عدد من طالبات كلية التربية الرياضية/ جامعة بغداد .. الصورة تعود للعام /1972
كانت الحياة الاجتماعية في العراق وخصوصا في الاربعينيات و الخمسينيات وحتى نهاية السبعينيات مبعث حسد كثير من الامم والمجتمعات , والسبب هو نوع الترابط الاجتماعي المتين, والضمان التعليمي والصحي المتطور, والحركات الثقافية والفنية المزدهرة , وغيرها من الامور الحسنة التي أنعشت روح التسامح والتفاؤل بالمجتمع .
أن حالة النهضة طيلة هذه العقود من الزمن , هي الثمرة الطيبة التي زرعها المغفور له جلالة الملك فيصل الاول ملك العراق , والتي أراد فيها أن يغرس شجرة تثمر دولة مدنية متحضرة , وقد أينعت هذه الثمرة بعد وفاته رحمه الله بعقود وأستمرت بزخمها القوي الى فترات قريبة من الزمن .
لنأخذ مثلا نوع البعثات المرسلة ومنذ نهاية العشرينيات وحيث فصلت في كتاب تأريخ التعليم في العراق في عهد الانتداب البريطاني 1921-1932
للاستاذ عبد الرزاق الهلالي ... كذلك ما ذكر في كتاب ذكريات من مسيرة الحكم الوطني الملكي في العراق ( رؤية من داخل البلاط ) للأستاذ
الدكتور نزار باقر الحسني وحيث يحتوي على مجموعة من الصور النادرة الجميلة . كذلك نشرت تلك العوامل في العديد من الكتب والمصادر المحايدة .
تلك مقدمة بسيطة لما أود تسجيله من أمور عايشناها في الستينيات والسبعينيات وسأذكر بعض تلك الأمور .
1-السفرات الجامعية والمدرسية ...وحيث كانت السفرات الجامعية تنظم الى مختلف مناطق العراق ومدنه كالبصرة ومصايف كوردستان والموصل والحضر والاهوار بالاضافة الى سفرات الى الدول المجاورة والقريبة مثل لبنان وسورية والكويت وايران وتركيا وحيث كان العراق يرتبط بعلاقات طيبة مع كل دول الجوار , وكانت معظم هذه السفرات تنظم أما بالقطار أو بالنيرن وذلك اقتصادا بالاجور ...
أما السفرات المدرسية فكانت للمدن العراقية المختلفة ومواقع الاثاروالمتاحف والمسارح , وتعتمد على المراحل الدراسية وتنظم أما بالباصات أو بالقطار وبوجود مشرفين من الاساتذة والمدرسين والمدرسات والمعلمين والمعلمات , اليوم أفتقدنا لتلك الفعاليات والتي تساهم بشكل جدي في تاخي الطلاب وزيادة ثقافتهم وأطلاعهم .
2-النوادي والنقابات ...وكانت تساهم مساهمة فعالة في توطيد العلاقات بين أصحاب المهن الواحدة أو بين أفراد المجتمع والطبقات الاجتماعية , حيث كانت تنظم السهرات الفنية والغنائية , والمعارض الفنية , والسفرات النهرية وحتى سفرات الى خارج العراق للأعضاء والى مختلف الدول وبأجور مخفضة أو بالتقسيط , وفي هذه النوادي والجمعيات والنقابات برزت عدد من الفرق العراقية والتي كانت تقدم الغناء الغربي والعراقي والارمني والكوردي والاشوري, ومثل فرق الهام المدفعي وشيراك وكنار وغيرها . كذلك تطورت نوعية الطعام والشراب المقدمة وتنوعه بسبب المنافسة بين تلك النوادي والنقابات والجمعيات على تقديم الخدمات الأحسن لزبائنها .
3- المطاعم والمقاهي والكازينوهات.. وكانت تعج بها المدن الكبرى ومراكز الالوية والاقضية , وهنالك مطاعم الدرجة الاولى المتخصصة بأنواع الطعام وكانت معظمها تقدم المشروبات مع الطعام , والمطاعم الشعبية والمتخصصة بالمأكولات الشعبية كالباجة والتشريب وغيرها , أما المقاهي والكازينوهات فكانت تقدم المأكولات الخفيفة والدوندرمة والعصائر والمشروبات الغازية , وكانت تعج بالعوائل والاطفال .
4- الزي الموحد لبعض المؤسسات المدنية .. وكانت تميز تلك المؤسسات بشعارها والوانها مثل السكك الحديد ومصلحة نقل الركاب والخطوط الجوية العراقية وغيرها وكذلك لمنتسبي بعض الشركات الكبيرة كأوروزدي باك وحسو أخوان وغيرها .
5-الفعاليات الرياضية .. مثل لعبة كرة القدم حيث كانت نوادي الحرس الملكي والقوة الجوية واليات الشرطة والفرقة الثالثة ومصلحة نقل الركاب , وبقي التنافس بين القوة الجوية واليات الشرطة لحين تأسيس فريق السكك أو النقل أو الزوراء لاحقا وفرق الجامعة اي الطلبة حاليا والميناء وغيرها من الفرق , وحيث كان التنافس بين الفرق رغم عدم وجود أحتراف وكانت جماهير الفرق تزحف قبل المباريات الكبيرة بعدة ساعات لحجز الأماكن , وكذلك لعبة كرة السلة وكان نادي الاعظمية والهومنتمن الارمني والجيش والكرخ هم الاندية الكبيرة في هذا المجال , وكذلك أنتشرت رياضة الساحة والميدان والملاكمة والمصارعة والسباحة وكرة الطائرة ولكن بنسبة جمهور أقل , وانتشرت الرياضة النسوية وبمختلف الالعاب وخصوصا في الجامعات والاندية وخصوصا نادي الهومنتمن الارمني الذي كان مسيطرا على عدد من الفعاليات الرياضية النسوية .
6-زرع الحدائق الامامية للبيوت .. وحيث كانت معظم العوائل تزرع واجهات المنازل بالثيل والزهور وقسم منها بالصبير لحمايتها من اللصوص, ومن المألوف مشاهدة ارباب الاسر وهم يقومون برش الحدائق في عصريات وامسيات الصيف , وقسم منهم كان يخرج بالملابس السفرية ويناقش موضوع الساعة بتلك الملابس مع جيرانه .
كتبت هذا المقال المبسط عن بعض جوانب الحياة في العراق قبل ما يزيد على ثلاثة عقود ,ولتذكير أجيالنا الشابة اليوم بما كان عليه المجتمع العراقي رغم بساطته وبما يزخر من ذكريات جميلة عطرة عسى أن تعاد يوما ليعيشوها بأمن وسلام وتقدم مع أعتذاري الشديد للأخ العزيز جلال جرمكا والأخوة الافاضل كتاب وقراء الكاردينيا العطرة الغراء بسبب قلة تواصلي ولظروف خاصة راجيا لهم كل الصحة والخير .
الگاردينيا:اهلا وسهلا بالعزيز الغالي(ابو عبدالله الورد)..اخوية هاي وين؟؟؟ والله العظيم مشتاقين..صار أشهر وأشهر تاركنة ولا حرف..شنو يعني في بغداد ماكو انترنيت؟؟؟..لعد كتابنا شلون مستمرين بالمشاركة...لاتنقطع تره نجي الى بغداد ومانخليك تشرب أسكنجبيل..اي نعم أنسويه عقوبة!سررنا جدا بوجودك اليوم..عسى أن تستمر من غير أنقطاع...حدائقنا أجمل بوجودكم...
891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع