نوري سعيد وزيارة مركز تدريب بغداد
حضر نوري باشا السعيد رئيس الوزراء والذي كان يشغل أيضا منصب وزير الدفاع وكالة في نفس الوقت ومعه رئيس أركان الجيش لتفتيش فوج تدريب بغداد في معسكر الوشاش لزيارة ووهذا المعسكر الشاسع هو ( متنزه الزوراء ) حاليا كان آمر الفوج المقدم الركن علي نامق وكان الفوج يتألف من أربعة سرايا
وكانت كل سريه تتالف من اربعة فصائل وكل فصيل من اربع ارهاط وكان راس عرفاء السريه هو الذي يشرف على تدريب السريه ..
وكل رهط يتكون من 10 - 12 جندي وكانت الخدمة الإجبارية سنتين ودافعي البدل النقدي( خمسون دينار) والذي يعتبر مبلغا كبيرا عندما كان سعر بيت صغير في منطقه شعبيه لايتجاوز 80 - 100 دينار ومن يدفع البدل النقدي يخدم شهرين فقط..
تهيأ فوج التدريب لهذه الزياره واصطف الجنود والضباط لاستقبال الزائرين وفق تقاليد الجيش وباشرنوري باشا السعيد بتفقد القطعات ووصل الى احد الارهاط وكانوا من دافعي البدل النقدي وتوقف امام احد الجنود ودار بينهم الحوار التالي :
- شتشتغل ... ؟
فرد عليه : لدينا ساحة (سكله) لبيع الرمل والحصو(في ذلك الوقت كان نوري له مقلع حصو في الرمادي )
قال له : وين ؟
رد عليه : في بستان الهندي
قال : أنت من محلة الجعيفر
رد عليه : قريب منهم
فرد عليه الباشا : وما طبيعة عملك ؟
قال الجندي : أقود الدواب للتحميل والتفريغ
ضحك الباشا وقال :احسن متگود الزمايل! تعلم مهنة تفيدك في حياتك مثل وايرمان( كهربائي ) أو فيترجي ( مصلح سيارات )..
وكان ردالجندي : باشا شنو فائدة العسكرية؟؟؟ ،أذا كان الصمون( الخبز) الأسمر حار حين الأكل وبعد ما يبرد يتحول إلى طابوقة تحتاج إلى قلم وچاكوكچ (مطرقة) لتكسيرها ، وإذا غلطت مرة واحدة يضربوني زوبة !!!؟( الزوبة ) عقاب عثماني في الجيش وتتم عن طريق كشف مؤخرة الجندي ويوضع عليها قطعة قماش ويباشر بجلده بواسطة عصا ( خيزرانه ) وتكون العقوبه امام تجمع الجنود ..
ضحك نوري السعيد من قلبه لصراحة الرجل
قال الرجل : سيدي .. جنابكم يعرف ما قيمة الكرامة .. شيء صعب يعني مخازي!!
وضحك نوري السعيد مرة أخرى وقال له :
(لي وعد ... لا صمون أسمر ولا زوبة بعد اليوم )
وثاني يوم كان الصمون أبيض واختفى تقليد الزوبه إلى يومنا هذا ووفى نوري باشا السعيد بوعده ..
3007 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع