جولة حرة لوارشو .. الحلقة الأخيرة
اعترف وقد يشاطرني الرأي الاحبة من القراء ، ان مرد نظافة هذه المدينة الفارهة الشوارع ، وكبرها الذي يلفت الانظار، يعود الى حقبة النظام الشيوعي الصارم والسابق . واقول الصارم لايعني هذا الذم ، بل الصارم في ان يتعلم المواطن البولوني معنى النهوض بمدينتة وجعلها تنافس عواصم اوروبية اخرى. وهذا ما نجده في اغلب عواصم دول المعسكر الشيوعي السابق. وليّ صديق سبق وان التحق بدورة عسكرية في الاتحاد السوفياتي السابق. وحدثني ان نظافة حتى الحمامات العمومية في شوارع موسكو هي انظف من حمامات بيوت البعض من عندنا.
على كل حال ، فوارشو مستمرة في حركة مواصلاتها ، حيث الباص و الترامواي و المترو تسير بأنتظام وبكثرة ،تنقلك الى انحاء المدينة بأسعار مقبولة والى اوقات متأخرة ناهيك عن سيارات(التاكسي) حيث الأسعار رخيصة قياسا بعواصم الدول الأخرى.
تلك الوسائط حديثة بعض الشيئ فكلها مكيفة تشعرك بالدفء في جو بولونيا الذي تصل فيه درجات الحرارة الى تحت الصفر بارقام كبيرة بعض الاحيان.
المطار راق و بتصميم رائع وألأهم لايبعد عن مركز المدينة أكثر من 15 دقيقة.
لاحظت كثرة الأعلانات في الشوارع و الطرقات و المباني العالية مع انتشار الحدائق الجميلة ، والجزرالوسطية المكسوة بالورود وبأنواع تبهر الناظر وتشده.
خصصت بعض الأيام للقيام بجولات حرة في أنحاء المدينة. حيث المحال الكبيرة (المولات) التي تتوفر فيها ما يحتاجه المواطن. والأهم وجود "الكافتريات" لتقديم ما ترغب من شاي و قهوة وقطع من المعجنات فتلك مسألة مهمة لمن يتجول لساعات و ساعات.
الأسعار من ملابس و عطور وأكسسوارات رخيصة قياسا ببقية الدول وهذا يرجع الى دخل المواطن البولوني بالدرجة الأولى.
لا متسولين في الشوارع
الغريب لم أصادف متسولا في الشوارع وحتى أكون دقيقا في كل تنقلاتي لم المح متسولا . قد يجوز من باب الصدفة أم وفق قوانينهم التسول ممنوع!!.
بائعات الزهور في كل الشوارع وبأسعار زهيدة جدا، المهم وجود دورات مياه أينما تذهب حيث النظافة والماء الحار مقابل شىء لايذكر.
هذا يذكرني بشارع الرشيد حيث كان السياح يحتارون عند خروجهم من الفنادق والتجوال في الأسواق والمحال وهم لايرون أثرا لدورة مياه إلا واحدة كانت في منطقة ساحة الغريري!!.
المطاعم
في وارشو ككل العواصم هنالك العديد من المطاعم لشعوب غير البولونية (الروسية ،الهندية ،التركية ، المصرية ، الأسيوية ) حيث الرز و الكباب والشاورما و السوشي وجميع أنواع المشويات و المقبلات والحلويات الشرقية بأنواعها.
المطعم المصري يقدم أكلات مصرية وعربية الى جانب النارجيلة و الحلويات ولديهم منهاج للموسيقى والغناء و الرقص الشرقي.
الأسعار رخيصة في هذه المطاعم لاتتعدى 20 دولارا للشخص الواحد من طعام وشراب وحلويات تغادر المطعم وانت شبعان ع الأخر.
لم أدلف المطعم المصري ولكن المعلومات اعلاه رأيتها في لوحات الأعلانات على واجهة المطعم.
من بين المطاعم الذي زرتها أكثر من مرة لتناول العشاء كان المطعم الروسي" بابوشكا " ذاع الصيت .
حيث يقدم الذ انواع السمك بالفرن مع البطاطا والخضرة وأنواع الحساء واللحوم والأهم الخدمة الملفتة للنظر والمتميزة .
المطعم تصميمه قديم ، من أثاث بسيط ولوحات قديمة لكن سعيد الحظ من يجد طاولة فارغة بالأخص في عطلة نهاية الأسبوع.
وأكيد تناول الطعام في فنادق ذات الخمس نجوم كالشيراتون تكون الأسعار مرتفعة قياسا ببقية المطاعم .
الفنادق
أسعار الفنادق معتدلة جدا فمثلا نزلت في فندق(النوفوتيل)أربعة نجوم كان السعر مع الفطور الصباحي 100 دولار لليلة الواحدة وأكيد هنالك فنادق أرخص بكثير هذه عدا الشقق المفروشة
الكنائس
في وارشو عدد كبير من الكنائس والذي يجلب الأنتباه واجهاتها المزخرفة والتماثيل التي نحتت بأتقان وأكثريتها قديمة ولكنها لاتزال واقفة بشموخ أمام الزمن.
زيارة قصر الثقافة والفنون*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجمل وأعلى بناية في وارشو ،ولهذه البناية قصة سمعتها من أحد مسؤولي القصر .
هذه البناية الجميلة هي هدية من الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين الى الشعب البولوني.
توجهنا الى هناك وكانت درجات الحرارة باردة جدا لقد رأيت العجب من حيث الجمال و الأبهة ونظافة المكان ومعاملة الموظفين الطيبة مع الزائرين .
شاهدت جموعا من الطلبة الصغار مع معلميهم لزيارة القصر ومعرفة المزيد عنه.
رأيت أكثر من بوابة تؤدي الى قاعات المسارح وهنالك اعلانات عن أسم المسرحية وصور الأبطال و مواعيد العروض.
تذكرة الدخول شئ لايذكر من الدولارات. وهنالك أكثر من مصعد والذي جلب أنتباهي وجود موظفة بأناقتها وزيها الموحد تجلس على كرسي هي التي تتحكم بالمصد حيث تأخذك الى الطابق الأخير ومنه تطل على مدينة وارشو كلها . .يا لهذه المناظر الجميلة والمبهرة.
وهناك أكثر من ناظور بأمكانك التمعن بأجالة نظرك الى انحاء العاصمة.
في هذا الطابق تجد كافتريا لتقديم ما تريد.
وأكشاك لشراء الهدايا.
شبابيك و شبابيك تطل منها على كل زوايا المدينة. سألت عن أمكانية مشاهدة بقية الطوابق فكان الرد بـــلا ، حيث بقية الطوابق مخصصة لجميع أنواع الفنون و الثقافة وتواجد الموظفين وعمال وورش و قاعات وغيرها.
شخابيط العشاق على الجدران!
*قصر الثقافة والعلوم في وارسو
قصر الثقافة والعلوم في وارسو (هكذا يلفظها المواطن البولوني بالسين): Pałac Kultury i Nauki) هو أعلى مباني العاصمة ، وهو نموذج للعمارة الستالينية الكلاسيكية . صممه المعاري الروسي ليف رودنيف وتمت عملية الإنشاء ما بين عامي 1952 - 195
يأتي ترتيب المبنى بالـ 164 بين مباني العالم من حيث الارتفاع، السادس في أوروبا والرابع في دول الاتحاد الأوروبي. يبلغ ارتفاعه 230.68 م ويتألف من 42 طابقا و 3.288 غرفة، يشتمل المبنى على دور عرض، مسارح، متاحف، مكاتب، مكتبات وصالة كبيرة للمؤتمرات تتسع لثلاثة آلاف شخص، ويوجد أعلاه هوائي إرسال للإذاعة والراديو.
نبذة تاريخية
في عام 1951 وفي سياق الحرب الباردة أمر ستالين ببناء هذا الصرح كهدية للشعب البولندي، فبدأت أعمال البناء عام 1952 وانتهت عام 1955، كانت حصيلتها موت 16 عاملا من أصل 3500 جاؤوا من دول مختلفة من الاتحاد السوفييتي. تم الانتهاء من أعمال الأنشاء في عام 1955.
الموقع
يقع قصر الثقافة في قلب وارسو ولكنه بالنسبة للكثير من سكانها رمزا من رموز الهيمنة والاضطهاد السوفييتي في البلاد. لذلك رسمت خطط حكومية عديدة لهدمه ولكن لم يكتب لها النجاح بسبب التكلفة العالية جداً لعملية الهدم. كما يحيط بالمبنى ميدان يعد من أكبر ميادين أوروبا والذي كان في الحقبة السابقة مسرحا للاستعراضات والمسيرات العسكرية الضخمة التي كانت تنظم لتمجيد الشيوعية.
صور متفرقة
للراغبين الأطلاع على الحلقةالثانية:
http://algardenia.com/ayamwathekreat/22054-2016-02-27-22-20-12.html
592 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع