(زكريا) طقس إجتماعي \ ديني عراقي قديم ؛ وخصوصا في مدينة بغداد.
ويحتفل به في ليلة أول أحد من شهر شعبان من كل عام. والغرض منه ان تتوجه النسوة ؛ وخصوصا الفتيات (الحديثات) ؛ بالدعاء من البارئ - عز وجل - لإعطائهن (مرادهن) في عريس او طفل او حل مشكلة ما.
وفي ذلك اليوم الجميل تقوم النسوة بالصيام وقراءة القران. والبعض منهن يمتنعن عن الكلام (صوم خرساوي). كل ذلك مجاراة لما ورد في سورة مريم.
وتعد في هذا اليوم البهيج صينية عامرة بالمأكولات العراقية اللذيذة..
كالزردة وحليب والدولمة والبورك وأنواع الحلاوات والتمر والحمص (اللبلبي) والباقلاء والكرزات والمصقول والملبس وما يسمى بـ (المخلط) والدولمة والسلطات والفواكه ؛ وكل مايشتهي اصحاب (الصينية) وبحسب الموسم.
وأجمل ما يزين الصينية أغصان الياس الذكي الرائحة وأغصان الأشجار؛ والشموع الملونة وشموع الكافور البيض والتي ينبغي أن تكون بعدد افراد الأسرة. وقد إعتادوا ان يضعوا شموع الذكور في أباريق فخارية صغيرة ( ببلبولة) وشموع الإناث في قلل. وكانوا في الماضي يضعون كاسات او (كروزات) مليئة بماء البئر ذي الطعم الخاص. وكان أغلب الناس يتركون الشموع تنطفئ لوحدها بعد إنتهائها ؛ ولا يحبذ إطفاؤها قبل أوانها. ولعل الفتيات هن الأكثر فرحا وإستبشارا بإنقضاء تلك الليلة الجميلة حين يخلدن الى النوم ؛ على أمل ان يتقبل الله نذورهن وأدعيتهن.
ويعد إجتماع وتحلق أفراد الأسرة حول (الصينية) متعة فريدة يحرص البغادة على التمسك بها. ومن جانب آخر تتفاخر النسوة فيما بينهن بصوانيهن العامرة بأنواع المأكولات والملحقات الأخرى. وكان حب الإستطلاع يدفع بنساء الطرف على زيارة جاراتهن للتفرج على صوانيهن. ثم يأخذن في (عصرية) اليوم التالي بالتنابز بالصواني أيهن ألأجمل وألأغنى بالمأكولات.
على ان تنتهي المباراة بإجماعهن ! على ان صينية (أم فلان) هي الأجمل.
929 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع