محطات في تاريخ شرطة العراق: مدارس الشرطة في الدولة العثمانية
مدرسة الشرطة في بغداد 1911 – 1917أنموذجاً
مُقدِّمة
يٌعد أرشيف رئاسة الوزراء في اسطنبول Başbakanlik Osmanli Arşivi ، واحداً من الأرشيفات التاريخية المهمة في العالم ، إذ يضم ما بين 150-200 مليون وثيقة تغطي مختلف جوانب تاريخ الدولة العثمانية والمناطق التي خضعت لسيطرتها على مدى قرون في اسيا وأوربا وافريقيا. والحقيقة ان بإمكان من يراجع هذا الأرشيف ويطلع على وثائقه ان يكتب الكثير من البحوث والدراسات الأصيلة ، لاسيما ان كانت الوثائق التي يعتمدها وثائق جديدة لم يسبق نشرها. ومن بين تلك الوثائق الكثير ما يخص التعليم في الدولة العثمانية ، بما في ذلك مدارس الشرطة في العديد من ولاياتها، ومنها بغداد.
يعود اهتمام الدولة العثمانية بمدارس الشرطة الى اوائل القرن العشرين، إذ تم فتح أول مدرسة للشرطة في سالونيك عام (1907م)، بعد حوادث الأشقياء في منطقة (الروملي) وإخلالهم بالأمن، ومحاولة الدول الأوربية استغلال ذلك للتدخل في شؤون الدولة العثمانية من خلال محاولة إرسال ضباط شرطة أوربيين إلى المنطقة بحجة الحفاظ على حقوق أبناء الأقليات، لكن الدولة العثمانية رفضت ذلك، وبعد مناقشات تقرر أن تقوم قوات (الضابطة أو الضبطية) العثمانية بمهمة الحفاظ على الأمن.
وتم تأسيس أول مدرسة شرطة في المنطقة العربية في ولاية بيروت، ثم تبعتها بأخرى في ولاية بغداد، وكانت الدراسة في مدرسة الشرطة في ولاية بغداد عبارة عن دورة تدريبية، يتلقى الملتحقون بها دروساً نظرية وعملية مكثفة تتعلق بالمجالات التي يتعامل بها منتسبو الشرطة، ولقد كان هدف إنشاء مدارس الشرطة في الولايات العثمانية هو اكتساب أفراد الشرطة معلومات نظرية ولياقة بدنية تثري عملهم في مجال ضبط الأمن والنظام، وهذا يعني أن المدارس لم تؤسس لإعداد رجال شرطة، بل لتطوير قدرات وكفاءة منتسبي الشرطة.
أسئلة البحث وإشكالياته:
يسعى البحث للإجابة على الأسئلة التالية:
1. متى استحدثت المدارس العسكرية والشرطة في الإدارة العثمانية، وما أثرها في المنطقة العربية، ولا سيما في العراق، ومتى وردت في الوثائق التاريخية؟
2. ما هو منهاج مدارس الشرطة في العهد العثماني، وماهي مدة الدراسة لمنتسبيها.
3. من هم أعضاء الهيئة التدريسية، وما هي أسماء طلابها وتحصيلهم الدراسي حسبما ورد في الوثائق العثمانية؟.
4. ما أثر مدارس الشرطة في حفظ الأمن والنظام العام في الدولة العثمانية؟.
إن هذه الأسئلة مع أسئلة أخرى، ستأتي في حينها تحتاج إلى إجابة موثقة معللة، وعلى ضوء هذه الإجابات يمكن شرح تاريخ مدرسة شرطة ولاية بغداد في الاعوام الاخيرة من العهد العثماني.
بدايات تأسيس مدارس الشرطة في الدولة العثمانية:
يعود تأسيس المدارس العسكرية في الدولة العثمانية إلى عام 1734م إذ تأسّست أول مدرسة عسكرية تحت اسم " مهندس خانه فنون بريه همايون" (دار هندسة الفنون البرية السلطانية) في حي أسكدار بإسطنبول .
تأسست اول مدرسة اعدادية عسكرية في اسطنبول في عام (1845م)، ولكن لم يمر وقت طويل حتى أحست هذه المدرسة هي الاخرى بالحاجة الى طلاب قادرين على استيعاب موادها الدراسية، فاضطرت الدولة الى تأسيس مدرسة ذات مستوى أدنى منها، وهي المدرسة الرشدية العسكرية أسوة بالمدرسة الرشيدية المدنية، وبهذا وضعت المدارس العسكرية على مسارها الصحيح.
وكانت المدارس العسكرية في بداية الأمر بسيطة في مناهجها ومفرداتها وذات إمكانات محددة، وسعت الدولة جاهدة إلى تطويرها وإعادة النظر في هيكليتها كلما دعت الحاجة، ومما يجدر ذكره أن المدارس العسكرية لم تكن مفتوحة لطائفة دون أخرى، بل كانت مفتوحة منذ إصلاحات عهد التنظيمات (1839-1876م) لكل الرعايا بغض النظر عن أديانهم أو مذاهبهم أو أعراقهم، هذا ينطبق على فترة ما بعد إصلاحات التنظيمات في القرن التاسع عشر، إذ لم يكن يسمح لاحد من النصارى واليهود قبل عهد التنظيمات بالخدمة او العمل في المؤسسات والوحدات العسكرية وكانت الدولة العثمانية تستقطب رعايا ولايات الدولة التي لم تؤسس فيها هذا النوع من المدارس العسكرية، فقامت باستقدام طلاب من ولايات بغداد، واليمن والحجاز والشام وطرابلس الغرب وكريت وأنقره، للدراسة في الإعدادية العسكرية في إسطنبول.
وكان تاريخ تأسيس المدرسة الإعدادية العسكرية في ولاية بغداد عام 1871م ولكونها مركزاً لمقر الفيلق العثماني السادس، اتخذت المدرسة من إحدى الدور في محلة (الطوبجية) ببغداد مقراً لها.
تأسست اولى مدارس الشرطة في الدولة العثمانية (بوليس مكتبلري) في كل من سالونيك وإسطنبول في العقد الأول من القرن العشرين، وذلك بهدف اكساب أفراد الشرطة معلومات نظرية ولياقة بدنية تثري عملهم في مجال ضبط الأمن والنظام، وهذا يعني أن المدارس لم تؤسس لإعداد رجال شرطة، بل لتطوير قدرات وكفاءة منتسبي الشرطة، ولم يمر وقت طويل حتى تقرر تطبيق هذه التجربة في أماكن أخرى من ولايات الدولة العثمانية، مثل ولاية بيروت، وولاية بغداد، وولاية أرضروم وغيرها.
الشرطة العثمانية في بيروت
بدأت تشكيلات الشرطة في الدولة العثمانية منذ عهد التنظيمات، وتحديداً في عام (1845م) مع تأسيس تشكيلات الشرطة، كان هذا التطور قد استمر لمدة قصيرة، وسرعان ما تم تأسيس نظام عسكري للأمن والأمن الداخلي مع تأسيس (مشيرية الضبطية) في عام (1846م) بمعنى إنها أخذت طابعاً عسكرياً وكانت هذه المشيرية التي تضم (الجندرمة) والشرطة في مقدمتها مسؤولة عن شؤون الأمن الداخلي، وكان كل عناصرها يعملون تحت إدارتها سوية بمعنى الشرطة إلى جانب (الجندرمة).
إن إصلاح تشكيلات الشرطة بالمعنى الحقيقي أنجز في عام (1880م) ففي هذه المدة تم تأسيس تشكيلات شرطة التي تضم كادر كبير, وتم تقسيم المدن إلى مناطق، ولعل من الجدير ذكره تم تخصيص قطعة ارض لبناء مراكز للشرطة لكل منطقة. وخلال المدة ذاتها تقرر في (الرابع من كانون الأول 1879م) أخذ الأمور الأمنية من " مشيرية الضبطية " وإحالتها إلى مقام السر عسكر(وزير الحرب)، ثم بعد ذلك أُحيلت إلى " نظارة الضبطية "، وكانت مهام هذه النظارة تشمل القضايا الأمنية في إسطنبول وأطرافها, ثم اتسعت لتشمل كل أنحاء البلاد مع انتشار تشكيلات الشرطة فيها.
أما بالنسبة لتعليم الشرطة فقد كان موضوع إهتمام أيضاً، ففي عام (1889م) تم افتتاح (الدرسخانه) لزيادة المعلومات القانونية لدى أفراد الشرطة، فبالرغم من اختيار أفراد الشرطة من بين الذين يحسنون القراءة والكتابة, ولكنهم لم يكونوا على دراية بالمسائل القانونية والحقوقية ولهذا تم تأسيس (الدرسخانه) ، وأضيفت درجات وظيفية في هذه الوحدة التعليمية الأولى (مفوض وجاووشية الشرطة) في اسطنبول, وكانوا يتعلمون فيها ما يتعلق بأصول القوانين الجزائية أي قانون العقوبات ومواده، وكانت مدة الدراسة يومين في الأسبوع, ولمدة ساعة ونصف في كل يوم منهما, وكان الذين ينجحون فيها يحصلون على ترقية ومكافأة.
بعد ذلك تم التفكير في فتح مدرسة للشرطة بعد حوادث الأشقياء في منطقة (الروملي) وإخلالهم بالأمن ومحاولة الدول الأوربية استغلال ذلك للتدخل في شؤون الدولة العثمانية من خلال محاولة إرسال ضباط شرطة أوربيين إلى المنطقة بحجة الحفاظ على حقوق أبناء الأقليات, لكن الدولة العثمانية رفضت ذلك، وبعد مناقشات تقرر أن تقوم قوات (الضابطة أو الضبطية) العثمانية بمهمة الحفاظ على الأمن, والموافقة على اصرار القوى الأوربية بخصوص تعليم قوات الجندرمة والشرطة من قبل مجموعة من ضباط الشرطة الأجانب.
وبناءاً على ذلك تم تأسيس أول مدرسة شرطة في (سالونيك) ، وكان مقرها بجوار المستشفى العسكري في المدينة وكان اول مدير لها هو المقدم (ليون بوزو) (Leon Bozo) البلجيكي الجنسية، وتم تعيين حسن بك السالونيكي مأمور مركز باكركوي (Bakirkoy) بصفة مترجم مع ليون بوزو، وكان من ضمن معلمي مدرسة سالونيك اشخاص مشهورين أمثال (رفيق بك مانياسيزاده) و(نسيم مازلياح) في عام (1907م)، وأعقبه بعد مدة شخص ايطالي هو كابريني (Kaprini)، وكان يدرس فيها الطلاب الذين يتم تعيينهم في ولايات (سالونيك، واسكوب، ومناستر) وأطرافها، واستمرت هذه المدرسة حتى عام (1908م)، عندما أغلقت وعاد الضباط الأجانب إلى بلادهم بعد إلغاء تشكيلات المفتشية العمومية بعد انقلاب عام (1908م).
بعد إعلان (المشروطية الثانية) بعد انقلاب عام (1908م) بدأت مساعي إصلاح وتطوير جهاز الشرطة وتشكيل (مديرية الأمن العمومي) التي عُين (الميرلاي غالب بيك) مديراً لها وتسارعت بعدها عملية الإصلاح في سلك الشرطة. كما لم يُهمل أمر تعليم الشرطة إذ افتتحت مدرسة الشرطة في إسطنبول في (الاول من حزيران 1909م) وكان مقرها في الموقع القديم لـ(دائرة المابين) في قصر السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909م)، اي (قصر يلدز)، وكانت مدة الدراسة فيها ستة أشهر, وكانت أول دفعة من الطلبة فيها (400) طالب منهم (250) من مراكز شرطة إسطنبول, و(150) طالب من مراكز الشرطة خارجها، وكان المنهج الدراسي يتضمن؛ القانون, وأنظمة الشرطة, والاتصالات الهاتفية، والاتصالات البرقية (التلغراف), والتربية البدنية, والتربية المسلكية، والخدمة الفعلية, والإسعافات الأولية, وحفظ الصحة, التصوير الفوتوغرافي, والحساب, وأصول الكتابة. لذلك وبعد نجاح هذه التجربة اتسعت لتشمل فتح مدارس في العديد من مراكز الولايات العثمانية من عام(1909م) مثل؛ ولاية بيروت، ولاية بغداد، ولاية سالونيك، ولاية أرضروم، ولاية أدنه، وولاية طرابزون.
كانت الدراسة في مدرسة الشرطة في ولاية بغداد عبارة عن دورة تدريبية يتلقى الملتحقون بها دروساً نظرية وعملية مكثفة تتعلق بالمجالات التي يتعامل بها منتسبو الشرطة وهذه الدروس: قانون الجزاء (العقوبات)، أصول المحاكمات الجزائية، القانون الدولي والإداري، التطبيقات والكتابة، نظام الشرطة، التربية المهنية، التصوير الفوتوغرافي، حفظ الصحة، التدريب، الجمناستك، الرسم التخطيطي، طبعة الأصابع، الاتصالات البرقية.
كانت مدة الدراسة في مدارس الشرطة أربعة أشهر، إلا أن القائمين على إدارة مدرسة الشرطة في بيروت رأوا أن هذه المدة غير كافية، ولا سيما أن بعض الطلاب لا يجيدون التركية بشكل يتيح لهم استيعاب الدروس، فقامت بمفاتحة مديرية الأمن العامة في وزارة الداخلية لاستحصال الموافقة على جعل مدة الدراسة ستة أشهر، وبالفعل وافقت على ذلك في مدرسة الشرطة في ولاية بيروت ثم بعد ذلك شمل مدرسة الشرطة في ولاية بغداد.
مدارس الشرطة التي تم افتتاحها في عهد (المشروطية الثانية) مع تواريخ التأسيس، وتاريخ توقف المدرسة.
المدرسة العام ميلادية
مدرسة شرطة بغداد. 1910 – 1919
مدرسة شرطة (ارضروم). 1910 – 1917
مدرسة شرطة (ادنه). 1914 – 1915
مدرسة شرطة بيروت. 1910 – 1918 (تقريباً)
مدرسة شرطة (طرابزون). 1918 – 1919
ملاحظة: ورد في الجدول أن تاريخ توقف مدرسة بغداد كان في عام (1919م) وهذا لا يتفق مع واقع الحال؛ لأن بغداد احتلت من قبل البريطانيين في (آذار 1917م) والذي يبدو لي أن هنالك خطأ في طباعة الجدول, وأن تاريخ تأسيس وتوقف مدرسة بغداد طبعت في الحقل المقابل لمدينة (ارضروم) سهواً، والصواب أن تكون مقابل مدينة بغداد، كما ان تاريخ تأسيس المدرسة كان في (1911م) كما سنذكر لاحقاً.
مدرسة الشرطة في بغداد (بغداد بوليس مكتبي):-
خططت الدولة العثمانية عندما قررت تأسيس مدرسة الشرطة في ولاية بيروت أن تستقطب هذه المدرسة منتسبو الشرطة من ولايات اخرى، ومنها ولايات العراق للدراسة فيها, ولهذا طلبت من تلك الولايات إرسال مرشحيها إلى ولاية بيروت, وبالفعل فإن معظم هذه الولايات أوفدت مرشحيها لهذه المدرسة, إلا أن ولاية بغداد اعتذرت عن إرسال أي عنصر من منتسبي شرطتها, ورفع ناظم باشا والي بغداد (السادس من أيار 1910- السابع عشر من آذار 1911) برقية إلى مديرية الأمن العامة في (الثالث من كانون الثاني 1911م) برر فيها صعوبة إرسال المرشحين من الولاية إلى مدرسة ولاية بيروت وذلك لبُعد المسافة عن بغداد، والتكلفة المالية العالية لإيفادهم, وعليه طالب بتأسيس مدرسة للشرطة في ولاية بغداد لتعليم وتدريب منتسبي الشرطة في العراق بولاياته الثلاثة (الموصل، بغداد، البصرة). وقد تمكن ناظم باشا من استحصال الموافقة على تأسيس مدرسة للشرطة في بغداد, ولم يمر وقت طويل حتى فاتحت مديرية الأمن العامة ولاية بغداد في (التاسع عشر من حزيران 1911م) لاتخاذ ما يلزم للمباشرة بافتتاح مدرسة للشرطة في ولاية بغداد على أن يقتصر القبول فيها على أفراد الشرطة من ولايات العراق الثلاثة (بغداد، البصرة، الموصل) وتخصيص أحد المباني الأميرية لها، أو استئجار أحد المباني في حال عدم توفر مبنى حكومي مناسب، المباني الأميرية لها, والاستعانة بمدرسة الشرطة في اسطنبول لإكمال نواقصها, والاستفادة من تجارب وخبرات المقدم (البكباشي) أحمد بك المعيّن في قيادة والموجود أنداك في بغداد، والاستعانة بالضباط العسكريين في الوظائف المستحدثة في المدرسة، وبخريجي مدرسة الحقوق في التدريس, وفاتحت مديرية الأمن العامة ولايتي الموصل والبصرة، لاختيار المرشحين من أفراد الشرطة للدراسة فيها, إلا أن ولاية البصرة اعتذرت في البداية عن إرسال أي من منتسبي الشرطة فيها بسبب النقص الموجود في كوادر الشرطة فيها.
وذكرت جريدة صدى بابل أن جمال بك والي بغداد (السادس والعشرون من آب 1911- السابع عشر من آب 1912) رأى ان مديري النواحي يكادون لا يحسنون الإدارة المدنية في وظائفهم ولا يعرفون الأنظمة والقوانين الدستورية، ولا يفهمون بعض النصوص التشريعية، لذلك قرر في عام (1912م) إدخال مديري النواحي في الولاية بالتناوب في مدرسة الشرطة إلى جانب أفراد الشرطة لغرض رفع كفاءتهم الإدارية؛ لأن معظمهم كما تذكر جريدة صدى بابل , كانوا يجهلون الأمور القانونية, وأن بقاؤهم بهذا الشكل يسبب ضرراً للدولة لا يمكن تلافيه .
وتمدنا إحدى الوثائق الصادرة من إدارة المدرسة في (الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1911م) بمعلومات مفصلة عن الكادر الإداري والتدريسي للمدرسة في هذه العام, وطبقاً لما ورد فيها فإن الكادر الإداري والتدريسي كان على النحو التالي:-
1- إبراهيم خليل بك بن أحمد توفيق بك: وكان ضابطاً في صنف المشاة في الجيش العثماني، وقد تولى إدارة المدرسة بالوكالة في (السادس عشر من أيلول 1911م), وفي (الرابع عشر من تشرين الثاني1911م) تم تثبيته في المدرسة مديراً أصيلاً لها.
2- زكي بك بن محمد مسعود أفندي: رئيس مفوضي شرطة، وظيفته مدرساً لمادة القانون.
3- مصطفى بك بن بكر أفندي: طبيب عسكري, وتولى وظيفة تدريس مادة حفظ الصحة.
4- إسماعيل حقي أفندي بن محمد توفيق بك: وهو ضابط في وزارة الداخلية.
5- محمود نديم أفندي: وظيفته مأمور حسابات.
6- علي ثروت أفندي بن حسين أغا: وظيفته مفوض شرطة.
كما تمدنا الوثائق العثمانية الصادرة من وزارة الداخلية بتقارير مهمة تتعلق بنتائج الامتحانات النهائية، والتي تضمنت معلومات مهمة عن عدد طلاب كل مرحلة أو كل دورة كما تسميها القائمة, وأسماء الدارسين فيها مع رتبهم إلى جانب أسماء الولايات التي وفدوا منها, وتاريخ دخولهم الى الوظيفة، وكذلك مجموع الرواتب التي تقاضوها خلال مدة الدورة، والعلامات التي حصلوا عليها في كل مادة دراسية من المواد التي ذكرتها, وقد تم تأييد محتويات كل قائمة من قبل المدير والمدرسين في المدرسة، وفي نهاية كل قائمة, وذلك بوضع اختامهم عليها, ويمكن استقراء ما يلي من خلال مطالعة هذه القوائم :
1. الدورة الأولى: مدتها خمسة أشهر ونصف بدأت في التاسع من تشرين الاول 1911 ولغاية الثالث والعشرين من آذار 1912م)، وكان عدد المشاركين في الدورة (46) شخصاً من ولاية بغداد، و (16) شخصاً من ولاية الموصل، و (21) شخصاً من ولاية البصرة وأعيدوا بعد انتهاء الدورة إلى أماكن عملهم.
يتبين لنا من الجدول بأن عدد المنتسبين لهذه الدورة ضمت مفوض ثالث عدد (2) ومأمور للشرطة عدد (11) ونامزد (المرشح للتعين) (33) فرداً، وانهى الدورة بنجاح (39) شخص, ورسب (1) , ورقن قيد (6) ، لأسباب مختلف منها لسوء السلوك وكذلك لهروب بعض الطلبة من المدرسة ، وبلغت نسبة النجاح الكلي في هذه الدورة (85%) ، وكانت نسبة نجاح منتسبي ولاية بغداد بلغت (100%) والبصرة (78%) ، والموصل (55 %)، كما اوضح الجدول مقدار مجموع الراتب الذي يتقاضاه المنتسب خلال أشهر الدورة، إذ بلغ مجموع رواتب مفوض ثالث (600) قرش، ومأمور الشرطة (400) قرش، والمرشح للتعين (200) قرش، وان اقدم طالب في هذه الدورة كان هو محمد علي أفندي وهو برتبة مفوض ثالث ضمن ولاية البصرة ، وان تاريخ دخوله الى سلك الشرطة كان في (الثالث عشر من تموز 1899م). كما يبدو أن أدارة المدرسة كانت حازمة في قرارتها تجاه الطلبة الذين يخرقون الأنظمة والقوانين وقواعد السلوك المعمول به في المدرسة وفي جهاز الشرطة عموما ولدينا امثلة على ذلك بترقين قيد الطلبة في الدورات الثماني التي جرت في مدرسة شرطة بغداد منذ تأسيس المدرسة حتى تاريخ أغلاقها منها، لسوء سلوكهم أو تعاطيهم المشروبات الكحولية او لهروبهم من المدرسة. كما ان مدرسة الشرطة في ولاية بغداد كانت المدرسة الثانية التي فتحت في الولايات العربية العثمانية بعد فتح مدرسة شرطة بيروت ، وهذا يدل على مكانة ولاية بغداد الأمنية وفي جهاز الشرطة خاصة، كما ان تأسيس هذا المدرسة تم على اطر منهجية وعلمية صرفة، وقد اتبعت ادارة المدرسة المنهاج الدراسي الشامل لجميع المواد لتطوير القدرات لدى المنتسبين لهذه المدرسة من أفراد الشرطة او مدراء النواحي الذين دخول الى المدرسة بعد ان جلبت المدرسة سمعة طيبة في ولاية بغداد، وكان التدريس فيه يشمل مواد القانون الجزاء ومعلومات حقوقية وانظمة متفرقة وغيرها من المواد... الخ، وقد جلبت المدرسة مدرسين أكفاء يقومون بتدريس هذه المواد بعضهم من العاصمة (اسطنبول).
جدول رقم (1)
أسماء الملتحقين في الدورة الأولى في مدرسة الشرطة
ولاية البصرة:
1. محمد علي أفندي ولاية البصرة اكمل الدورة بنجاح
2. عبدالحميد صالح: = = = = =
3. صالح علي
4. حسين فوزي
5. صالح محمود رسب في الامتحان ورجع إلى عمله
6. حسين صخري
7. رضا رشيد حسين
8. احمد رضا الدين افندي ترقين قيد
9. عبدالكريم مهدي ابراهيم رقن قيده لسوء اخلاقه
10. سيد امين عزت
11. سيد نبيل محمد
12. رشيد ابراهيم
13. محمد صالح
ولاية الموصل:
14. ابراهيم سعيد: ولاية الموصل رقن قيده لهروبه من المدرسة
15. نصرت محمد
16. علي بدري طاهر
17. ارتين ثروت
ولاية بغداد:
18. نوري جمال ولاية بغداد
19. عباس طاهر عبدالقادر
20. مهدي نوري اسماعيل
21. بدر الدين سعيد
22. ابراهيم ادهم
23. طلحة بكر
24. محمد امين حسن
تم تنظيم جدول للمشتركين في الدورة الأولى لمدرسة الشرطة العثمانية في ولاية بغداد, بناء على طلب من مديرية (الأمن العمومية الجليلة) بكتابها المرقم (23668/4) والمؤرخ في (الحادي والثلاثين من آذار1330رومية)، الموافق (الثالث عشر من نيسان 1914م)، وكان تاريخ تنظيم الجدول في(السابع عشر من نيسان1330 رومية) الموافق (العاشر من مايس 1914م).
ارسلت مدرسة شرطة ولاية بغداد، كتاب برقم (22) بتاريخ (السادس والعشرين من كانون الثاني 1330 رومية) الموافق (الثامن من شباط 1915م) معنون إلى مديرية الأمن العام، وأرفق به جدول بأسماء مفوضي وأفراد الشرطة الذين اشتركوا في الدورة التدريسية الأولى، والدرجات التي حصلوا عليها في الامتحان الثاني الخاص والكتاب بتوقيع مدير مدرسة الشرطة في ولاية بغداد.
الدورة الثانية: مدتها خمسة أشهر بدأت في (الخامس والعشرين من آذار 1912 ولغاية الخامس والعشرين من آب 1912م)، وكان عدد المشاركين فيها (34) شخص, ومنهم (22) شخص من ولاية بغداد, و(6) أشخاص من ولاية الموصل و (6) أشخاص من ولاية البصرة وأعيدوا إلى أماكن عملهم.
كما تبين لنا أن الوثيقة الصادرة من ادارة المدرسة الى مديرية الأمن العام بأن عدد المنتسبين لهذه الدورة ضمت مفوض ثالث عدد (3) ومأمور للشرطة عدد (9) والمرشح للتعين (17) فردا، وانهى الدورة بنجاح (29) شخص, ورسب (1) , ورقن قيد (4)، لأسباب مختلف منها من كان مريض ولم يتعافى، او لسوء السلوك ، وبلغت نسبة النجاح الكلي في هذه الدورة (85%) ، وكانت نسبة النجاح منتسبي ولاية بغداد بلغت (82%)، والبصرة (84%) ، والموصل (100%)، كما اوضحت الوثيقة مجموع الرواتب التي يتقاضاها المنتسب أثناء أشهر الدورة إذ بلغ مجموع رواتب مفوض ثالث (600) قرش، ومأمور الشرطة (400) قرش، والمرشح للتعين(200) قرش، وان اقدم طالب في هذه الدورة هو محمد توفيق أفندي وكان من ضمن ولاية بغداد وان تاريخ دخوله الى سلك الشرطة في (الثامن من نيسان 1909م)، وهو برتبة مفوض ثالث.
وقد سجلت الوثيقة اعلاه بأن هنالك عدد من الطلاب تم تعينهم في سلك الشرطة بعد بدء الدورة ولدينا امثلة على ذلك منهم : عمر فوزي وهو برتبة المرشح للتعيين عُين في(الخامس والعشرين من آذار 1912م)، وهو نفس اليوم الذي بدأت فيه الدورة وكذلك عُينَ عمر لطفي المرشح للتعيين في (الثالث من نيسان 1912م)، ومحي الدين أفندي المرشح للتعيين عُينَ بتاريخ (السابع من نيسان 1912م)، وكانوا جميعهم من ولاية الموصل وقد تخرجوا مع الباقين واعيدوا الى محل عملهم.
ارسلت ادارة المدرسة جدولاً تم تنظيمه للمشتركين في الدورة الثانية لمدرسة الشرطة العثمانية في ولاية بغداد, وقد تم تنظيم الجدول بناء على طلب من(مديرية الأمن العمومية الجليلة) بكتابها المرقم (23668/4) والمؤرخ في (الحادي والثلاثون من آذار 1330رومية) الموافق (الثالث عشر من نيسان 1914م) وتاريخ تنظيم الجدول هو (السابع والعشرون من نيسان 1330رومية) الموافق (العاشر من مايس 1914م).
الدورة الثالثة: كانت مدتها خمسة أشهر واثنان وعشرون يوماً، بدأت في التاسع والعشرين من شهر آب 1912 لغاية العشرين من آذار 1913) وكان عدد المشاركين في الدورة (28) شخص, منهم (17) شخص من ولاية بغداد, و(5) أشخاص من ولاية الموصل, و(6) أشخاص من ولاية البصرة, وأعيدوا إلى أماكن عملهم.
تبين لنا الوثيقة الصادرة من ادارة المدرسة الى مديرية الأمن العمومية، بأن عدد المنتسبين لهذه الدورة ضمت مأمور للشرطة عدد (16) والمرشح للتعين (12) فردا، وقد خلت هذه الدورة من مفوضي الشرطة وأنهى الدورة بنجاح (25) شخص, ورسب (1) , ورقن قيد (2) ، لأسباب منها من كان مريض ولم يتعافى، وبلغت نسبة النجاح الكلي في هذه الدورة (89%) ، وكانت نسبة نجاح منتسبي ولاية بغداد بلغت (83%)، والبصرة (100%) ، والموصل (100%)، كما اوضحت الوثيقة مجموع الرواتب التي يتقاضاها المنتسب أثناء أشهر الدورة إذ بلغ مجموع رواتب مأمور الشرطة (400) قرش، والمرشح للتعيين(200) قرش، وان اقدم طالب في هذه الدورة هو رشيد رشدي أفندي وهو برتبة مأمور للشرطة ضمن ولاية بغداد وان تاريخ دخوله الى سلك الشرطة في السادس من آب سنة 1902م.
ارسلت ادارة مدرسة الشرطة في بغداد كتاباً يخص الدورة التدريسية الثالثة وقد تم تنظيمه في (السابع والعشرون من نيسان1330 رومية) الموافق (العاشر من مايس 1914م), بناءاً على كتاب مديرية الأمن العامة المرقم (23668) والمؤرخ في (الحادي والثلاثون من آذار1330 رومية) الموافق (الثالث عشر من نيسان1914م).
جدول رقم (2) الدورة الثالثة:
1. مصطفى فندي عبدالفتاح ولاية بغداد
2. عمر حجي
3. مصطفى فيضي
4. مهدي داود نيازي
5. محمد علي. ولاية البصرة
6. عبدالقادر علي رضا ولاية بغداد
7. سعيد مصطفى نوري
8. عمر فوزي
9. أحمد علي غالب البصرة
10. داوود أفندي بغداد
11. توفيق بهجت الموصل
12. فليح صبري البصرة
13. محمود محمد علي بغداد
14. توفيق عبدالمجيد ولاية البصرة
15. رؤوف أحمد محمد ولاية الموصل
16. فتح الله الموصل
يتضح من الجدول اعلاه بأن مدرسة الشرطة في ولاية بغداد قد دَرَسَت المواد القانونية والتشريعية وكذلك مواد التصوير والحساب والتلغراف وكذلك مادة حفظ الصحة وهي مادة تتعلق بالطب والإسعافات الأولية وتبين بأنها مادة صعبة على منتسبي الشرطة كما هو واضح من علاماتهم النهائية ، إذ لم يستطع اي فرد ان يحصل على درجة كاملة وأن كثير من الطلاب قد رسبوا بهذه المادة ، كما يلاحظ من الجدول اعلاه ، وكان الطالب الأول هو مأمور الشرطة عبد الفتاح أفندي ضمن ولاية بغداد وقد بلغ مجموع درجات التي حصل عليها (¾112) درجة ، ويتضح من ذلك بأن الدرجة كانت اشبه بمثقال الذهب لان ادارة المدرسة كانت تعطي ربع الدرجة ونصف الدرجة ، كما اعطت ادارة المدرسة درجة (10م) وتعني درجة العشرة المميز وكذلك اعطت (10تشكر) وهي اعلى من الدرجة الأولى وهذا يدلل على منهجية وعلمية المدرسة ودقة تقويم الطلاب.
ارسلت مدرسة الشرطة في ولاية بغداد، كتاب معنون إلى مديرية (الأمن العمومية)، وأرفق به جدول نتائج المشتركين في الدورة الثالثة في الامتحان الثاني من أفراد الشرطة، والكتاب برقم (23) المؤرخ في (السادس عشر من كانون الثاني 1328رومية) الموافق (التاسع والعشرون من كانون الثاني 1913م), والكتاب بتوقيع وكيل مدير مدرسة الشرطة في ولاية بغداد.
الدورة الرابعة: مدتها أربعة أشهر وست وعشرون يوماً بدأت في (الثاني والعشرون من آذار 1913 ولغاية الثامن عشر من آب 1913م)، وكان عدد المشاركين (26) شخص, منهم (17) شخص من ولاية بغداد, و(5) أشخاص من ولاية الموصل, و(4) أشخاص من ولاية البصرة، وأعيدوا إلى أماكن عملهم وتبين لنا الوثيقة الصادرة من ادارة المدرسة الى مديرية الأمن العمومية بأن عدد المنتسبين لهذه الدورة ضمت مفوض شرطة ثالث عدد (2)، ومأمور للشرطة عدد (18) ومرشح للتعيين عدد (5) أفراد. وأنهى الدورة بنجاح (23) شخصاً، ورسب عدد (2) ورقّن قيد (1) لأسباب منها من كان مريض ولم يتعافى، وبلغت نسبة النجاح الكلي في هذه الدورة (88%) ، وكانت نسبة نجاح منتسبي ولاية بغداد بلغت (89%)، والبصرة (100%) ، والموصل (80%)، كما اوضحت الوثيقة مجموع الرواتب التي يتقاضاها المنتسب أثناء أشهر الدورة إذ بلغ مجموع رواتب مفوض شرطة ثالث (600) قرش، ومأمور الشرطة (400) قرش، والمرشح للتعيين(200) قرش، وان اقدم طالب في هذه الدورة هو محمود أفندي وهو برتبة مأمور للشرطة ضمن ولاية بغداد وان تاريخ دخوله الى سلك الشرطة في (الخامس عشر من تموز 1902م).
ارسلت ادارة مدرسة الشرطة في بغداد كتاباً تم تنظيمه للمشتركين في الدورة التدريسية الرابعة، وقد تم تنظيم الجدول بناءاً على طلب من (مديرية الأمن العمومية الجليلة) بكتابها المؤرخ في (الحادي والثلاثين من مارس 1330رومية) الموافق (الثالث عشر من نيسان 1914م) وتاريخ تنظيمه هو (السابع والعشرون من نيسان 1330رومية) الموافق (العاشر من مايس 1914م).
الدورة الخامسة: ومدتها ستة أشهر بدأت في(الثالث عشر من أيلول 1913 إلى الرابع عشر من آذار 1914، وكان عدد المشاركين (34) شخص, منهم (21) شخص من بغداد, و(5) أشخاص من الموصل, و(8) أشخاص من البصرة, وأعيدوا إلى أماكن عملهم. وتبين لنا الوثيقة الصادرة من ادارة المدرسة الى مديرية الأمن العمومية، بإن عدد المنتسبين لهذه الدورة ضمت معاون مفوض شرطة عدد (2) ، ومأمور للشرطة عدد (4)، والمرشح للتعيين (26) أفراد، وأنهى الدورة بنجاح (27) شخص, ورسب (2) , ورقن قيد (1) ، لأسباب منها من كان مريض ولم يتعافى، او لهروبه من المدرسة، او تعاطيه شرب المشروبات الكحولية، وبلغت نسبة النجاح الكلي في هذه الدورة (79%) ، وكانت نسبة نجاح منتسبي ولاية بغداد بلغت (72%)، والبصرة (88%) ، والموصل (100%)، وان اقدم طالب في هذه الدورة هو علي أفندي وهو برتبة معاون مفوض للشرطة ضمن ولاية الموصل وان تاريخ دخوله الى سلك الشرطة في(العاشر من مايس سنة 1902م).
جدول رقم (3)
أسماء الملتحقين في الدورة الخامسة في مدرسة الشرطة
1. عبد الرزاق أفندي ولاية بغداد
2. عبدالسلام
3. عبدالقادر عبدالله
4. شاكر عبدالله
5. هديت محمد علي
6. عبدالجبار أحمد.
7. عبدالحميد عزت
8. فهمي محمد أمين
9. عيسى حسن خطاب.
10. جاسم عبدالوهاب
11. علي عبدالقادر ولاية الموصل
12. مهدي بكر عثمان
13. حبيب شاكر ولاية البصرة
14. محمد علي عبدالستار
15. محمد علي مروان
16. محمد غالب
17. أحمد حمدي
18. حسين فوزي ولاية بغداد
19. محمد توفيق
جدول تم تنظيمه للمشتركين في الدورة التدريسية الخامسة في المدرسة، وقد تم تنظيم الجدول بناءاً على طلب من (مديرية الأمن العمومية الجليلة) بكتابها المؤرخ في (الحادي والثلاثون من آذار 1330رومية) الموافق (الثالث عشر من نيسان 1914م) وتاريخ تنظيمه هو(السابع والعشرون من نيسان 1330رومية) الموافق (العاشر من مايس 1914م).
ارسلت مدرسة الشرطة في ولاية بغداد كتاب إلى مديرية الأمن العامة، برقم (3)، المؤرخ في (السابع والعشرون من نيسان 1330رومية) الموافق (العاشر من مايس 1914م)، تضمن ارقاماً اجمالية عن الدورات الخمسة الاولى في مدرسة الشرطة. وقد بلغ عدد الذين شاركوا في الدورات الخمسة (168) شخص من الشرطة, وأكملوا الدورة التدريسية، وحصلوا على شهادتها بنجاح، وعادوا إلى أماكن عملهم، كما تبين ان الدورة الخامسة كانت اطول الدورات التي جرت في مدرسة الشرطة في ولاية بغداد إذ كانت مدتها ست اشهر. ويشير الكتاب إلى عدم إمكانية اعطاء معلومات وافية عن بعض المأمورين بسبب ترقين قيدهم، ووضع ملفاتهم في أماكن خاطئة في الأرشيف ( التسجيلخانه) واختلاطها بالملفات الأخرى بحيث يصعب ايجادها بسهولة، والكتاب بتوقيع مدير مدرسة الشرطة في ولاية بغداد
الدورة السادسة: لم ترد مدتها، وكان تاريخها في (آب 1914م)، وكان عدد المشاركين (29) شخص, منهم(10) أشخاص من بغداد, و(12) شخص من الموصل, و(7) أشخاص من البصرة ، ولم نستطيع ان نعثر على درجات او جدول يضم اسماء المشتركين في الدورة من الارشيف العثماني.
الدورة السابعة: لم ترد مدتها، وكان تاريخها قبل شهر شباط (1914م)، وكان عدد المشاركين (28) شخص, منهم (14) شخصاً من بغداد, و(8) أشخاص من الموصل, و(6) أشخاص من البصرة (). وفي ما يلي جدول درجات الدورة السابعة:
جدول رقم (4)
أسماء الملتحقين في الدورة السابعة والدرجات التي حصلوا عليه في مدرسة الشرطة.
1. محمد نوري أفندي. ولاية بغداد
2. محمد سعيد
3. محمد عبدالكريم.
4. عبدالغني مصطفى. ولاية الموصل
5. رضا سيد عيدان.
6. جلال محمد سعيد.
7. أنور عيدان.
8. محمد صالح
9. عبدالرحمن محمد سعيد. ولاية البصرة
10. أحمد حربي عباس. ولاية بغداد
11. محمد علي. ولاية البصرة
12. أحمد عزت. ولاية بغداد
13. صديق يونس. ولاية الموصل
14. عبدالجبار عبدالحميد.
15. نبيل محمد.
16. محمد توفيق.
17. داوود فخري.
18. عبدالمجيد كامل.
ارسلت مدرسة الشرطة في ولاية بغداد كتاب برقم (3)، المؤرخ في (الحادي والعشرون من آذار 1331 رومية) الموافق (الثالث من نيسان 1915م) معنون إلى مديرية الأمن العامة, والذي أرفق به في الجدول السابق الخاص بالدورة التدريسية السابعة، ويشير الكتاب إلى أن المشاركين في الدورة المذكورة هم من ولايات بغداد، والموصل، والبصرة، ممن تثبت أهليتهم من المفوضين، والمأمورين ومرشح للتعيين، متضمنة جدول الدرجات والتقديرات التي حصلوا عليها في الامتحان العام، والكتاب بتوقيع مدير مدرسة الشرطة في ولاية بغداد.
الدورة الثامنة: لم ترد مدتها، وتاريخها في شهر(آذار 1915م)، ولم يذكر فيها سوى قائمة بأسماء (14) شخص ممن التحقوا بالدورة في (الرابع والعشرون من آذار 1915م) وحسب الجدول رقم (5).
ويتبين من الجدول ان عدد منتسبي هذه الدورة كان الاقل بالنسبة للدورات التي نظمتها مدرسة الشرطة في بغداد. ويمكن ان نعزو ذلك الى ظروف الحرب العالمية الاولى (1914-1918)، وتركيز الاهتمام على المجهود الحربي ومواجهة الغزو البريطاني للعراق وكما ان الوثيقة الخاصة بهذه الدورة لا تتضمن المعلومات التي نظمتها جداول الدورات السابقة من حيث المواد الدراسية ، والدرجات ، ومراتب التخرج ، ومقادير الرواتب.
جدول رقم (5)
أسماء الملتحقين في الدورة الثامنة في مدرسة الشرطة
ارسلت مدرسة شرطة ولاية بغداد كتاب إلى مديرية الأمن العامة, الرقم العام (59)، والرقم الخاص (4)، بتاريخ(السادس عشر من آذار 1331رومية) الموافق (الثامن عشر من آذار 1915م) جاء فيه :
(( حضرة سيدي صاحب السعادة: نقدم لكم طياً أسماء المشتركين في الدورة التدريسية الثامنة في مدرسة الشرطة وهم: معاون واحد و(12 نامزد) تم سوقهم (أي ارسالهم) إلى المدرسة في (الحادي عشر من آذار 1331رومية) الموافق (الرابع والعشرون من آذار1915م). للتفضل بالعلم وبيان أمركم في هذا الخصوص.
التوقيع: مدير شرطة ولاية بغداد))
وطبقاً لما ورد في إحدى الوثائق فإن صديق مظهر بك تولى إدارة المدرسة في عام (1916م), وفي الثامن عشر من آذار من العام نفسه، صدر أمر بتعيينه عضواً في محكمة استئناف بغداد, إلا أننا لا نعرف من كان بديله في إدارة المدرسة, كما لا نعرف متى توقفت عن الدراسة وأغلقت أبوابها شانها شأن معظم المدارس العثمانية في أواخر العهد العثماني. ولكن من المنطقي الاستنتاج بأن الدراسة توقفت فيها مع دخول قوات الاحتلال البريطاني الى بغداد في آذار 1917.
خاتمة
يتضح من هذا البحث ان اهتمام الدولة العثمانية بتعليم وتطوير القدرات المهنية لرجال الشرطة جاء متأخراً قياساً الى تاريخ تأسيس تشكيلات الشرطة فيها منذ اواسط القرن التاسع عشر. وان تأسيس اول مدرسة للشرطة جاء استجابةً لضغط خارجي أوربي، بعد تجاوزات الأشقياء في الرومللي ومحاولة الدول الأوربية استغلال ذلك بحجة حماية الأقليات المسيحية وارسال ضباط ورجال شرطة اجانب الى المنطقة، وقد رفضت الدولة العثمانية ذلك ، إلا إنها توصلت الى حل توفيقي يقضي بتأسيس مدرسة شرطة في مدينة سالونيك عام (1907م)، وما لبثت أن اغلقت عام(1908م).
اما في الولايات العربية فقد تأخر تأسيس مثل تلك المدارس الى ما بعد انقلاب الاتحاديين ضد السلطان عبد الحميد الثاني في الثالث والعشرين من تموز 1908، وقد تأسست مدرستان هما مدرسة الشرطة في بيروت ، ونظيرتها في بغداد، وجاء تأسيس الأخيرة بناءاً على اقتراح قدمه ناظم باشا والي بغداد في عام (1911م) لصعوبة ارسال أفراد وشرطة ولاية بغداد الى مدرسة الشرطة في بيروت.
تبين الوثائق التي بين ايدينا ان مدرسة شرطة بغداد افتتحت ثمانية دورات دراسية لرجال الشرطة لتطوير قدراتهم المهنية من خلال تلقي دروس ذات علاقة بمهنتهم مثل ، الأنظمة ، قانون العقوبات ..... الخ. وقد اشترك في هذه الدورات (239) فرداً من ولايات بغداد والبصرة والموصل تخرج منهم (212) ورسب (9) ورقن قيد (18) لأسباب مختلفة. ويبدو ان عملها كان جيداً وناجحاً بدليل ان جمال بك والي بغداد قرر في عام (1912م)، أدخال مدراء النواحي فيها للاستفادة من الدروس التي تلقى فيها من اجل رفع كفاءتهم المهنية.
تعطينا الوثائق معلومات تفصيلية دقيقة عن الدورات السبع الأولى، بذكر اسماء الملتحقين بالدورة ورتبهم والمناطق والمراكز التي جاؤوا منها والمواد التي درسوها ، والدرجات التي احرزوها ، ومرتبة التخرج في الدورة بحسب مجموع الدرجات . كما ذكرت اسباب رسوب وترقين قيد الأخرين ، بسبب الغياب، او الالتحاق المتأخر بالدورة، او المرض، او سوء السلوك ... الخ.
لا تتوفر لدينا وثيقة او معلومة بخصوص تاريخ توقف مدرسة الشرطة عن العمل، والمرجح لدينا إنها اغلقت بعد الاحتلال البريطاني لبغداد في عام 1917 على الأرجح.
ملخص البحث
بدأ تشكيل قوات الشرطة في الدولة العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر , عندما تم تأسيس أول قوة شرطة مهنية في إسطنبول عام (1845م). وتم فيما بعد تشكيل قوات شرطة محلية في العديد من المناطق والولايات منذ عام 1847م ومنذ العقد الأول من القرن العشرين. ولاسيما بعد الانقلاب العثماني في عام 1908م إذ أولت الحكومة العثمانية اهتمامها بتطوير القدرات المهنية لأفراد الشرطة من خلال فتح مدارس شرطة في إسطنبول , فضلاً عن مراكز من الولايات الأخرى ومن ضمنها ولاية بغداد.
ان هذه الدراسة تتناول البدايات الاولى لتأسيس مدارس الشرطة في الدولة العثمانية، وكذلك مدرسة شرطة بغداد (1911-1917م) وتركز على بداياتها, ومناهجها, ودوراتها الدراسية, والامتحانات, وعدد الملتحقين بكل دورة من الطلاب ومراتبهم وكان مصدرنا الأساسي الوثائق العثمانية غير المنشورة المحفوظة في أرشيف رئاسة الوزراء في إسطنبول, التي زودتنا بمعلومات واحصاءات اصيلة تتعلق بهذا الموضوع.
والله ولي التوفيق
الدكتور: عمر إبراهيم الشلال
787 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع