العباسية نيوز/عبدالإله عبد القادر
أم كلثوم زارت بغداد مرتين، الأولى في خريف عام 1932، واستمرت زيارتها أسبوعين، أحيت خلالهما حفلات عدة، ليس في بغداد فحسب، بل وفي مدن أخرى كالبصرة. وفي بغداد أحيت حفلاتها على مسرح الهلال، أما في البصرة فيقال، إنها أحيتها في ناد ليلي، اسمه الزهور لم يبق منه إلا خرابة مهجورة، بعد أن تحول إلى حانة للسائقين والمهنيين، الذين كانوا يعيشون ويعملون حوله في شارع أبو الأسود الدؤلي، وبمرور الزمن، تحول اسم الشارع إلى (بلا أسود) ، أي البلاء الأسود؟؟. ولا أدري كيف انتهى اسم الشارع إلى هذا، بعد أن كان مرتبطاً باسم واحد من أكبر علماء العربية.
أم كلثوم تتوسط الامير عبد الاله ونوري السعيد في منزل جمال بابان احد اعيان بغداد في ثلاثينات القرن الماضي
أما الزيارة الثانية، فأحيت أم كلثوم أثناءها، حفلاً خاصاً للأسرة المالكة في حدائق قصر الرحاب، وتحديداً في الثالث من شهر مايو عام 1946، بمناسبة عيد ميلاد الملك فيصل الثاني، الذي ولد في 2 مايو 1935( اغتيل صباح يوم الثورة، في 12 يوليو 1958)، وكان قد بلغ حين تنظيم تلك الحفلة، الحادية عشرة من العمر.
وقلدت الحكومة العراقية أم كلثوم، في زيارتها الثانية، وسام الرافدين، وهو أعلى وسام يمنح في العراق، في عصر النظام الملكي الذي أسقطته ثورة 1958، وعادت أم كلثوم إلى مصر في الرابع من مايو 1946، أي في اليوم التالي من إحيائها الحفل الملكي في قصر الرحاب، وظلت تحتفظ بهذا التكريم، وغنت لبغداد أجمل أغانيها الوطنية، التي بقيت حية إلى هذا اليوم، وتمنح السامع أملاً كبيراً في عودة جمال بغداد وسمعتها وعظمتها، رغم كل ما تعانيه اليوم من تشوهات، وتخضب شوارعها بدم أبنائها الأبرياء.
1024 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع