بغداديات – طرائف بغداديه رمضانيه
جرت العاده في بغداد يام زمان على تقوم الحكومه بوضع مدفع على شاطىء دجله اسفل بناية وزارة الدفاع ليقوم برمي الاطلاقات الصوتيه ( بدون قذيفه ) في توقيتات الفطور والسحور ,, وكان اهل بغداد متعودين على سماع صوت المدفع للافطار والسحور حتى اصبح تقليدا راسخا منذ ان بدأه العثمانيون في القرون الماضيه ,,
في ثلاثينات القرن الماضي كانت هناك كتيبه مدفعيه صحراويه من مرتبات الجيش العراقي فيها ضابط معروف بميله الشديد لشرب الخمر يوميا (سكير) وقد حاول الكثير من اصدقائه نصحه ولكن لم ينفع معه النصح وهو يشغل منصب امر فصيل مدفعيه من طراز 3,7 عقده الانكليزي الصنع واقترب شهر رمضان وكلفت وزارة الدفاع كما هو معتاد سنويا على تخصيص مدفع الافطار ووقع الاختيار على الكتيبه اعلاه وقد وجد آمر الكتيبه الفرصه مناسبه ليرسل هذا الملازم عله يتوب في اجواء رمضان والصيام وهو يؤدي واجب الافطار والسحور ويكون الى الله سبحانه اقرب ولذلك كلف هذا الضابط مع مفرزه المدفع ورئيس عرفاء جيد واحتياط بعض الجنود ..
غادرت المفرزه الناصريه حيث كان تواجدها ووصلت الى بغداد واخبرت بالوصول وارسلت الى المكان المخصص للاطلاق فبل قدوم رمضان بايام ...
وتم ربط خط تلفون سلكي عسكري على بدالة الدفاع والحكومه في السراي وتم تهيئة الخراطيش اللازمه للرمي واكملت جميع الاستحضارات وهل رمضان بالخير وبدأت فعاليات المدفع بكل نجاح وكان الملازم يوميا بعد الافطار يشوي سمكه من نهر دجله مع بطل عرق ابو الكلبجه ويشرب حتى ياخذه النعاس وينام واستمر الحال كذلك يوميا يتصل مع المفتي وينتظر حتى يبلغه بوقت الافطار لرمي الخرطوشه وكذلك وقت السحور يقوم بالواجب رئيس العرفاء ..
اقترب العيد وطلب رئيس العرفاء اجازته المقرره وكان رئيس العرفاء يدير الامور كلها من الرمي الى الهاتف الى التوقيتات وغادر رئيس العرفاء الى بيته مجازا واصبح لزاما على الملازم ان يدير العمل ومشى الحال في اليومين الاوليين ولكن عندما دعى القاضي مراقبة الهلال قرر الضابط عدم تناول الكحول لان الانتظار سيطول وخوفا من الخطأ وبالساعه الثامنه ليلا اتصل بالقاضي مستفسرا عن رؤية الهلال فقال القاضي لحد الان لم يحضر احد للشهاده ,,
اخذت نفس الملازم تؤمره بالشرب واقنع نفسه بان اليوم لايمكن رؤية الهلال واخرج بطل العرق وبدأ بالشرب وقبل ان يثخن العيار اتصل بالساعه العاشره بالقاضي مستفسرا مره اخرى عن الهلال واجابه القاضي نحن بالانتظار ان ياتي احد الشهود وهنا بدات المشكله حيث يبدو ان عامل البداله ترك الفيش مربوط بين القاضي والملازم وهنا اتصل وزير الاوقاف ورن الجرس عند القاضي والملازم سوية وقال وزير الاوقاف مستفسرا (باچر عيد ؟؟) ولم ينتظر الملازم اكمال المحادثه ونهض مسرعا وامر برمي ثلاث اطلاقات وهي تحية العيد وخرج اهل صوب الكرخ بالدفوف والدنابك والاهازيج لاستقبال العيد وفرحت بغداد ورن الهاتف على الملازم ( وزير الدفاع يتكلم منو ويايه ) ملازم علي سيدي !! انت موقوف شلون ترمي رمي العيد وباچر مو عيد؟؟ انت تدري اسويت ؟؟ ,, بعدين الحساب!! ) ..
كان وزير الدفاع نوري باشا السعيد رحمه الله وبعد العيد جيء بالملازم علي امام الوزير مذنبا وجرت المحاوره التاليه :
الوزير : شلون رميت ومحد گلك باچر عيد؟؟
الضابط : سيدى التلفون دگ وسمعت واحد گال باچر عيد .
الوزير : انت تعرف سويت العيد گبل يوم ؟
الضابط : والله سيدي ممتقصد هذا الي صار ؟؟
الوزير : انت منين اهلك ؟
الضابط : من النجف سيدي
الوزير : لك هاي حلوه انتوا دائما تسوون العيد ورا الحكومه بيوم اشو هالمره قبل الحكومه بيوم ..!!!!
الضابط : سيدي والله ممتقصد بس الصدگ چنت سكران !!..
ضحك نوري باشا وگله يالله يروح ...
عبد الكريم الحسيني
1858 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع