هكذا ادركت ثلاث مقاه كرخية شهيرة
قهاوي عگيل:
گهاوي (لايقال مقاهي) في سوق حماده، وهي اربعة قهاوي متجاوره يرتادها افراد عشيرة العگيل في جانب الكرخ، حيث يسكنون ابتداء من سوق حماده باتجاه (خانات الأباعر) الى (العنازيه) الى (الشيخ معروف)، ثم من منطقة سوق الجديد، التي تبدأ من دكان الحجي احمد العطار حتى قهاوي عگيل، مرورا بجامع عطا وطرف باروده والدهدوانه، والحصانه.
وعگيل يمتهنون التجاره والنقل الى خارج العراق بواسطة الجمال. كما يلتقي في هذه المقاهي قسم من تجار الخيول التي تصدر الى الهند لتركض في ساحة السباق في مدينة بونا الهنديه قرب بومابي. وقد اتخذ النجدي الخبير بالانساب عبد العزيز الصقير هذه المقهى مقرا له حين بدأ بأرسال العراقين الى نجد يوم كثرت أموال السعوديه واحتاجت الى شباب وموظفين من أصل نجدي، وكان عبد العزيز يختارهم ويشجعهم. فذهب الكثير منهم الى السعوديه وتسلموا الوظائف الكبيره، وكان منهم وزراء وسفراء وموظفين في أعلى الدرجات، امثال ابن الرواف، وابن الكحيمي، وابن حجيلان، وابن زين، وابن اوبن الخليل، وغيرهم. فلسنا في باب تعدادهم.
قهوة العگامه، او قهوة حسون:
لأن حسون كان يديرها قبل انتقاله الى قهوة البيروتي التي تقع على الجهه الجنوبيه من الجسر. وكانت قهوة العگامه (مرافقي القوافل وأدلائها) تنقسم قسمين، الكبير منها في البدايه وهي العامه. والصغيره في النهايه. وكان فيها أربع نخلات ويضع اشجار من الدفلاء , وكانت غير مسقفه وتطل على نهر دجله مباشرة، وكان يرتادها الأدباء والفضلاء من اهالي الكرخ، وأذكر منهم عبد الله القصاب، ومحمود عزة عبد السلام، وأحمد البغدادي , محمود مصطفى الخليل , وداود العجيل , ورشيد الهاشمي , وتوفيق الفكيكي , وملا نجم البصير , وسعيد جوجه ’ ويظهر ان كياسه ولطف القهوجي حسون هو الذي حلب الشهره الى المقهى.
قهوة البيروتي:
هو ابراهيم البيروتي الكرخي. وهذا المقهى أكثر سعه من قهوة حسون أذ تمتد الى منتصف سوق خانات الصوف والجلود والدهن مثل خان حمودي الوادي , وخان بيت الهندي , وخان الفنهراوي , وكان مدخل قهوة البيروتي الكبير العريض ملتقى الظرفاء من الكرخ , مثل ملا عبود الكرخي، الفنهراوي، حمودي الوادي , , وتوفيق الخانجي , وغيرهم من التجار اصحاب الخانات التي لم تكن تسمى خانات بل كانت تسمى (أسياف) لكبر مساحتها وتنوع البضائع فيها. وأشتهرت قهوة البيروتي كذالك بالنركيله التي يشرف على تحضيرها وتعميرها الأسطى علوان النركليجي. وكانت زوايا القهوة الخلفية مخصصة الى لاعبي القمار وعلى رأسهم ابراهيم البيروتي نفسه , وهذا هو الذي اساء الى سمعة المقهى وانصرف الناس عنها ولم ينجح البيروتي في قهوة اخرى غيرها
عن كتاب (بغداد في العشرينيات).
عباس بغدادي
554 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع