العرب/القاهرة - أثبتت إحدى الدراسات الألمانية الحديثة أن التغذية السلمية للطلبة أثناء مرحلة الامتحانات تساعدهم بصورة مباشرة على التحصيل العلمي، ورصدت الدراسة مجموعة من نوعيات الغذاء المفيدة لتلك الفترة، وهي (الفواكه المجففة وعصير الليمون وماء جوز الهند والموز والمكسرات والفول السوداني والبذور).
كما أكد المختصون على أن التغذية تساعد على التركيز أكثر مما يعتقد أغلب الناس. لذلك ينبغي اختيار الطعام بحيث لا يمتلئ البطن تماما ولا يصاب الإنسان بالتخمة بعد الأكل. وينصح بتناول إفطار جيد للحفاظ على مستوى التركيز، أما في الغداء فيمكن تناول ما تيسّر من الطعام الخفيف كالخضروات والفواكه والأرز.
وفي هذا السياق، تقول أستاذة التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة الدكتورة جيهان الحنفي، إن التغذية السليمة هي إحدى علامات نمو جسم وعقل الطفل، لهذا يجب الاهتمام بها بشكل عام ليس فقط في فترة الامتحانات ولكن بصورة مستمرة، ومع هذا فإن هذه الفترة هي فترة استثنائية وتحتاج لعناية خاصة، لدعم تركيز الأبناء.
وتنصح الحنفي بضرورة تناول كافة الأطعمة التي تحتوي على المواد الغذائية الطبيعية، لكن بصورة صحيحة وكميات مناسبة فلا إفراط ولا تفريط، إلى جانب ضبط جدول زمني للوجبات، حيث أن ضبط مواعيد تناول الوجبات يزيد من تحفيز العقل، إلى جانب ضبط معدة الأبناء، كما تنصح بتناول خمس وجبات يوميا، تكون متفرقة وبكميات قليلة على مدار اليوم، إذ تفقد الأبناء الشعور بالجوع، كما أنها تمدهم بالطاقة وتزيد قدرتهم على الاستيعاب والتحصيل، ومن الممكن الدفع بوجبتين صغيرتين من الخمسة، تتوسط الإفطار والغذاء والعشاء، حيث يجب تناول الوجبات الثلاث الرئيسية.
فيما تشدد على ضرورة أن تحتوي الوجبات على عناصر الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية، لا سيما المتوفرة في الخضروات بأنواعها، وكذلك اللحوم الحمراء والبيضاء، فضلا عن الاهتمام بصورة كبيرة بالأسماك، حيث تزيد من التنبه، لاحتوائها على الأوميجا3، والتي ترفع نسبة الذكاء. وتشير إلى أنه من الممكن أن تقوم الأم أيضا بتحضير سلطة التونة، حيث أنها تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات، إلى جانب تناول مولدات الطاقة مثل النشويات، فضلا عن الفواكه والسكريات البسيطة.
وتضيف الحنفي أنه من الضروري تناول المكملات الغذائية في بعض الأحيان إلى جانب تناول بعض المنبهات أثناء فترات المذاكرة، ولكن ليس بصورة كبيرة، ويفضل كبديل عنها تناول العصائر المعدة منزليا.
ووفق الدراسة الألمانية فإن حبات من الخوخ أو المشمش أو الزبيب أو التين معبأة بالسكريات الطبيعية تعزز النشاط، وكذلك عصير الليمون بإضافة قليل من الملح والسكر إليه.
وأشارت الدراسة الألمانية إلى أهمية السموثي، إذ أنه مع ارتفاع درجات الحرارة في موسم الامتحانات يعتبر السموثي خيارا مثاليا كوجبة خفيفة ومرطبة، خاصة إذا احتوى على الزبادي، والفاكهة الطبيعية، والمكسرات، حيث تجمع هذه التركيبة بين مصادر الطاقة القوية والمعادن والفيتامينات والألياف والبروتين.
فيما لفتت خبيرة تغذية إلى أن توتر الطلبة قد يصيبهم في مرحلة الامتحانات بظهور بعض الحبوب على وجههم، مع علامات ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم والاضطراب وكذلك الرغبة في القيء، والاضطرابات الهضمية، وهو أمر طبيعي، ولكن على الأسرة توفير المناخ الكامل للاستذكار وليس فقط توفير الطعام. وتنصح بتناول الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات والحديد مثل الرمان والعسل الأسود والكبد والخضروات بأنواعها، خاصة الخضراء، إلى جانب الموالح لاحتوائها على فيتامين “ج” مثل البرتقال وعصائر الليمون.
وتحبذ أستاذة تغذية أن يتم مد الطالب يوميا بكوبين من اللبن الدافئ صباحا ومساء، حيث أنه يحتوي على الكالسيوم الذي يحتاجه الجسم، إلى جانب أنه يرخي الأعصاب ويفتح مجال للمذاكرة في هدوء، مع ضرورة ضبط ساعات النوم لتوفير حالة الاضطراب والاعتياد على نظام صحي سليم والاستحمام بماء دافئ يوميا.
ومن جهة أخرى حذرت دراسة أميركية سابقة من التأثير السلبي لتناول الوجبات السريعة على أداء الأطفال في المدرسة، حيث قالت إن ذلك قد يؤدي إلى تراجع نتائجهم الدراسية.
وأكدت الدراسة التي أُجريت على أطفال المدارس أن تناول الوجبات السريعة قد يؤدي إلى تراجع نتائجهم في الامتحانات في الرياضيات والعلوم والقراءة. وقال باحثون بجامعة ولاية أوهايو وجامعة تكساس، إن نتائج هذه الدراسة تقدم أدلة أولية على أن تناول الوجبات السريعة مرتبط بنتائج ضارة على الأداء الأكاديمي بين الأطفال.
وخلصوا، فيما يتعلق بنمو القدرات التعليمية، إلى أن طلبة الصف الثامن الذين تناولوا وجبات سريعة بصورة يومية كانت نتائجهم أقل من أولئك الذين لم يتناولوا أي وجبات بأربع نقاط في القراءة وثلاث في الرياضيات وأربع في العلوم. ويرجعون ذلك إلى افتقار المواد الغذائية المستعملة في الوجبات السريعة إلى مكونات أساسية وخصوصا الحديد.
وقالت الدراسة إن المستويات العالية من الدهون والسكريات الموجودة في الوجبات السريعة يمكن أن تؤثر أيضا على التركيز ورد الفعل، كما أظهرت أن الصلة بين تناولها والأداء الأكاديمي ظلت كاملة حتى مع إدراج متغيرات مثل النشاط البدني ومشاهدة التلفزيون والوضع الاقتصادي والاجتماعي.
866 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع