صدور كتابي: رد على تيودورية – نسطورية البطريرك لويس ساكو
صدر كتابي وهو رد على أفكار بطريرك المتكلدنين ( الكلدان الجدد الذين سمتهم روما حديثا كلدان)
والرد هو علمي لاهوتي تاريخي، وبالطبع لا يمثل وجهة نظري الخاصة، بل هو حقيقة تامة وثابتة وهي أن النسطورية هي هرطقة في الكنيسة الكاثوليكية التي ينتمي لها البطريرك ساكو والذي يريد أحياء النسطورية لأغراض سياسية عبرية إذ من المعروف أن كنيسة المشرق بشقيها هم من بني إسرائيل الذين سباهم العراقيون القدماء ويريدون إحياء كنيستهم وربطها بأورشليم باعتبارهم ورثة كرسي أورشليم، وقلنا في المقدمة:
ليس القصد من كتابنا هذا الدعايةَ أو الترويجَ لأحد المذاهب المسيحية على حساب آخر، إنما قصدنا:
1: أن نُثبت خطأ البطريرك ساكو عقائدياً، ومن كنيسته.
2: كيف بدأت السياسة تلعب دوراً مهماً على حساب العقيدة المسيحية في الكنيسة الكلدانية التي بدأت تجاري شقيقتها الكنيسة الآشورية، وتتحول من كنيسة مسيحية إلى حزب سياسي بحت.
كما لم يكن بودنا كتابة مقدمة فيها أمور تاريخية أو سياسية لولا أن مقال البطريرك ساكو هدفه سياسي أكثر منه ديني، لذلك قدمنا فكرة مختصرة للتوضيح جاء فيها:
من المعروف أن رعية كنيسة المشرق بشقيها (الكلدان والآشوريين الحاليين، الجدد)، هي كنيسة سريانية عبر التاريخ، ولا علاقة لهم مطلقاً بالكلدان والآشوريين سكان العراق القدماء الأصليين، إنما هم من الأسباط العشرة، أعني بني إسرائيل من اليهود الذين سباهم العراقيون القدماء، وليس لديهم وثيقة واحدة، أو جملة واحدة عبر تاريخهم، وتاريخ كنيستهم تقول: إنهم آشوريون أو كلدان. وفي العصر الأخير برزت للسطح محاولة إحياء كنيستهم مُدعين أنهم ورثة كرسي أورشليم
منذ اعتنق قسم من السريان الشرقيين النساطرة الكثلكة سنة 1553م، تم شطب كل ما يتعلق بالنسطورية وعقيدتها من صلوات وطقوس وتعابير لاهوتية من كتب الكنيسة السابقة، كما تم حذف أسماء أساطين ورموز النسطرة، وذكرهم وأعيادهم وتبجيلهم، مثل نسطور +451م وأستاذه تيودورس المصيصي وديودورس الطرسوسي وغيرهم، وهذا أمر مفروض رسمياً من كنيسة روما، لكي تكون الكنيسة كاثوليكية نقية خالية من شوائب الهرطقة النسطورية السابقة، والحق يُقال: منذ نشأت الكنيسة الكلدانية سنة 1830م اتخذت مسلكاً مسيحياً حقيقياً، وقامت بنشاط كبير، روحي، ديني، ثقافي، لغوي..إلخ، وبرز منها كُتاب ومترجمين ولاهوتيين ساهموا في إغناء التراث على الصعيدين المسيحي الديني، والسرياني القومي، واللغوي والحضاري.
بعد تأسيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وقيام الإنكليز بتسمية الشق الذي بقي نسطورياً، آشوريين، لأغراض سياسية، بقي بعض الإكليريوس (رجال دين) والعلمانيين من الكلدان متعاطفين مع إخوتهم السابقين (المتأشورين)، وظهر من الكلدان متعصبين (متكلدنين) كالمطران أدي شير +1915م الذي اخترع كلمة كلدو وأثور سنة 1912م لأغراض سياسية وطائفية، وبعده ظهر آخرون مثل المطران سليمان الصائغ +1965م، البطريرك بولس شيخو، البطريرك +1989م عمانؤيل دلي +2014م، والأب يوسف حبي +2000م وغيرهم، وكانوا متعاطفين إلى حد ما (أقل من أدي شير) مع إخوتهم السابقين واسمهم الآشوري، ولكن بعد سنة 2003م ونتيجة للتطورات السياسية في العراق ظهر مطارنة متعصبون للاسم الكلداني فقط مثل، سرهد جمو وإبراهيم إبراهيم خوفاً من سيطرة الآشوريين، والمهم أن كل هؤلاء إضافة للعلمانيين سواءً كانوا متعاطفين مع الاسم الآشوري أو متعصبين للاسم الكلداني فقط، فقد كانوا مدافعين أشداء للعقيدة الكاثوليكية ضد العقيدة النسطورية الهرطوقية، بل كان أحد أهداف تعاطفهم مع النساطرة، هو كسبهم للكثلكة.
الغريب بالأمر أن البطريرك ساكو لم يكن من بين أولئك من هذه الناحية، بل كان مدافعاً قوياً عن الاسم السرياني، وتراث كنيسته السرياني، أسوةً بالبطريرك جرجيس عبديشوع خياط +1899م، والنائب البطريركي للكلدان في حلب بطرس عزيز +1937م، والأب بطرس نصري +1917م، وألبير أبونا وغيرهم، وقد ألَّف ساكو كتاب آباؤنا السريان، ويقول إن لغتنا هي السريانية وليس الكلدانية، ويدرج خارطة وطن السريان في مقالاته، بل كان اقتراحه توحيد اسم الكلدان والآشوريون والسريان، بالسريان أو الآراميين..الخ.
بعد سنة 2015م بدأ البطريرك ساكو يتأثر بأفكار المتطرفين المتكلدنين أمثال المطران جمو وإبراهيم وبعض العلمانيين المتعصبين للاسم الكلداني (المتكلدنين)، فبدأ يُغيِّر ويضيف " يزوِّر " اسم الآشوريين والكلدان لكتبهِ السابقة ويطبعها طبعة جديدة، والحقيقة أن البطريرك ساكو متكبر ومغرور، وفي نفس الوقت شخصية ضعيفة أمام المتعصبين المتكلدنين، وبدأ يلعب في الآونة الأخيرة دوراً سياسياً أكثر منه دينياً، ويعتلي منابر الإعلام المختلفة، ويبث أفكاره السياسية والدينية فيها مستغلاً صفته كبطريرك.
وينفرد البطريرك ساكو بميزة غريبة عن كل أسلافه البطاركة وآبائه كنيسته من إكليريوس وعلمانيين، وهي: إنه لديه ميول نسطورية واضحة، وقد أشار لي أكثر من رجل دين من مختلف الطوائف إلى هذا الأمر، وعدا ذلك، فهو يؤكد في كتاباته هذا الأمر وذهب أبعد من النساطرة إذ أنكر بتولية العذراء، وقال حرفياً: يُثبت الآباء بتولية مريم إثناء الحبل والولادة وبعدها، وباعتقادي أنهم لا يقصدون المفهوم المادي الضعيف، بل يُشيرون إلى المفهوم الروحي العميق والخصب(ساكو، آباؤنا السريان، ص49).
إن أفكار البطريرك ساكو حسب الكنيسة الكاثوليكية هي هرطوقية، وإذا كانت غاية المطران أدي شير هو كسب النساطرة بالاسم الآشوري، فغاية البطريرك ساكو هي سياسية بحتة لكسب المتأشورين بالمعتقد النسطوري، والذي له هلل النساطرة فعلاً عندما نشر أفكاره، وقبلها قبَّل ساكو يد البطريرك النسطوري دنخا الرابع، وهي قبلة نسطورية، قائلاً له: نحن علينا أن نتحد بالإيمان، ورعيتنا توحِّد الأمة الكلدانية الآشورية، وآخر ما قام به البطريرك ساكو عندما صادف عيد القيامة في 1/4/2018م، تزامناً مع عيد أكيتو الوثني الذي لا يمت بصلة له أبداً، والذي قررت الأحزاب الآشورية سنة 1968م استعماله، واستعمل لأول مرة سنة 1970م، هو تهنئة البطريرك ساكو لرعيته بالعيد ذاكراً عيد أكيتو الوثني قبل القيامة، علماً أن البطريرك ساكو يختلف عن رجال دين الكنائس التقليدية في مظهره، فهو غالباً ما يكون بزي شبه مدني، عدا أنه أحياناً ليست قليلة لا يضع صليب على صدره، وهو ما ليس مألوفاً.
وكان بث البطريرك ساكو لأفكاره النسطورية، في محاضرة في ألمانيا بتاريخ 22/9/2017م، وعنوانها: كنيسة المشرق ليست نسطورية، ثم قام بنشرها في مجلة نجم المشرق عدد 22 / 2017م، ص313 - 321.
1 قمنا بالرد على مقالته وتفنيدها علمياً ولاهوتياً وتاريخياً بعشرين فقرة مقتبسة من مقاله ومن كنيسته نفسها.
2: قمنا بكشف استشهاد البطريرك ساكو خطأ من بعض المؤرخين القدماء.
3: قمنا بكشف تزور البطريرك ساكو من بعض الوثائق التاريخية منها وثيقة سنة 1899م مع إدراج النص الأصلي والمزور.
4: قدمنا نبذة مختصرة عن الهرطوقيين المحرومين، نسطور وأستاذه المصيصي السريانيين، وقمنا بتفنيد آرائه التي يحاول فيها الهروب من نسطور إلى تيودورس المصيصي (الأنطاكي) أستاذ نسطور، كعادة المتاشورين والمتكلدنين، وأثبتنا حرم المصيصي من سنة 553م ومن مراجع الكنيسة الكاثوليكية نفسها.
5: قمنا بالاستشهاد وترجمة فقرات كثيرة من كتاب هيرقليدس لنسطور بالانكليزية.
6: قمنا بشرح اجتماع سنة 612م وةتفنيد ما يقوله البطريرك ساكو وغيره ومن مراجعه.
7: قمنا بتفنيد قول البطريرك ساكو أن كنيسته هي أنطاكية ومن فمه إضافة لوثيقة من كنيسته من سنة 945م.
ويحتوي الرد على ملحقين
ملحق أول: كنيسة المشرق أقرب كنيسة للإسلام.
ملحق ثاني: شرح العقيدة الكاثوليكية والأرثوذكسية والنسطورية الهرطوقية.
الكتاب يقع بتسعين صفحة حجم 17× 26 سم
أرفق نسخة من الغلاف
وشكراً
موفق نيسكو
3025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع