موسوعة تغني الباحثين بالمعرفة الوافية الكافية عن هذه طائفة الصابئة المندائيين
العرب/ القاهرة:كتاب يستعرض جذور الصابئة المندائيين وتأثيرهم في الأديان التوحيدية الأخرى باعتبارهم جذر التوحيد الأول، ويستفيض الكتاب في تقديم معلومات شاملة ووافية تشكّل دائرة معلومات متكاملة.
يقع الكتاب الأول من “الموسوعة المندائية” بعنوان “الصابئة المندائيون: دائرة معلومات موجزة” للأديب بشير عبدالواحد يوسف -المقيم في السويد- في 1000 صفحة من القطع الكبير، قسمها المؤلف إلى عشرة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والمصادر. وقد قام بتقديم الكتاب ستار جبار حلو، رئيس طائفة الصابئة المندائيون.
يستعرض كتاب “الصابئة المندائيون: دائرة معلومات موجزة”، الصادر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ في فصوله العشرة وصفحاته الألف الغزيرة بالمعلومات؛ جذور الصابئة المندائيين وتأثيرهم في الأديان التوحيدية الأخرى باعتبارهم جذر التوحيد الأول، ويستفيض الكتاب في تقديم معلومات شاملة ووافية تشكّل دائرة معلومات متكاملة لكل مطلع أو دارس أو باحث في الدين المندائي وأتباعه الصابئة المندائيين.
وقد ظلَّ التاريخ المندائي والفكر المندائي بعيدين نوعا ما عن البحث المُعمَّق والتقصي، لكون الدين المندائي غير تبشيري، ومصادره ومراجعه كانت محدودة جدا ومدوّنة باللغة المندائية الآرامية، وكان أبناء الطائفة المندائية في ما مضى كتومين وخاصة رجال الدين، وساهمت عوامل عديدة في انطواء وانعزال هذه الطائفة، منها هيمنة الأقوام المحيطة بهم، وكثرة الحروب والاحتلالات المتكررة في أماكن تواجدهم، وما خلفته هذه الغزوات من نهب وسلب وحرق للممتلكات، وتلف الكثير من الوثائق والأدلة التاريخية.
وساهم رجال الدين المندائيون في خلق طوق العزلة المفروض على أبناء ملّتهم وعلى الباحثين عن هذا الدين، باحتفاظهم بالكتب الدينية خوفا من الجدال الديني، وكشف أسرار هذا الدين، كما ساهم عزوف مثقفي الطائفة في الخوض في هذا المجال، ما عدا شذرات هنا وهناك، وكان الدافع الأساسي لذلك أن الدين المندائي ليس تبشيريا، والصابئة المندائيون لا يتقبّلون غيرهم للدخول في دينهم ولا يتزوجون من الأديان الأخرى، وبهذا انتفت المنافسة لترويج الأفكار الدينية المندائية وبقيت حبيسة بين أهلها.
لقد كتب بعض المثقفين شيئا عن التاريخ المندائي، ولكنها شروحات سطحية واحتمالات ليس لها أدلة دامغة، وأفكار متكررة ليست مؤكدة، بدايتها غير موثقة ونهاياتها سائبة، ولا تستند إلى مصادر موثوقة بسبب نقل هذه المصادر من أحدهم إلى الآخر دون تدقيق ودراسة وتمحيص، بل اكتفوا بما نقله الأولّون عن هذا الدين، وكان في أغلب الأحيان محرَّفا كتبه الغزاة لغرض الهيمنة ونشر دين جديد أو لترويج أفكارهم ومعتقداتهم. وهناك محاولات أخرى قام بها البعض من المستشرقين الألمان والإنكليز وغيرهم لسبر أغوار هذا الدين القديم.
ولهذا تنتصر “الموسوعة المندائية” منذ كتابها الأول إلى كتابة التاريخ المندائي بدقة وأمانة وحيادية، اعتمادا على الوثائق والآثار والبحث وكل ما هو متوفر في متاحف العالم، وما أفرزته حضارة ما بين النهرين وحضارة الفراعنة في مصر، وتاريخ أورشليم وكهوف قمران ومدينة حران ومدينة مندلي وحضارة مي شان (محافظة ميسان في جنوب العراق)، والآثار التاريخية في مدن الشام ونهر الأردن والمدن والآثار التي خلفها الصابئة المندائيين في مدن عربستان، وما ذكرته كتب التاريخ، والتركيز على الصحيح ونبذ الضعيف منها.
وتتكون “الموسوعة المندائية” من ستة أجزاء، صدر منها: الكتاب الأول “الصابئة المندائيون: دائرة معلومات موجزة”، ويصدر تباعا الكتاب الثاني من الموسوعة بعنوان “الصابئة المندائيون بين الإنصاف والإجحاف”، بينما يصدر قبل نهاية العام 2018 الكتاب الثالث “الصابئة المندائيون: شيء من التاريخ”. فيما تصدر الأجزاء الثلاثة التالية تباعا.
وتعدّ “الموسوعة المندائية” بأجزائها الستة للمفكر بشير عبدالواحد يوسف، لبنة مهمة لتصحيح الأفكار عن التاريخ المندائي ومفاهيم وطقوس الدين المندائي، وإضافة متميزة ستثري المكتبة وتغني الباحثين بالمعرفة الوافية الكافية عن هذه الطائفة العريقة قِدم التاريخ بدءا من أول أنبيائهم آدم رأس السلالة البشرية، وأنبياء الله شيتل (شيت) وسام بن نوح، وإدريس، ويهيا يوهنا (يحيى بن زكريا).
975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع