أحمد سوسة نجم العراق الساطع

  

               أحمد سوسة نجم العراق الساطع

  

  

  
 
أسمه الحقيقي ( نسيم سوسة ) ولكن بعد إسلامه اصبح ( أحمد نسيم سوسة) ولد بمدينة الحلة من عائلة آل سوسة المعروفة عام 1902م وقيل عام 1900 م وهي أسرة عربية يهوديةعاشت في الجزيرة العربية ...يرجع إلى قبيلة (( بني سواسة )) من نواحي حضرموت باليمن ثم نزحت إلى شمال الجزيرة العربية ثم إلى العراق وفيها استقرت على ضفة الفرات الأوسط في عهد الخليفة الفاروق الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

  

أتم دراسته الإعدادية في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1923م ومن ثم ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية فتخرج في كلية ( كولورادو ) فنال منها شهادة بكلوريوس في الهندسة المدنية عام 1927م وواصل بعد ذلك دراسته العالية فحصل على شهادة الماجستير من جامعة جورج واشنطن في سنة 1928م وشهادة الدكتوراه من جامعة جونس هوبكنس سنة 1930م

                               

       أحمد نسيم سوسة يرتدي عباءة التخرج ويحمل شهادة التخرج

وأنتخب عضوا في مؤسسة ( فاي بيتا كابا ) العلمية الأمريكية المعروفة كما منحته جامعة ( جورج واشنطن ) في سنة 1929م جائزة ( ويديل ) التي تمنح كل سنة لكاتب أحسن مقال في موضوع عام من شأنه أن يثبت دعامة السلم بين دول العالم
ويعد الدكتور أحمد سوسة واحد من أقدم المهندسين العراقيين الذين تخرجوا من الجامعات الغربية. وقد كان احمد سوسة يهودي الديانة لكنه أعتنق الإسلام بعد ذلك
    

بعد عودته للعراق، عين مهندساً في دائرة الري العراقية عام 1930م، ثم تقلب في عدة وظائف فنية في هذه الدائرة مدة 18 سنة، حتى عين عام 1946 معاوناً لرئيس الهيئة التي ألفت لدراسة مشاريع الري الكبرى العراقية.
    

الدكتور احمد سوسة مع ملك العراق جلالة الملك المغفور له فيصل الثاني

 وفي عام 1947 عين مديراً عاماً للمساحة ثم مديراً عاماً في ديوان وزارة الزراعة عام 1954، ثم أعيد مديراً عاماً للمساحة وبقي في هذا المنصب حتى عام 1957
عند تأسيس مجلس الأعمار عام 1951 عين مساعدا شخصيا في الأمور الفنية لنائب رئيس مجلس الأعمار إضافة لوظيفته الأصلية. وكان من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1946 وبقي عضوا عاملا فيه حتى وفاته


   

في دار ناجي جواد 12/ تموز/ 1975 من اليمين: عبدالرزاق الهلالي، علي احمد سوسة، د. سوسة، ناجي جواد ،علي جواد الظاهر، عبدالحميد المحاري، طارق الخالصي

 خلال عامي 1939 و1940 ترأس البعثتين اللتين أوفدتهما الحكومة العراقية إلى المملكة العربية السعودية لدراسة مشاريع الري في الخرج والاشراف على تنفيذها. وكان الدكتور سوسة أحد مؤسسي جمعية المهندسين العراقية عام 1938


                                  

تربو مؤلفاته على الخمسين كتاباً وتقريراً فنياً وأطلساً، أضافة إلى أكثر من 116 مقالاً وبحثاً نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة. وتتوزع مؤلفاته على حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة


               

                مع ولديه علي وعالية في حديقة الدار

من أولاده علي (متوفي) له من الأولاد حيدر والدكتورة عاليه مترجمة في الأمم المتحدة (متوفية) في 19 اب 2003 ، رحلت المؤرخة العراقية الدكتورة عالية احمد سوسة (54 سنة ) في تفجير مقر بعثة الامم المتحدة في فندق القناة ببغداد سنة 2004 وكانت انذاك تعمل موظفة في البنك الدولي والدكتورة عالية احمد سوسة عملت استاذة في قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة بغداد ولها كتابات ودراسات عديدة وكانت تتمتع بثقافة عالية وبخلق قويم لها بنت اسمها سارة


                                

وقد احبت بغداد وتراثها حبا جما وكانت تطوف في ازقة بغداد واحيائها وتسجل انطباعاتها ولم يمهلها القدر لاكمال مشروع كتابها عن بغداد ..وكثيرا ما حاورت والدها في كتبه المثيرة للجدل وخاصة كتابه عن اليهود وقد نشرت مذكراته وكانت تزمع اعادة طبع مؤلفات والدها التي نفذت من الاسواق


  

أن آل سوسة كانوا من بين بطون القبائل العربية المتهودة التي حافظت على قوميتها ولغتها وعاداتها مثلها مثل نصارى نجران والمناذرة والغساسنة التي اعتنقت المسيحية ولم تبدل شيئاً من بقية عناصر عروبتها.  وأن أكثر هؤلاء النصارى واليهود من قبائل العرب أسلمت فيما بعد وحتى التي بقيت على يهوديتها بالمدينة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) عاملها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كأمة من المؤمنين في ( صحيفة المدينة ) المشهورة والتي نصت أن اليهود مع بقية أهل المدينة ( أمة واحدة ) لما يجمع بيننا وبقية قبائل المدينة من جامع الرحم واللغة والأعراف والعيش المشترك
 وذكر العلماء ان بعض الأنصاركان مسترضعاً في بني قريظة وغيرهم من اليهود وذكروا أن التزاوج بين القبائل كان شائعاً بما فيها التي تهودت وأن بعض أهل المدينة هودوا أولادهم قبل الإسلام فلما جاء الإسلام ودخلوا فيه أرادوا أكراه أبنائهم ليردوهم عن اليهودية فنزل قوله تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبيَّن الرشد من الغي ) البقرة 256
يورد سوسة إنصاف عمر رضي الله عنه لليهود الذين أجلاهم عن جزيرة العرب ممن لم يكن له عهد خاص مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه بعثا بن التيهان وسهل بن أبي خيثمة وزين بن ثابت فقوموا نصف التربة بقيمة عدل فدفعها إليهم وأجلاهم من بعد ذلك وهذا يعني أنه عوضهم عن أملاكهم غير المنقولة  
يقول أحمد سوسة:
الواقع أنه يتعذر على المرء الذي لم يتقن اللغة العربية ولم يضطلع بآدابها أن يدرك مكانة هذا الفرقان الإلهي وسموه وما يتضمنه من المعجزات المبهرة ولما كان القرآن الكريم قد تناول كل أنواع التفكير والتشريع فقد يكون من العسير على إنسان واحد أن يحكم في هذه المواضع كلها. وهل من مناص للمرء من الانجذاب إلى معجزة القرآن بعد تمعنه في أميّة نبي الإسلام ووقوفه على أسرار حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.. فقد جعل الله تعالى معجزة القرآن وأمّيّة محمد صلى الله عليه وسلم برهانًا على صدق النبوة وصحة انتساب القرآن له العلامة أحمد سوسة اعتنق الإسلام  وكان عمره 34 سنة فهو يقول
يرجع ميلي إلى الإسلام.. حينما شرعت في مطالعة القرآن الكريم للمرة الأولى.. فولعت به ولعًا شديدًا.. وكنت أطرب لتلاوة آياته
بالطبع ليس عجباً أن يغير البشر أديانهم فذلك أمر يجري على نطاق العالم كل يوم طوعاً أو كرها وتتفاوت ردود الافعال حيال ذلك بين مختلف الملل والنحل على أن اليهود يقابلون التخلي عن دينهم كمن دهمه حادث مفجع .....بل أفجع من الموت
إن واحدة من أهم ثلاثة أحداث وقعت له وأثرت على شخصيته هي اسلام عمه  شاؤول حينما كان نسيم صغيراً ... وذلك لما رآه من حزن وأسى وقلق بين كبار أهله اليهود وهم ينفضون ويجتمعون ويرددون همساً والحسرة طاغية عليهم ( إنه صار مسلماً ) إن ذلك المشهد انطبع في ذهنه الصغيروجعله يتساءل لماذا كل هذا الحزن والقلق !!! ؟ وما هو الفرق بين المسلم واليهودي ؟
وظل هذا التساؤل يلح عليه ويدعوه لدى بلوغه أوائل العشرينات الى اكتشاف السر الغامض فانكب على ما كتب حول تاريخ الأديان حين كان طالباً بالجامعة الأميركية ببيروت ثم بعد التحاقه بكلية الهندسة بتكساس تفرغ في الصيف لدراسة علم اللاهوت والأديان المقارنة .
يقول أحمد نسيم سوسة:
( علمت أن الإسلام هو دين الحق الذي يجمع بين الديانات السماوية وهو مبني على المبدأ الإنساني الذي يقوم على المساواة والتسامح والفطرة فاخترته عن قناعة وعقيدة وإيمان وكتمت ذلك عن عائلتي مدة من الزمن حتى أعلمتهم عن اعتناقي الدين الإسلامي بعد أن أنهيت من دراستي الجامعية وحصولي على الدكتوراه من جامعة شيكاغو وعدت للوطن ثم ذهبت إلى مصر حيث قضيت هناك أربعة أشهر مستمرا في جامعة الأزهرمستمعا ومتتبع وهناك أعلنت إسلامي بصورة رسمية في 7 تشرين الثاني عام 1936م ووضعت كتابي (( في طريقي إلى الإسلام )) كتمت ايماني عن عائلتي اليهودية  لكي اجنبها ما تعتقده ( مصيبة ثانية ) تذكرها بمصيبتها الأولى التي طواها الزمن حين اسلم عمي شاؤول
يقول أحمد سوسة:
الواقع أن تحوير وتبديل مصاحف اليهود أثر أجمع عليه العلماء في عصرنا الحالي نتيجة الدرس والتنقيب وقد جاء ذلك تأييدًا علميًا للأقوال الربانية التي أوحيت قبل نيف وثلاثة عشر قرنًا على لسان النبي العربي الكريم صلى الله عليه وسلم
 

     أحمد سوسة من الجالسين على الكراسي هو الثاني من اليمين

   

مؤلفاتـــــــه

مشروعات الري الكبرى وهو يتحدث عن خزان هور الشويحة وطبع الكتاب في مطبعة المعارف ببغداد عام 1947م وفي نفس العام صدر له كتاب ( مشروعات الري الكبرى في خزان بحيرة الشارع ) وله كتاب فريد أسمه ( مأساة هندسية أو النهر المجهول ) ويبحث هذا الكتاب الفريد في منشأ النهر الذي حفره الخليفة العباسي المتوكل على الله في مدينة سامراء لإيصال المياه إلى مدينة المتوكلية وفي تطوره وتطور الأمور الغامضة التي رافقت هذا المشروع وأسباب فشله ونتائج هذا الفشل الخطير بالنسبة إلى خطط إنشاء العاصمة العباسية
وطبع هذا الكتاب في مطبعة المعارف ببغداد في أواخر عام 1947م

كما له 6 أطالس باللغتين العربية والانكليزية ومنها ( أطلس العراق الحديث ) و ( أطلس بغداد ) و ( أطلس العراق في الخرائط القديمة ) و ( الدليل الجغرافي العراقي ) و ( أطلس العراق الإداري ) وهذا الأطلس طبع في مطابع مديرية المساحة العامة ببغداد عام 1952م وغيرها الكثير وتوسع في دراسة الحضارات القديمة في الشرق الأدنى ووادي الرافدين بقدر ما لهذه الحضارات من صلة بأعمال الري والزراعة التي واكبها طوال أربعين عاماً وكتابه الضخم .....  الري والحضارة في وادي الرافدين وكتابه ( فيضانات بغداد في التاريخ ) بثلاثة أجزاء الذي حاز الجزء الأول منه جائزة الكويت لعام 1963 م وله مقالات كثيرة جدا يربو عددها على 116 بين تقرير وبحوث في هندسة الري والجغرافية والتاريخ والزراعة والحضارات القديمة
تم نشرها في المجلات ذات الاختصاص داخل العراق وخارجه .
ومن كتبه البارزة

                    
 
                في طريقي إلى الإسلام  بجزأين عام 1936م

وكتاب ( العرب واليهود في التاريخ ) وبخمس طبعات ونشر عام 1972م خمس طبعات لم تحصل لكاتب عراقي قط وفي ذلك سر دفين كان من لعبة المخابرات ( الموساد ) لأن هذا الكتاب فضح التاريخ الصهيوني المزيف حول أصل اليهود لذلك كان عملاء هذا الجهاز يعمدون على شراء نسخ هذا الكتاب ويتلفونها على أمل أن لا يقع هذا الكتاب في يد المثقفين ويكتشفوا الحقيقة والحقيقة أن معظم كتب هذا العلامة الشهيركانت تختفي من الأسواق بسرعة مذهلة !!!!؟

وكتاب  مفصل ( العرب واليهود في التاريخ ) ونشر عام 1982م وهو عام وفاته
وله مؤلفات باللغة الانكليزية منها عن الري في العراق وعن سدة الهندية وتأريخها وإنشائها مع الخرائط التفصيلية
نال الدكتور أحمد سوسة خلاله مسيرة حياته الطويلة الحافلة بالعطاء المستمر  وسام الملك عبد العزيز آل سعود لتنفيذه مشروع ري مدينة الخرج في نجد عام 1939م و ( وسام الرافدين ) من الدرجة الثانية عن خدماته في دوائر الري والمساحة في العراق عام 1953م و( وسام الكفاءة الفكرية ) من ملك المغرب عن كتابه ( الشريف الإدريسي في الجغرافية العربية ) عام 1976م
 كما فاز كتابه( فيضانات بغداد في التاريخ ) بجائزة الكويت لأحسن كتاب صدر عام 1963 م
إضافة إلى جائزة المنظمة العربية للتدريب والثقافة والعلوم عام 1975م

            

له عدة مؤلفات مطبوعة في الري والهندسة وباللغتين العربية والانكليزية تربو على أكثر من 50 مؤلفا بين كتاب وتقارير فنية منها
الري في العراق وهو كتاب طبع في مطبعة التفيض الأهلية عام 1942م
المصادر عن ري العراق  وهو كتاب جمع فيه العلامة أحمد سوسة المصادرالتي تبحث في شؤون الري في العراق ولخص محتوياتها وعلق عليها وتم طبع هذا الكتاب في مطبعة الحكومة عام 1942م

وادي الفرات بجزأين وهو كتاب يبحث في تاريخ نهر الفرات وتطورات مجراه الرئيسي وتحليل مشروعاته الفنية ومعالجة مشاكله منذ أقدم العصور حتى إلى وقت متأخر والجزء الأول فيه 18 خارطة و15 صورة وطبع في مطبعة الحكومة ببغداد عام 1944م
والجزء الثاني فيه 22 خريطة و26 صورة وطبع في مطبعة المعارف ببغداد عام 1945م
 تطور الري في العراق وفيه 28 لوحة بين صور وخرائط وطبع في مطبعة المعارف ببغداد عام 1946م
في ري العراق وفيه 16 خارطة وطبع بمطبعة الحكومة العراقية عام 1945م
ري سامراء في عهد الخلافة العباسية من جزأين وهو كتاب يبحث في تاريخ سامراء وفي كل ما يتعلق بمشاريع الري القديمة في منطقة سامراءفي عهد الخلافة العباسية
والجزء الأول وفيه 24 لوحة بين صورة وخريطةوالجزء الثاني ومعه 34 لوحة بين صورة وخارطة وطبع في مطبعة المعارف ببغداد في سنتي 1948م و1949 م

                                     


وفاته
توفى الدكتور احمد سوسة في بغداد عام 1402 هـ/1982م رحمّه الله برحمته الواسعة


المصادر
الموسوعة الحرة
مدونة الدكتور ابراهيم العلاف
الصور مأخوذة من صفحة الدكتور احمد سوسة على  الفيسبوك

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

583 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع