في اية دولة اخرى، وبدأ انتشارها عن طريق العراقيين في المهجر، وهي تعود لأولئك الرواد من التجار اليهود الذين رحلوا من البصرة وبغداد إلى بومبي وكراتشي، وكنا دائما نخاطب رزوقي الله يخليك شوية جمالة وبابتسامته المعهودة يضيف قطعة صغيرة أخرى من العمبة، وهو يقول بان العمبة التي يبيعها تختلف عن اية عمبة في بغداد، اي أنها ليست شريس ، اما من يطلب العمبه بالبيض فيجيب ضاحكا البيض اصلي مال العرب اي انه بيض دجاج يتربى في البيوت ويسمى بيض عرب، ولمن يريد الاستزادة عن عام العمبة في العراق فاليطالع مقالة الكاتب القدير علي الكاش "اجدادنا عرفوا العمبة والخردل"، والتي نشرت في الگاردينيا.
قحطان القصير: عاشق الجراديخ ، يترك بيته لمدة اربعة اشهر ليعيش في الجرداخ اللذي يعمله سنويا والذي يعد من اجمل الجراديخ بالمنطقة، وهناك للفترة ذاتها يلتم شمل الرياضين وشباب المنطقة، بامسيات الطرافة والضرافة والسباحة، كان كريما ويصرف مايمتلكه لاقامة تلك الجلسات.
هاشم الاوتجي: صاحل مكوى قصير القامة لا يتجاوز وزنه اكثر من خمسين كيلو غرام، وكان يدعي انه اشقياء ويسرد بطولاته الانسانية لمساعدة الضعفاء، ولهذا كان الكثير ممن يمرون امام محله يرددون "اكبر شقاوة اليوم هاشم الاوتجي"، فيحيهم ويبرز عضلاته الفاشوشية.
ومن الظرفاء المشهورون الذين تركوا بصماتهم على حكاياها ونوادرها وجلساتهم الممتعة: قاسم السيد بطل العراق والعرب في المصارعة الحرة والرومانية واخوه لاعب كرة القدم عصمت السيد، وحكمت جيتانو، وداود ابن ملكة صاحب مقهى العروبة ووهاب علي الكردي، ومحسن ابو طلال، ومحمد هبش، ومالو، ومنعم أبو الجاج، وقاسم الطنبوري، وصبري بن الصفرة، وخلدون عبدي،
وقاسم السيد، ومالو، وقيس الجندي.
الظرافة والطرافة والكياسة، النكتة والهزل والفكاهة كانت تسرح وتمرح في بغداد في تلك الأيام السابقات، يبدو أن ظاهرة الظرف الطرافة والظرفاء قد تراجعت وخفت بريقها من حياتنا الاجتماعية والادبية والسياسية والرياضية، ويبدو أن البسمة هي الاخرى قد تراجعت وجفت منابع السعادة، في وقت كانت فيه أخبارهم تتصدر الجلسات ايام زمان، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
1118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع