"" الصعلكة والفتوة ( شقاوات بغداد ) ذكراهم باقية لدى البغداديين""
هناك علاقة كبيرة بين «الفتوةِ» و«الصعلكة» كما لها تناقض لفظي، فكلاهما يؤدي معنىً انساني في الكرم والشجاعة والصدق وحب المساعدة ونصرة المظلوم، هذه الظاهرة وجدت بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام، مرورًا بالعصر الأموي والعباسي، وانتهاءً بالعصر المملوكي، وعند الصوفية، وفي العصر الحديث مع تغير الالفاظ، يرى احمد أمين في كتابه "الصعلكة والفتوة" انه كان في الجاهلية طبقتان مختلفتان ومتناقضتان هما الفتيان والصعالكة
بالنسبة للفتيان
هم أولاد الأغنياء من الشبان وهم أبناء الذوات كانوا يجتمعون ويتخذون لهم محلا مختارا ويعيشون عيشة إباحية فيها خمر وغناء ونساء … ومع ذلك كانوا كرماء يضيفون من نزل بهم ويغدقون عليهم من خيرهم وكانوا يختلفون في مقدار النجدة والكرم والشجاعة
بالنسبة للصعاليك
فالصعاليك ادباء لم تدجنهم "السلطة"، ولم تترك ملحاً في طعامهم، يحبون الحرية، يرفضون مراسيم القبيلة وطقوسها وأمورها، كما انهم يرفضون الكذب والنفاق، ويفضلون أن تسمي الحقائق بأسمائها، ولا همّ لهم إنْ أغضبوا قبيلتهم (السلطة)، أو غيرها، لأن همهم الوحيد أن يكونوا أدباء احرار، هم اولاد الفقراء وهم كرماء وشجعان ويضيفون من نزل بهم في البراري والجبال.
لم تكـن حركة االصعاليك " اشقياء ذلك الزمان" في العصر الجاهلي حركة عادية في ذلك الوقت، بل كانت حركة عظيمة تعبّر عن مرحلة من أهم مراحل الحياة الاجتماعية والأدبية في تاريخنا، وقد كانت اشبه بثورة فردانيّة على القبيلة والمجتمع، يقوم بها شعراء يمقتـون الظلم الاجتماعي وسوء توزيع الثروة ومظاهر الطبقية التي ترفع الأغنياء وتجعلهم وُجهاءَ القبيلة وسادَتها؛ وتضَعُ الآخرين ليكونوا في هوامش الحياة يفترشون الفقر ويلتحفـون الذلة! وقد كان الشنفرى وتأبط شراً والسلِيك بن السلكة وابي خراش الهذلي وصخر الفي وعروة بن الورد وطرفة بن العبد وغيرهم منبوذين في نظام القبيلة القديم، كانت لهم مواقف اجتماعية تطالب بالعدل والمساواة واحترام الهامش ونبذ التقاليد البالية للقبيلة، وحين كان صوتهم الشعري نشازاً في آذان عِلية القوم؛ شنت عليهم الحروب وتعرضوا للإقصاء، فهاجروا منفردين ومجتمعين يطلبون الحرية في الصحراء، يصادقون الذئاب والنمور، ويغزون قبائلهم يسرقون الأغنياء ويطعمون الفقراء، نستذكر ماقاله الشعراء عن ظاهرتهم:
يقول طرفة بن العبد:
اذا القوم قالو من فتى خلت انني** عنيت فلم اكسل ولم اتبدل
فأن تبغني في حلقة القوم تلقني**وان تلمسني في الحوانيت تصطد
ويقول الشنفري:
تَرود الأَراوي الصحم حولي كأنّها ** عذارى عـليهِــن المـلاء المـذيل
ويركدن بِالآصال حولي كأنَّنِـي ** من العصمِ أَدفى ينحي الكيح أَعقل
ويقول زهير بن سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ** فلم تبق إلا صورة اللحم والدم
ويقول عروة بن الورد:
ذا ما هبَطنا مَنهلاً في َخوفـةٍ ** بعثنا ربيئا في المرابِي كالجِذل
يقلب في الأرضِ الفضاء بِطرفه ** هنَّ مناخات و مِرجلنا يغـلي
لكن الصعلوك في آخر المطاف، يبقي على تفرده وفرديته وذاته، بجسده وغريزته وانفعالاته، وليس ذلك الإنسان الذي تضبطه قوانين الآخر، فينصاع لأوامره ونواهيه، فيحدد بمكان، ويقيد بزمان، وإنما ينشد مرور الزمان واستمراريته نحو المستقبل، مصيره مرتبط بالطبيعة، وليس بالقبيلة، فهو انفصام مكاني، وتميز عن الآخر، بالشعر الجريء وليس بالبدن الجسدي.
أما الفتوة فهي تعتمد على مبدأ الفروسية من أداب وصفات أهمها الشجاعة والقوة والوفاء بالعهد وأداء ألامانة وترك الكذب والرحمة باليتيم واكرام الضيف ومساعدة الضعيف والإيثار، ومن الواضح أنها تعتمد على مكارم ألأخلاق التي جاء بها الاسلام، نسبت الفتوة الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي اعتبره الفتيان منبع الفتوة وأصلها،" لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار "، وظلت قائمة في المجتمع الاسلامي خلال عصور تاريخ الاسلام تتطور بتطورها فتقوى حينا وتضعف أحيان.
وفي العصر العباسي اطلق عليهم بالشطار والعياريين، الذين كانوا يريدون إصلاح الخلل الاجتماعي والاقتصادي والقهر السياسي بالقوة، وحماية الفقراء وإسعادهم بالاستيلاء على أموال الأغنياء وتوزيعها على الفقراء، وبعد انهيار الدولة العباسية على أيدي هولاكو سنة 1258، تعرض العراق للغزوات، خاصة من القبائل التركمانية، كالجلائريين وقبائل آق قوينلو وقره قوينلو، الخروف الأبيض والخروف الأسود، وسواها)، أنحسر دور الشطار والعياريين والفتوة.
يحدثنا التاريخ عن ظهور الشقاوات بمعناه الحقيقي وذلك مع تراخي الدولة العثمانية على العراق في النصف الثاني من القرن الثامن عشر عندما بدأت بضعف الولاة وتفشي الفساد والرشوة وفرض الضرائب والفقر الذي رافق حياة الناس فسادت الفوضي، كماظهرت التشكيلات العصابية التي تقوم بسرقة البيوت والأسواق، ومع غياب الامن والقانون، ومن هنا كان من اللازم وجود أشخاص "شقاوات"، في المجتمع وتأخذ مكانتها وشرعيتها من الأهالي أنفسهم لحماية الاحياء من الاعتداءات بكل انواعها، وكان هولاء الشقاوات يتسمون بمكارم الأخلاق ونصرة الضعيف و المظلوم، وفي نهاية العهد العثماني استطاع البعض طرد الوالي العثماني من مدينة بغداد.
في مجال علم الإجتماع العربي يمكننا القول إن لواء الريادية يُعقد للدكتور علي الوردي في دراسة ظاهرة "الشقاوة" كما تُسمى ظاهرة الفتوة في العراق، بدأ ذلك في كتابه: (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي 1965) حيث اعتبر دراسة شخصية "الأشقياء" مدخلا أساسيا لفهم الطبيعة الإجتماعية للمدينة العراقية
يرى الوردي "الشقي" من الناحية القانونية يُعتبر مجرما، غير أنه من الناحية الاجتماعية يُعد من الابطال الذين تفتخر بهم المحلة ويُشار إليهم بالبنان، إنه كان في الغالب يمتهن اللصوصية والسطو على البيوت وفرض "الخاوة" أي الاتاوة على الأغنياء، ولكنه في الوقت نفسه لا يخالف القيم المحلية السائدة فهو في محلّته شهم مغوار يحمي جاره ويراعي تقاليد الدخالة والنجدة.. أما سلوكه الإجرامي فهو موجه ضد الحكومة من ناحية، وضد الأفراد الذين لا ينتمون إلى عصبيته من الناحية الأخرى"، بينما يرى العلامة مصطفى جواد" أن تقاليد الاشقياء تعود إلى أخلاق العيارين والشطار وأهل الفتوة في العهد العباسي"، وللحقيقة التي تقودنا الى الموضوعية في فهم تقاليد الظاهرة، فلم ارى في اي من المصادر والمقالات والتواصل الاجتماعي ومن الاصدقاء سوى اشارتين واحدة عن لصوصية الشقي احمد قرداش وقيامه بالسطو على منزل احد التجار اليهود ليلا، فصعد الى سطح الدار فوجد بالقرب من سرير نوم اليهودي سلة خوص تغطي قدرين صغيرين احدها للرز والآخر بامية، فأكل وشبع وشرب الماء من الكوز "التنكه"، بعدها نزل مسرعاً الى جماعته، فأمرهم بترك الاشياء المسروقة وقال لهم انني اكلت من هذا الدار وصار بيني وبينهم زاد، ولهذا لا نتفق على ماذهب اليه العلامة الوردي حول وصف معظهم باللصوص، والاخرى عن حسن كبريت، كان قاطع طريق .. يسلب الناس أموالهم وحتى أرواحهم .. وقتل الكثيرين .. الغريب أن حسن هذا كان قد انضم إلى المجاهدين في الحرب العالمية الأولى وشارك في معركة 'الشعيبة' ضد الإنكليز، يمكن تسميتهم ب"شقاوات النخوة"، وهم الذين سخّروا قوتهم وإمكانياتهم لنصرة المظلوم والفقير والضعيف على من ظلمهم فقد كانوا يأخذون "الخوة" من ألتجار واصحاب الملاهي الأغنياء لملذاتهم وللفقراء كان أغلبهم عنواناً للنخوة والشجاعة والشهامة.
قصص " الشقاوات" لها بصمات دسمة تلطف الذاكرة في استرجاعها لمحطات في تأريخ بغداد، رجال روحهم حاضرة في الأحياء البغدادية، وان غابوا بأجسادهم الرياضية وبنبرة الصوت الذي يكاد يخرق الصخر، غيرتهم على مصلحة جيرانهم ومحيطهم أكثر من غيرتهم على ذاتهم، شهامتهم وكرم اخلاقهم، مناصرتهم الضعيف والمظلوم وفرضهم الاتاوات والغرور بالقوة، ملذاتهم، لم نسمع او نقرأ عن تعاطيهم للحشيشة ابداً، ويقاتلون "المعتدي" والخائن، كلمتهم كلمة وفعلهم فعل، وهم "الاشقياء" الذين إذا مرّ أحدهم في أي حارة إرتجفت قلوب السكان هيبة ووقارا، فهناك من السياسيين استعان بالشقاوات لغايات انتخابية وشخصية نذكر منهم الباشا نوري السعيد وخليل كنه وصباح السعيد، والحزب الشيوعي والقوميين وحزب البعث استفادوا من شهرتهم في الدعاية والقوة والردع والكسب.
عرفتهم بغداد، وتوارثت الأجيال أخباراهم شقاوة بعد الآخر،، فكل شارع من شوارع بغداد يروي فصلاً من فصولهم البطولية، ولا سيما مناطق الفضل وقنبر علي والعوينة والسنك وباب الشيخ والميدان والكرخ والاعظمية، والجدير بالذكر أن مقاهي بغداد كانت ملتقى لأهم الأشقياء فمنها إنطلقوا لمحاربة الإحتلال والمشاركة في الأعمال القومية والحزبية، وفي المقهى يعقد بعض الشقاوات مجلسهم لحل مشاكل المحلة "ديوان المظالم".. لكن يبقى أبرزهم وأكثرهم شهرة هم:
منطقة الفضل والسنك والعوينة وباب الشيخ وقنبر علي:
عبد المجيد كنه (عم الوزير والسياسي المعروف خليل كنه) الذي عرف بمقاومته للانكليز مقاومة عنيفة وقتله العديد منهم، والذي دعا الى الثورة ومقاومة الاحتلال ، وقام بتوزيع النشرات الداعية لذلك وقد تمكن الانكليز من إلقاء القبض عليه ومحاكمته وإعدامه، حيث دفن في مقبرة الشيخ جنيد في كرخ بغداد،
خليل أبو الهوب وموسى أبو طبرة، محمد فاضل، فاروق الحقاني، تحسين العنبكي، عيسى الوادي، وعبد الأمير عجمي، وعبد الأمير الأسود، وابن شاهيه، وجوامير لنكه، وجبار الكردي واخوه ستار الكردي، وابن عبدكه، وحسن الشيخلي، وعباس السبع، وعباس الجبوري واخوته، ونافع الاسود، جاسم طلايب، ستر بن فضيلة، جعفر ابو العيس، وجبار بن بهية، احمد وابنه شهاب قرداش، عزاوي الحبوري واخوته، جواد الاجلك.
الكرخ باب السيف والشواكة والكريمات والرحمانية:
حمودي الاقجم"العزاوي"، خالد دونكي، كاظم الحاج شهاب، عباس شاكر، ابي خراش الهذلي، صخر الفي، علي ماما، طالب ماهية، محسن سهيل، ابراهيم الشيخ حسن، وغازي الشرين
الكاظمية:كامل الشبلي، حسن كبريت
الاعظمية الحارة والسفينة والكم وشارع عشرين والسفينة:
قيس الجندي، منعم ابو الجاج، صبري بن الصفرة واخوته، طارق صكر، عامر صكر العزاوي، نديم الاسود، قاسم القصاب ابو الكص، عبد الرزاق لفته، حاتم باوي، ثامر التكريتي، قاسم الطنبوري، داود بن ملكة، وبعض من رواد الاعظمية يشيرون الى ان ابراهيم عرب كان من الاشقياء في شبابه، وهناك مكوجي يدعى هاشم الاوتجي شكله وجسمه لا يناسب ان يكون شقيا لكنه يصر على انه شقي، واهل الاعظمية يتذكرون بستة "اكبر شقاوة اليوم هاشم الاوتجي".
ومن اليهود خضوري سويكا المكوجي، باب جامع الحيدر خانه الجانبي، وسمي سويكا لانه يتعاطى تتن السويكا، شلومو ابو السوتلي واطلق عليه هذا اللقب لانه كان دلالا في السوق يتعاطى ببضائع السوتلي والقنب السوري او الهندي، وكان محل عمله في القيصرية بشارع السموءل، هاجر الى لندن لا حقا بولديه.
ومن المسيحين: نعيم مروكي، ناظم عزيز
أما من النساء: الفنانة صبيحة كسرى أم إكرام وخديجة بيدي وفطومة أم خنجر لي ومن المسيحيين نعيم مروكي في العوينة والسنك
في مصر يطلق عليهم الفتوة، ومن مآثرهم ومكانتهم في المجتمع المصري، اقدم أديب نوبل نجيب محفوظ فى عدد من رواياته الشهيرة التى تحولت إلى سلسلة أفلام تستعرض درامياً بالتفصيل نشوء وتطور هذه الظاهرة فى مصر ومنها ملحمة "الحرافيش"، وتأسيس الأجواء الأسطورية لعالم الفتوة في الحارة المصرية القديمة ، حيث كان الفتوات يفرضون الإتاوات على جميع السكان والتجار مقابل حمايتهم وعدم التعرض لهم أو لتجارتهم، وفي بلاد الشام "القبضايا" الذين كانوا فرساناُ في تعاملهم وحبهم لمساعدة الخير لبلدهم، جسدها"مسلسل باب الحارة"، وابو صياح مع غوار الطوشي، وفي لبنان القبضاي ابو العبد.
كانت للأشقياء الاوائل في بغداد طريقتهم الخاصة في الملبس تميزهم عن غيرهم من عامة الناس فالچراوية على الكتف أو على الرأس وهي ملفوفة كيفما اتفق من دون عناية، وكذلك لبس (الگيوة) البيضاء بالرجل واللباس الأبيض الطويل الذي يصل إلى نهاية الكاحل، مع لبس (عرقجين) ابيض مدبب إلى الأعلى، فشخصية الشقاوة رسمها الرسام المبدع غازي عبد الله بشوارب مفتولة ووجه صارم وفيها آثار الشجار والطعنات .. وطاقية الرأس التي يسميها البغداديون ( العرقچين )وبصدر منتفخ وعضلات عليها الوشم، وبعد الخمسينات بدأ الشقاوات بليس اللباس الغربي وتحولت السكينة ام الياي الى المسدس.
ظاهرة "زمن الشقاوات" اندثرت فى عام 1973، وهم الذين رسخوا أصول الرجولة والشهامة فى الأحياء الشعبية البغدادية، فالغائبون هم اكثر حضوراً في الذاكرة، فالذي يحدث اليوم هو شقاوات من نوع معاكس متناقض لممارسات شقاوات ايام زمن، لنسميهم شقاوات التدين السياسي متلبسة بلباس التقوى!! التي تقوم باعمال الاستيلاء على الممتلكات والسرقة والتصفية والاغتيال،أنقل ما كتبه العزيز جلال جرمكا في مقالته الساخرة الهادفة << عودة أيام ـ الفتوة والشقاوات ـ في أحياء بغداد!!.>>
(للأسف تظهر على الساحة جماعات بأسماء مختلفة الا وهم / الميليشيات المسلحة .. لكل جماعة من غير أستثناء مليشياتهم.. موزعون على مناطق العاصمة / بغداد.. واجباتهم معروفة ..أنهم ينفذون ألأوامر وبشكل مضبوط لابل حتى المبالغة :
ــ أنفجارات.. قتل .. أختطاف.. لافرق عندهم بين الرجل والمرأة والطفل الرضيع ..المهم أرضاء أسيادهم وبس !!.
أنهم يختلفون عن الشقاوات بكونهم يحملون أنواع ألأسلحة المختلفة ولايحسبون أدنى حساب للسلطة وأجهزة السلطة !!. .. منهم من يسيطر على البانزينخانات.. منهم على المعامل الصناعية المختلفة.. منهم على ألأسواق والمحلات.. منهم ومنهم..).
إن ما يحدث الآن تعدى الحدود والوصف ولم يعد أحد يتحمل أكثر من ذلك، لن يرحم التاريخ كل الذين شاركوا في خراب العراق الذي يحتاج إلي عقود طويلة من الزمن حتي يعود إلي مكانته وريادته!!، فالقضاء علي هذا الخراب لن يتأتي إلا إذا ازيحت هذه المجموعة من شقاوات التدين السياسي فوراً، ولن تقوم للدولة العراقية قائمة أبداً في ظل هذه المجموعة التي تؤسس للفوضي والخراب.. فاللهم احفظ العراق وشعبه من أتون هذا الخراب وتلك الفوضي، ومن الله التوفيق
سرور ميرزا محمود
833 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع