التليفزيون في بيتك بعد عام واحد!

       

         التليفزيون في بيتك بعد عام واحد!

                      

             


بعد عام واحد.. سوف تعرف وانت في الفراش صباحا هل يومك جميل او مليء بالمتاعب.. بعد نظرة واحدة على شاشة التليفزيون!
من هو الوجه الجميل الذي ترشحه لكي يطل عليك كل صبح من شاشة التليفزيون ويقول لك: صباح الخير!

ان التليفزيون سوف يدخل بيتك قريبا جدا.. ولسوف تفتح عينيك في الصباح على وجه ناعم يتحرك امامك وهو يقدم اليك برامج الصباح..

 ان بعض الناس يتفاءلون بالوجوه الحلوة عندما يفتحون عيونهم عليها.. وسوف يأتي اليوم الذي تنال فيه علاوة فتفرك يديك وتقول:
ياسلام! انا النهاردة اصطبحت بوش همت مصطفى.. اما اليوم الذي يثور فيه رئيسك في وجهك فانك تقول: اليوم بايظ من اوله.. انا اصطبحت النهاردة بوش فهمي عمر!
ان التليفزيون سوف يدخل بيتك قريباً جداً.. اقرب مما تتصور!.. اسمع ماذا يقول لك صلاح عامر كبير مهندسي الاذاعة الذي يشرف على انشاء محطة التليفزيون الجديدة.. انه يتحدث عن قصة بداية المشروع فيقول:
- كان ذلك في اكتوبر من عام 1954 بعد ان حضرت الاجتماع السنوي لاتحاد الاذاعات الاوروبي فقد بدا للمسؤولين بوضوح ان اي تأخير في ادخال التليفزيون في مصر يضر بسمعتها في المحافل الدولية، بعد التقدم الواسع الذي احرزه في جميع الدول الاوروبية بلا استثناء، وراح يؤدي خدمات هامة في المجتمع هذا بينما تستعد دول اخرى لاخراج التلفزيون الملون الى الوجود.
واصبح لا مجال للتردد امام الاذاعة المصرية في ادخال التليفزيون، وخاصة ان مصر قد سبق لها ان عرفته.. وكان من المهم ان تمر مصر بالرحلة التجريبية، واعني التجارب البرامجية اما الامور الهندسية فقد اجتازت هذه المرحلة، الى المرحلة الاستقرارية.
ويسرني ان اقول، ان الاذاعة المصرية ستأخذ بأحدث ما عرف من تجارب الدول الاخرى في الميدان الهندسي.

لماذا لم نبدأ بالتلفزيون الملون..؟
س- لماذا لم تغتنم مصر فرصة تجارب الدول الاخرى، وتبدأ رأسا بالتلفزيون الملون..؟
ج- يحول دون ادخال التلفزيون الملون رأسا في اية دولة من دول العالم حتى في امريكا نفسها، ارتفاع ثمن جهاز الاستقبال، اذ يبلغ حوالي الف دولار اي ما يعادل 400 جنيه، في مناطق صناعته، واذا خضع للضرائب الجمركية المعمول بها في مصر، فسيبلغ ثمنه ثمن السيارة..!
لهذا فمن المسلم به في الاوساط الفنية للتلفزيون انه لابد من عمل مجهود هندسي صناعي، لتخفيض ثمن جهاز الاستقبال من هذا النوع، ليحل محل التلفزيون ذي الصورة بالابيض والاسود.
واود ان اضيف هنا ان التلفزيون الملون، لن يقضي على التلفزيون الابيض والاسود، اذ سيكون الاثر مماثلا لما حدث بالنسبة للفيلم الملون، والفيلم الابيض والاسود تماما.

مصر ترفض في إباء
س- هل يوجد مصدر خارجي يحاول ان يمد مساعدته الفنية او المالية..؟
ج- لقد عرض على الاذاعة المصرية، وحكومتنا، تمويل مشروع تلفزيون كامل على ان يكون التعليم والدعوة الصحية هما هدفه ومجاله وذلك عن طريق اليونسكو، من الابواب الموصودة لذلك، في ميزانيات الدول الاجنبية، ولكن ذلك لم يكن يتفق مع السياسة العليا للجمهورية المصرية.
ورأت حكومة الثورة ان يكون تمويل التلفزيون، كتمويل الاذاعة تماما، من ميزانية الدولة، وان يأخذ الطابع الذي اخذته الاذاعة المصرية اي خدمة الشعب، ولا شيء غير ذلك.

في القاهرة والضواحي
س- ومتى يتم بناء محطة التلفزيون الجديدة..؟
ج- بدئت فعلا اهم مرحلة، وهي تصميم المشروع ودراسته، وتقرر بصفة نهائية ان يخرج المشروع في اول صورة له كاذاعة عامة في مدينة القاهرة وضواحيها في اسرع وقت ممكن، واعتمدت له المبالغ اللازمة في ميزانية السنة الحالية، وسيتم ذلك على وجه التأكيد قبل مضي عامين، وان كانت الجهود تبذل لتنفيذه قبل هذا الموعد فالعامل الاساسي هنا، هو الزمن اللازم لصنع الاجهزة التي تخضع للظروف الصناعية.
ونحن على وشك طرح العملية في مناقصة دولية.

والتلفزيون الملون أيضاً
س- هل تفكر الحكومة المصرية في ادخال التلفزيون الملون في مصر؟
ج- بلا شك اذا نجحت التجربة في الدول الاخرى، لان التلفزيون الملون مرتبط بالنواحي الفنية التي سبق ان ذكرتها، فاذا جاءت التجارب مشجعة في الدول الاخرى فسيدخل في مصر.
وقد روعي في تصميم المشروع الحالي إمكان تحويله الى تلفزيون ملون باقل النفقات.

لابد من مرحلة تجريبية
س- هل تتوقع ان يروج التلفزيون في مصر..؟
ج- في رأيي ان انتشار التلفزيون يعتمد على عاملين:
1- ثمن الجهاز نفسه.
2- مدى ملاءمة البرامج التي ستذاع.
وكلا العاملين خاضع للدراسة، فنحن الآن ندرس الوسائل التي تحقق وجود جهاز استقبال لايتجاوز سعره 50 جنيها كما هو الحال في انجلترا، وسنفتح الباب امام صناعة الاجهزة او تجميعها محليا، كوسيلة لتخفيض السعر، كذلك يبحث في امكان المعافاة الجمركية لفترة طويلة للاجهزة المستوردة.
هذا في ما يختص بالعامل الاول، اما العامل الثاني فهو موكول الى من يناط بهم مهمة اعداد البرامج.
ولا بد من الاعتراف بصراحة، ان التلفزيون سيمر حتما بفترة تجريبية يصادفه، ما قد يصادف اي وليد جديد من مرض وصحة، وهذا ما حدث منذ ادخال التلفزيون في اي دولة اخرى.

أصلح وجه للتليفزيون؟
س- من هو اصلح وجه للتلفزيون واي البرامج ترشحها له.؟
ج- الظروف وحدها هي التي ستقطع بالاجابة من اصلح وجه للتلفزيون، فهناك التجارب، وهناك شيء اسمه صلاحية الوجوه للكاميرا! اما من ناحية البرامج، فالاذاعة الان معنية بتدريب الذين سيتولون اخراج البرامج، وهؤلاء هم اصحاب الرأي المبدئي في اختيار برامج التلفزيون..

مع مدير برامج التليفزيون
وقابلت الاستاذ محمد محمود شعبان – بابا شارو – وهو المدير الحالي لبرامج التلفزيون، في مكتبه.. فلاحظت انه كان منهكما في الاستعداد"لسبوع"ابنه محمد المولود الجديد لماما شارو، صفية المهندس، ولذلك فقد بدأ عليه بوضوح ان عقله كان هناك..! سألته:
س- بصفتك مديراً لبرامج التلفزيون، هل قمت بدراسة كافية في هذا الميدان..؟
ج- قمت بدراسة طويلة، ولكنها ليست كافية، لانها في الغالب نظرية، وقد حضرت افتتاح محطة تلفزيون بميلانو عام 1952، ومع ذلك فأعتقد ان السفر والدراسة العملية شرط اساسي، قبل ان نختار ما يلائم الاذاعة المصرية..

هل هناك خطر على الراديو..؟
س- ايهما تفضل برامج الاذاعة.. ام التلفزيون..؟
ج- هما شيئان مختلفان تماما.. والثاني تطوّر للاول، وانني لسعيد جدا باختياري لهذه المهمة، حيث انني تطورت فعلا مع الاذاعة، وامنيتي ان استطيع تحقيق آمالي في هذا الميدان الجديد.
س- هل يخشى على الراديو في مصر من التليفزيون؟
ج- للتليفزيون  رسالة تماما مثل الراديو، وتتضمن هذه الرسالة البرامج الترفيهية، والثقافية والتهذيبية، واعتقد ان التليفزيون سيكون وسيلة لتسهيل البرامج الاذاعية الثقافية والعلمية وتقبلها من جانب الجمهور ويقيني انه لا خطر على الراديو اطلاقا من منافسه الجديد..!

لم يعدّوا شيئاً..!
س- ماذا اعددتم من برامج التليفزيون للمستقبل القريب؟
ج- لم نعد شيئا حتى هذه اللحظة لان الدراسة العملية لم تبدأ بعد وكلها تعتمد على البعثات التعليمية في هذا الميدان.. وساسافر في نهاية هذا الشهر الى انجلترا حيث اقف على كل ما يدور في محطات التليفزيون البريطانية وسترسل بعثات اخرى، لهذا الغرض.
س- ما هي احب برامجك التي ترى تقديمها على شاشة التليفزيون؟
ج- برامج الف ليلة وليلة.. وعذراء الربيع، ومع ذلك فنرجو ان تكون اذاعاتنا كلها مبتكرة..!

س- هل لديك ما تقوله لمستمعي برامج التليفزيون.. مستقبلا؟
ج- سيجد الشعب في هذه البرامج ما يرفه عنه، ويكون له صدى عميق من الناحية الاجتماعية في محيط الاسرة، حيث يزيد من ترابطها عندما تجتمع كل مساء في موعد خاص لمشاهدة البرنامج المفضل؟!
كذلك سينعم الجمهور بمشاهدة الفنون الاستعراضية.. وهو مالا يستطيعه عن طريق الراديو، هذا بالاضافة الى معالم العالم التي يمكن عرضها على الشاشة..!

نشرة الأخبار أمام التليفزيون
وقال الاستاذ يحيى ابو بكر مراقب الاخبار الذي عاد اخيرا من رحلته في امريكا اثناء حديث طويل دار بيننا.
* ان برامج الاخبار امام التليفزيون تختلف عن نشرة الاخبار الاذاعية، حيث يعتمد الاول على الفيلم والصورة والخريطة، وصوت المذيع وشخصية المذيع نفسه، يجب ان يكون"فوتو جينيك".
وهذه هي الاسس المعمول بها في الشبكات الاذاعية للتليفزيون في امريكا اما المحطات المحلية فلا تأخذ بهذه السياسة الباهظة التكاليف.
* هناك الطريقة البدائية، وهي قراءة الاخبار تماما كما يحدث في الاذاعة، وهذا ما جربته مصر، يوم استخدمت التليفزيون في احدى مناسبات العهد الماضي، وهذه هي الطريقة السائدة في محطات التليفزيون بامريكا الجنوبية.
* تعتمد برامج الاخبار على سرعة وصول الانباء المصورة، ولذلك نرى ان مجال الاخبار هو الراديو قبل التليفزيون.
* ان التليفزيون يفوق الصحافة حيث يمكن عن طريقه نشر ريبورتاجات كاملة بسرعة فائقة، لانه يعتمد على الصور المتحركة والثابتة فهو يشترك مع الصحافة في الصور التي تصل عن طريق الراديو ويتفوق عليها في امكان عرض فيلم كامل على شاشته.
* كل موظف يعمل في اعداد نشرة الاخبار يقابله ستة موظفين في اعداد برنامج الاخبار التلفيزيوني، وهذا يضاعف التكاليف من جميع النواحي.
* من العبث تقديم نشرة الاخبار الصباحية بالتليفزيون لانها لن تجد الجمهور الذي يترك عمله ويجلس ليتابعها.
* اصبح التليفزيون هو الجهاز الجماعي في امريكا اما الراديو فهو الجهاز الفردي الشخصي.

من تختار من هؤلاء لتقول لك صباح الخير؟
صفية المهندس
سوف تنظر اليك فتحس ان وجهها مألوف لديك وليس غريبا تتطلع اليه لأول مرة. انه وجه يبعث على الاطمئنان والثقة والارتياح.. ويتشكل دائما بتشكل الانفعالات التي في صدرها.. ما رأيك في هذا الوجه؟
فضيلة توفيق
لها وجه واضح صبيح.. ضاحك دائما.. عليه ابتسامة مستمرة تجامل بمينة ويسرة.. ليس في وجهها غموض ولا ابهام ولا اسرار.. الابتسامة التي فوقه من القلب دائما.. والدمعة التي فوقه من القلب دائما ايضا.
همت مصطفى
سوف تطل عليك بوجه هادئ يحمل طابع الطفولة الرفيقة الهشة انها تحاول حتى الآن التخلص من عادات طفولتها.. فانها لا تزال تبكي بسرعة اذا غضبت.. ولا تزال تضع اصبعها في فمها اذا حارت أو وقعت في حرج! ما رأيك؟
سميرة الكيلاني
سوف تتطلع اليك وفي قسماتها الرقيقة تعبير يميل الى الرزانة والاتزان.. ان سميرة الكيلاني بهذا التعبير – سوف تجبرك على ان تصدق كل ما تقوله لك.. وهي تمتاز بانها ذات مقدرة على اخفاء عواطفها وابعادها عن وجهها..

الجــــيل/ آب- 1955
المصدر: المدى

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

616 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع