عندما حاولت عفيفة إسكندر أنْ تغنّي الأطلال قبل أم كلثوم
لا ندري هل الفنانة عفيفة اسكندر تستقبل ضيوفها من الأدباء والفنانين كما كانت في السابق بعد أن تجاوزت الثمانين عاماً من عمرها؟.. كنت اصعد إليها في عمارة (حبو) الواقعة على أبي نواس.. كنا نجلس معاً أعرض عليها صورها أيام الطفولة والشباب كانت تقول لي. أنت ياكمال تثير أشجاني وتذكرني بأشياء جميلة ذهبت أدراج الرياح..
*قلت لها حدثيني عن رحلتك إلى القاهرة.. تنهّدت وقالت:
ــ عندما اختبرت في الإذاعة في ثلاثينيات القرن الماضي وفشلت، قررت الذهاب الى مصر، وهناك التقيت الشاعر إبراهيم ناجي في عيادته فاسمعني قصيدة (الأطلال) قبل أن تغنيها أم كلثوم بسنوات، كما التقيت الملحن محمود الشريف والموسيقار محمد عبد الوهاب الذي عرض عليّ الاشتراك في فيلم (يوم سعيد) غير أن رسالة وصلت إليّ من بغداد تخبرني عن مرض والدتي، فقررت العودة وضاعت تلك الفرصة.
قلت لها مداعباً: ولكنك ظهرت في أفلام عراقية فيما بعد:
ـ هذا صحيح فقد أسند لي المنتج اسماعيل شريف دوري في فيلم (القاهرة بغداد) مع إبراهيم جلال، وإخراج أحمد بدر خان، وقد عرض الفيلم في سينما الحمراء، بعدها اشتركت في فيلم (ليلى في العراق) وعرض عليّ الأستاذ حقي الشبلي الصعود على المسرح، ولم يتحقق ذلك ولا أعرف السبب؟
*ومن أقرب الشعراء الذين كتبوا لك الأغاني؟
ــ كنت على صلة بالشاعر عبد الكريم العلاف وجبوري النجار وسيف الدين ولائي..
ولكن صداقة فنية جمعتني بالفنان عبد الجبار الدراجي، الذي كتب لي ولحّن اغنية (مسافرين) وأغنية (يايمة انطيني الدربيل) وهي آخر ما سجّل لي في التلفزيون قبل الاعتزال في السبعينيات..
*ما قصة حب حسين مردان..؟
ــ حسين مردان شاعر يحب الخيال، وذات مرة حضر للملهى وسمعني وهام بي عشقاً، وكنت أشفق عليه مما جعلته يدّعي بأنني أبادله الحب.. رحمه الله.
*هل تودين العودة للغناء؟
ــ لقد ذهب الغناء مع أهله وما نسمعه اليوم مجرد حكي.
*وماذا عن الصالون الأدبي الذي أقمتهِ في بيتك؟
ــ لقد شاعت في الخمسينيات موضة الصالونات الأدبية.
ولما كانت علاقتي بالشعراء والأدباء على طيبةً، فقد أقمت صالوناً أدبياً كان يرتاده الشاعر حافظ جميل وفؤاد عباس وخليل الرفاعي وحسين مردان، وكان فؤاد عباس يختار لي القصائد من الشعر الفصيح فغنيت (ياعاقد الحاجبين) وغيرها مما لا أذكرها الآن.
المدى/كمال لطيف
713 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع